مر بعض الوقت وهما في السيارة يخترقان تلاتا وسهولا في طريق يبدو أن لا نهاية لها , وأخيرا أختار جيرارد طريقا فرعية تطل على واد فسيح , أوقف السيارة على جانب الطريق , وأشعل سيكارتين له ولفانيسا وقال:
" أمس أنتظرتك طويلا , كنت أرغب في دعوتك الى السهر معي في المدينة ,ولكن لم أتمكن من التحدث معك خلال النهار , أين أخذك برانت بعد الظهر؟".
" ذهبنا لجلب توبر".
" هل أنضم الكلب الى العائلة أيضا؟".
وراح ينفث الدخان ويقول:
" أذن أكتمل عقد العائلة".
ثم سألها:
" ما رأيك بمويا؟".
" أنها فتاة ناعمة جدا , هي التي أقترحت ركوب الأحصنة اليوم , ولكنني لم أستطع مجاراة حماسهما".
" ومن يستطيع؟ هي وبرانت يركبان الخيل كل نهاية أسبوع منذ زمن بعيد , كلاهما مغرم بالخيل".
" كم عمر مويا؟".
" عشرون سنة , أحيانا أظن أنها أصغر من ذلك بكثير أنها فتاة خلقت وملعقة الذهب في فمها , أي شيء تريده تجده على الأطباق , لم تفكر يوما أن تفعل أي شيء غير أختيار ملابسها أو تصفيف شعرها , أظن أنه من المفيد أن تعمل يوما كاملا من الأشغال التي نجبر على القيام بها نحن , أن هذه الفتاة تحتاج للنضوج".
زوجة لبرانت لن تحتاج الى العمل , فكرت فانيسا أنه زوج متطلب , والمرأة التي سيتزوجها ستكون معه في دوام كامل, ولكن هل مويا قادرة على العطاء ؟ تساءلت وهي تشك في الأمر , ومع ذلك , عاطفة مويا نحو برانت لا شك فيها , خصوصا بعد حديثهما معا في الصباح , ولكن أين بلغا في العلاقة ؟ أن جيرارد كان مصيبا عندما قال أن مويا تحتاج الى نضج , بالطبع برانت يعرف هذا الواقع أيضا.
قطع جيرارد شريط أفكارها قائلا:
" عدت هذا المساء لسبب واحد , أمس لم أتمكن من دعوتك للسهرة , هل تذهبين هذه الليلة ؟ أن أحد أصدقائي يقيم حفلة راقصة , أظن أنه يفيدك أن تكوني بعيدة عن رالينغز بعض الوقت".منتديات ليلاس
" أحب ذلك , ولكن..... يجب أن أسأل برانت أولا , فقد قال أن لدينا بعض العمل بعد موعد الشاي , ولا أعرف أذا كان العمل يستمر الى ما بعد العشاء".
" ماذا؟ حتى يوم الأحد؟ قولي له أنك لن تعملي يوم الأحد".
" لا أستطيع , أن الموضوع متفق عليه في العقد , في كل حال أنا لا أظن أنه يرغب في العمل خلال الليل , ولكن سؤاله ضروري من زاوية اللياقة".
" أرجو أن لا تخبريه أين سنذهب , أنه لا يوافق على صحبتي مع بوب فارو".
" هل لديه أسبابه الموجبة؟".
" أن أي شخص أصاحبه يجب أن يلائم مستوى أبن خالي العظيم , أظن أن يوما ما سيأتي وسيواجه صدمة حياته , وكل ما آمله أن أكون حاضرا كي أشهد النهاية".
" ولماذا لا تثبت شخصيتك أمامه يا جيرارد؟ لماذا لا تعبّر عن رغباتك وتؤكد مواقفك , ربما أذا فعلت تصبح علاقتكما أفضل مما هي عليه الآن".
" لأنني جبان يا عزيزتي , ولأنني عندما أخوض وبرانت معركة كلامية فأنه الأقوى على كيل السياط من دون جهد يذكر".
" لماذا تعمل معه ؟ لا بد أن ثمة مجالات عمل أخرى؟".
" طبعا أستطيع أن أعمل في مصنع حديد مثلا أو مساعدا في دكان , ولكن لسوء الحظ أمي تضع يدها على أموالنا , وتظن أن برانت هو الأجدر في أدارتها , هي تدعمني فقط أن كنت في شراكة مع برانت".
صمت جيرارد قليلا وبد متضايقا , ثم قال بمرارة:
" يا ألهي كم أكرهه! أن وجودي معه طيلة الأسبوع يشبه وجودي في سجن!".
" ماذا كنت تفعل يا جيرارد لو كنت تملك حرية التصرف؟".
" الأمر سهل جدا , كنت أصبح سائق سباق".
" هل تعني أنك تعمل سائقا لدى أحدى شركات سيارات السباق؟".
" كلا , بل أصنع سيارتي الخاصة , أنني رسمتها على الورق مع كامل التفاصيل الميكانيكية , تحتاج فقط الى تنفيذ , بعدها أنا متأكد أنها ستفوز في أي سابق".
" أن المشروع مكلف جدا أليس كذلك؟".
" أجل , ولكنني أحتطت للأمر , أشتري أولا مرآبا لتصليح السيارات , فأنا أهتم في كل شيء له علاقة بالسيارات , ثم أمضي في بناء سيارتي خلال سنة من أوقات الفراغ , ثم أقتحم بها أي سباق وتبدأ أيام التحدي الحقيقية ,ولكن ثمة مشكلة صغيرة , المشكلة التقليدية , المال , حاولت الحصول على قرض من برانت ولكنه رفض , قال أن المشروع في رأسي سينتهي الى أن أهمل العمل في المرآب وألهو بسيارتي وينتهي المشروع الى أفلاسي".
شعرت فانيسا أنها تلوم برانت , جيرارد كان يتحدث في جد عن مشروعه, ربما هذا هو مجاله , عمل ملموس يؤمن به , الخطة لا تبدو خيالية , بل واقعية وممكنة.
نظرت الى ساعتها وصرخت:
" جيرارد أنها الرابعة والنصف , الآخرون لا بد ينتظرونا".
" ليس مهما أمرهم , أتوقع أن يكونوا تركوا لنا بعض الشاي".
" ليس هذا ما قصدت , قلت لك أن برانت يريدني أن أعمل بعد موعد الشاي , أي الآن , أرجوك لنعد الى البيت ,وبسرعة".