كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" سوف يستحيل علي الأستمتاع بحضورك المتسلط!".
" هل تنكرين أن هدنتنا في ذلك العصر أحدثت وقتها نتائج طيبة؟".
وصلت العاملة بالعصير مما أعطى تيشا فرصة للتفكير في جواب مناسب.... ضمت أصابعها حول ساق الكوب الزجاجي الدقيق وهي تتظاهر بتأمله ...
ثم حدجته بنظرة متحدية كانت متناقضة مع نبرة صوتها البادية الليونة حين أجابت:
" لا أنكر أن ذلك العصر كان ذا وجه مشرق, وأنت , كدليل سياحي , كنت وافر المعلومات ومثيرا للأهتمام , لكن عندما حاولت في وقت لاحق أن تغريني بسحرك , أكتشفت أستحالة الأستمرار في الهدنة".
" أن كنت قد شعرت هكذا فلماذا وافقت على الخروج معي هذه الليلة؟".
" أنا لم أوافق... أنت جعلتني أوافق بطريقة الأحتيال".
" أتقصدين أن مجرد رجل عادي أستطاع أن يحتال على أنثى ذكية مثلك ويجعلها تخرج معه؟".
فأحست بكفها حكة ترغّبها في صفع تلك النظرة البريئة الساخرة على وجهه.
وأكمل كلامه بفم ملتو:
" لقد ظننت أنك تحاولين أقناعي بأن الرجال عبارة عن عضل كثير وعقل صغير جدا .... ربما رأيك يحتاج الى بعض التعديل".
" ما قصدت أبدا أن ألمح الى أن الرجال ليسوا منفذين بارعين لمآربهم ".
فضحك وقال:
" لديك مجموعة مفردات واسعة وتقدرين دائما أن تختاري الكلمة المناسبة التي تحوّل المديح الى تحقير".
وهذه المرة , كانت هي التي قوست حاجبيها الدقيقين بسخرية في أتجاهه.
فسألها وهو يلتقط قائمة الطعام مجددا:
"هل نطلب الطعام؟ قد تحبين شيش الكباب المشوي على اللهب الذي ينسجم مع طبعك".
" وأنت , ماذا ستطلب؟ سمك ذئب البحر ؟ أنهم لا يذكرون أذا كان له فم كبير أم صغير".
" في الواقع, أظن أنني سأطلب شيش الكباب , فهو يناسب ذوقي".
كان الطعام كارثة , وأضطرت تيشا في النهاية أن تطلب شريحة لحم مشوية لم تستطب مذاقها على الرغم من طراوتها وعصيرها , ولو أنها كانت تمضغ قطعة من الجلد لما وعت الفارق بينهما
ففكرة واحدة كانت تسيطر عليها , هي أن تنهي العشاء وتعود الى بيت عمتها , أعتذرت عن شرب القهوة في ما بعد ثم أضطرت لأن تجلس ساكنة حتى يشرب رورك قهوته.
ولما أعاد أخيرا فنجانه الى الصحن سألته بصبر نافذ:
" هل نذهب الآن؟".
" أظن ذلك".
وأشار الى النادل بأن يأتيه بالفاتورة.
كانت هناك دقائق أخرى من الأنتظار , مشت تيشا مسرعة في أتجاه الباب الخارجي وكلها لهفة الى مغادرة المكان
لكن أصابع رورك أطبقت على لحم ذراعها اللدن مخففة من سرعتها
وقال لها:
" هناك مرقص صغير في الطابق الأول وقد خطر لي أن نقضي فيه ساعة أو أثنتين".
منتديات ليلاس
فتصلبت لدى سماعها كلماته وقالت وهي ترفع اليه بصرا متوقدا:
"وأذا رفضت وألحيت عليك بأعادتي الى البيت؟".
فرمقها بثقة مغرورة وأجاب:
" لكنك لن تلحي , أليس كذلك؟ لن تحرميني من رفقتك المفعمة بالحيوية أو بالأحرى رفقتك الجذلى؟".
" كان يجب أن تقول رفقتي المغتصبة".
غير أنها لم تقاوم حين قادها بعيدا عن الباب وهبط معها الى الردهة ومن ثم الى غرفة خافتة الأضواء كانت مكتظة بأزواج من الرواد مجتمعين حول طاولات صغيرة
ومضاءة بشموع عنبرية متراقصة, وجدت تيشا صعوبة في التكيف البصري مع ظلمة الغرفة النسبية
مما أضطرها للأعتماد على رورك الذي قادها الى طاولة صغيرة مستديرة , كانت هناك فرقة جاز تعزف مقطوعات غنائية هادئة.
وسألها رورك بعد أن طلب شرابا:
" هل نرقص؟".
أعصابها باتت على وشك الأنفجار لكثرة ما كتمت من غليان
فأهدته نظرة كره ساخط وقالت:
" ما جئنا هنا الا من أجل الرقص , أليس كذلك؟".
|