كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
راحت تعلق ثيابها المبللة بحركات آلية وتقاوم خواء مؤلما في داخلها وهي تحمد حسن حظها لأن رورك رفض تقرباتها في اللحظة الأخيرة فلم تتعرض لعذاب أذلال أعظم ....
وفكرت في مرارة , لو أن أحدا حاول أقناعها بأمكانية شعورها هكذا , لكانت أتهمته بالكذب والمبالغة , ولكن تصرفاتها بحد ذاتها أثبتت خطأ تفكيرها السابق
ومهما حاولت أن تتنصل من المسؤولية فلا يمكنها أن تلوم رورك وحده على التعاسة التي تغرقها في أمواج الحزن والشفقة على الذات.
وهنا , مسحت بعزم قطرات الدموع المتأرجحة على رؤوس أهدابها , ولفت شعرها الطويل بمنشفة ناعمة عقصتها حول رأسها ثم تناولت قميص البيجاما وأرتدته.
عادت الى غرفة النوم وسارت الى السرير الذهبي الغطاء , كان أتساعه الخالي يغري بالأستلقاء فيه لكنها أنطرحت على الغطاء وأخذت تبكي بحرقة لتخرج من صدرها كل تلك التعاسة التي تغرق نفسها
ثم بدلا من أن تنام , أختارت بقعة قرب حافة السرير حيث جلست عليها القرفصاء وظهرها الى الباب ...
فكت المنشفة المعقوصة على رأسها وشرعت تجفف بها شعرها الطويل بحركات عنيفة متتابعة.
سمعت طرقا على الباب , ثم صوت رورك ينادي قائلا:
" هل أنت محتشمة لأدخل؟".
" ماذا تريد؟".
لكن الباب أنفتح ودخل رورك بدون أن يجيب على سؤالها , كان يرتدي فقط بنطلونا حنطيا بدل البنطلون البني الذي أرتداه سابقا , وهذا اللون الفاتح كان يعزز سمرة صدره الغامقة التي أكتسبها من أشعة الشمس
راقبته تيشا من وراء كتفها وهو يتقدم , كان تعبير وجهه غامضا , وقال:
" جئتك بشيء من شراب الكاكاو ليساعدك على الأسترخاء كي تستطيعي النوم لبضع ساعات".
منتديات ليلاس
" كم أنت لطيف وتفكر في راحة ضيوفك!".
" ستأتي فرقة أصلاحات في الصباح لترفع الأشجار عن الطريق, وقد خابرت بلانش لأعلمها أستضافتي لك هذه الليلة".
لقد أنشغلت بالحزن على نفسها والى حد أنساها تماما أن عمتها قد تكون قلقة على غيابها الطويل , وهكذا أضطرت الى شكره أنما بتردد , فسألها:
" أتريدين الكاكاو أم أعيده الى المطبخ؟".
لم تكن تنظر اليه لكنها شعرت أنه لم يتحرك من مكانه وبأمكانها بمنتهى البساطة أن تسير اليه وتتناول الفنجان منه أنما لم تشأ أن تواجه تلك النظرة اللامبالية في عينيه الجليديتين , فقالت:
" بأمكانك أن تضعه على منضدة السرير , سأشربه في ما بعد".
وظلت مشيحة برأسها وهي تسمع وقع خطاه على الدرجات , ومن خلال ستار شعرها الطويل رأته يمر بها متجاهلا أياها
وحين أستدار راجعا سألته:
" أنني بحاجة الى مشط لتسريح شعري , فهل لديك واحد؟".
"قد تجدين مشطا في خزانة الأدوية".
فردت بأختصار:
" شكرا".
|