كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فأجابها العنز بهزة رأس مهددة ولحظت تيشا نظرة عينيه المخيفة , بدا واضحا أنه حسبها تعتدي على أملاك الغير
ومع أن قرنيه كانا في طور النمو ألا أنها لم تشأ أن يهاجمها برأسه الناطح , فراعت ألا تحدث أية حركة مفاجئة قد تثير غيظه ومدت يدها عبر نافذة سيارتها المفتوحة وأطلقت صوت البوق.
وحين سمعت الباب الخارجي يفتح , لم تزح بصرها عن العنز وسألت عمتها بتردد :
" أهو صديق لك يا بلانش؟".
فردت بلانش ضاحكة:
"لقد تعرفت الى بستانيّ".
ولدى سماعه صوت عمتها أشاح العنز برأسه عن تيسا وهو يصدر ثغاء , فأمرته بلانش قائلة:
" أذهب لشأنك يا غراف فتيشا جاءت لتمكث معنا".
وكما لو أنه فهم كل كلمة, رمق تيشا بنظرة قصيرة ثم أستدار يتمشى بعيدا.
" هل هو البستاني هنا؟".
سألتها تيشا وعيناها تتسعان في نظرة مرتابة في صحة عقلها.
فهزت بلانش كتفيها وألتمعت عيناها وهي تجيب:
" ليس لدي فناء واسع , لكنني أحتجت الى من يحافظ على مستوى نمو الأعشاب فأستحصلت على غراف, أنه يظن نفسه أيضا كلب حراسة .
فردت تيشا وهي تحدق الى العنز الذي كان عند السياج يقضم العشب قريرا:
" لقد أقنعني بطريقة ممتازة أنه كذلك ,ماذا ناديته؟ غراف؟ هذا اسم يناسبه تماما".
" تذكرت وقتها حكاية سمعتها في صغري وتقول:(كان بيللي مستهلكا جدا الى حد ما ) فسميته العنز الفظ بيللي ... أنه يقوم مقام حيوان أليف ومفيد فأحيانا يكون حنونا جدا".
فرمقت تيشا عمتها بنظرة مرتابة وقالت:
" أرجو أن يمتد حنانه ليشملني أيضا".
" أنه فظ مع الأغراب فقط , وعذرا على هذا التعبير ... لكن متى تعرف اليك جيدا فسوف يدعك تروحين وتغدين كما يحلو لك, أن مجرد تجاهله لك الآن يدل على أنه قد تقبلك , فعندما يكون لدي زوار , يرفض أحيانا الأبتعاد فيروح يحدق اليهم من النوافذ ويترصدهم في الزوايا مما يخيفهم قليلا".
" أنه يطابق صورة الحيوان الأليف بالنسبة الى رسامة غريبة الأطوار , أليس كذلك؟".
" أتظنين هذا؟ ربما هو يطابق هذه الصورة , والآن , هل نفرغ حمولة سيارتك وننقل أغراضك الى البيت؟ لقد أعدت ترتيب الأستديو وخصصت لك جزءا منه كي تعملي فيه".
" ما كان يجب أن تفعلي هذا".
" تركت لنفسي مساحة كافية ...كيف تقبل ريتشارد أمر ذهابك؟".
منتديات ليلاس
" لم يكن سعيدا به لكنه بدا مقتنعا بأنه الحل الأفضل".
ثم أختلج فمها بتعبير حزين وهي تردف:
" البيت سيبدو له الآن خاويا جدا وموحشا".
" لا تستسلمي للشفقة عليه فأنت ستتركين البيت عاجلا أم آجلا , وهذه الخطوة ستجعله يعتاد على ذلك من الآن , ثم أن العيش الأنفرادي ليس سيئا الى هذا الحد, وأنا أعلم الناس بذلك".
فأعلنت تيشا قائلة:
" أنا لا أفكر في العودة أذ لو فعلت ذلك فلن تمضي أيام حتى أتشاجر وأياه حول شيء ما , لكن أرجو فقط ألا أزعجك كثيرا بوجودي".
فأبتسمت لها بلانش مطمئنة وقالت وهي تفتح الباب:
" لن تزعجينني , ولو أنني فكرت في هذا الأحتمال لما كنت دعوتك ... كيف كانت رحلة القيادة الى هنا؟".
فجعدت تيشا أنفها حين تذكرت بسخط ما حدث وأجابت:
" لا تسأليني!".
" ماذا حدث؟ هل أخطأت في أحد المنعطفات وتهت على طرق الجبل؟".
" ليتني فعلت ذلك! كانت هناك سيارة أجتاحتني جانبا عند ذلك التقاطع في أسفل التل ... كان الرجل الغبي ينعطف مسرعا على جانبي من الطريق , وكاد يصدمني من الأمام ... كنت محظوظة فلم تصب سيارتي الا ببعجة في الحاجز الأمامي".
|