لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-10, 01:29 AM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فمددت الفستان بعناية على وسائد السرير وجلست الى جانبه على الحافة , حاولت أن تتكهن بالشيء المهم الذي يود التحدث عنه وشعرت نتيجة لذلك بشيء من الرهبة السابقة ....
غطى قبضتها المتقلصة على حضنها بأحدى يديه وأحاط كتفيها بذراعه الأخرى لقربها منه.

حدّق برقة الى وجهها المتسائل وأفتر فمه عن أبتسامة حب هادئة وقال:
" لا أستطيع أن أتذكر آخر مرة أعربت لك فيها عن مبلغ حبي لك , ربما هذا شيء ليس من المفروض أن يقوله الآباء لأولادهم لأنهم يعتبرونه تحصيل حاصل على ما أظن ,لكنني أردت أن أقول بصوت عال ... أردتك أن تعرفي الى أي مدى أنت عزيزة على قلبي".
منتديات ليلاس
طفرت الدموع الى عينيها وهمست حين شدها اليه بضمة عطوفة:
"أوه , بابا, أنا أحبك أيضا!".
ومضى أبوها يقول بذلك الصوت الهادىء الحاني:
" بعدما ولدت وعلمت وأمك من الطبيب أنها لن تستطيع أنجاب أطفال آخرين , شعرت آنذاك بأنها تخيّب آمالي من حيث عجزها عن أعطائي طفلا ذكرا, ولا أعتقد أنني أستطعت أقناعها بأنني كنت مكتفيا تماما بالطفلة الجميلة التي أثمر عنها حبنا , أوه, كنت أريد صبيا كما يتوق كل رجل الى أنجاب ابن, لكن هذا لم يجعلني أبدا أضعك في المرتبة الثانية بل كنت دائما حبة قلبي يا حلوتي".

طمأنها أبوها وهو يمسد رأسها المرتكز الى كتفه وتابع يقول:
" لو كان بأمكاني أن أستبدلك بطفل ذكر في اللحظة التي ولدت فيها لما كنت رضيت بذلك الأستبدال , هل تصدقينني؟".
" أجل".

جوابها البسيط هذا محى التقطيبة الصغيرة التي كانت تجمعت على جبينه
وأردف قائلا:
" أردتك دائما أن تكوني سعيدة لكنني أشعر أحيانا بأنني عجزت عن أتباع السبل السليمة لتأمينها لك, وكانت هناك مرات عديدة كان ينبغي أن أكون فيها أكثر تفهما لأحاسيسك ومطالبك , وعذري في هذا التقصير أنني لم أكن خبيرا في تربية الأولاد".

وهمست تيشا بحرارة:
" لو كان بأمكاني أنا أيضا أن أستبدلك بشخص آخر لما رضيت بأي أب سواك".
وتابع ريتشارد يبثها أفكاره ومشاعره:
" في الأيام القليلة الماضية أتيحت لي عدة فرص للتحدث مع رورك وحيث أبدى قلقا شديدا لكوني أعجل عليك بالأقدام على خطوة مهمة لم تستعدي لها بعد".

أنحبست أنفاس تيشا تلقائيا وتساءلت , هل هذه هي اللحظة المنشودة؟ هل سيوافق أبوها الآن على أن يمدد خطبتهما لبضعة أشهر كما أقترح رورك سابقا؟
وعاد أبوها يقول:
" يوم الأحد الماضي , تركت المجال لعصبيتي بأن تتغلب على صوابية حكمي وأتزاني أذ لم يسيطر على وقتها الا أهتمامي الشديد بمصلحتك , وعندما فتر غضبي بدأت أراجع أفكاري وأشك في أنني قد تصرفت بحكمة أذ كان ينبغي أن أتروى قليلا , لكن بعد أن تحدثت الى رورك وأدركت مدى أهتمامه بتفضيل سعادتك على أي شيء آخر صارت لدي قناعة بأن صلاحيته كزوج لك هي أكثر بكثير مما كنت أتوقع , أو بالأحرى مما كان يحق لي أن أتوقعه في ظروف كهذه".

وهنا شعرت بقلبها يهوي الى ركبتيها , الخطة قد فشلت والعرس سيقام في موعده المقرر ! أرتفعت الى حلقها ألف صيحة أحتجاج أنما لم تقدر أي منها أن تهرب من بين شفتيها المطبقتين بشدة
وخيل اليها أن رأسها فرغ من الأفكار الا من فكرة واحدة , يجب أن تخبر رورك أن خطته قد فشلت ,ليس أمامهما الا بضع ساعات قصيرة ليطلعا خلالها بخطة أخرى.
منتديات ليلاس
وأعادها أبوها الى أرض الواقع سائلا أياها بلطف:
"هل أنت غاضبة مني كثيرا لأنني أجريت كل الترتيبات الخاصة بالعرس من دون أن أستشيرك؟".
فأجابته بصدق:
" لا".
ما الذي يدعوها الى الأهتمام بأحتفال لن يقام أبدا, ما دامت ستمنع حدوثه حتى لو أضطرت الى الهرب؟

لم ينتبه ريتشارد للهواجس التي تراكمت في ذهنها وأستطرد يقول:
" عندما تزوجت أمك أقمنا للمناسبة عرسا ضخما حاشدا , كانت أبنة وحيدة مثلك وقد أصر أبواها على الأحتفال بزواجنا بشكل موسع فدعيا اليه جميع أفراد العائلة من جدات الجدات والأخوال والأعمام وأبناء الأعمام وأستمر الأحتفال طوال النهار وطوال الليل على الأرجح لكننا أنسلينا هاربين قبل أن ينتهي".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 09-09-10, 01:30 AM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

توقف عن الكلام وغشيت عينيه نظرة بعيدة المدى مع ذكرى ذلك اليوم الثمينة
, وبعد لحظات أكمل الحديث بصوت منخفض ورقيق الى حد لا يصدق:
" هربنا بالسيارة طبعا , وعندما قطعنا مسافة طويلة أذكر ما قالته لينور بأنها تتمنى لو أن الأحتفال لم يحدث أبدا... ذهلت لكلامها بادىء الأمر أذ حسبتها تندم على زواجها مني لكنها سرعان ما شرحت لي أنها تعتبر حبنا نعمة غالية من نعم الله ,وعاطفة خاصة جميلة لا يليق بها أن تعرض على الناس بهذا الشكل الصاخب المبهرج , ثم أخبرتني والدموع تملأ عينيها أنها تتمنى لو أقتصر الأحتفال فقط على وقوفنا نحن الأثنين لوحدنا أمام رجل الدين وبدون كل هؤلاء الناس المجتمين حولنا ,
منتديات ليلاسلنتبادل بهدوء وخشوع عهدينا المقدسين لبعضنا البعض , كنا نمر في بلدة صغيرة وهي تخبرني هذا وصادف أن رأيت لحظتها معبدا مشعشعا بالأنوار فتوقفنا أمامه وهكذا أقسمنا مرة ثانية على تبادل الوفاء والمحبة لمدى العمر أمام رجل دين مهيب الوجه هادىء النبرات , وحيث كان الليل الساكن يردد صدى تلك الكلمات الخاشعة الوقورة ... لن أنسى ما حييت وجه أمك المتهلل آنذاك كما لن أنسى أبدا عصر تلك الليلة العابقة بالفرح الحقيقي العميق ... لقد أحببنا بعضنا حبا عظيما لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنه يا تيشا".

تقصف صوته حين أخذ وجهها بين يديه محدقا اليه وفي عينيه حزن بالغ الحدة , ثم غمغم بصوت متهدج:
" ولهذا السبب , يا أبنتي الحبيبة الغالية , سيكون الأحتفال بزواجكما , أنت ورورك , في غاية البساطة... ليس لأنني أريد أخفاء شيء أو لأنني أتعمد تزويجكما بسرعة , بل لأن المرة الثانية التي تعاهدت فيها وأمك على الحب كانت الأحتفال الحقيقي بالنسبة الينا والذي حافظنا على ذكراه ككنز ثمين ,ولذا أريد لك الأحتفال نفسه وبدون أية ذكريات تافهة أخرى تقلل من قيمته".

أدارت وجهها المحاط بيديه المتأثرتين بالذكرى وطبعت قبلة أحترام على كفه وقد عصف بها تيار من العواطف المتناقضة المتشابكة , كيف يمكنها الآن أنه تعترف له بالحقيقة ؟ كيف يمكنها أخباره أنها لا تستطيع المضي في الأحتفال الذي خطط له ؟
وقالت بصوت بدا مختنقا لأن محياها لم يفارق يديه:
" هذه أول مرة أعي فيها تماما مدى حبك العظيم لأمي".

فضمها الى صدره وهمس مجيبا:
" كانت تبادلني ذلك الحب نفسه, تيشا , وفي خلال هذا الأسبوع رأيتك عدة مرات مع رورك وفي كل مرة كانت هذه الرؤية تذكرني بحب أمك لي بشكل مشرق وكأنما التاريخ يعيد نفسه, فعندما يكون قريبا منك لا تزيحين بصرك عنه ولا تتوقفين عن بعث رسائل صغيرة اليه كما كانت لينور تفعل معي تماما, أراهن على أنه لم يخطر لك أن أباك العجوز يلاحظ أشياء كهذه , هل خطر لك ذلك؟ لقد أدركت ليلة أمس أن السبب الأكبر وراء عدم رغبتك في الزواج منه , أو قولك بأنك لا تريدين الأرتباط به , يعود الى السرعة الهائلة التي يحصل بها كل شيء وكأنكما فعلتما شيئا في نهاية الأسبوع الماضي يدعو الى الخجل , لكنني واثق من أنكما لم تفعلاه".

فهمست تيشا بصعوبة:
" ماذا؟".
" أنت ما كذبت مرة على يا حلوتي , كذلك لم تكذبي عندما أخبرتني أنه لم يحدث شيء بينكما , لقد تأكدت بنفسي من أن رورك يحترمك كثيرا والى حد ردعه عن أستغلال الموقف , وحيث كان بالأمكان أن يفعل لولا حبه وأحترامه لك... أنا مسرور لأنك أنتظرت , أدرك أن كلامي هذا يبدو شديد التزمت لكنني مسرور جدا , أتذكرين تفاصيل شجارنا قبل أسبوعين؟".

ضحك بصوت منخفض ثم رفع وجهها لينظر اليه وتابع قائلا:
" يبدو الأسبوعان كأنهما شهران وأكثر لكنني أذكر كلامك تماما , فقد قلت لي أنني لن أعجب أبدا بالرجل الذي ستتزوجين منه , وبأنني سأجد فيه على ما بكل تأكيد! كنت مخطئة يا عزيزتي , فرورك أنسان رائع من كل الوجوه ويطابق تماما الرجل الذي تمنيته زوجا لك , وأنت لو بحثت في العالم طولا وعرضا لما أمكنك أيجاد شريك حياة أفضل منه... لن يكون لدي فقط أبنة أحبها بمجامع نفسي وقلبي بل صهر أيضا أكن له الحب ذاته , ولذا أعتبر نفسي من أكثر الآباء حظا بهذا النصيب".

لم يسع تيشا ألا أن تشخص اليه بذهول أخرس ... أنها لا تصدق أي شيء من هذا يحدث معها بالفعل وأن واقع الأمور يتغلب عليها بهذا الشكل , لقد قطع عليها أبوها كل حوار وبدت طريق الأعتراض مسدودة من كل الجهات , فشعرت بالتالي أن ذهنها يرفض التفكير .

ألقى ريتشارد نظرة خاطفة على ساعته وقال وهو يمرر أصابعه في شعره:
" قضيت الوقت أشبك حديثا بحديث فلم أنتبه لمروره السريع , ينبغي أن نكون في المعبد خلال خمس وأربعين دقيقة , وأنا لم أترك لك فرصة لتجربة الفستان لنرى أذا كان حجمه مناسبا لك".

تجربة الأحتفال التي تسبق الأحتفال الرسمي بيوم! تذكرتها تيشا بعزيمة واهنة وهي تنهض من مكانها , على الأقل رورك سيكون هناك وستجد الفرصة المنشودة لتنفرد به بضع لحظات وتطلعه على موقف أبيها الجديد, تناولت الفستان عن السرير وتلمست قماش تنورته الوارفة.

سألت والدها بتردد:
"هل ... هل تريدني أن أرتدي هذا؟".
فرد مبتسما:
" لا أعتقد أن البنطلون سيكون لائقا لهكذا مناسبة , أيمكنك أن تجهزي نفسك في خلال ربع ساعة؟".
فأجابته بأختصار:
" نعم".
منتديات ليلاس
وفيما هي ترتدي الثوب شاردة راح ذهنها يسترجع كلمات أبيها مرة تلو المرة... أن تعبيره المؤثر عن حبه لها
حرك لها فيها شجونا كامنة مع أنه بدا كمصيدة بالنسبة الة وضعها وحيث أنخفض عدد الخيارات الى خيار واحد هو الهرب....
مأساتها محرجة وتكمن في أن أباها كان مقتنعا تماما بأنها تحب رورك.

من ناحية أخرى , لم يخطىء ريتشارد حين قال أنها لا تزيح بصرها عن رورك , فقوة شخصيته تجعل حضوره يهيمن على المكان الذي يكون فيه
لكنها أقنعت نفسها بأنها تنظر اليه هكذا لكونه وعدها بأيجاد مخرج من هذه الورطة! هو أيضا كان واقعا في مصيدة الزواج منها , وهذا القاسم المشترك بينهما هو الذي يربطهما معا وليس الحب الذي لاحظه أبوها في عينيها .

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 09-09-10, 01:31 AM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أضافت الى جفنيها لمسة من الظلال الزرقاء الفاتحة لتبرز خضرة عينيها , وتراجعت الى الوراء قليلا لتتأمل شكلها العام في المرآة الصافية
لقد أضفى التوتر على وجهها مسحة نجومية سماوية مع أن أعصابها كانت تعقد عضلات معدتها حتى كادت تضغط عليها بيديها لتخفف عنها الألم...
كانت تدرك في أعماقها أن الفستان بدا رائعا عليها بشكل خاص لكن معظم أفكارها أتجهت الى الأبتهال والطلب الى الله بأن يكون رورك قد توصل الى حل لمشكلتهما الخطيرة.
منتديات ليلاس
ولما دخلت غرفة الأستقبال لاحظت بنصف وعي أن أباها قد بدل ثيابه العادية ببزة أنيقة وأن برنش كانت معه وتبدو أنيقة جدا بتايور أحمر اللون.
وقال أبوها بأخلاص بالغ:
" تبدين جميلة يا تيشا!".

أومأت برأسها تشكره على مديحه , ولكن فكرة واحدة كانت تستحوذ على نفسها وذهنها , وهي وجوب رؤية رورك بأسرع وقت ممكن , وعبرت عن هذه الفكرة بقولها :
" يجب أن نغادر فورا وألا تأخرنا عن الموعد".

ألا أن الرحلة القصيرة الى هوت سبرينغز بدت وكأنها لن تنتهي أبدا, ولو أنها أضطرت لمجاراة عمتها ووالدها في حديث عادي لبدا المشوار أكثر صعوبة وأستحالة , لكنهما لم يتكلما لحسن الحظ بل لم يعلقا على صمتها.

أحست بأن ساقيها لن تقويا على حملها , بلهفة راحت تبحث عن وجه رورك وهي تعلم أنه موجود هنا في مكان ما لأنها رأت سيارته في الخارج لدى وصولهم الى الباحة , ولذا لم تلحظ أباها حين أستدار الى بلانش وتناول منها شيئا وفجأة رأته يقترب منها ويطرح على شعرها وشاحا مخرما.

نظرت اليه بنفاذ صبر وقالت محتجة:
" لا داعي لأن أغطي رأسي بشيء , هل أنا مضطرة الى ذلك؟".
فأجابها بهدوء وهو يلف ذيلي الوشاح الطويلين حول عنقها وكتفيها:
" يجب أن تلبسي شيئا على رأسك".

ثم تأبط ذراعها مجددا وغمز لها ليعيد الأطمئنان الى نفسها , وفي تلك اللحظة فتحت أبواب المعبد الداخلية
فواكبت خطواته بلا تردد وعبرت معه الى الداخل وهي تفكر بعصبية بأنها كانت تفضل رؤية رورك قبل تجربة الأحتفال وليس بعدها , وما أن سارا خطوتين على الممشى الطويل حتى رأت رورك يقف عند المذبح ينتظر قدومهم مع رجل الدين
كانت في عينيه نظرة غريبة مركزة كادت تثني ركبتيا المرتجفتين فقلصت أصابعها حول ذراع أبيها وهي تحدق الى تعبير وجهه الخاشع.

أجتاحها ذعر كاد يفقدها صوتها وهمست لوالدها تسأله مرتعبة:
" هذه... هذه ليست تجربة للأحتفال, أليس كذلك؟".
شعر بها ترتجف فسحب ذراعه المتأبطة ذراعها وأحاط بها خصرها وهو يتقدم بها بثبات على الممشى في أتجاه رورك
وأجابها بتأكيد وكأنها من المفروض أن تكون على علم بذلك منذ البداية:
" بالطبع , هذه ليست تجربة".

فتطلعت الى رورك بنظرة خائقة متسعة تشابكت فورا مع نظرته الرقيقة والمشوبة بجدية خفيفة , وحين وصلا مكانه وتسلم يدها المرتجفة من يد أبيها لمحت في عمق عينيه ما يشبه الأعتذار.

وسرعان ما أحاط خصرها بذراعه ليساعدها على الوقوف بثبات , وكأنه أحس مثلها بأن ساقيها المرتعدين ما عادتا تقويان على حملها.

أنفرجت شفتاها أستعدادا للكلام ولكي توقف هذا الأحتفال بأية وسيلة لكن رجل الدين كان قد شرع في آداء المراسم بقوله:
" أيها الأحباء, نحن...".

لقد فات الوقت... أستقرت هذه الحقيقة في قلب تيشا وهي تصغي الى الكلمات التي كانت تربطها الى الرجل الواقف الى جانبها برباط الزواج المقدس
وبرأس منحن وجفنين مسدلين أعلنت تعهداتهاالزوجية وكان صوتها خافتا بالكاد يسمع, وفقط عندما نطقت الكلمتين الأخرتين رفعت رأسها لتنظر الى وجه رورك
منتديات ليلاس
كان زجاج النوافذ الملون يعكس أشعة الشمس على رأسه فتزيد خصلات شعره الذهبية توهجا ولمعانا , وكانت عيناه تتابعان تحركات شفتيها وهي تعاهده بخشوع على الحب والأخلاص كزوجة.

ثم جاء دوره ليعلن تعهداته المقدسة , فأحست بوقع صوته الواضح الرنان يتماوج في داخلها ويزيح العصابة السابقة عن عينيها ويتيح لها أن ترى تدفق الشمس الذي أنطلق دافئا متوهجا من حنايا قلبها
وفي تلك اللحظة , أدركت تيشا , وبثقة مرعبة تقريبا, أنها تحب رورك بكل كيانها, وبكل خفقة صاخبة من خفقات قلبها الموله به وحده.

لم تكن تنتمي اليه فقط من خلال أرتباطهما الشرعي بل من خلال رغبتها العارمة في أن تكون له بكليتها وأن تشاركه كل مرافق حياته وتنجب له أولادا, وأن تبقى بين ذراعيه حتى تدركهما الشيخوخة معا.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 09-09-10, 01:32 AM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولبرهة قصيرة كادت تيشا تعتقد أن رورك يشاطرها رغباتها هذه نفسها حين تذكرت تصريحه السابق بعدم رغبته في الزواج منها وذلك حين قال بأنه لا يريد زوجة شرسة تكبل عنقه لسائر أيام حياته...
أذن, أبوها هو الذي ساقهما معا الى هذا الأحتفال, ورورك أضطر الى الأقتران بها ليحول دون حدوث فضيحة... كيف يمكن لأي زواج أن ينجح ويستمر في ظروف كهذه؟
لا يمكنه أن ينجح.... أجابت على السؤال بنفسها.... صحيح أنهما سيعيشان كزوجين بحكم الشرع لكن حياتهما لن تكون طبيعية ولا بد أن يسعى رورك الى تغييرها في أقرب وقت ممكن.

وجاء صوت رجل الدين يختتم المراسم وكأنه يتكلم عبر مسافة شاسعة :
" من خلال السلطة المنوطة بي, أعلن الآن أنكما أصبحتما زوجن شرعيين , أيها العريس , يمكنك الآن أن تقبل العروس".
منتديات ليلاس
أسدلت تيشا أهدابها لتغمض عينيها , لأن الألم في داخلها كان حادا جدا والى درجة لم تستطع أن تتحمل رؤية الأستسلام الذي لا بد أن يكون مرتسما على وجه رورك وهو يستدير اليها , كانت قبلته خالية تماما من الحماسة ولم تجد فيها شيئا من الدفء الذي أعتادت أن تستشعره , كذلك لمسته كانت فاترة ومنضبطة كما لو كان يحس نفسه مرغما على تنفيذ تعليمات رجل الدين.

وبحواس متخدرة, تناهت اليها كلمات التهنئة التي كانت توجه الى عريسها , وفكرت في نفسها
لا بد أنه يتقبل التهاني في مرارة مثلما تقبلني أنا كزوجة غير راغب فيها, ثم عانقها أبوها ووجهه يطفح بشرا
لكن لا عناقه ولا فرحه أستطاعا النفاذ الى روحها التي خيل اليها أنها أصبحت جثة بلا حراك , وكذلك الأمر بالنسبة الى تمنيات عمتها الهامسة بأن تسعد هي ورورك في حياتهما الزوجية.

ثم مدت يدها ولمست ذراع عريسها من خلال كم بزته السوداء , لم تكن قد وجهت اليه نظرة واحدة منذ تلك اللحظة التي وعت فيها مبلغ حبها له ولكنها نظرت اليه الآن , وكان وجهه حين أستدار اليها ذا تعبير جدي ومشوب بشيء من الحذر.

قالت له بصوت أجش ومنخفض جدا مما أضطره الى أحناء رأسه كي يسمعه:
" أرجوك, دعنا نخرج من هنا".
فأجابها بأقتضاب:
" سنخرج فورا".

وفي لحظات معدودة أبتعد بها مسرعا عن أبيها وعمتها وهبط وأياها الدرج ثم توجها الى حيث أوقف سيارته
وهنا أجتاحتها رغبة يائسة في أن تهرب منه الى الجهة المعاكسة لكنها كبحت رغبته وأقنعت نفسها بأنها مطرة الى مواجهته أن عاجلا أو آجلا, ففوق كل شيء ينبغي أن تقنعه بأن هذا الزواج قد فرضه أبوها عليها مثلما فرضع عليه

وبالتالي هي لا تقل عنه رغبة في عدم الأستمرار ما دام كلاهما لا يريد الآخر زوجا له, هذا ما يجب أن تفعله لأن كرامتها لن تسمح لها بأستعمال رباطهما الزوجي طسلاح للأحتفاظ به.

وسألها رورك وهو يجلس خلف المقود:
"لم تكوني على علم بأن والدك قد طلب تغيير موعد الزفاف ليكون اليوم بدلا من الغد, أليس كذلك؟".
فأجابته بأختصار:
" لا , لم أعلم بأكثر مما علمت أنت".
منتديات ليلاس
ألقى عليها نظرة متسائلة ثم أدار محرك السيارة وقال:
" نحن متزوجان الآن ".
فهتفت بمرارة:
" أنه زواج مهزلة وأنت تدرك ذلك!".
ركز بصره على السير المزدحم حولهما ثم أستوضحها:
" أذن ماذا تقترحين؟ أن نسارع الى ألغائه؟".

" أنه بالتأكيد الحل المطلوب".
" أحقا هو كذلك؟".
فغمغمت بغضب وهي تنزع الوشاح المخرم عن رأسها:
" ما كان ينبغي أن أصدقك بتاتا , ولو أنني لم أصغ الى كلامك ووعودك لما وقعنا في هذه الورطة".

وأضافت قائلة في نفسها:
" ولما أكتشفت ربما أنني أحبك, ولتحاشيت بالتالي هذا العذاب المحطم لقلبي".
وسألها زوجها بهدوء:
" هل من عادتك البكاء على الخسارات البسيطة؟".

فردت محتدة:
" لست غبية الى درجة الأعتقاد بأن الأمور السيئة تنقلب دائما الى الأحسن".
فأجابها بطول أناة:
"أنها تنقلب الى الأحسن أذا أتحت لها المجال لذلك , وحيث تحولين الشيء اللامفيد الى شيء مفيد".

" قد ينطبق هذا على الأعمال التجارية , لكن قل بربك , كيف تحوّل زواجا غير مرغوب فيه الى زواج مرغوب؟".
فوافقهاقائلا:
" هذا يبدو مهمة مستحيلة".
وهنا أنعطف بالسيارة الى مرآب أحد الفنادق فسألته بنبرة حذرة:
" لماذا جئت بي الى هنا؟".

سخرت عيناه من صوتها المتخوف وقال بهدوء هازىء:
" لم أشأ أن أمتحن طهوك هذه الليلة لأن المزاج الأسود الذي يسيطر عليك قد يحملك على محاولة تسميمي , أضافة الى ذلك , أن المشكلات تبدو دائم أقل تعقيدا عندما يكون المرء شبعانا".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 09-09-10, 01:33 AM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تجد في مقولته أية دعابة , فأعترفت قائلة:
" أنا لست جائعة".
فتجاهل عنادها وقال:
" سنتناول شرابا قبل الطعام , يبدو أنك أصبت بصدمة قوية لكونك أصبحت السيدة ماديسون وقد يخفف الشراب من حدة هذه الصدمة وبالتالي تعود اليك شهيتك المفقودة".

" تقصد أنني مصابة برعب وليس بصدمة".
فأبتسم رورك بحاجب مرفوع وعلق مازحا:
" أرأيت؟ لقد بدأ مزاجك بالتحسن , فكلما شرعت في أهانتي , أطمئن الى عودة الأكور الى طبيعتها".
منتديات ليلاس
لم يعد هناك أي شيء طبيعي بالنسبة اليها, فكرت تيشا بأسى وهي تراقب رورك يترجل من السيارة ويدور حولها من الأمام ليفتح لها الباب....
هناك فقط سماء وجحيم وليس بينهما سوى التعاسة ... أذا أعترفت تخشى العواقب وأن صمتت تخشى العذاب!
عليها أذن أن تخفي حبها عنه وتحافظ عليه كما تحافظ الوردة على نفسها بسلاح شوكها , أجل , بأمكانها أن تخفي هذا الحب عنه خلف لسانها اللاسع
فهو خط الدفاع الوحيد الذي تبقى لها وأذا تحصنت جيدا وراءه تمنع نفسها من الأرتماء على قدميه والتوسل اليه بأن يدعها تعيش معه الى آخر أيامهما , وحتى ينجبا الأولاد ويربيا الأحفاد ويشيخا معا أمام ذلك الموقد المستعر في غرفة نومه.

كان يقف عند بابها الذي فتحه ,ويمد لها يده ليساعدها على الترجل من السيارة كسيد مهذب لكنها تجاهلت هذه البادرة وترجلت بسرعة وسألته بسخرية:
" هل خطط لنا أبي أيضا, كيف وأين نقضي شهر العسل؟".

فرد رورك بهدوء تام:
" بل ترك لنا الخيار ... كان لدي أنطباع بأنه حسبنا نحب بعضنا كثيرا والى درجة أننا لن نهتم بالمكان الذي سنكون فيه بل بأجتماعنا نفسه ".
فأطلقت ضحكة حادة مرة وأجابت:
" صحيح ,أنا لن نهتم بالمكان شرط ألا يجمعنا سوية".

وفجأة أعتقل ذراعها بيده وغرز أصابعه فيها وقال بصوت كالح:
" سيكون ذلك صعبا بعض الشيء بحكم الظروف الراهنة , ألا توافقينني رأيي؟".
رأت في عينيه تحذيرا خفيا لكنها لم تأبه له وردت بتحد:
"لا موجب لأن يكون صعبا ... بأمكاننا أن نقضي شهر عسل عصري وحيث تذهب أنت في طريقك وأمضي أنا في طريقي".

فأنسدل على وجهه الغاضب قناعا ساخرا وسألها هازئا:
" وهل يطاوعك قلبك على ترك زوجه ينام بمفرده في ليلة عرسه؟ ألا تخجلين من نفسك يا حمراء؟".
فأحست بتخدير مرعب يشلها لكنها تمالكت خوفها وقالت تراوغه:
" أبهذه الطريقة تنوي أن تحول مساوىء زواجنا الى حسنات؟ هل أنت عازم على مطالبتي بحقوقك الزوجية؟".

فمرر بصره بحميمية على جسمها وأجابها بصوت مخملي:
"لقد خطرت لي هذه الفكرة".
فشعرت بكل عروق جسمها تنبض بحرارة وحشية فسارعت تقول بعزم:
" أذن أنس هذه الفكرة!".
فذكرها قائلا بلطف:
"في الأسبوع الماضي أبديت نحوي رغبة مخالفة لهذه, فما سبب هذه النوبة الفجائية من تقريع الضمير وقد أصبح محللا لنا هذا التلاقي؟".

عبق وجهها بلون قرمزي... وقالت بتصميم أرجف صوتها:
" مهما طال أمد زواجنا فسوف يبقى ... أسميا فحسب".
" الآن وقد تزوجنا , ما عدت تجدينني جذابا؟ أليست هذه الحقيقة؟".

" كلا".
خرج النفي من بين شفتيها قبل أن تتمكن من ايقافه, فقال:
" أذن, هذا يعني أنني ما زلت أجذبك؟".
" نعم... أعني لا!".
منتديات ليلاس
فسألها وعيناه يلتمعان بمرح مغرور:
" ماذا تقصدين بالضبط؟".
أحست بما يشبه الأختناق فقالت بصعوبة:
" أنا... أقصد... أن هذا الزواج المهزلة يجب أن ينتهي, أنه.... مثال الزيف والخداع؟".
" هذا يعني أنك لا تريدين شهر عسل في برمودا؟".
" كلا , لا أريد ذلك".

" أعتقد أذن أن الخطوة الأكثر منطقية هي أن نعود الى البيت فور أنتهائنا من تناول الطعام , هل توافقين؟".
بدا فجأة عازفا عن مجادلتها وقد سرها هذا لأن أسئلته الماكرة بدأت تدك تصميمها على ألا تجعل من زواجهما مهزلة مستمرة.
وأجابته مع أيماءة تأكيدية:
" موافقة تماما".

******نهاية الفصل التاسع******

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, عروس السراب, valley of the vapours
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية