لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-10, 06:59 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" أذا سمعت كلامي مرة بدل أن تجادلينني طوال الوقت...".
بدأ ريتشارد كالدويل يقول لكنه أطبق فمه على بقية العبارة
ثم خاطبها قائلا:

" أنك لا تقبلين أبدا بالنصيحة وتصرين دائما على معرفة درجة النار بنفسك".

فأقترحت بلانش في هدوء:
" قد ينطبق عليها المثل , البنت سر أبيها".
" لا سمح الله!".
صرخت تيشا وهي تنهض عن الأريكة , فأستوضحها ريتشارد :
" الى أين ستذهبين؟".
" الى غرفتي , لأنني أريد الذهاب اليها من تلقاء نفسي , وأذا جاء كيفن فأخبره أن الجواب(لا) , لن أتزوجه أبدا ,كما لا أريد أبدا أن أراه ثانية".

فأمتزجت الخيبة بغضبه وهتف من حلق مخنوق:
" لم أقل أبدا أنك مضطرة للزواج منه !".
فتوقفت تيشا عند الباب وأستدارت قليلا لتنظر من وراء كتفها الى الرجل الوسيم الذي هو أبوها
كان ظهرها ما يزال مقوسا لكن بعض الهياج كان قد زال من بحر عينيها فقالت له واجمة:

" لا يا بابا , أنك لا تأمرني أبدا بأن أفعل أي شيء , أنك تستعين بسحرك وتلجأ الى الأبتزاز العاطفي حتى أجد نفسي في موقف كهذا , وحيث جعلت رجلا , تعلم أنني لا أحبه , يعتقد بأنني قد أرضى الزواج منه , أنك تفعل دائما ما تظنه الأفضل لمصلحتي".
" وهل عملي هذا خطأ مميت؟".

سألها , ولكن صوته أوحى بسحر متملق وأبتسم لها مسترضيا
ثم تابع يقول:

" في الواقع أنت لم تعطه فرصة للتعارف المتبادل , ومع الوقت قد تجدين في نفسك الأستعداد لحبه".
" لن تلقي سلاحك , أليس كذلك؟ وأنا أقصد ما أقوله تماما يا بابا , أنا لا أريد ولا أستطيع الزواج منه , وأذا تزوجت يوما , وقد بدأت أشك كثيرا في رغبتي هذه , فسوف يكون شابا أختاره بنفسي ولن تكون لك أية كلمة في الموضوع".
منتديات ليلاس
" لا تكوني سخيفة , فلا مناص لك من الزواج لأنه المستقبل الوحيد لأية أمرأة ... أن الزواج والأولاد يحققان متطلبات المرأة القصوى".
فرفعت تيشا أحد حاجبيها أستهزاء وردت:
" أحقا؟ أظن أن بلانش لا تشاطرك رأيك , فأنا ما رأيت في حياتي بين الزوجات والأمهات من هي أكثر قناعة بحياتها ومهنتها من أختك, أنني أحسد بلانش على حريتها , فحتى أنت لا تحاول أملاء أوامرك عليها".

هذه المرة لم تعط أباها فرصة للأجابة أذ خرجت الى البهو المؤدي الى غرفتها وهي تعلم أن هذه هي اللحظة المناسبة لأنهاء الجدال أذ أحرزت النقطة الأخيرة , لاحقتها ضحكة بلانش المجنحة وكذلك غضب أبيها المتطاير
وبعد أن دخلت تيشا غرفتها بلحظات سمعت نقرا خفيفا على الباب فنادت قائلة:

" أدخلي يا بلانش".

دخلت المرأة الأكبر منها سنا وعلى محياها أبتسامة متفهمة لا تخلو من المرح , كان غضب تيشا المتسبب عن طباعها السريعة الأنفعال , قد زال الآن , ألا أن نقرة التمرد العميقة كانت ما تزال في عينيها وقالت لعمتها:
" أنني أعتذر عن ذلك المشهد المزعج الذي رأيته ولكنك تعرفينه أكثر مما أعرفه ولوقت أطول بكثير".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 04-09-10, 07:01 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فأومأت موافقة برأسها المعمم بشعر بني مجعد وقالت:
" هناك أوقات يتصرف فيها ريتشارد كذكر شديد التعصب , وحالته تعكس مدى الغرور الذي أكتسبه من نساء عديدات كن يتسابقن في الماضي الى أرضائه".
" وأنا واحدة منهن".
قالت تيشا متنهدة ثم ألتقطت سترة ملقاة على كرسي وسارت لتعلقها في الخزانة
كان تصميم الغرفة يشكل أنعكاسا لشخصيتها الأجتماعية , مشمسا ومشرقا ومزينا برشات من الألوان الفاقعة .... وتابعت تقول:

"عندما كنت في طور لنمو , كان أبي الرجل المثالي بالنسبة الي , كان قويا ونافذا , محبا وعطوفا , وفي وسامته لمسة من الفردية الخشنة, كنت أحلم بأن ألتقي رجلا مثله تماما".

ثم كسا وجهها أسى متجهم وهي تردف:
" حمدا لله أنني لم ألتق واحدا مثله! الآن صرت أفهم لماذا كان يتشاجر مع أمي بأستمرار".
فأجابت عمتها وهي تسير الى فجوة في غرفة النوم , صممتها تيشا كمكان خاص بها للرسم.
" حسبما أذكر , كانت تلك المشاجرات بين لينور وأبيك , تنتهي دائما بالضحك والقبلات , فلو كانت أمك ضعيفة الشخصية لما أستطاعت أن تؤمن له السعادة التي ذاقها معها , ريتشارد ما أستطاع أن يسيطر عليها ولهذا السبب أحبها".

" على كل , أتمنى لو يكف عن محاولته للسيطرة علي".
" لا أعتقد أنه سينجح يوما في السيطرة عليك , فأنت تشبهينه كثيرا وتشبهين أمك".
" أذن لماذا لا يقدر أن يرى هذا التشابه؟ لماذا يرفض الأقرار بأنني أدرى بنفسي منه؟".
منتديات ليلاس
" هناك سببان لهذا يا تيش , السبب الأول يكمن في أن أكثر الآباء صرامة وتحفظا هم الذين كانوا في شبابهم أصحاب مغامرات عاطفية عديدة , وأخي أنغمس كثيرا في حماقات الشباب قبل أن يلتقي لينور ويتزوجها .

توقفت قليلا لتراقب وقع أعترافها على وجه أبنة أخيها
ولما تأكدت من وقعها الأيجابي تابعت قائلة:

" ثانيا , أن رحيل أمك وأنت بعد في الرابعة عشرة من عمرك , زاد ريتشارد تحسسا بمسؤوليته أتجاهك , هو يدرك بالطبع أنك لا تستطيعين أخذ مكانها , لكنه يشعر أن الواجب الأبوي يحتم عليه التدخل الفعال في حياتك وبمقدار أكبر مما لو كانت أمك حية , أو لو كانت لديك عمة تزوركما بأستمرار وليس فقط حين تروق لها الزيارة.

وسرعان ما تألقت قسمات تيشا بأبتسامة مشرقة وقالت:
" أوه , بلانش , لا يمكن أن أبدلك بأية عمة أخرى , فدائما تأتين هنا في الوقت المناسب وحين أكون في حاجة الى شخص أتحدث معه والى أن أضع مشاكلي الصغيرة في منظارها الصحيح".
" يسرني أن أتمكن من مساعدتك من حين لآخر".

فأكدت لها تيشا قائلة:
" بل أنت تساعدينني دائما , والآن أخبريني , ما الذي جعلك تتركين مخبأك في جبل أوزارك في هوت سبرينغنز وتقطعين كل هذه المسافة الى ليتل روك؟ أنا واثقة من أنك ما أتيت فقط لتلعبي دور الحكم بيني وبين والدي".

فأفتر ثغرها عن أبتسامة مازحة وأجابت:
" أبرر مجيئي بأن أبتغي شراء بعض اللوازم الفنية , لكن السبب الحقيقي الذي دفعني الى المجيء هو شعوري بالذنب لأنني منذ مدة طويلة لم أزر عائلتي , أنت وريتشارد , أحيانا أنسى مرور الزمن".

" ونحن لم نستقبلك بما يليق بك ".
كان الكدر يغشي عينيها الخضراوين وهي تنظر الى عيني عمتها البنيتين والمتألقتين لطفا.
فأجابتها بلانش وهي تضحك بسهولة:
" أرجو ألا أكون أطلت الغياب حتى يحتاج أستقبالي الى عزف أبواق وبسط سجادة حمراء!".

وكأنما لتبعد مجرى الحديث عن نفسها , أستدارت المرأة النحيلة الى حيث معروضات الرسم المبعثرة بفوضوية في أنحاء الأستديو الصغير وقالت:
" لقد لمح أبوك الى أنك لا تلاقين في عملك نجاحا ماديا يذكر".

فأجابت تيشا متنهدة وهي تسير لتقف الى جوار عمتها:
" هذا صحيح ولسوء الحظ , وينطبق على الأقل على اللوحات التي أرسمها أنطلاقا من قناعتي الخاصة , أنني أستنتج بالتدريج أنني ذات كفاءة تجارية أنما لا أملك موهبة فريدة من الناحية الفنية , فريشتي تفتقر الى تلك الضربة العبقرية التي توجهها كما هو الحال مع ريشتك".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 04-09-10, 07:02 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فتفحصت بلانش لوحة ساكنة من الماضي تمثل ممخضة ربدة قديمة تجثم في زاوية شرفة أرضية خشبية وحيث أزهار دوار الشمس تطل برؤوسها الذهبية من فوق الحاجز.... وقالت:
"لا ضير في أن تكوني فنانة تجارية يا تيشا , ماذا كنت تبيعين مؤخرا؟".

فأجابت بوجوم يزم شفتيها:
" بعض بطاقات التهنئة , الرزنامات , لكن معظم مبيعاتي كانت أشياء دعائية , أتعلمين يا بلانش , بابا على حق , فأنا لا أنتج ما يكفي من المال لأعيل نفسي ؟؟؟ أنني بالرغم من رغبتي الشديدة في العيش المستقل , سأضطر الى الأعتماد على صدقات والدي".
وبحركة ملؤها الخيبة أزاحت شعرها الطويل الى خلف أذنها وحيث ألتقطت الخصلات الحريرية نور الشمس المتدفق من النافذة وأحال لونها , الذي يبدو أحمر قاتما تحت الأضواء الأصطناعية , الى لون ذهبي محمر كما النار.

وهتفت وصوتها يتماوج بغضب مكتوم:
" أتمنى أحيانا لو أنني ولدت طفلا ذكرا , فالفتاة يتحكم بها أهلها حتى تتزوج, ثم تصبح عبدة لنزوات زوجها لمدى حياتها , أظن أنني أكره كل الرجال , أن الطريقة التي حاولوا أقناعنا من خلالها بأنهم أفضل بكثير من النساء , لهي مثيرة للقرف... أننا الجنس الأضعف لكوننا أعطينا عضلات وعقل أكبر فالمرأة يمكنها دائما أن تتغلب على الرجال بذكائها".

فرمقتها عمتها بنظرة بارقة وسألتها:
" من الذي خيّب آمالك بجنس الرجال , هذا الشاب المدعو كيفن أم أبوك؟".
" لا هذا ولا ذاك , أنما أظن أنه مزيج من كل شاب عرفته".
أجابتها تيشا بجدية مريرة تخالطها سخرية , وتابعت:
" قيل لي مرة أن الفتاة أذا أرادت أجتذاب رجل ما , فما عليها الا أن تصغي اليه جيدا ,وألا تفتح فمها الا لتطرح عليه أسئلة تعلق به ... الرجال يطلبون أن تكون الفتاة جذابة وصامتة في الوقت نفسه , ولا يهتمون بمعرفة أنجازاتها أو مواهبها , أنهم يتصرفون دائما وكأنهم يؤدون لك خدمة حين يدعونك الى الخروج معهم".

فقالت بلانش تؤنبها بلطف:
" أنت تقرأين الكثير من تلك الكتيبات الداعية الى المساواة المطلقة بين الجنسين ... الرجال والنساء هو كائنات بشرية في الدرجة الأولى وكلا الفريقين له أخطاؤه الخاصة به , هل تحاولين القول أنك ما شعرت بميل الى بعض هؤلاء الشبان؟".
منتديات ليلاس
كست وجه تيشا أبتسامة خجولة حين أدركت مدى الغرور الذي بدا في كلامها , وقالت تعترف بصراحة:
" في الواقع أعجبت بأكثر من قلائل , لكنني ما أوقعت نفسي في وهم الأعتقاد بأنني كنت أحب أيا منهم , ولهذا السبب على الأرجح لم أكن أعرض أبي كثيرا حين كان يأمرني بعدم الخروج مع أحدهم , لكنني لن أسمح له بأن يلزمني بالزواج من رجل معين".
فقالت عمتها:
" ريتشارد تهمه سعادتك بالرغم من كل تدخلاته المتعالية , مع أنني أوافقك على أنه يظهر هذا الأهتمام بطريقة هزيلة , أما الآن وقد عرف مدى معارضتك لهذا الشاب كيفن , فلا أظنه سيرغمك على رؤيته".

" أذا تخلى عن كيفن سيجد لي عريسا آخر".
تذمرت تيشا , ثم تابعت ويداها تطيران في الفضاء بحركة يائسة متوسلة:
" أنا أحب أبي كثيرا يا بلانش , لكن المشكلة أنني لا أستطيع العيش معه , فما دمت وأياه تحت سقف واحد فلن يكف عن محاولاته التحكم في حياتي , أظن أن الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله هو أن أتخلى عن الرسم وأجد عملا آخر".
أستدارت بلانش لتتفحص مزيدا من لوحات أبنة أخيها, وقالت:
"لدي فكرة أخرى قد تنجح أكثر وهي أن تنتقلي الى هوت سبرينغز وتعيشي معي".

" هل أنت جادة في كلامك؟".
كانت تيشا تتنفس بصعوبة وهي لا تصدق أنها سمعت جيدا , فبلانش كالدويل كانت تحافظ كالبيؤة على حريتها الشخصية وعزلتها الحيادية .
" أجل , جادة تماما , وأذا كنت تريدين أمتهان الرسم فليس هناك أي داع لتضحي بعملك من أجل المال أو بسبب أب عنيد".
" لكن ماذا سيقول بابا؟ هل تراه يوافق؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 04-09-10, 07:03 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" وكيف يمكنه أن يجاهر بأعتراضه وأنت ستكونين تحت حماية أخته ومراقبتها؟".
وأطلقت بلانش من حلقها ضحكة عميقة لتتناغم مع صوتها المنخفض النبرات.
كانت تجول في ذهن تيشا خاطرة مهمة ترهبها وما لبثت أن ترجمتها الى سؤال متلعثم:
" ماذا عن... أقصد... هل سيعرقل وجودي... عملك؟".

فبدت على وجه بلانش الجدي أبتسامة خفيفة وأجابت:
" أنا أنسانة تستمتع بالأختلاء بنفسها وأعيش هكذا من باب التفضيل , لكن هذا لا يعني أنني فتاة مزاجية , فبأستطاعتي أن أرسم وسط تقاطع طرق يعج بالسيارات ومن دون أن أشعر أبدا بحركة السير , ثم أنه يخيل اليّ بأنني سوف أستمتع بوجود زميلة معي ولا سيما أنها أبنة أخي".
" لا أدري ماذا أقول؟".

هتفت تيشا وقد أبهجها تطور الأحداث المفاجىء الذي كان سيحظى بموافقة أبيها لا محالة , فعلى الرغم من كل مشاحناتهما لم تشأ أن تتسبب في أغتراب عاطفي بينها وبين أبيها أذا ما أعلنت تمردها وتركت البيت من دون رضاه.
منتديات ليلاس
وأجابتها بلانش تشجعها :
" أذا كنت تودين البقاء معي فقولي نعم وبكل بساطة , وأنا أضمن لك موافقة والدك... أما بالنسبة الى حياتك الأجتماعية فسوف تواجه بالطبع بعض الخواء ولبينما تتعرفين الى أصدقاء جدد".
" أن كنت تقصدين بحياتي الأجتماعية , خروجي مع الشبان فلا أظن أنني سأمانع في أخذ أجازة , بل أن هذا الأمتناع قد يحسن الصورة التي كونتها عن الجنس الآخر , وجميع الذين صادقتهم مؤخرا بدوا لي في النهاية أنانيين وغير ناضجين ".

فضحكت بلانش ثانية وقالت وهي تضع يدها على يد تيشا:
" أنت تحتاجين يا عزيزتي الى صداقة رجل أكبر سنا من هؤلاء , ذكريني بأن أعرفك الى جاري".
فردت الفتاة باسمة:
"لا تذكري شيئا كهذا أمام بابا لئلا يحرم علي زيارتك والمكوث معك ".

" من الظلم أن لا يجد الآباء , وبخاصة الأرامل منهم , غضاضة في أقامة علاقة مع أمرأة أنما يصرون على مسلك بناتهم الخالي من أية شائبة ".
وأردفت العمة وفي عينيها بريق حازم:
" لا تفهمي من كلامي أنني أشجعك على التمادي , فالعمات أيضا لهن مواقف محافظة مع أننا لسنا شديدات الصرامة كالأبوين".

فقالت تيشا مازحة:
" هل تعنين بذلك أن ضوء مدخلك الخارجي يبقى مشتعلا عشرين دقيقة بعد أن يوصلني الصديق بدلا من الدقائق الخمس التي يحددها لي والدي؟".
" شيء من هذا القبيل... يجب أن أذهب الآن لأقنع أباك بطريقة ما , أن فكرة زيارتك لي قد جاءت منه وليس مني , فأنا أعرف مثلك كيف ألعب على وتر غروره!

*****نهاية الفصل الاول*****


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 04-09-10, 08:12 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2_ لا تلعبي بالنار
*******************
بعد عودة بلانش بيومين كانت تيشا في طريقها الى بيت عمتها في ضواحي هوت سبرينغز , أركنساس وسيارتها الموستانغ الصغيرة مكتظة بالثياب وأدوات الرسم الزيتي وبكل أغراضها الشخصية التي لم تحتمل فراقها.
كانت منشرحة القلب , ليس بسبب أنعتاقها من سيطرة والدها بل نتيجة لوداعه العاطفي لها وحيث كانت تتمنى أن تعدل عن رحلتها ... كادت!

الخريف قد بدأ يطبع بصماته الزاهية على تلال أوزارك المشجرة ويرش أوراق الشجر بلوني الذهب والقرمز وسط خضرة الصنوبر الدائمة التي شكلت تناقضا مباشرا مع الأصباغ الخريفية.
كانت تيشا قد زارت بيت عمتها مرتين فقط منذ أن أنتقلت اليه بلانش قبل أقل من عام , ألا أنها لم تنس تفاصيل الطرق الخلفية المؤدية اليه , ولدى وصولهامقطع ثلاث طرق ريفية محفوفة بالأشجار
خففت من سرعة سيارتها الزرقاء ثم توقفت , وتذكرت التقاطع بوضوح لأن الطريق التي عليها أتباعها للوصول الى بيت عمتها كانت تلتف صعودا حول الجبل وذات منعطف مباشر يمنع تيشا من رؤية أية سيارات مقبلة

ولحسن الحظ كان السير خفيفا جدا عل هذه الطريق الخلفية ولذا شعرت بمنتهى الأمان حين عبرت التقاطع وأنعطفت بالسيارة صعودا على الطريق الملتوية.


وما أن أكملت الأنعطاف حتى فوجئت بسيارة سبور فخمة وأجنبية الصنع تهجم صوبها هادرة , وهي تأخذ أكثر من حصتها من الطريق , لم تجد مكانا تلوذ به لتتحاشى السيارة المقبلة لأن حافة التل الى جانبها كانت شديدة الأنحدار
لكن مهارة السائق الآخر في القيادة أنقذتهما من أصطدام مباشر الا أن الضربة أصابت حاجز سيارتها الأمامي حين أرتطم به جانبيا بسيارته.


داست تيشا على المكابح وأوقفت سيارتها وبقيت للحظة مجمدة خلف المقود وهي تحس شللا لكونها نجت بأعجوبة ولم تصب بأي ضرر جسماني عدا أحساسها بصدمة معنوية , ثم أرخت بتمهل أصابعها البيضاء المتقلصة حول المقود
وتملكها غضب جارف من رعونة السائق الذي أوقف سيارته قرب تقاطع الطرق.

منتديات ليلاس
نزلت تيشا من سيارتها ثائرة وأشعة الشمس تزيد شعرها الناري أحمرارا لينسجم مع الحنق الملتهب في عينيها الخضراوين
وحملتها ساقاها الطويلتان وفي خطوات واسعة على المنحدر البسيط الى حيث السيارة الأخرى وكان الرجل يترجل منها في تلك اللحظة.


وبفعل عصبيتها المشتعلة تدفقت منها كلمات الغضب فصرخت فيه :
" أيها الأبله! ماذا كنت ستفعل جراء أنعطافك بهذه السرعة؟ كان من الجائز أن نقتل معا! ألم تكن تدري بأن هناك مقطع طرق على الجانب الآخر من المنعطف , أم كنت تظن أن قيادتك لسيارة مزوزقة تعطيك حق المرور وحتى أحتكارك لحصتي من الطريق؟ أن الناس أمثالك يجب ألا يسمح لهم بتسلم المقود!".

كان طولها خمسة أقدام وست انشات لكنها أضطرت لأن ترفع رأسها كي تنظر الى وجه الرجل الذي كان طوله يطل على ستة أقدام وأنشين أثنين , كانت تقاسيمه القوية مكسوة بتعبير جدي الا أن عينيه البنيتين أعطتا أنطباعا بأنه كان يبتسم لها ...
أخذ قلبها يخفق في أيقاع سريع , وأقنعت نفسها أن الخفقات نتيجة لتأثير الحادثة ... وقال لها:

" بعد هذا الخطاب المطول العنيف لا يمكن أن تكوني قد أصبت بأذى".

صوته المنخفض والأجش قليلا كان فيه رنة تبهج السمع لكن تيشا لم تلحظ ذلك لشدة سخطها ولذا أجابته محتدة وهزات رأسها الغاضبة تطير شعرها حول كتفيها:
"وأنت لا تشكرني على سلامتي, فلا بد أنك كنت تسوق حول ذلك المنعطف بسرعة سبعين ميلا ... ومع ذلك ينتقد الناس قيادة النساء المتهورة!".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, عروس السراب, valley of the vapours
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية