بدأت بالذهاب إلى حيث المشروب لكنه امسك بكتفها بقوة وأحست بالنار تنتشر داخل احشاءها وصرخت به :
- لا تلمسني.ليلاس
- لا المسك؟!
قال بسخرية:
- هكذا بدأ هذا الامر لأنك رجوتني ان المسك وانا رفضت.
واجتاحتها أمواج الذل والهوان واشتعل وجهها وخديها، حاولت دون فائدة ان تتخلص من قبضته لكن اصابعه كانت مغروزة بشدة على لحم كتفيها: منتديات ليلاس
- اتركني .صرخت به.
ضحكة خافتة وقاسية خرجت من بين اسنانه وقال:
- هذا ليس ما اردتني ان اقوم به من قبل.
دفعته جينا من ذقنه ولكنها أخطأت وأوقعت كأس البراندي الذي كان بيده فوقع دون صوت إلى الارض المفروشة بالسجاد ولم ينكسر، يده الأخرى شدتها نحوه، القسوة في عينيه اخافتها وجعلتها تقاوم بوحشية.منتديات ليلاس
- اتركني،لا استطيع ان افهمك.اعترفت له وهي تلهث من الإنفعال.
شدتها يده الحديدية الى صدره في حين رفعت يده الاخرى ذقنها لتواجه وجهه وقال:
- لكننا متزوجون الآن، يا حبيبتي، فكل شيء قانوني وانت ملكي ومن حقي الشرعي ايضاً.
نظرته المتوحشة لمعت للحظة باكتفاء واضح من جراء إحساسه بخوفها منه والذي كان واضحاً داخل عينيها الخضراوين.
أخذ يعانقها بقوة وأحست بأنها نسيت العالم ومافيه وأخذت تبادله عناقه ولحظات كان يحملها إلى السرير وعينيها تلمعان من الإثارة والنشوة.
منتديات ليلاس
اصوات الناس في الخارج ايقظت جينا في صباح اليوم الثاني، كانت المخدة لا تزال رطبة من جراء بكاءها البارحة.Rehana
لقد حاول رايدر أن يهدئ من روعها ويوقف بكاءها لكن طريقته بتهدئتها كانت هي نفس الطريقة التي سبب فيها ألمها وبكاءها فتوقف عنها ، وكتم غضبه وتركها لدموعها.
رفعت رأسها بهدوء عن مخدتها وارتاحت حين وجدت مخدته خالية ولم تلبث ان سمعت صوته خارج باب الغرفة ولم تعرف مع من كان يتحدث إلا حين سمعت صوتاً مألوفاً يقول:
- ياإلهي! لا استطيع ان اصدق انك قد تزوجتها فعلاً.
- لم يكن امامي خيار.ليلاس
قال بصوت خافت وتقلصت عضلات جينا وهي تنزل من السرير وترى قطع ملابسها المتناثرة على الأرض وأحست بالإختناق، وصلت إلى حقيقتها وأخذت ترتدي ملابسها صوت المحادثة في الخارج يصل إلى مسامعها.

- لكن كيف ولماذا؟ سأل بيتر بصوت متساءلاً.
- لقد تعرضت للإبتزاز. قال رايدر.
- الإبتزاز؟ كيف حصل هذا؟
واستمعت جينا جيداً لترى وجهة نظره في الموضوع :
- لقد أتت إلى القارب في تلك الليلة وكانت ثيابها مبتلة كلياً، وما إن دخلت لأحضر شيئاً أجفف جسمها وأخذت تطلب مني أن اطارحها الغرام.
- ياإلهي رايدر وهل فعلت...
- لقد طلبت منها العودة إلى البيت والانتظار حتى تكبر ولكنها اندفعت من الباب ولا يستر جسمها غير الشرشف وصارت تركض بالشارع وتقريباً رآها كل أهالي البلدة وهي تغادر القارب بهذه الطريقة.
شعرت جينا بالرخص والإهانة، الحقيقة الجارحة التي خرجت من فمه أشعرتها بالخجل من تصرفها المشين لكنها كرهته لإخباره بيتر بكل هذه التفاصيل حول رجائها الخاص له، لقد كان هذا تصرفاً مقرفاً منه.
منتديات ليلاس
- وماذا فعلت حينها.ليلاس
سأله بيتر وصوته يعكس مدى اهتمامه بمعرفة حقيقة ماجرى، فأجابه رايدر:
- لقد ذهبت وأخذت ثيابها إلى بيت جدها لأشرح للرجل حقيقة ماحصل.
- وألم يصدقك؟. سأله بيتر.
فأجابه:
- بلى لقد صدقني هو شخصياً ولكن المشكلة كانت في سمعة حفيدته التي تشوهت أمام كل البلدة، حقيقة ظل يرددها أمامي ويكررها وهو يعطيني الكأس بعد الآخر.
- تعني أنه حاول أن يجعلك مخموراً؟.سأله بيتر.ليلاس
واستمعت جينا برهافة لتسمع الجواب فقال رايدر:
- لقد نجح في هذا فعلاً، فقد جعلني افكر بطريقة غير واضحة من تأثير الشرب.
- إذا لم تفعل شيئاً مع جينا إذن لماذا قبلت بالزواج وماذا ستفعل بعروس طفلة.
وتابع بيتر قائلاً:
- فأنا لا استطيع أن اتصورك مجبراً على الزواج رايدر فقط لأن إشاعة انتشرت في البلدة حولك وحول الفتاة.
- هذا يعتمد على طريقة الإجبار.
وتركزت السخرية في نبرة صوته وتابع:
- لقد خيرني بين أن اتزوجها أو ان أواجه تهمة بإغواء قاصر وبمحاولة اغتصابها.
- ياإلهي. قال بيتر بدهشة وذهول.
واتكأت جينا على حافة السرير خوفاً من السقوط، البارحة أثناء طريقهم إلى الفندق قال رايدر أنه تزوجها حفاظاً على سمعته لكنها ظنت أنه كان يمازحها لكن من الواضح أنه كان على حق.Rehana
- مخموراً أولاً، لم يكن امامي أي خيار آخر، فالجرائد كانت ستجد في هذا الموضوع خبراًوقصة مثيرة للتنذر بها وتراجع تاريخي وستتساءل إذا كان التلفيفات السياسية حول والدي حقيقية أم لا، حتى ولو رفضت وذهبت إلى المحكمة واثبت خطأ إدعائه فالصحافة ستتناول الموضوع بتوسع وسيسئ هذا الأمر ايضاً لوالدي.
منتديات ليلاس
- أخشى انك على حق. قال بيتر بصوت متردد.
- لقد عرفت جينا أنه قد وضعني بين السنديان والمطرقة.
وكانت الكلمات تخرج من فمه والغضب يغلي داخله.

- وهل تعلم جينا بهذا؟ لابد أنها تشك بالأمر، أو هل تظن أنها كانت مشاركة في اللحظة؟.
- وماتريد أن تسأله فعلاً هو اذا كانت هذه مؤامرة لتأمين زوجاً غنياً لجينا.
ولم تكن جينا بحاجة لترى وجه رايدر لتعلم عن الضحكته السخرية التي كانت تعلو وجهه وهو يكمل :
- لا اعرف في الواقع فقد ظهرت جينا وكأنها غير عالمة بمخططات جدها، لكنها تظاهرت ايضاً بأنها عروس مترددة.
- عروس مترددة.ريحانة
سأل بيتر باستغراب وتابع:
- ماذا تعني بهذا؟.
وتذكرت جينا بألم وهي تغمض عينيها كيف ان قبلاته المتطلبة قد غيرت فوراً شعورها حياله والندم الذي كانت تشعر به لاستسلامها له اصبح مزدوجاً الآن، لقد أغواها وامتلكها فقط ليثبت امراً كان يشتبه به لا بدافع الحب أو حتى الرغبة، ستجعله يدفع ثمن استغلاله لبراءتها وطهارتها له لإغلاقه هذا الموضوع بهذه الطريقة.
- حسناً وماذا ستفعل الآن؟ هل ستخبر اهلك بزواجك وبكيفية حصول هذا الزواج؟.
- بالطبع سأفعل هذا فمهما حاولت الإخفاء لن يصدقوا أي عذر سأعطيه للزواج من مراهقة وذكائهم سيدلهم اني اكذب عليهم.
- ولكن رايدر شقيقتك كارول لن تترك أي شخص إلا وتخبره عن كيفية حصول الزواج ، واصدقائك سينهشون الصفيرة المسكينة ناهيك عن مخالب الفتيات اللواتي يردن الحصول عليك لأنفسهن..أنت قد لا يهمك الأمر فجلدك السميك لن يؤثر فيه هكذا أشياء لكن المسكينة..هي لا تزال يافعة وستمزقها هكذا أحداث.
منتديات ليلاس
- لربما هي تستحق هذا فهي السبب في كل ماحصل.
- ولكن رايدر هذا حرام في حقها أنها لا تزال فتية.
- أو لربما سأجعلها تمل من الزواج وتطلب الطلاق ولكن المهم الآن ألا تصبح حاملاً وإلا لكان علي تحملها إلى آخر العمر، سأعطيها مبلغاً من المال ونتفق على الطلاق، هذا احسن حل.ليلاس
تسمرت جينا من الغضب وأحست بخساسة رايدر وتفكيره ففتحت الباب بسرعة وعينيها تقدحان شرراً من الغضب وقالت:
- كم تريد أن تدفع؟
ظهر الإرتباك بسرعة على وجه بيتر وأحس بالإحراج الشديد لكن قسمات رايدر وبشرته الداكنة لم تفصح مشاعره ، فعادت جينا وقالت:
- لقد ذكرت شيئاً مالاً ستدفعه مقابل الطلاق.
- كم تريدين؟ سألها.
أجابت جينا بأول رقم كبير أتى على بالها، فأستغرب رايدر وقال:
- لقد ظننت انك ستطلبين اكثر من هذا المبلغ بكثير أهذه هي فقط قيمة سمعتك عندك؟ منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
ابتلعت جينا غصتها فهدفها يجعله يدفع غالياً، لم يكن مقصوداً منه أن يدفع مادياً لكنها استجمعت غضبها وقالت :
- لا دخل لسمعتي بالموضوع الآن بعد أن تم زواجنا وأهالي البلدة سيقولون أن هذا ما يحصل حين تتزوج الفتاة شخصاً غريباً وسيضعون الحق إلى جانبي بعد أن اخبرهم عن خساستك وأخلاقك المعدومة وسيقولوا انك قد غررت بطفلة ثم تركتها استطيع تحمل كلامهم عني ولكني لا استطيع أن اتحمل بقائي معك لحظة واحدة.

- هل هذه هي الخطة التي رسمتها أنت وجدك؟ سألها.
- لادخل لك بهذا الآن فلننتهي من أمر الطلاق الآن.ليلاس
لم ترد أن تخبره حقيقة جهلها لما حصل بينه وبين جدها فهو لن يصدمه على اية حال وهي لا تهتم لتحسين صورتها عنده.ليلاس
وبالفعل فقد تم الطلاق سريعاً وذهب في طريقه وعادت هي الى بيتها بعد ان هددت جدها بأنها ستهرب بعيداً في حال عدم موافقته على الطلاق وهكذا فقد نسي الجميع قصتها في السنة الثانية وفي السنة الثالثة توفي جدها اثناء نومه، وهنا أحست جينا أن من حقها استعمال مال رايدر الذي كان لا يزال حتى هذا الوقت محفوظاً في البنك، فباعت منزل جدها وأخذت المبلغ وبدأت حياتها من جديد، وهاهي الآن إمرأة في السادسة والعشرين من عمرها لها عملها الخاص ومستقبلها يبدو مشرقاً، فلماذا زائر كهذا من الماضي سيعكر صفوها ويسبب اضطرابها هكذا كل المشاعر المتفجرة التي ظنت أنها دفنتها للأبد عادت للظهور ثانية.
قامت إلى المغسلة وغسلت يديها فقد شعرت بالحرارة على جسدها، كانت تغسل يدها حين جمدها صوت جاستين وهو يقول :
- جينا ! ماذا تفعلين هنا؟ الحفلة في الخارج وليس هنا.ليلاس
- لقد أتيت لأغسل يدي واستريح قليلاً. قالت وهي تجفف يديها.
- انت تنتقين أغرب الأوقات لتنسحبي من الحفلة.
قال واقترب منها ثم رمى المنشفة بعيداً وامسك يديها بيديه بنعومة واكمل: منتديات ليلاس
- فأنا اريد أن اعرفك على كل اصحابي وانت تختبئين هنا.
- لم اكن اختبئ.Rehana
قالت جينا وهي تغتصب ضحكة دون أن تكون قادرة على مواجهة دفء عينيه البنيتين، رفع يديها إلى فمه وأخذ يلثم أصابعها بحب وقال:
- جينا اتمنى لو انك تخلعي هذا الخاتم، فهو يجعلني أشعر بانني اتلاعب مع زوجة رجل آخر.ليلاس
ارتعشت جينا عند قوله هذا فسحبت يدها من يديه بسرعة وأخفت بشعور بالذنب الخاتم الموجود بيدها.
- لقد اخبرتك..انه خاتم جدتي.
كان الخاتم الذي أهداها إياه جدها العزيز وهو يتمنى أن يدوم زواجها مع رايدر كدوام زواج الجد والجدة.
- انت تدهشينني ياحبيبتي، بعض الاحيان تكونين عصرية ومتحررة ومهتمة فقط بعملك وبعض الأحيان الأخرى أراك ودودة ذات عقلية محافظة وكلك انوثة.
ثم تابع وهو يلمس وجنتيها:
- عندما قابلتك للمرة الأولى، ظننت انك ترتدين هذا الخاتم لتبعدي الشباب امثالي.
- كنت استعمله لهذا الهدف ايضاً. قالت جينا بابتسام.

لطافته ولمسته لها جعلتها تشعر بالارتباك، فقد أتت بعد تذكرها للمسة رجل آخر لها، ذكرى لم تمحى بعد من بالها، لم يكن باستطاعتها ان تصد قبلة جاستين القادمة فهي قد سمحت له بها احياناً من قبل وهي لا تريد أن تتمنع الآن ولن تشرح له شيئاً أو أن تكذب عليه.ريحانة
- هذا لا ينفع...إلا إذا اردت أن يقترب الشاب منك اكثر.
إقترح جاستين وهو يرفع ذقنها باتجاهه ويقترب منها بفمه.
اغمضت عينيها بينما كان يقبلها، كانت شفتيها تتقبل قبلته الحنونة والدافئة بتصلب ومقاومة ضعيفة، حاولت أن تسترخي وأن تتجاوب معه لكن محاولتها باءت بالفشل، الندم سيطر عليها، الندم على سوء حظها بمقابلة رايدر ثانية واسترجاع ذكرى مضى عليها تسع سنوات.
- مع اني اتمنى أن اتابع.
قال وهو يلامس أذنها ولهاثه يحرك شعرها القصير وتابع:
- إلا ان علينا أن نعود إلى الحفلة بما انني المضيف.
- نعم علينا العودة.
وافقت جينا بسرعة وهي متشوقة لإنهاء عناقه لها وخاصة وتجاوبها غير طبيعي.
- ليس عليك أن تظهري شوقك للعودة.
ابتسم جاستين وهو يحيط خصرها بذراعه ويمشيان معاً باتجاه الحفلة.
- الجوع يقرصني. قالت بمرح.
- سنداوي هذا فوراً.ريحانة
واكملا طريقهما نحو الجموع، في وسط الجموع كان رايدر واقفاً، وغصباً عنها رأت نظرها يتجه إليه، رجولته الفائقة وحيويته الظاهرة كانت تميزه عن الآخرين، جاذبيته كانت قوية حتى جينا التي أحست بقوة هذه الجاذبية.
منتديات ليلاس
التقت نظرته بعينيها وتوقفت ، فنظرت جينا بسرعة بعيداً وكان نظرها ينتقل في أي اتجاه ماعدا اتجاه رايدر.ليلاس
تنفست بعمق وقررت عدم جعل رايدر يفسد عليها سهرتها ومزاجها، صدمة رؤيتها له قد تلاشت الآن، ومهما كان كرهها واحتقارها له فهي لن تجعله يفسد عليها متعتها لهذه الليلة.
- لقد عدت في الوقت المناسب.
قالت كاترين لجينا حين اقتربت هي وجاستين واكملت ضاحكة وهي تنظر إلى رجل وإمرأة كانا يقفان قربها :
- لقوا أن اخي يظهر فرواً لحظة جهوزية الطعام.
- انا كنت دقيق التوقيت دائماً.واجابها جاستين بضحكة.
ونظرت جينا بدهشة الى ساعتها لقد امضت في البيت حوالي الساعة وهي غارقة في ذكرياتها، نظر جاستين إلى الضيوف وقال:
- تفضلوا جمعيعاً، لقد افتتحت المائدة.ليلاس
وهنا تقدم الجميع وأخذ كل منهم يخدم نفسه بنفسه ويضع مايريد من أصناف الطعام المختلفة و المشروبات المختلفة وارتفعت رائحة الخضار وطعام البحر الرائعة وامتزجت مع روائح الأطعمة الأخرى المنتشرة في الهواء. منتديات ليلاس
- لم اشارك بهكذا حفلة منذ فترة طويلة، لكن الرائحة الشهية لن أنساها أبداً.
كان المتكلم أحد الضيوف، فالتفتت جينا إليه وعلى فمها ابتسامة مرحبة ولكن نظرات رايدر المركزة عليها جعلتها تقطع ابتسامتها وتدير برأسها بعيداً.