كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان باب غرفة النوم مفتوحا فعبر رورك بها العتبة وأغلقه خلفهما بقدمه , نظرت من طرف عينها فرأت السرير وقد أزيحت عنه الأغطية , وتلوت في قبضته الحديدية بلا جدوى.
" كف عن ذلك! أتركني وشأني!".
لكن صرختها كانت مجرد أمل لفظي واه لأنه أستمر في حملها صوب السرير
وهنا ألتجأت الى الأهانات فهتفت ولا من مجيب:
"أنت وحش كريه بدائي! وأنا لست سبية من القرن الثالث قبل الميلاد تجرها كقائد روماني الى غرفة نومك".
تنهد بسخرية مرحة وأنزلها الى الأرض بدون أن يزيح يديه الملتصقتين ذراعيها بجنبيها وراح يراقبها متلذذا محاولاتها الفاشلة للأفلات منه
ثم قال باسما:
" هناك فقط طريقة واحدة لأسكاتك , هل تعرفينها؟".
منتديات ليلاس
وجذبها بقوة الى صدره وأوقف تدفق أهاناتها اللاسع بعناقه.
وللحظة عابرة أستطاعت تيشا أن تقاوم ذلك الأعتداء العاطفي على حواسها , لكن لهفة حبه القوية والمقنعة سرعان ما تغلبت على تعقلها وما عادت قادرة على كتمان حبها دقيقة أخرى.
تنهدت بأنهزام لذيذ وهمست وشوقها يرجف صوتها:
" رورك, أريدك أن تعلم أنني أحبك".
فغمغم وفمه لصق خدها:
" حزرت ذلك من البداية".
" رورك.....".
فقاطعها على الفور:
" أنت تثرثرين كثيرا".
رفعها ثانية بين ذراعيه وحملها الى السرير وهو يسكت.... كل محاولاتها الأخرى للكلام.
وفي ساعة لاحقة من الليل أستدار اليها , وهذه المرة لم تبد تيشا أيا من مبادرات المقاومة السابقة بل أستسلمت لغزله كليا.
وفي الصباح, عندما أيقظتها أشعة الشمس تسللت بهدوء على الفراش , ألقت نظرة سريعة على وجه رورك النائم وألتقطت الروب عن الأرض لترتديه وتغطي به كتفيها وذراعيها العاريين
فالسعادة المتناهية التي غمرتها برقة فائقة ليلة أمس قد رحلت الآن وحلت مكانها الذكرى الموقظة بأن رورك لم يكن يريد الزواج منها.
حدّقت عبر النافذة الى الغابات البعيدة , وحاولت ألا تكرهه لكونه أستغل الموقف وجعلها زوجته بالفعل كما بالأسم
لقد أعترف لها ليلة أمس بأنه كان على دراية بحبها له وقد منحه هذا سلطة جديدة سارع الى أستخدامها كليا, وعلى الرغم من ذلك لم يخفف نور الصباح من رغبتها الأساسية العميقة في أن تقضي بقية حياتها الى جواره...
ورورك كان يزمع على المباشرة في الطلاق بعد بضعة أشهر.... ولأول مرة أدركت تيشا مبلغ الأذلال الذي يستشعره الأنسان المغرم بأنسان آخر يرفض حبه...
لن تبقى معه على كره منه ولن تتوسل اليه أبدا أن يعدل عن الطلاق! ليلة أمس أستسلمت لضعفها , أما اليوم فعليها أن تكون قوية وكذلك في كل الأيام اللاحقة
وسوف تتسلح بكرامتها , التي هي فوق كل شيء, على أخفاء عمق حبها له لأنها لن تحتمل أبدا أن يعيش معها من باب الشفقة فحسب.
أستدارت عن النافذة وأرسلت بصرا جائعا الى حيث يرقد زوجها الحبيب , كان مستيقظا ويرقبها بتكاسل وفي عينيه بريق داكن سرعان ما أوقد فيها شعورا متجاوبا
لكنها حيته ببرود:
" صباح الخير".
فأنهض رورك جسمه مرتكزا على مرفقه وأجابها متأملا وجهها بشيء من الأستغراب:
" صباح الخير".
ثم ضاقت حدقتاه قليلا وهو يردف:
" لا بد أن الغرفة أصيبت بموجة برد في أثناء الليل".
منتديات ليلاس
فتجاهلت تلميحه الساخر الى تحيتها الباردة وقالت بفتور:
" سوف أصنع أبريقا من القهوة , أذا رغبت في شيء منها يمكنك الذهاب الى المطبخ للحصول عليه".
ولكي تصل من النافذة الى الدرجات المؤدية الى الباب, كان عليها أن تمر بالسرير , ومع أنها أحتاطت لأي حركة قد تصدر منه ليمنعها من المرور الا أنها لم تقدر أن تروغ من يده التي أمتدت كلمح البصر وقبضت على رسغها , وسألها غاضبا:
" ماذا دهاك؟".
حركته الفجائية هذه أسقطت الأغطية عنه وكشفت صدره العضلي الأسمر
تقنعت بتعبير جامد وأجابته هازئة:
" لا أرغب في أية لعبة صباحية , فأترك ذراعي أذا سمحت".
تغضن جبينه بعبسة أستغراب وبدا لها جذابا أكثر من أي وقت مضى وقد تبعثرت بعض خصلات شعره الذهبي على ذلك الجبين الحائر , وأستوضحها بنبرة جدية هادئة:
" ماذا حدث للمرأة المحبة التي أستكانت بين ذراعي ليلة أمس؟".
|