لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-10, 08:25 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" صحيح, أنت رسامة مثل عمتك , أليس كذلك؟".
" أنا بالكاد مثل بلانش , هي فنانة أصيلة وأنا أرسم كهواية".
" كنت أحسب نفسي في حضرة عبقرية بارعة! أن مزاجك مزاج فنانة ".
" لا يمكنك أتهام عمتي بالمزاجية الفنية , أنك لن تلتقي أنسانة هادئة الطباع مثلها, ولذا لا تلصق بي هذا الطابع".

" لا بد أن بلانش كانت أستقلالية النزعة مثلك والا لما أستطاعت أن تنجح بمفردها , كذلك هي مثلك , أمرأة دافئة وحساسة , وهذا الجانب من الوحيدة التي تجعلنا نتأكد من حبنا لشيء ما".

فراحت تيشا تتأمل القوة الكامنة في خط حنكه , وعظمتي وجنتيه المنحوتتين وأنفه, الغمازة الخفيفة في ذقنه البارز , وتوقفت لحظة عند خط فمه ثم رفعت بصرها الى عينيه ... فقال:
" ما زلت عاجزة عن السماح لنفسك بالموافقة على آرائي , أليس كذلك؟ ".

قال بلطف لكنه لم ينتظر جوابها ومضى يشرح تاريخ المنطقة بقوله:
" كان الهنود الحمر يسمون هذا المكان بوادي الأبخرة , وهذه الأرض كانت قيّمة لدى جميع القبائل وحيث كانوا يقصدونها في سلام ليغسلوا مرضاهم وجرحاهم بمياه الينابيع ... لقد ذكرت سابقا أننا على أرض محايدة وأنا مستعد لأعلان هذنة مؤقتة أذا وافقت".

كان طلبا لتسوية لم تكن كذلك في الواقع , لكن تيشا ابتسمت بمرح وغمغمت قائلة:
" يا له من خيار! أذا لم أوافق على أن تقوم بمهمة الدليل فستفعل ذلك في أي حال".
" أنه يشبه خيار هوبسون الى حد ما , أما هذا الحصان أو لا حصان على الأطلاق , أليس كذلك؟".

ضحك رورك راضيا , ولأول مرة منذ ألتقيا أجابته بأبتسامة صادقة طروب أمتدت الى عينيها وقالت وهي تتنهد:
" أذن , ناولني غليون السلام , ( تقليد للهنود الحمر).
" بما أنني لا أملك واحدا , فهل نستعيض عنه بالمصافحة؟".

وضغطت يده الكبيرة والقوية على يدها فأحست دفقا من الدفء يسري في دمها ورافقها هذا الأحساس حتى بعد أن أفلت يدها , ثم أنتشرت على وجهه أبتسامة بطيئة آسرة كاد وهجها يعميها حين أستدارت اليه مستجيبة لضغط يده على ظهرها .... وأعلن رورك بصوت منخفض موسيقي أحسته يتماوج حولها:
" سنتمشى أولا على طريق المنتزه لننتقل الى جو التاريخ القديم ببداية أفضل".
منتديات ليلاس
كان قد قصر خطواته الواسعة الرياضية ليجاري خطاها وهما يعبران الطريق المعبدة في أتجاه الجبل المشجر والمرتفع في قلب المدينة.
" يجب أن تروي لي كل شيء عن هوت سبرينغز".
أمرته تيشا بتهكم لعوب , فشرع يقول بطاعة ساخرة:
" لما عرف جميع الهنود بأمر الينابيع صارت قصصهم حول قدراتها العلاجية تنتقل من قبيلة الى قبيلة , ويعتقد أن هذه الحكايا هي التي حدث بالمكتشف الأسباني يونس دي ليون الى أن يأتي باحثا عن ينبوع الشباب , لكنه لسوء الحظ لم يتوغل في أسفاره في داخل البلاد ليجده , ولذا فالرجل الأوروربي الأول الذي شاهد وادي الأبخرة كان الأسباني أيرناندو ديسوتو الباحث عن الذهب , وقد دله اليه بعض الهنود الودودين".

وهنا سدت طريقهما صخرة كبيرة فتوقفا وقال رورك:
" اللوحة المعدنية على هذه الصخرة المسامية تسجل تاريخ وصول ديسوتو الى هنا في العام 1541".
ثم قادها حول الصخرة الى الدرجات المؤدية صعودا الى جانب التل وحيث يوجد طريق قرميدي فسيح مظلل الأشجار ومنثور عليه مقاعد وطاولات.

وتابع رورك يقول:
" لكن في العام 1682 جاء المكتشف الفرنسي لاسال الى هنا وطلب بضم المنطقة الى فرنسا , وأذا كنت تذكرين تاريخك الأميركي , فالمنطقة كانت معطاة الى أسبانيا ثم أعيدت مجددا الى فرنسا طبقا لمعاهدة مدريد السرية ثم باعها نابليون الى الولايات المتحدة الأميركية كجزء من صفقة لويزيانا , أما الرئيس جفرسون الذي مهد للصفقة , فقد أرسل في العام التالي الى هنا اأثنين من العلماء ليعرفا أكثر عن هذه المياه الساخنة التي تتدفق من الجبل".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 08:32 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


" قلت أن المكان كان يسمى بوادي الأبخرة فلماذا لا يوجد الآن أي بخار؟".
" ذلك لأن ينبوعين فقط من مجموع أربعة وسبعين ينبوعا تركا مفتوحين لأغراض سياحية , أما الباقي فقد تم تحويله الى مخزن مائي أرضي وحيث يتوزع أنابيب الى بيوت الحمامات المختلفة , أن مدينة هوت سبرينغز قائمة في وسط حديقة وطنية , وقد أقر مجلس الشيوخ في العام 1832أن تعزل المنطقة بكاملها ولكن هذا القرار عدل في ما بعد بحيث سمح بأن تنمو المدينة حولها".

قادها وهو يمسك بمرفقها على منحدر وقال:
"ينابيع العرض تبدو تحتنا".
وعلى هذه الناحية من الجبل , كانت بركتان صافيتان من المياه البخارية وسط صخور تشبه كثيرا الصخرة الكبيرة التي رأتها تيشا في بداية مشوارهما
كان مشهدا حراجيا مفعما بالسكينة والسلام , وصورة مصغرة عن الغابة الواقعة خلف صف الحمامات التجارية

غطست أصابعها ثم سحبتها بسرعة من مياه البركة الساخنة
فقال رورك باسما:

" معدل حرارة المياه25 درجة مئوية من مصبها في الجبل".
" وما الذي يجعلها ساخنة الى هذا الحد؟".
" هناك عدة نظريات حول ذلك أنما لم تثبت أي منها , أن كل المياه الحرارية الآتية من الينابيع الساخنة , فيها عنصر أشعاعي طبيعي ويعتقد أنه المسبب للسخونة".

" شيء ساحر أليس كذلك؟".
" يسرني أنك لست عنيدة الى حد عدم الأقرار بهذه الحقيقة".
علق رورك ناظرا في أعماق عينيها , فلاح على وجهها ظل كدر وسألته بسرعة محاولة تغيير الموضوع:
" هل لديك مزيد من المعلومات؟".

" تاريخ هوت سبرينغز يملأ كتابا وأنا أعطيتك رؤوس أقلام فقط... هنا كان المقر المؤقت للحكومة الرسمية في أثناء الحرب الأهلية وكانت المدينة تشكل نقطة النهاية لداياموند جو الأسطورية , ( أحد رجال المافيا), ولن أتحدث عن الجزء الذي يقول أت هذا الوادي كان المنتجع المفضل لرجل المافيا الخطير آل كابوني".
منتديات ليلاس
ثم مد لها يده وقال:
" تعالي , سنتمشى قليلا".
لم تفكر تيشا مرتين في تقبل يده ولا في تركها هناك حين عادا يصعدان الدرج ويعبران على الطريق الجبلي الهادىء , كان هناك سنجاب يقفز على الحاجز القرميدي قربهما , ويتوقف بين الحين والحين الى أن جلس القرفصاء وأخذ يلغو أمامهما
فقال رورك ضاحكا:

" أحسبه يتسول بعض الطعام , الحيوانات الصغيرة هنا أليفة تماما ".

" في المرة المقبلة سأتذكر أن آتيه بشيء يأكله".
تبعهما السنجاب لبضع ياردات أخرى ثم قرر أخيرا أنهما لن يتصدقا عليه بشيء , فركض عائدا على الطريق التي جاء منها
تابعا سيرهما ومرا برجلين كهلين يجلسان الى طاولة من الأسمنت وكانا مستغرقين في لعبة الداما
وسألها رورك مشيرا الى مقعد مستطيل في جانب الطريق وقريب من الجبل:

" هل تودين الجلوس قليلا؟".

فسارت معه تيشا وجلست على المقعد بتقبل صامت وهي تضع حقيبتها ودفتر الرسم على الطاولة أمام المقعد
أحست بقناعة متناهية , فحركة السير على الشارع خلفهما وتحتهما كانت تخفض ضجيجها أوراق الأشجار الحصبة التي كانت في بداية تحولها من لباسها الصيفي الى ردائها الخريفي... تأملتها تيشا بلا مبالاة كسولة فيما أقتطف رورك من خلفهما زهرة صفراء وطفق يبرمها بأصابعه
ثم أدار بصره الداكن الى وجه تيشا ليتأمله بشمول صامت وقال بعد ذلك مفكرا:

" أنني لأتساءل أذا كنت تودين الرجال؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 08:33 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فقطبت حاجبيها قليلا وهي تحاول متابعة أفكاره , فأبتسم بجانب فمه حين لحظ أرتباكها :
" أظن من الأفضل أن نكتشف ذلك".
غمغم رورك ومد أحدى يديه ليرفع ذقنها فيما قرب الزهرة بيده الثانية الى ما تحت ذقنها, فعكس بياض عنقها الصافي لون الزهرة العنبري المتألق , فقال:
" عظيم , لقد أظهر رد الفعل تجاوبا فائقا!".

ضحكت عيناها بتألق وبلا خجل حين ألتقت نظرتاهما وتذكرت تيشا هذه اللعبة التي كانت تمارسها وهي طفلة.
" وماذا عنك أنت؟".
مازحته بسهولة وهي تغطي يده بيدها لتحركهما بأتجاه ذقنه , فسمح لها بهذه الحركة ثم قلص ذراعه قبل أن تصل الزهرة الى ما تحت ذقنه , وقال باسما:
" هذه اللعبة لا تعطي نتيجة مع الرجال فوق سن الثلاثين وحيث شعر الذقن يبطل مفعولها".

فأحست تيشا فجأة بألتصاق وجهيهما تقريبا وبالطريقة المربكة التي كان يركز بها بصره على وجهها
شعرت بنوبة أختناق فصدتها عنه بسحب يدها من دفء كفه
وأعلنت بشموخ بعد أن أبتعدت عنه بمسافة آمنة:

" لا بأس , فأنا أصبحت على علم بأنجذابك الى النساء".

" وكيف تعلمين ذلك؟".
فهزت كتفيها وكأنها تقول أن معلوماتها سرية ولكنها رفضت أعطاءه جوابا لفظيا , وبدلا من ذلك رفعت قدمها على المقعد ولفت ذراعيها حول ركبتها لتتأمل المناظر الأقل أرباكا , ثم علقت قائلة:
" المكان هادى جدا , أليس كذلك؟".
" أنت ترغمين نفسك حتى على التظاهر بأنك تستمتعين برفقتي".

" أقدر أن أرغم نفسي على مجاملة أي شخص أذا كان الجو حولي يلهيني بما فيه الكفاية".
كانت قد أحست أكثر من اللازم بقربه... ولذا عادت الى كلماتها اللاسعة لتحمي نفسها من لحظات ضعف قد تلم بها مرة أخرى.
فسألها وقد لاحت على جبينه عبسة حائرة متسلية:
" لماذا ألتجأت الى لسانك اللاسع كالدبور؟ هل تخافين من أن تصبحي ناضجة؟".

سؤاله جعل عينيها تتسعان لكنها أجابته وهي تحاول الشموخ برأسها:
" يا للهراء! أنا الآن ناضجة!".
فقال متحديا اياها بعينيه الداكنتين:
" أثبتي ذلك ... تناولي معي العشاء مساء الجمعة".
فأجفلت قليلا وسألت:
" لماذا؟".
" أحزري....".
منتديات ليلاس
" أظن أنك أصبت في كبريائك المغرورة لأنك ما أستطعت أن تجعلني أرتمي بين ذراعيك بالسرعة واللهفة التين عرفتهما في النساء الأخريات , أنت تظن على الأرجح أنك ستتمكن من أغرائي في ضوء الشموع!".
" هذه الفكرة تلقي في نفسي صدى أستحسان".
" أذن لننسى ببساطة أنك دعوتني يا سيد ماديسون".

أعلنت تيشا وهي تميل الى الأمام بتصلب لتتناول حقيبتها ودفتر الرسم.
فقال بسكينة تثير السخط:
" خاطبيني رورك , فأن كنا سنخرج معا مساء الجمعة فيجب أن نتخاطب بأسمينا الأولين".
عيل صبرها فنظرت اليه عابسة وقالت:
" أما سمعت ما قلت؟ لن أذهب معك!".

" لما لا ؟ ألا تظنين أنك قادرة على تحاشي تقرباتي بعد كل مجاهراتك الحارة بأن النساء هن الجنس الأكثر تفوقا؟ أم تراك لا تؤمنين حقا بكل ذلك الهراء الذي كنت تطلقينه؟".
فهتفت غاضبة:
" بالطبع أؤمن به!".
" أذن لماذا تخافين الخروج معي الى هذا الحد؟".

" لست خائفة!".
" حسنا , سأمر عليك في السابعة مساء الجمعة".
نهض بتكاسل ورسم لها تحية ساخرة قبل أن يبتعد وظل فمها يتحرك في أنتظار أيجاد الأعتراضات المناسبة حتى بعد أبتعاده عن مرمى السمع.

****نهاية الفصل الثالث*****

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 08:34 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- وجهان في ضوء الشموع
***************************
أمضت ثلاثة أيام وهي تحاول العثور على مبررات وجيهة لتلغي موعدها مع رورك ماديسون , فمدت يدها ست مرات الى الهاتف لتخابره وكانت تتراجع في كل مرة لعلمها بأنه قادر على نقض أعذارها الواهية
كذلك لم يمكنها طلب أي مساعدة من بلانش لأعتقادها بأن تيشا قبلت الدعوة كمحاولة منها للتصالح مع جارها
بل أن عمتها فرحت بأذعانها هذا والى حد لم يترك لتيشا أي حل سوى أن تذهب معه.


وصل رورك في تمام السابعة ولكن تيشا تقصّدت ألا تكون مستعدة, ودخلت غرفة الجلوس بعد مرور نصف ساعة على وصوله وهي تعرف جيدا أن قفطانها الزيتي والأزرق المائل الى الخضرة
كان يعزز لون عينيها المتوهجتين بنور المعركة المقبلة , تسريحتها وحدها أستغرقتها ثلاثة أرباع السابعة
عقصت شعرها الطويل فوق رأسها كي يتوهج في الضوء الأصطناعي كتاج من الفرو, وقد أضافت هذه التسريحة سنوات الى عمرها وأضفت عليها مظهر أمرأة مجربة.


" بدأت اظن أنك سوف تلغين موعدي".
قال لها رورك ناهضا وهو يبدو كامل الأناقة في بدلة السهرة السوداء , ثم سار متمهلا الى حيث تقف ومطلا عليها بقامته الفارعة المهيبة , ومحتويا أياها بنظرة أعجاب وقحة....
فسألته بعذوبة :

" وما الذي دعاك الى ظن كهذا؟".

فلمس بأصبعه حجر اليشب الأخضر المتدلي من أذنها وأرسله بتأرجح
وهمس لها بصوت أجش:

" ربما ذلك العرق الصغير النابض في عنقك هو الذي أخبرني بأنك لست رابطة الجأش كما تبدين".
وقال بصوت أعلى ولصالح بلانش:
" تأخرنا, من الأفضل أن تمضي".

فأضطرت تيشا الى أخماد الغضب الذي قفز الى عينيها حين أستدارت الى عمتها لتتمنى لها ليلة طيبة وكان صعبا عليها جدا أن تبتعد عن يده القابضة على ذراعها
وقالت وهي تمس خد عمتها بشفتيها:

" لن نتأخر في العودة يا بلانش".
" أستمتعا بسهرتكمت معا".
ثم غمزت تيشا وهمست لها مداعبة:
" تذكري, عشرون دقيقة ثم أشعل ضوء المدخل!".
منتديات ليلاس
فعقبت تيشا وهي تنظر الى مرافقها بسرعة وتقول لعمتها :
" الليلة لن تكون هناك حاجة الى ذلك".
كانت تعلم أنه لن تكون هناك تحيات مسائية متلكئة خارج الباب
وسألها رورك بعد دقائق وهو يفتح لها باب السيارة:

" عما كنتما تتحدثان؟".
" أنها مزحة عائلية".

أجابته متحاشية لقاء عينيه اللامعتين وهي ترفع تنورتها الطويلة ليستطيع أغلاق الباب.
كان غروب الشمس الذهبي قد صبغ الأفق بلونالكريم والعنبر الداكن وتظاهرت تيشا بتأمله حين أخذ رورك مكانه خلف المقود...
وقال رافعا حاجبيه بتهكم:
"أنت لا تظنين أننا سنتلكأ في توديع بعضنا في نهاية السهرة؟".

وأردف حين أستدارت اليه مستغربة:
" لقد أخذت كفايتي من أضواء المدخل التي كان يشعلها آباء وأمهات نافذو الصبر".
" ماذا؟ أما كانت هناك بنادق مصوبة اليك؟".
" كلا, لا بنادق".

وبسرعة أدار محرك السيارة وأرجعها الى الوراء خارجا بها الى الممر :
" أرجو أن يحتفظوا لنا بالطاولة المحجوزة للعشاء".
فأجابها رورك وهو يخفي أبتسامة عمقت الخطوط حول أنفه وفمه:
"أخذت أحتياطي بتعيين الساعة الثامنة موعدا للعشاء , في حال تأخرت في أرتداء ثيابك".
" أرجح أنك أكثر أعتيادا على نوعية ثانية من النساء , أليس كذلك؟".

" لك أن تسميه قانون ماديسون".
كان واضحا أنه يهزأ بمحاولاتها في تحقيره , فأعلنت قائلة:
" الحق عليك, فأنت لم تجد من المناسب أن تعلمني بالمكان الذي سنذهب اليه , وكان من الصعب أن أختار الثوب المناسب وأنا لا أعلم هل سنذهب الى مكان صغير يبيع الهمبرغر أم الى مطعم ستيك فاخر".
" لقد تبين لك بوضوح أنني لست معدما كالصبيان الذين أعتدت الخروج معهم".
ثم زحلق بصره على لباسها الفخم وأردف:
" آمل ألا تصابي بصداع من كل ذلك الشعر المكوّم على رأسك".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 08:34 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فردت محتدة:
" الصداع لا يأتيني الا من الشخص المرافق لي , كما أن شعري لن يثقل رأسي ولن أتعثر بالتالي وأحرج موقفك أمام الناس".
" الفكرة ما خطرت لي أطلاقا , لكن حاذري من ألقاء طعامك في حضني بطريق الخطأ والا أضطررت لأسقاط طعامي على رأسك الجذاب".
منتديات ليلاس
كان في صوته نبرة فولاذية لم تلحظها تيشا من قبل , أرغمتها , أكثر مما أرغمها تحذيره , على الجلوس صامتة بقية الوقت .
أن رورك ماديسون لم يكن مستعدا فحسب لمبارزتها بالكلمات بل أيضا للرد على النار بالمثل, ومن دون أي مراعاة لأنوثتها.


وفي مرآب المطعم , قصدت تيشا أن تترجل من السيارة قبل أن يتمكن رورك من الوصول الى جهتها ليفتح لها الباب , وضاقت عيناه قليلا لما رآها واقفة ورأسها مرفوع بتحد!
فأن كان قد أصدر مرسوما يقضي بخلع القفازات فسوف تعامله بالمثل وحتى النهاية!


وأعلن هو قائلا:
" أفهم من هذا أنك لا تريدين الأطلاع على التصرفات الأجتماعية اللائقة التي يعامل بها الرجل المرأة , ليكن أذن ما تريدين".

وكان لحفيف تنورتها الطويلة رنة ملكية متعالية حين أستدارت ومشت مسرعة أمامه , أنما لسوء الحظ , تعذرت عليها السرعة بسبب كعب حذائها العالي فسرعان ما لحق بها وسار الى جانبها بخطوات متوازنة وهو يبتسم لتعبير وجهها الممتعض
ولما بلغا مدخل المطعم سبقها بخطوات وحيث فتح الباب وعبر منه , تاركا أياها تمد يدها بسرعة الى المقبض لكن الباب أنغلق في وجهها , وحين لحقت به الى داخل المطعم كانت وجنتاها متوردتين غضبا.


رمقها بعينيه البنيتين بنظرة خاطفة لكنها أستطاعت أن توصل رسالته الى تيشا وكأنما تقول:
" أنني أتصرف بناء على رغبتك , فتحملي النتائج ...".
وقبل أن تستطيع قذفه بجواب قاطع كان رئيس الخدم يقودهما الى طاولتهما .

وما كادا يجلسان حتى جاءت عاملة المطعم , فطلب رورك عصير بندورة وتجاهل تيشا تماما مما حمل العاملة على أن تسألها ما تريد فردت من بين أسنانها:
" عصير برتقال".

صوبت الى رورك نظرة كما السهم المسموم لكن قائمة الطعام أمام وجهه كانت كدرع حمته منها ....
ففتحت تيشا القائمة الخاصة بها بغضب أرجف يديها الى حد جعل الحروف تتراقص أمامها , أنفجرت حانقة فدفعت بالقائمة جانبا وقالت بصوت كالفحيح فيما نظر اليها رورك بحاجب مرتفع:

" هذا مستحيل! من الأفضل أن تأخذني الى البيت لأنني لست مستعدة لتقبل هذا!".
منتديات ليلاس
أزاحت مقعدها بعيدا عن الطاولة وهمت بالنهوض لكنه أمرها قائلا:
" أجلسي".
ثم كرر بنبرة أقوى:
" أجلسي والا أجلستك بالقوة!".

وأدركت تيشا أنه كان كريها الى حد لن يأنف فيه عن تنفيذ تهديده فجلست بتردد , وراحت ترقب بغضب مستعر الأبتسامة المتمهلة التي أنتشرت على وجهه الملوح ومن دون أن تصل عينيه البنيتين...
وغمغمت بوحشية:

" أنت تثير الأحتقار!".
" أن كنت لا تريدين التصرف كسيدة فليس في نيتي أن أكون رجلا مهذبا... الأمر يتوقف عليك, فأما أن نستمر في حرب الأهانات هذه أو نستمتع بالسهرة".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, عروس السراب, valley of the vapours
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية