3- اللقاء الأول
من الصعب على جولي التظاهر بأنها لم تر مانويل ثانية , عندما بدأت دونا ومارلين تتحدثان عنه , وكان عليها أن تجاريهما ولكن مشاعرها الداخلية مختلفة وكانت تتساءل ترى هل تكون صريحة مع أبويها وتخبرهما بما حدث أم لا؟ فقد أدركت أنهما يرغبان في زواجها من بول , ولن يروق لهما خروجها مع رجل جاد مثل كورتيز , وتنهّدت بعمق , وقررت أنها أذا كانت تريد الأستمرار في مقابلة مانويل فيجب ألا تخفي هذا الأمر .
وفي مساء يوم الثلاثاء ذهبت ألى السينما مع بول ,مرّ بها بالمتجر وتناولا العشاء في مطعم لايونز قبل ذهابهما ألى السينما , وأخبرها بول أن باريسن لم يؤنبه لما فعلته جولي في الليلة الماضية وقال:
" أن باريسن يتحين الفرص للتأنيب , ولذلك لا أفهم كيف فاته أن يلومني على ما حدث".
" عليك أن تواجهه , فليس السيد باريسن ألا بشر ".
" أنه يخيفني في بعض الأحيان".
وفي هذه اللية بينما كانت تستعد للذهاب ألى غرفتها , دخلت أمها وقالت بهدوء:
" ما بك يا جولي؟".
" لا شيء".
" بل أشعر أنك مشغول البال منذ البارحة , ما الذي قالته لك سيلين؟".
" تحدثنا عن أيام الدراسة ".
" أخبريني يا جولي , هل قابلت سيلين أم...........هل هي أمرأة التي خرجت معها بالأمس؟".
ضغطت جولي على شفتيها فلم ترغب في الكذب على أمها وقالت:
" كلا يا أمي , خرجت مع رجل , أرجو المعذرة , كنت أعرف أنك لن تتفهمي الأمر , فأنت تتوقعين أنني أنا وبول......".
وقالت السيدة كيندي وهي تتحسّر:
" جولي , أنت تعلمين أننا نرغب في سعادتك ! يا ألهي نعم! نحن نحب بول , ولكن ذلك لا يعني أن تتزوجي منه لمجرد أرضائنا , يا ألهي , أنك تخفينني , نحن نريد أن تتزوجي الرجل الذي تحبينه".
" ماذا سيحدث لو عرفت أن الرجل الذي خرجت معه ,كما يبدو لي حتى الآن ليس لديه أية فكرة عن الزواج؟".
وأضطربت أمها وقالت:
" لماذا؟ هل هو متزوج؟".
" كلا , أي ..... لا أعرف بالضبط".
" جواي ! من هو؟ هل نعرفه؟".
منتديات ليلاس
" ليس كذلك بالضبط , فأنكم تسمعون عنه , أرجوك يا أماه لا تسأليني عن أسمه أن أسفرت العلاقة عن شيء , فسوف أخبرك حينئذ".
وأزداد أضطراب السيدة كيندي , فلم تكن جولي معتادة على الكذب , كما أنها لا تخفي شيئا عن أمها , وصعب عليها أن تقبل , حقيقة أن جولي لا ترغب في أئتمانها على سرها , فلم تعد طفلة أصبحت لها حياتها الخاصة التي لا ترغب في أقتسامها معها.
أما جولي فشعرت هي أيضا بأحساس فظيع , لا سيما أنها مقتنعة بخطورة ما نفعله , فمانويل كورتيز ليس ممن يستهان به , وبرغم أن لجولي أصدقاء كثر ألا أنها لم تعاشر من قبل رجلا له خبرة كورتيز.
وتمنت لها أمها ليلة سعيدة , ودخلت جولي تحت األأغطية ونامت نوما عميقا .
وعندما أخبرت أمها في صباح يوم الأربعاء أنها لن تتناول العشاء في المنزل , رمقتخها أمها بنظرة غريبة , ولكنها لم تعلق على الموضوع , وبما أن أباها كان يتناول الأفطار معهما , فقد أسعدها تصرف أمها.
أرتدت ثوبا من الحرير الوردي , ووضعت حول عنقها عقدا من اللؤلؤ بينما أرتدت معطفا من اللون البيج ,وقال لها والدها وهو يوصلها ألى عملها بالسيارة في الصباح.
" هل هذا من أجل بول؟".
وهزّت جولي رأسها وقالت:
" كلا , فسوف أخرج مع بعض الأصدقاء , بول مشغول هذه الليلة ".
ولم ير أبوها في ذلك أمرا غير عادي , كانت جولي محبوبة , ولها أصدقاء كثيرون , ثم أنها تذهب عادة في مساء يوم الأربعاء لصديقتها سامنتا.
لاحظت دونا ومارلين ثيابها أيضا وشعرت أنهما لم تصدّقا قولها بأنها ستقضي الليلة مع سامنتا , غير أن اليوم كان مزدحما بالعمل , ولم يكن لديهن متسع من الوقت لتبادل الحديث.
وأخيرا دقّت الساعة الخامسة والنصف وخرجت جولي لمقابلة كورتيز , غير أنها لم تجد أثرا له أثرا له أو لسيارته الفخمة الملفتة للأنظار , وأحسّت بخيبة أمل كبيرة ثم بألم في معدتها , هل كان يمزح عندما طلب منها موعدا آخر ؟ هل يريد الأنتقام منها؟
وأنتظرت حتى الساعة السادسة ألا الربع ثم قررت غاضبة أنه لن يحضر , وكادت تجهش بالبكاء , وهي تؤنب نفسها على غبائها , كان يجدر بها أن تدرك أنه لا يعتزم الخروج معها مرة ثانية.
وسارت بخطوات سريعة نحو شارع أكسفورد لتركب الباص وتذهب ألى سامنتا فأي شيء تفعله أفضل من العودة ألى المنزل.
وكان شارع أكسفورد مزدحما بالناس , فعلّقت حقيبتها على كتفها ووضعت يديها في جيبها وأتجهت نحو الشارع عندما سمعت صوتا يناديها.
" جولي ! جولي! أنتظري".
وألتفتت ألى الخلف فرأت مانويل وهو يشق طريقه في وسط الزحام , ولم يقلل شعره الأشعث أو معطفه المخلوع من جاذبيته , وكادت ترتمي بين أحضانه وهو يقول :
" أنك غاضبة ؟ وأنا آسف , ولكن زحام لندن قاتل , تركت سارتي في مكان بعيد".
وضحكت جولي وقالت:
" هل هذا كل ما في الأمر؟".
" بالطبع , هل أعتقدت أنني لن أحضر؟".
" نعم".
" أنني هنا الآن , هيا بنا , أرى أن نتناول العشاء في شقتي أذا لم يكن عندك مانع ".
" لا أدري ........ لا ....... أدري".
بدا وكأنه لم يكن مهتما بكلامها , أمسك بذراعها وأخذ يشق طريقه وسط الناس جاذبا أياها معه ,ورأت جولي نظرات الدهشة ممن تعرفوا على شخصيته , ولكن مانويل تجاهل هذه النظرات , وأدركت أنه ليس مغرورا فيما يتعلّق بعمله.