كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فأخترقت نظرته الهواء كرمح باتر سدده الى عينيها وأجاب:
" الأريكة لا يزيد طولها عن خمسة أقدام ونصف قدم , فيما طولي أنا , كما هو مسجل في رخصة القيادة , ستة أقدام وأنشان ... حاولي أن تنامي في ظرف كهذا!".
" الذنب ليس ذنبي".
أستند بتكاسل على منضدة المطبخ المستطيلة وأجاب وهو يرشف القهوة الساخنة:
" حسبما أذكر , كنت تنامين على السرير الوحيد في هذا البيت".
" كان بأمكانك أن...".
فحثها على المتابعة بهدوء مميت:
" كان بأمكاني ماذا؟".
منتديات ليلاس
فنهضت واقفة على عجل وقد توردت وجنتاها بشدة.
وفيما هي تمر به لتسكب فنجانا آخر من القهوة وتابعت عبارتها قائلة:
"كان بأنكانك أن تنام على السرير وتترك لي الأريكة".
فوضع فنجانه جانبا ومد ذراعه فأوقفها أمامه ... وفجأة عاودها ذلك الشعور بالخواء المؤلم وعيناه الداكنتان تتجولان عليها
وغمغم مجيبا:
" أو كان بأمكاني أيضا أن أشاركك السرير".
تلاحقت أنفاسها فردت بصعوبة:
" لم أقل ذلك".
" لكنني لو أردت البقاء معك لفعلت , أليس كذلك؟".
أجتاحتها رعدة حنين لدى سماعها صوته الأجش والحامل في ثناياه رقا غير منظور , ثم أحنت رأسها في موافقة خرساء على كلامه.
وتابع رورك:
" لو أنني فعلت ذلك , لكنت تحاولين هذا الصباح أيجاد طريقة لتربطك بي ".
فأحست كأن خنجرا باردا أنغمد في قلبها, وسألته وهي تشمخ برأسها دفاعا عن كرامتها الجريحة:
" ألهذا السبب لم تفعل؟ لأنك كنت تخشى أن أصبح أنثى متطلبة تصر على الألتصاق بك؟".
فقال محذرا أياها بهزة ساخرة من رأسه:
" لا تتظاهري بخبرة لا تملكين منها شيئا".
"ما دمت تفضل الفتيات الخبيرات فلماذا كلفت نفسك عناء مغازلتي ؟ هل فعل ذلك لتتأكد فقط من أنك لم تفقد براعتك في هذا المضمار؟".
أجابها بلطف:
" كلا , لكن الأنثى عندما تصبح ناعمة ومطواعة مع الرجل , يكون رد فعله غريزيا , وعلى الرغم من لسانك اللاسع يا حمراء , فأنت امرأة مثيرة ".
" على الأقل أنت لا تراني بغيضة كليا".
" أنا لا أراك بغيضة والحقيقة أن العكس هو الصحيح".
" أنك تتكلم في دوائر فلا أفهم شيئا مما تقول ... فمرة تزعم أنني ساذجة جدا بالنسبة الى خبرتك ومرة ثانية تعطيني أنطباعا بأنك تريدني , ألا تقدر أن تستقر على رأي واحد؟".
" أجل , أقدر".
لفظ الكلمة الثانية مشددا وتابع:
" ولكن ما مدى قدرتك أنت؟ ما هو شعورك الحقيقي أتجاهي؟".
" أنا أكرهك الآن!".
" صحيح, فأنت كنت ستسمحين لي في الليلة الماضية...".
أكتنفتها الحسرة فأطلقت تنهيدة يائسة وقد بدأ غضبها يتبخر , تأملت وجهه بعينين ضائعتين , وفي تعبير وجهه عاصفة صغيرة من الخيبة العاجزة, وغمغمت:
"أمر غير معقول , أليس كذلك؟ فأنا أكرهك وفي الوقت نفسه...".
وعلقت بقية العبارة في حلقها...
فحذرها رورك:
" على مهلك!".
منتديات ليلاس
أختفى البريق الساخر في عينيه وحلت مكانه نيران قاتمة.
" لا تقولي شيئا لأنني قد أتمسك بأي أعتراف يصدر منك".
لكن تيشا لم تكن متأكدة من نوعية ذلك الأعتراف , فالحب لا يعقل أن يحدث بهذه السرعة ولا أن يترك لها مجالا لأن تشعر أتجاهه بكل هذه العدائية الملتهبة.
وتكلمت أخيرا بعذوبة:
" رورك, أننا نمثل , بشكل أو بآخر , أتحادا قابلا للأحتراق".
" أوافقك على هذا كل الموافقة".
وأشرق وجهه بأبتسامة عريضة عززت بريق الرضى في عينيه وغمغم سعيدا:
" صباح الخير يا تيشا , أعتقد أنني لم أصبحك بعد , هل فعلت؟".
" لا".
|