وعندما رأت سامنتا الألم باديا على وجه جولي غيرت الموضوع وقد أحست جولي أنها في حالة أفضل عند مغادرتها منزل سامنتا والواقع أن قرارها بالسفر أزاح بعض كآبتها فالذهاب ألى الولايات المتحدة شيء مثير في حد ذاته , وسوف يقضي على حالة الجمود التي تعاني منها , كما أن هناك أشياء كثيرة يتعين القيام بها , ولم يبق من الوقت سوى أسبوع , وأبلغت والديها بقرارها عند وصولها ألى المنزل , وكانا يجلسان سويا يشاهدان التلفزيون عندما دخلت وأخبرتهما بالنبأ.
وقال أبوها على الفور:
" حسنا , فقد يقضي السفر على حالة الأكتئاب التي تعانين منها , أنني لا أعرف السبب الحقيقي , غير أنني أعتقد أنه يتعلق برجل أو بآخر , هل أنا على حق؟".
ولوت جولي يديها وقالت:
" نعم أنت على حق , وأمي تعرف ذلك".
" أنني واثق من ذلك , أمك لم تحدثني في الأمر , هل ترغبين في أن تفضي أليّ بما في قلبك؟".
وتنهدت جولي وقالت:
" كلا , لا أرغب في ذلك".
منتديات ليلاس
" حسنا , لن أضغط عليك ,ولكن فيما يتعلق ببول أليس من الأفضل أن توضحي الأمر له ؟".
" بالطبع , أنني لم أتخذ القرار النهائي سوى اليوم".
" أنت تعرفين هذا الرجل منذ وقت طويل , أليس كذلك؟ ماذا حدث؟ هل هو متزوج؟".
" كلا , ليس متزوجا , كان متزوجا , غير أنه مطلق الآن".
" فهمت , ألا يريد أن يتزوجك؟".
" كلا".
وهز والدها رأسه ولمست أمها يده وقالت:
" يا عزيزي جو , أتركها وشأنها , ألا ترى أنها متعبة؟".
ونهض الدكتور كيندي واقفا وسار نحو أبنته وأدار وجهها أليه وقال :
" جولي , أنك لم تخفي شيئا عنا من قبل , ألا يمكنك أن تبوحي لنا بالسبب الذي يمنع زواج هذا الرجل منك ؟ هل تحبينه؟".
" في الحقيقة , لا أعرف الآن أذا كنت لا أزال أحبه , أنه ........ أنه لا يحبني".
ولم تتمكن من مواصلة الكلام , فوضعت يديها على وجهها وأحتضنها أبوها وأخذت تبكي بكاء مريرا , حتى أرتاحت وقالت بعد برهة:
" لا يمكنني التوضيح , غير أنني لا ألومه ,فهو من بيئة تختلف عن بيئتنا , وتقاليدها تختلف عن تقاليدنا ".
وقالت أمها :
" هو أجنبي أذا".
أومأت جولي برأسها ثم سارت نحو الباب وقالت:
" سوف أذهب ألى فراشي , أذا لم يكن عندكما مانع , وسوف أخبر بول بالأمر غدا , ولا تعلقا عليّ فأنني بخير ".
كان يتعين عليها الآن أن تخبر بول بقرار السفر , ولم يقبل بول قرارها عندما أخبرته به وقال :
" لا يمكن أن تكوني جادة , أذا ذهبت الآن فلن تعودي قبل شهر أبريل".
" هذا صحيح يا بول".
" ولكن لم كل هذا؟ كنت اتصور أن كلا منا يحب الآخر".
" بول! لقد حاولت توضيح الأمور يوم عيد الميلاد فقلت أنني لست واثقة من عواطفي أتجاهك , دعني أذهب الآن , فذلك من الأفضل".
وقال وهو يهاجمها بشدة :
" أعرف أن هذه الرحلة تشدك , وفكرة السفر ألى كاليفورنيا تغريك!".
" هذا غير صحيح".
" بل صحيح , وما كان يجوز لسامنتا أن تقترح عليك السفر , فأنت لست مربية للأطفال في أية حال".
" كل ما تقوله صحيح , غير أن سامنتا لم تتخذ القرار بل أنا أتخذته ".
" ولكن لماذا؟ ألست مرتاحة في عملك بمتجر فورهامز؟".
"بل أحب عملي , وعندما أبلغت الموظف المختص بأنني أعتزم السفر قال أنني أستطيع العودة ألى عملي بعد العودة أذا رغبت في ذلك".
وقال بول وقد أحنى كتفيه:
" هل هناك رجل آخر؟".
" نعم...... ولا".
" ماذا تعنين؟".
" أعني قد يكون هناك رجل أحبه ولكنه لا يحبني ".
ونظر أليها بول بدهشة وهو لا يكاد يصدق ما تقوله :
" هل أعرفه؟".
" لا تعرفه بالضبط أرجوك يا بول , لقد سألني والد عنه من قبل , ولا أستطيع أن أقول شيئا , فالأمر لا يتعلق بي وحدي , هل تغفر لي؟".
وعضت شفتها بأرتباك وقالت:
" أنا واثقة أنني لا أناسبك ......بول , ربما ألتقيت بالفتاة التي تستحقك أثناء غيابي , لا أريد أن تنتظر عودتي , فأن العلاقة بيننا قد أنتهت للأسف ".
" هل تراسليني ؟".
وهزت جولي رأسها وقالت:
" من الأفضل ألا أفعل ذلك يا بول , عليك أن تنساني , فلست جديرة بك ".