وعاد بول بانستر , الذي لم يعرف شيئا عن علاقتها بمانويل كورتيز ,دخل حياتها من جديد , ولم توجه لها أمها أسئلة غير ضرورية عندما أصبح واضحا أن جولي لم تعد تخرج مع رجل آخر , فقد تفهمت الوضع منذ البداية , وكانت سامنتا وحدها هي التي عرفت حقيقة الوضع غير أنها تجنبت الحديث فيه .
وبعد ثلاثة أسابيع أكتشفت جولي أن حياتها أكتسبت من جديد شكلا طبيعيا , ففي غياب مانويل , أصبح بول مرة أخرى شابا لطيفا , وأدركت جولي أنها تستطيع ,أذا بذلت مجهودا كبيرا , نسيان مانويل وهي في صحبة بول , فهي شابة ويمكنها بما لها من مرونة الشباب , التغلب على حالة الأكتئاب التي من شأنها أن تحطم حياتها وتقضي على جمالها.
وأقترب موعد عيد الميلاد , وأنشغل العاملون في المتجر بأقامة الزينات ,وذهب بول وجولي ألى الحفلات الراقصة والدعوات وأعد الترتيبات لقضاء ليلة العيد.
منتديات ليلاس
فقد أتفق بول وجولي على قضاء اليوم في صحبة سامنتا وبنديكت , بينما أحتفل أفراد أسرتهما بالعيد سويا , وقالت جولي لسامنتا أنها تتصرف تصرفا أحمق أذ تقيم حفلا بمنزلها يوم العيد , في حين أن موعد ولادتها كان اليوم التاسع والعشرين من دسمبر , ولكن سامنتا ضحكت وهزّت كتفيها وقالت أنها لا تريد أن تقضي يوما كئيبا في أنتظار يوم الولادة , ولم تستطع جولي أن تثنيها عن رأيها , وعلى كل حال حدث شيء وهي عند سامنتا تستطيع على الأقل مساعدتها ., وهكذا قضت جولي يوم عيد ال
غير أن سامنتا لم تنتظر مرور يوم العيد لتضع طفلها , بل وضعته في ليلة عيد الميلاد , في مستشفى سانت ديفيد للولادة , وشاهدت لأول المولود , وشعرت بألم في معدتها وهي تنظر ألى وجه المولود الصغير الذي أمسك بأصابعه الصغيرة القوية أصابعها ,وفكرت أنه شيء رائع أن تتزوج الفتاة من الرجل الذي تحبه وأن تنجب طفله.
وقالت سامنتا التي كانت منهمكة في قراءة برقيات التهنئة :
" ما بك يا عزيزتي , مرّت ستة أسابيع على سفر مانويل كورتيز ألى الولايات المتحدة ,ولا أتصور أنك لا تزالين تفكرين فيه".
وأعتدلت جولي في جلستها وهزت كتفيها وأجابت:
" أنني أفكر به في بعض الأحيان , أنا أحسدك يا سام , فعندك كل شيء , لا بد أنك في غاية السعادة".
" أنني سعيدة بالفعل".
ونظرت سامنتا بقلق ألى صديقتها وقالت:
" أن الأمر يقتضي حسم الموقف , تزوجي من بول , فلو تزوجت وأنجبت أطفالا فستنسين مانويل كورتيز ".
" أن هذا غير أكيد , لا أستطيع أن أخدع بول وأتزوجه لأكتشف بعد بضعة أعوام أنني أرغب في الطلاق".
" هذا صحيح , حسنا أذا , ربما تحتاجين ألى تغيير للبيئة , لم لا تغيرين عملك؟ لم لا تبحثين عن عمل يتصل بالأطفال ؟ فأنت دائمة القول بأن ذلك ما تريدينه , ويمكنك أيضا أن تتدربي على التمريض , فهناك نقص في عدد الممرضات".
وهزّت جولي رأسها وقالت:
" لا تكوني حمقاء يا سامنتا , أنني على ما يرام , وأتوقع أن أتزوج بول يوما ما , ولكنني لن أفعل ذلك الآن , فلا أريد أن أرتبط بهذه السرعة".
وردت سامنتا:
" لو كنت تحبين لرغبت في الزواج منه غدا".
أجابت جولي:
" هذا كلام غير واقعي".
وهزّت سامنتا كتفيها وقالت:
" ربما".
ثم غيرت الموضوع.
كان بول قد أشترى لجولي سوارا من الفضة بمناسبة عيد الميلاد وساور جول الشك في سلامة قبولها هذه الهدية , غير أن سعادته بمفااجأتها , أبعدت عنها هذه الأفكار , فشكرته بحرارة ,ووضعت ذراعيها حول عنقه وقبلته قبلة سريعة.
أما هي فقد أشترت له بعض الأسطوانات وأستمعا أليها في ظهر يوم عيد الميلاد.
وأحست جولي بالهدوء التام وهالها أن يقول بول لها بصوت خافت :
" جولي , لم لا نتزوج في الربيع المقبل؟ لا يوجد أي سبب لتأجيل ذلك و دخلي يكفي شقة مناسبة لنبدأ حياتنا".
ردت جولي بشيء من الحرج:
" بول! تعرف أنني أستلطفك ,غير أنني لست واثقة من حبي لك".
ووضع بول ذراعه على كتفيها وأدارها أليه وقال :
" لماذا؟ ما هي المشكلة التي تواجهينها؟ يمكننا مناقشة هذا الموضوع نظرا للعلاقة الطويلة بيننا".
وقالت جولي وقد بدا الشك في صوتها :
" لا أعتقد ذلك . هل كانت لك ........ أعني.......هل كانت لك في يومما علاقة بأمرأة أخرى؟ يا ألهي! لقد أسأت التعبير بول! هل رغبت في أمرأة بدون أن تريد الزواج منها؟".
ونهض بول فجأة وقال:
" جولي!".
تابعت جولي وهي تتنهد :
" هل حدث ذلك؟ يا بول! لا شك تستطيع أن ترى أنني لا أسألك بدافع الفضول ".
" لماذا تسألين أذا؟".
" يهمني أن أعرف ذلك".
" حسنا أذا , فقد أجتذبتني النسلء قبل أن أعرفك , غير أنني منذ عرفتك لم أفكر في سواك , لم هذا السؤال ؟ هل أجتذبك رجل آخر؟".
وأحمر وجه جولي وقالت :
" أن الرد على هذا السؤال ليس بالأمر السهل ولكن العلاقة بيننا كانت دائما ......علاقة الزميل بالزميلة , وقد تساءلت في الفترة الأخيرة عما أذا كنا قد أنحرفنا ألى شيء لم لم يكن موجودا أصلا!".
وقال بول بدهشة :
" جولي ! أنا واثق من شعوري نحوك!".
" كيف يمكنك أن تكون واثقا من ذلك؟".
" أن لنا ميولا مشتركة , أن كلا منا يريد منزلا وأسرة ,أن لنا أحلاما مشتركة كثيرة.....".
" هل هذا هو الحب؟ أعني أن تأسيس منزل وأسرة يستوجب أكثر من مجرد الصداقة بين شخصين , كيف تستطيع أن تتأكد من أننا سنكون سعيدين".
وبدا الضجر على بول الذي قال:
" أنك مزعجة يا جولي , ربما لأنك مرهقة قليلا ........فلم يسبق أن تحدثت من قبل بهذا الشكل ,وأنا من ناحيتي لا أرغب في مواصلة الكلام".