كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قصف الرعد منذرا بليلة ليلاء حين أدخلت تيشا السيارة بحذر الى المرآب وقد حمدت الله على أنهما تركتا بابه مفتوحا وبالرغم من أن ذلك يشكل تشجيعا للصوص على دخول البيت.
وبعدما دخلتا البيت عبر الباب الموصل اليه من المرآب قالت بلانش:
" عليّ أن أنزع هذه البلوزة فورا .... ما رأيك أن تباشري بصنع القهوة ؟".
وسارعت الى التخلص من قطعة ردائها المبللة وأردفت ضاحكة:
" أنه شيء لا يصدق أن أنغمس بالماء الى هذا الحد من مجرد فتح النافذة لبضع ثوان!".
كانت تيشا قد ملأت ابريق القهوة بالماء من تلقاء نفسها , وكتفاها ما تزالان متقلصتين من جراء أنحنائها على المقود وتحديقها المستمر الى الطريق الغارقة تحت سيول المطرمنتديات ليلاس
وقالت لعمتها تمازحها:
" سارعي الى تبديل ثيابك والا جرعت كل هذه القهوة بمفردي!".
وبعد ربع ساعة كانت تيشا تتكور على المقعد الوثير في غرفة الأستقبال وبقربها فنجان طازج من القهوة الساخنة وهي تصغي الى ايقاع المطر على زجاج النافذة فيما البرق يضيء الفضاء في الخارج
كانت بلانش قد غيرت ملابسها وجلست على الأريكة تفتح الرسائل تباعا , وغمغمت قائلة:
" أوه ... ماذا سأفعل الآن؟".
فألتفتت اليها تيشا ورأتها تحدق الى رزمة كبيرة فسألتها :
" ما الخطب؟".
"ذلك الغبي ساعي البريد ., وضع هذه الرزمة في صندوقنا بطريق الخطأ فهي تخص رورك".
" ألا يمكنك الأنتظار لتري رورك ثانية وتسلميها اليه؟".
فقضمت بلانش أظافرها بأنزعاج وأجابتها:
" نعم , يمكنني ذلك , لكن عندما جاء تلك الليلة ليصطحبك الى السهرة , ذكر في سياق حديثه القصير معي أن لديه بعض التخطيطات الهندسية التي كان من المفروض أن ينجزها يوم الأثنين , لكنه جمد التنفيذ لأنه كان ينتظر وصول بعض المعلومات حول أنتاج معماري جديد , وقد أمل أن يتسلمه في بريد اليوم , ولكن الساعي جعلني أتسلمها عوضا عنه".
فلم تقدر تيشا أن تحمل نفسها على الأحساس بأي تعاطف مع مشكلة رورك , فقالت:
" لا لوم عليك في ما حصل".
" صحيح, لكنني أعلم أنه بحاجة اليها ليستطيع أنجاز التخطيط المطلوب , هل لديك مانع في الذهاب بسرعة الى ... أوه ... لا بأس".
هزت بلانش رأسها بدون أن تكمل السؤال وقالت:
" سأحملها اليه بنفسي".
" هذه سخافة , فأنت لست ملزمة بأيصالها اليه في هذه العاصفة!".
" أعلم مبلغ حاجته اليها لأنه من الصعب على المرء أن يحاول أنجاز شيء ما دام يفتقر الى أدوات المواد الضرورية لذلك".
" قلت أنك تخافين قيادة السيارة في طقس عاصف كهذا , ومع ذلك أنت مصممة على الذهاب , أليس كذلك؟".
فأجابت بلانش وهي تفتح خزانة الحائط لتخرج معطفها الواقي وشمسيتها:
" أعرف كيف تشعرين نحوه يا تيشا , ألا أنه جاري وصديقي , وما كان ليحجم عن فعل الشيء نفسه معي لو كان الوضع معكوسا , وبغض النظر عن رأيك فيه".
أذعنت تيشا للأمر الواقع حين أدركت أنها لن تستطيع أقناع عمتها بالعدول عن رأيها , وفي الوقت نفسه لم يطاوعها ضميرها على السماح لبلانش بأن تقود سيارتها في هذا الطقس السيء
فعلى الرغم مما تتمتع به عمتها من أستقلالية وكفاءة فهناك بضعة أشياء ترهبها ومن بينها السواقة أثناء العواصف الرعدية وبعد حلول الظلام.
ولذا قالت تيشا بوجوم وهي تنهض من مقعدها بتردد:
" ما دمت عجزت عن أقناعك , فسأحملها اليه نيابة عنك يا بلانش ".
" لا داعي لذلك".
فردت تيشا بأصرار:
" بل أظنه ضروريا , والآن أرجعي معطفك الى الخزانة ".
" سأرافقك بالسيارة".
" لا حاجة لأن نخرج كلتانا في هذه العاصفة".
منتديات ليلاس
ثم فتحت الخزانة وأعرضت عن الجاكيت القطني برغم تناسقها مع بنطلون الجينز أذ فضلت عليها سترتها الجلدية الواقية من المطر , وأردفت وهي تسحبها من علاقة الثياب:
" أبقي هنا وأحتفظي لي بفنجان من القهوة".
" أأنت متأكلدة من أن المهمة لا تضايقك؟".
" أنا متأكدة , أين الرزمة؟".
" ها هي".
ناولتها أياها وقالت بتردد:
"تيشا , هناك طلب آخر...".
" ما هو؟".
توقفت الفتاة قبل أن تعبر المطبخ الى الباب الموصل بالمرآب وقالت بلانش:
" منزل رورك جدير بالمشاهدة لأنه نموذج رائع للديكور الداخلي فلا بأس أن تتحملي رفقة رورك لبضع دقائق من أجل المشاهدة".
|