مويا بدت ملأى بالحيوية في ثوبها الأحمر , والدها مميز في آخر الخمسين من عمره , القسيس وزوجته من عائلة ويلاسي زوجان رائعان في منتصف العمر , وزوجان من عائلة رامسون في سن برانت تقريبا , الزوج قصير ممتلىء الجسم وصريح اللسان , والزوجة برندا جميلة ولكن مبالغة في الزينة وتبدو فارغة من الداخل.
أخيرا جاء شاب جلس الى جانب مويا وأسمه لم يكن في الأساس على لائحة المدعوين , كان في سن جيرارد , يحمل خليطا من الملاحة والبشاعة في وجه تعتبره بعض النساء جذابا ,شعره بني مجعد ويبدو أنه أمضى وقتا طويلا يدهنه بزيت تلميع الشعر , قدمه برانت بأسم ديفيد بترسون الواصل حديثا من أميركا , تركه مع مويا يتحدثان وبدا أنها تعرفه جيدا , من المكان حيث جلست فانيسا على طاولة الطعام رأت الشاب يتحدث بأهتمام شديد مع مويا وينظر اليها بأعجاب وأهتمامه منصب على ما تقول. وبدا لفانيسا أن الشاب معجب جدا بمويا ولكن لا يملك الخبرة الأساسية في أخفاء هذا الأعجاب من تصرفاته المكشوفة , وبدا أن مويا تعبت منه وراحت تهتم بشخص آخر قربها , وعندما يئس ديفيد من المنافسة راح يحملق في الأواني أمامه.
بعد العشاء هبّ الجميع الى غرفة الجلوس لتناول القهوة , موزعين على المقاعد والأرائك , كلهم أصدقاء قدامى وعندهم الكثير يتحدثون عنه , برانت كان في زاوية يتحدث مع السيدة ويلاسي التي كانت تستفيد من الفرصة لتسأل معونة مالية لمشروع ما , سمعتها فانيسا تقول:
" أن المشروع مهم جدا , هو للأطفال طبعا ولكننا جميعا نتمتع به , سيكون رائعا أن تقدم الهدايا أنت هذه السنة يا برانت , لا أستطيع أن أطلب من نورا أن تفعل ذلك مرة ثانية".منتديات ليلاس
لم تستطع فانيسا أن تسمع أجابة برانت ,ولكن وجدت نفسها تبتسم للفكرة وأذ بوالد مويا , برنارد هانسن يبادلها الأبتسام ويقترب منها حاملا فنجان القهوة , جلس الى جانبها وقال:
" هل تعرفين , أنك لا تبدين أطلاقا مطابقة للفكرة في رأسي عن خبراء التحف؟".
ضحكت قائلة:
" أنا أمامي الكثير لأكون خبيرة".
" برانت لا يظن ذلك , قبل أيام قال أنه يستطيع أن يرمي نصف كتب المراجع طيلة وجودك في القصر , لأن الكتب تجمع الغبار ليس ألا ".
" أرجو أن لا يفعل! أن لذاكرتي حدودا".
ثم غيّرت الموضوع سائلة :
" أظن عندك مؤسسة في شيسفيلد؟".
" بالحقيقة , جزء من مؤسسة , أنا المدير الأداري في مصنع حديد وصلب".
" أنل لم أر عمال حديد من قبل".
" يجب أن تري ذلك ,سأطلب من برانت أن يحضرك وسأتجول معك في المصنع , وأعدك أن تكون زيارة مثيرة".
أبتسمت فانيسا للدعوة غير المتوقعة , وشكرته متمنية أن لا يعتقد أنها تعمدت ما قالته من أجل الحصول على الدعوة , رشفت القهوة من فنجانها وراحت نظراتها تجول في الغرفة لتتوقف عند مويا التي أخذت برانت من السيدة ويلاسي , وراحا يتحدثان قرب النافذة , وبدت مويا منطلقة في الحوار وبرانت يضحك من قبله.
شعرت فانيسا بضيق وبلعت ريقها.
" شيء ما يبدو أنه يسلي الأثنين".
قال السيد هانسن , وأضاف في خفة:
" هما يشتركان في حسن الفكاهة ,سمعت أن مويا تجرك للذهاب الى ركوب الخيل معا!".
قالت:
" لم أكن بحاجة الى ضغط كبير لأذهب , عندك أبنة ظريفة يا سيد هانسن".
" نعم ,هي كذلك , صحيح أنها دلوعة ولكنني أنا المسؤول , فأنا لم أتمكن من حرمانها أي شيء , هي قرة عيني منذ وفاة زوجتي , ولكنها أصبحت من حصة برانت , فمنذ أن زارت هذا القصر كطفلة وهي تعتبره بمثابة بيتها".
" هل أنتما من أبناء المنطقة منذ زمن بعيد؟".
" أن عائلتي , عاشت في هذه المنطقة , قبل ثمانين سنة , أن مويا ليست أبنتي , تبنيتها وهي في السن الرابعة , وللأسف ماتت زوجتي قبل بضع سنوات وكان لمويا مربيات طبعا ولكن ليس من بديل لحنان الأم".
هنا كانت وصلت السيدة ويلاسي لتقطع حوارهما , وقالت:
" آنسة بيدج , أرغب في الحديث معك".
وجلست الى جانبها فقام السيد هانسن وقال مازحا :
" أنا أرى عندها رغبة في تجنيدك لقضية , سأتركك لرحمتها يا فانيسا , وأوصيك أن تكوني قاسية".
أبتسمت السيدة ويلاسي وقالت له:
" لا تعتقد أنك نجوت مني , أنا أريدك في جوقة الكنيسة".
تركهما وتوجه نحو مجموعة نورا , وقالت ويلاسي :
" أنها جمعية النساء , كنت أفكر لو تستطيعين حضور أحدى جلساتنا لألقاء محاضرة".
" محاضرة ؟ عن ماذا؟".
" عن التحف طبعا , أن سيدات في جمعيتنا يملكن بعض التحف ويرغبن في أن تلقي نظرة عليها وتعطيهن رأيك , ستسرهن نصيحتك".