وأومأ مانويل برأسه وقال:
" نعم أنني أهتم بالعرف والتقاليد عندما أريد, جولي لم رفضت زيارتي من قبل؟".
وأمسك بأحدى يديها وقبّلها وقال:
" رقدت هنا لمدة ثلاثة أسابيع أكرهك تارة وأحبك تارة أخرى".
وأتسعت عينا جولي وقالت بحنان وتوسل :
"تحبني!".
أجابها ببساطة ورقة:
" نعم أحبك يا جولي , وأريد أن أتزوجك".
ثم وضع أصابعه على فمها وتابع هامسا:
" أسكتي ولا تقولي شيئا الآن , فلم أتصور أبدا أن أعرض على أمرأة الزواج بعد كنسويلا , غير أنني أحبك ألى حد الجنون , وأعتقد من الأفضل أن أتزوجك قبل أن تقضي على حياتي , أنك ترفعين حرارتي عندما أصاب بالحمى , وقد تسببين لي نكسة".
" مانويل!".
منتديات ليلاس
" نعم , وكذلك تهينيني على نحو لا يصدق أثناء عاصفة ثلجية , وتتركينني في شاطىء كوفورد بدون وسيلة للعودة , ثم أنك كدت تقتلينني في حادث سيارة , يتعين عليك أذا أن تتزوجيني , أليس كذلك؟".
وكان صوته خافتا وحانيا , وأجابت جولي:
" مانويل , رغبت في رؤيتك من قبل".
ثم تنهّدت وقالت :
" لا أستطيع أن أكذب عليك , منعني فيليب من الحضور أليك , أراد أن يخيب أملك ولو مرة , فلم يخبرني أبدا برغبتك في رؤيتي , وتصورت أن دولورس وأنت......".
وحملق مانويل فيها وقال:
" فيليب منعك! سوف أقول له رأيي فيه عندما أراه".
غير أنه كان يضحك وأدركت جولي أنه أرتاح لمعرفة الحقيقة , ثم قال :
" لقد ذهبت دولورس بغير عودة ".
" أعرف ذلك , أخبرتني بيلار".
ثم قالت بشيء من التردد:
"لم طردتها ؟".
" سألتها عندما زارتني عما قالته لك , فأخبرتني بيلار أنها شاهدتها تحدثك , وحيث أنني أعرف دولورس , توقعت أن تسيء التصرف".
وقالت وهي لا تكاد تصدق ما سمعته:
" وهل قالت لك ما حدث؟".
" لم تقل شيئا في أول الأمر , ولكن عندما صارحتها بأنني لا أفكر في الزواج منها أطلاقا , غضبت وقالت لي كل شيء , نها حادة المزاج ولكنها غير مؤذية".
وجذبته أليها وقالت:
" ضمني يا مانويل , فليس لدينا وقت كثير , وأنا أحبك كثيرا......".
وضمها مانويل أليه , ألا أنه سرعان ما دفعها برفق بعيدا عنه وقال :
" أستطيع الأنتظار ,ولكن ليس طويلا , فسوف نتزوج في أقرب وقت , ويستطيع والداك أن يأتيا ليحضرا حفل الزةاج , ولكنك لن تغادي البلاد , فلن أتركك تذهبين ألى لندن حتى لا تغيّري رأيك".
وقالت جولي وهي تحلم :
" لن أفعل ذلك".
ثم سوت شعرها وقالت :
" وبيلار , أرجو ألا تكون غاضبا منها , فهي تعسة للغاية وهي صغيرة , ولم يكن لها أن تتورط في هذه العملية , ماذا قلت لها؟".
وتنهد مانويل وقال:
" كنت تعسا أنا أيضا".
منتديات ليلاس
ثم تمتم قائلا :
" أنت أهم شيء في حياتي , أما بيلار فقد تصورت أنني أكرهها أذ أعتقدت أنها قد دمرت العلاقة التي تربطني بك , غير أنني كرهت نفسي أيضا , لا سيما أذ عرفت أن علاقتي بدولورس هي التي أغضبتك ,وأنت يا جولي هل يمكنك أن تقبلي بيلار رغم ما فعلته؟".
" نعم بيلار تحتاج ألى أمرأة ألى جوارها , أعتقد أنني أستطيع أن أساعدها ومن المؤكد أنها ستستطيع مساعدتي".
وقال مانويل بشيء من الفضول :
" كيف؟".
" حسنا أنها تعرفك أفضل مني وعندما تكون مسافرا سنظل أنا وهي معا يجمعنا جبنا لك.....".
قال مانويل وهو يمسك بيدها ثانية :
" عندما أسافر ستكونين معي , ولكنني أفكر أن أقلل من عروضي وأن أركز على التأليف ما رأيك؟".
ومالت جولي برأسها وقبّلت يده وقالت:
" طالما أننا معا ... لا شيء يهمني , مانويل قل لي لم تصرفت هكذا في لندن؟".
وتنهّد مانويل وقال:
" كنت أحس بتأثيرك عليّ وكنت أقاومك بشدة ".
" والآن؟".
وضحك برقة وقال :
" أنني كالمريض الذي يتعاطى المهدىء , لم أعد أستطيع المقاومة وأريد أن أستسلم , أنني أريدك كما لم أرد أحدا من قبل..........".
وأبتسم وقال:
" هل قلت لك أنني أحبك؟".
وهمست :
" قلها مرة ثانية ".
ولكن الممرضة دخلت في تلك اللحظة ,فوعدها مانويل قائلا :
" في وقت لاحق ......".
وعرفت جولي أن المستقبل كله لهما وحدهما......
تمت