وفكرت فانيسا كم هو بعيد عن الحقيقة وكم هو مخدوع بالظواهر ,ووجدت نفسها تقول:
" حسنا , أنا أعرف ذلك , ألست أنت الذي قلت مرة أن الحب يمكن أن يسبب ألما بقدر ما يسبب سعادة؟".
وغادرت الغرفة بهدوء وصمت.
مر قبل الظهر , وجاء الغداء مزعجا لفانيسا , برانت كان صامتا طيلة الوقت , ونورا أختارت أن تجاهل الأجواء المتوترة , وفضّلت أن تتحدث في مواضيع جانبية .
بعد الظهر تنزهت فانيسا في الحديقة مع الكلب توبر وعادت في موعد الشاي ,وجدت نورا وحدها في غرفة المكتبة ,بادرتها:
"برانت ذهب الى المدينة , يبدو أننا سنمضي الأمسية وحدنا".
صباح الأحد , تناول برانت فطوره باكرا وأنزوى في غرفة المكتب , لم تسأل فانيسا أن كان يريدها للعمل , فكرت أنه أذا كان يريدها يستطيع أن يأتي اليها ويخبرها , أمضت الصباح مع نورا في المكتبة تساعدها في لف خيطان الصوف.
بعد الغداء أرتدت ثياب ركوب الخيل وتوجهت نحو الأسطبل . جورج حياها قائلا:
أعتقدت أنك هجرتنا , نهاية أسبوعين مرا ولم تأتي في جولتك الصباحية".
أعد لها الحصان وقال:
" لا أظن أنك كنت تتجنبين المعلم في جولة على الحصان , أليس كذلك؟".
أجابت :
" فكرت أنه يفضل أن يتجول وحده".
" الأراضي هنا واسعة جدا , وأنت تعرفين ذلك".
وصعدت فانيسا بلباقة على دايس , وقبل أن تستعد للأنطلاق دخل برانت بثياب الفروسية.
قال :
" لا بأس يا جورج , أنا سأعد حصاني , لست مستعجلا ".
تجولت فانيسا وحدها في الحقول , تاركة دايس تختار طريقها وترعى الأعشاب بهدوء , فكرت أن الحياة في رالينغز أصبحت كابوسا , وهي لا تستطيع أن تمضي خمسة أشهر أخرى تحاول تحاول خلالها عبثا أن تخفي حبا قويا نحو برانت , وكذلك لا تستطيع أحتمال فكرة أن برانت يظن خطأ أنها مغرمة بجيرارد , يجب أن ترحل , وفي أقرب وقت ممكن , صحيح أن هناك عقدا بالعمل , ولكنها باتت تعرف برانت جيدا فهو لن يجبرها على تنفيذ القانون أن حسمت له رغبتها في الرحيل , وقررت أن تخبره قرارها خلال الأسبوع الجاري.
عاد سيد رالينغز الى البيت في السادسة والنصف وصعد فورا الى الطبقة الثانية.
وبعد نصف ساعة تقريبا رأته فانيسا , من شق باب المكتبة حيث كانت تقرأ كتابا , ينزل السلالم في ثياب السهرة , راقبته يقف قليلا ويشعل سيكارة ويظهر وجهه الأسمر منيرا , يعيد الولاعة الى جيبه وينظر مباشرة نحو فانيسا , أمتلكها شعور أن الرجل كان يعرف بوجودها هناك وبمراقبتها له , تحرك برانت من الخارج نحو باب المكتبة وسألها:
" هل رأيت عمتي؟".
" لم أرها بعد موعد الشاي , أليست في غرفتها؟".
" لو كانت في غرفتها ما كنت سألت , لا بأس , أرجو أن تخبريها أنني ذهبت عند عائلة ماكستد".
وأضاف بسرعة :
" ليلة سعيدة".
وخرج.
نحو الثامنة , عندما دق ناقوس موعد العشاء , لم تظهر نورا في غرفة المكتبة ولا في غرفة الجلوس ولا في غرفة الطعام , جلست فانيسا وحدها الى طاولة الطعام وهي تستغرب تخلف نورا , أنها دقيقة جدا في مواعيدها ولا تتخلف من دون أعلام مسبق.
سألها باكستر أن كانت ترغب في تناول العشاء , أجابت:
" ننتظر السيدة ترنر".
وبعد عشر دقائق نظرت الى باكستر , فوجدته يشاركها قلقها , قال:
"هل تظنين أنه من المناسب أن يذهب أحد منا الى غرفتها ويرى أن كان شيئا سيئا حصل؟ ليس من عادات السيدة ترنر التأخر".
قامت فانيسا قائلة:
"سأذهب بنفسي اليها , ربما تكون مريضة".
ولكن نورا لم تكن في غرفتها , عادت فانيسا أدراجها وهي قلقة من ما يمكن أن يكون حصل , أن نورا يمكن أن تخرج في زيارة طبعا وتتناول العشاء مع أصدقاء , ولكنها تخبر عن تحركاها , على الأقل تتصل هاتفيا , أنها من النوع الذي الذي يتشدد جدا في هذه المسائل وتطلب من كل أفراد الأسرة الألتزام بهذه العادة , ولكنها اليوم لم تقل شيئا , تذكرت فانيسا أن نورا ذكرت شيئا عن كونها متعبة وتحتاج الى راحة , ولكن السرير في غرفتها لم يكن مستعملا منذ الصباح.