وهال سامنتا ما سمعته من جولي عن الأحداث التي مرت بها , وقالت غاضبة:
" ماذا تقولين ؟فيا لها من حماقة دفعتك للعودة ألى المستشفى ؟ يا ألهي يا جولي , هل فقدت رشدك حتى توافقين على القيام بمثل هذا العمل !".
وضحكت جولي قليلا وقالت:
" سام! صدقيني عندما أقول أنني كنت أود المساعدة , أشعر بسعادة امرة عندما أقوم بعمل مفيد".
" يمكنك أن تقومي بعمل مفيد هنا".
" أعرف ولكنك لست في حاجة أليّ يا سامنتا , بينما هم يحتاجوم أليّ"
" حسنا , فقد أنتهت العملية الآن على الأقل".
وأرتبكت جولي وقالت بسرعة :
" قلت لهم أنني سأعود أعني في أي وقت فراغ , لأن هذا ينسيني ... الأشياء التي....... على فكرة , الطبيب أسمه فيليب كورتيز".
وحملقت سامنتا في وجهها وقالت:
" شقيق مانويل؟".
" لا أعرف , غير أنه يشبهه تماما , فأذا لم يكن قريبا له يحمل نفس الأسم , فهو شقيقه بالفعل".
وقالت سامنتا بشيء من السخرية :
" أن هذا هو السبب الحقيقي أذا , هل يشبه فيليب مانويل تماما؟".
" أن سلوكهما مختلف ولكن يوجد تشابه بينهما أيضا , أما في الشكل فهو أقصر قامة وأقل نحافة لكنه يشبهه بحيث يبدو من بعيد وكأنه مانويل نفسه ".
" جولي!".
وقالت جولي بأنفعال :
" كلا , أن الأمر لا صلة له بفيليب , فأنا أحب عملي , وأنا صادقة في قولي في كل حال أن عملي هنا كما تقولين , وقد لا أعود ألى المستشفى أبدا".
وقالت سامنتا معارضة:
" بل ستعودين ألى المستشفى يا عزيزتي , فنحن نريد سعادتك فقط , أنت تعلمين ذلك؟ ولكن أليس من الحماقة أن تعملي مع رجل تعترفين أنت نفسك بأنه يشبه مانويل ألى حد كبير؟".
" ربما ولكنه لا يعرف من أنا , ولن أذكر مانويل أبدا , أذا ما الضرر من ذهابي ألى المستشفى؟".
وهزت سامنتا كتفيها وقالت:
"أفعلي ما يروق لك يا حبيبتي , هيا بنا نعد الطعام , فبن يعود بعد قليل ألى المنزل , على فكرة من الأفضل ألا تذكري أسم فيليب لبن , فأنت تعرفين مدى أنفعاله وقد يبوح بالسر أذا علم لأنه لا يستطيع أن يكتم سرا , وأرجو ألا يربط بين المستشفى الذي تذهبين أليه وفيليب حيث أنه يعرفه الآن".
منتديات ليلاس
وعندما عاد بن كان منفعلا بعد قضاء كل اليوم في سايبروس ليك , ولم يهتم بالأستماع ألى الأحداث التي مرت بها جولي , وأخذ يصف المنزل لهم والبركة التي سمي المنزل بأسمها , فقال:
" المكان رائع , بيت من الطراز الأسباني , غرففه ضخمة وبه كل وسائل الراحة ,والأساس ليس من الطراز الحديث , وكثير منه من خشب الورد , وهو رائع , ومن الواضح أنه ثمين , توجد مقاعد كبيرة تتسع لثلاثة أشخاص ولوحات زيتية للرسامين غويا ورينوار , وهي بالطبع الرسومات الأصلية و فمانويل لا يمتلك سوى الأصل , والديكور رائع , ومانويل....... لقد طلب أليّ أن أناديه بأسمه , أنه جذاب جدا , وهو يعرف الكثير عن فن الرسم , ويبدو أنه رجل محترم , وهو بكل تأكيد يحسن أختيار القطع الفنية".
وقال وهو يصف بيلار :
" يا لها من فتاة جميلة!".
وأضاف بشيء من السخرية :
" سامنتا! ليتك كنت سمراء لعوبا!".
ورمته سامنتا بوساة وقالت :
" لماذا ! هل هي فتاة لعوب؟".
" يا ألهي , لا , فهي صغيرة جدا , ألى جانب أأن عدد أصدقائها من الذكور يفوق عدد صديقاتها , ولكنها ترتدي هذه الثياب القصيرة التي تناسبها , وهي جميلة بحيث لا بد وأن تسحر من يراها".
وضحك ثم قال:
"لقد ذهبت للسباحة بينما كنا في الشرفة نحتسي المشروبات بعد الغداء وكانت ترتدي زي بحر من قطعتين , غير أن مانويل تجاهلها , لعله يشعر أنها تحتاج ألى بعض الحرية أذ يقال أنها قاست الأمرين وهي تعيش مع أمها".
وقالت جولي وهي تتحدث للمرة الأولى:
" هل قال لك ذلك مانويل ؟".
" كلا..... في الواقع أن دولوريس أريفيرا هي التي قالته , ويبدو أنها تعمل مع مانويل وهي تقضي بضعة أيام عنده ".
وقالت جولي وقد هالها ما سمعته:
" أوه!".
وأستأنف بن حديثه بسرعة بشيء من الأرتباك:
" أن دولوريس أريفيرا تبدو جذابة .........جدا .......لست سوى رجل....... غير أنه يبدو لي أن علاقتهما ليست علاقة عاشقين".
وأرتعدت جولي وقالت وهي تكاد تختنق:
" الأمر لا يعنيني يا بن........".
وتساءلت لماذا, برغم أنها تدرك أنه ليس بالرجل الجدير بالحب والثقة فيما يتعلق بعلاقاته بالنساء , لماذا يرفض قلبها أن يعترف بهذا الواقع ببساطة؟