كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تجمدت للحظة في مكانها ثم أتسعت عيناها حين رأته ينزع قميصه وسألته بلهفة لم تستطع ضبطها:
" ماذا تفعل هنا؟".
فأجابها بليونة:
" لقد وجدت أنك كنت مصيبة في فكرة النوم المبكر".
" أنك لن تنام في هذه الغرفة؟".
قصدت أن تقرر واقعا من خلال عبارتها لكن الحيرة التي شابت صوتها وهو يوليها ظهره الأسمر:
" لست مستعدا لقضاء ليلة أخرى على الأريكة وحيث محاولة النوم عليها كمحاولة السير على الحبال".
فهتفت بنبرة حادة:
" أذن سأنام أنا عليها لأني لست على أستعداد لأن أشاركك الفراش".
مشت بسرعة صوب الباب وهي تتوقع بخوف أن تمتد يده في أية لحظة لتقبض على ذراعها.
ولما فتحت الباب المؤدي الى الردهة أسترقت اليه النظر من فوق كتفها فرأته ما يزال جالسا على الفراش وقد أنهمك الآن في خلع حذائه .. وساءها أكثر من كل شيء أن تشعر بخيبة أمل لأنه لم يحاول بتاتا أن يقنعها بالبقاء أذ كانت بعض عواطفها المستضعفة تحثها على أن تضرب بكبريائها عرض الحائط.
وفي غرفة المكتب , حدقت الى الأريكة وقد أتضح لها أنها نسيت أحضار أغطية ووسائد , لكنها ترددت في العودة الى غرفة النوم حيث توجد الحرامات والوسائد وذلك لخشيتها من الأستسلام في حال حاول رورك أن يقنعها بالبقاء , وراحت تسير بلا هدف في أرجاء الغرفة بعدما قررت أستحالة النوم بلا غطاء.
منتديات ليلاس
كان هناك جهاز أسطوانات مجهز بستريو ومثبت في فجوة خرانة في الجانب الآخر من الغرفة , فجلست تقلب ألبومات الأسطوانات المصفوفة الى جوار الجهاز
وحيث أختارت واحدة وضعتها على سطحه الدوار ثم عادت تضطجع على الأريكة كي تصغي بهدوء الى اللحن الحزين الذي أنبعث من الأسطوانة وكانت تعزف مجموعة من أوتار الكمان
رفعت ركبتيها حتى صدرها وأسندت ذقنها عليهما وسرحت مع الأنغام الكئيبة التي أندمجت مع الحزن الكامن في قلبها.
وفجأة رأت ظلا ينطرح على الدرجات , ثم أحست عضلاتها تنقبض حين رفعت رأسها لتحدق الى رورك من بعيد ,كان تعبير وجهه شديد الهدوء مما أشعرها برعب جعل نبضها يتسارع ويلهب عنقها بأيقاع وحشي.
" ماذا تفعل هنا؟".
فأحتواها بعينيه الحالكتين قبل أن يرتقي الدرجات ويسير الى الزاوية حيث الستريو المولول
أطفأه بحركة سريعة وأجابها بلا أنفعال:
" ليس في نيتي أن أقضي الليل لأصغي الى ألحان كئيبة كهذه".
كانت متأكدة من أستطاعته سماع قلبها الخافق بعنف وسط ذلك الصمت الذي أعقب ضجيج الموسيقى , لكنها حاولت أن تبدو مثله, هادئة الأعصاب رابطة الجأش
وقالت بصوت ثلجي:
" هل لك أن تأتيني بوسادة وبعض الحرامات؟".
" كلا!".
نطق الجواب بهدوء بالغ والى حد أعجز تيشا لوهلة أولى عن التحقيق منه ,ولما أستوعبته , شمخت برأسها لا أراديا وأستفسرته بتحد غاضب:
"ماذا تقصد برفضك هذا؟".
لم يتحرك من مكانه في الزاوية المعتمة حيث أطفأ الستريو وأجابها من هناك:
" أقصد أنك لن تحتاجي الوسادة".
صعبت عليها رؤية وجهه , وسألته وهي تتسلح بعدائية ظاهرية:
" لماذا؟ هل قررت أن تنام على الأريكة بدلا من السرير؟".
سار ببطء وخطواته تطوي المسافة بينهما حتى وقف أمامها مباشرة
قال وعيناه العنيدتان تأسران عينيها:
" كلا , وأنت أيضا لن تنامي هنا".
أحست طنينا في أذنيها وهي تهز رأسها بسلبية عصبية
وقالت بصوت مرتجف أضعف الثقة في كلامها:
" لا , لن أقضي الليل معك".
بسط ذراعيه ليجذبها عن الأريكة ويرغمها على الوقوف وهو يقول:
" أجل , ستفعلين ذلك".
حاولت التملص من قبضته وهتفت بشيء من الذعر:
" كلا , لن أنام معك , لا أريد أن أفعل ذلك".
فأختلجت شفتاه بأبتسامة خلت من المرح وحتى من السخرية , وهتف قائلا:
" كفي عن الكذب! لا تحاولي التظاهر بأنك لا تكنين المشاعر نفسها التي أكنها لك".
" لا! لا أرجو....".
وحين ضاعفت مقاومتها على تحرير يديها رفعها بين ذراعيه بخفة وحملها كطفلة صغيرة هابطا بها الدرجات ومن هناك الى الردهة.
"أنزلني الى الأرض فورا!".
كانت تلهث وتلبط الهواء بقدميها بلا نتيجة فيما أحدى ذراعيها محتجزة بين صدرها وصدره والثانية يقبض عليها زوجها بقوة
وتابعت أحتجاجها العنيد بقولها:
" لا أريد الذهاب معك الى الفراش! لا أريدك أن تلمسني! هذا ليس جزءا من أتفاقنا!".
فأسكتها قائلا:
"لم يجر بيننا أي أتفاق , أنت وحدك أفترضت وجود أتفاق من هذا النوع".
|