ثم اكملت وقد التمعت عيناها :
- وهذا يجعل الجميع يتذكرنا، فالناس يأتون من البعيد ويستمعون إلى طريقة كلامنا ثم يعودون إلى بلادهم ليخبروا أصدقائهم عن لهجتنا الخاصة وتعابيرنا الغريبة، والكل يعرف أن الكلمة هي أفضل طريقة للدعاية وهكذا فالآخرين يتشجعون أكثر فأكثر لزيارتنا والأستمتاع بالصيف على نحو رائع وبلغتنا الفريدة.
ضحك رايدر وشاركه ذلك بيتر ولم تلبث جينا أن ضحكت هي بدورها وشعرت بالغبطة الداخلية لأنها استطاعت بحديثها أن تجعل رايدر يضحك لمرحها وليس يضحك عليها.
منتديات ليلاس
- كلام رائع.
قال رايدر وهو يبتسم لها.
- انت طبعاً لم تظن انني فتاة جوفاء فارغة العقل أليس كذلك؟.ريحانة
- كلا، أنا لم أظن ذلك.
إلا أن هذا المرح الذي ترك أثراً جميلاً في نفس جينا مالبث أن اختفى فقد عاد الجمود إلى رايدر وارتسمت ملامح الجدية على محياه.
- حسناً.
قالت جينا وهي تنظر بعيداً لتداوي خيبتها من انقلابه السريع هذا وقالت:
- سأذهب الآن، اراك لاحقاً. منتديات ليلاس
رفعت يدها المخبئة في جيبة سروالها الضيق الذي يظهر جمال جسدها المتناسق وحيتهم ثم مضت في طريقها مدركة تماماً أن رايدر يراقبها وهي تغادر وهذا كاف ليشعرها بالاكتفاء ، إضافة إلى أن رايدر سيبقى بالمنطقة وهذا من دون شك ستيح لها رؤيته مجدداً ولا بد أن يعيد تقبيلها، لم لا وهو من قبلها في الامس القريب وفي حال سنحت لهما الظروف والتقيا ثانية لوحدهما، تمنت جينا أن تأتي هذه الفرصة سريعاً وإلا فأنها ستسعى بكل قوتها لصنع هذه الفرصة وبوسائلها الخاصة.

ارجوك!!!!!.....

كمليهااااااااا بسرعة..........

رواية رائعة وصارت اروع لانو الكاتبة ريحانة...........

الامورة والعسولة..........

مع خالص حبي وتقديري............

مشكورة حبيبتي امر مريومة على التشجيع
ماانحرم ان شاء الله من هاطلة

الفصل الثاني

وخوفاً من أن يلحظ أحدهم غيابها عن الحفلة فكرت جينا الانضمام إلى الساهرين ونسيان ذكرياتها الممتعة، كما أنها لا تريد أن يعتقد رايدر أنها هربت منه وهذا دليل ضعف وهي لا تريد أن يأخذ رايدر هذا الانطباع عنها أرادت أن تنشط جسمها فراحت تتمطى كقطة أتعبها الجلوس، لتستعد لمغادرة الغرفة ولكن شريط ذكرياتها فرض عليها البقاء والاستمتاع أكثر وأكثر بذكرياتها التي لم تغب عن بالها أبداً، كيف وهي أجمل مراحل عمرها.
كما أنها ارادت أن تبتعد عن الضجة وأن تنعم بلحظات هدوء وسلام في كنف هذا البيت الخالي، وراحت تغوص في ماضيها فتذكرت جينا ذلك اليوم منذ تسع سنوات خلت، وكان قد مضى عليها ثلاثة أيام من غير أن تر فيها من سكن الروح و القلب معاً بعد لقائها به وسع بيتر عند إصلاح مركبه، فظنت أنه قد غادر.


منتديات ليلاس
أخذت تتمشى على الشاطئ الذهبي، زبد المواج يتكسر عند قدميها بعذوبة وطيور البحر بأجنحتها البيضاء تطير هنا وهناك، لم تكن ترى كل هذا الجمال ولم تشعر به، اكملت طريقها وهي تفكر بأنها حقاً كانت بلهاء حتى ظنت أنها ستتمكن من رؤية رايدر مجدداً.ريحانة
ولاشك أنه وبيتر قد استطلعا معاً منطقة بلوسلك ثم عادا أدراجهما إلى بلدهما ، لم تشعر بأي شيء ولم تدر إلا وقدماها قد أوصلتاها إلى المرفأ، وقد صعقت حقاً عندما رأت قارب رايدر ساحرة البحر، ماتزال متوقفة بالمرفأ، وهو نعم أنه يقف قربها وقفزت من دون وعي وإذا بها تقف أمامه وبفرح لا متناهي.
كان رايدر على ظهر المركب يخيط سارية بيضاء بيديه، نظرت إليه غير مصدقة وقالت:
- مرحباً جينا تفضلي.

منتديات ليلاس
ثم أحنى رأسه بهدوء وراح يكمل عمله.
تمنت لو أن ترحيبه بها كان أكثر ودية ولو أنه لم يدعها بمثل هذه الطريقة وكأنه يدعو طفلاً صغيراً إلى ظهر مركبه لكانت فرحتها برؤيته أنستها هذه الأمور وبسرعة قفزت على ظهر المركب وسألت :
- أين بيتر؟.
- ذهب للتسوق.

كادت أن تدعيه وبيتر لتناول العشاء في بيت جدها، لكنها ، لم تشأ التسرع وقالت أن هذا أمر سابق لأوانه، أخذت تراقبه ثم قالت:
- لقد ظننت انك غادرت ولن تعود إلى هنا ثانية.ليلاس
نظر إليها وضحكة لعوب تشع من عينيه وقال:
- هل ظننت حقاً أنه من الممكن أن نغادر دون أن اودع فتاتي للمرة الاخيرة؟.
منتديات ليلاس
وراحت عيناه تتراصدان ردة فعلها ، فشعرت أنه يمازحها فقط له مبتسمة :
- انك من النوع الذي يحتفظ بفتاة له على كل مرفأ تتوقف به.
وشعرت بأعماقها أنها تكره هذا.
- الغيرة.سألها رايدر ضاحكاً.
- كلا.ريحانة
قالت جينا وهي ترفع رأسها بكبرياء لتخفي حقيقة مشاعرها وقالت :
- ولم أغار، فأنا لست فتاتك على أية حال، إذا قبلة واحدة غير كفيلة بأن تربطك بأحدهن على الاقل، ليس ضمن أصدقائي.
- أنسى دائماً كم أنت مجربة بهذه الامور.
قال بسخرية كتومة وتابع:
- إذا اردت أن تكوني مفيدة حقاً، لم لا تنزلي إلى داخل القارب وتصنعي لنا كوباً من القهوة و الاغراض موجودة على الرف، هل تستطيعي القيام بذلك؟.
- اعتقد هذا.ريحانة
قالت جينا باجتصار وهي تشعر بعدم الرضى من طريقته التهكمية ومن معاملتها كطفلة وتابعت :
- لقد اعتدت على امور التدبير المنزلي منذ وفاة جدتي.
ونزلت إلى القارب وراحت تحضر القهوة ، كانت على وشك الانتهاء حين فوجئت برايدر يدخل و يجلس بتكاسل وراءها، فقالت:
- لقد اوشكت على الانتهاء.
- خذي وقتك، فأنا لست مستعجلاً.
صمت قليلاً ثم تابع:
- ماذا حصل لوالديك جينا.
- لقد فقدا في البحر منذ ان كنت في الثانية من عمري.
أجابته بصوت عادي خالي من أي إحساس فهي للواقع لم تكن تذكر والديها ولهذا لم تشعر بالحزن الكبير عند التحدث عنهما.
- هل كان والدك صياداً للمحار كجدك؟.سألها.
- لا ، لقد كان محامياً ، لكنه مولعاً بالبحر وهكذا أمي على ما أعتقد كانا يذهبان بالقارب كلما سنحت لهما الفرصة ولكن في إحدى المرات تاهوا في العاصفة ولم يعودا أبداً.Rehana
- إذن ، لقد رباك جديك.قال لها.
- لقد كانا رائعين معي.
وحمل صوتها مدى حبها وتعلقها بهما وتابعت:
- وقد خسرنا جدتي منذ عامين ، لقد قال الاطباء ان قلبها توقف، وهنا بقيت انا وجدي منذ ذلك الحين سوياً ، وانا اعتبره بمثابة أعز شخص عندي في العالم كله.
رفعت جينا ركوة القهوة عن النار وصبت لرايدر وعندما عرضت عليه إضافة السكر أو الحليب شكرها قائلاً:
- شكراً فأنا أشربها هكذا.
طلب منها ان تجلس بالمقعد المقابل له وقالت:
- ماذا كنت تفعلين في الايام الثلاثة التي مضت.
- لا شيء خاص.
منتديات ليلاس
قالت جينا وهي تهز كتفيها وتابعت في نفسها سوى انتظار رؤيتك.