حدق فيها بشئ من الدهشة ، دهشة ليس لاحمرار وجهها فحسب بل لسخطها الحقيقى ايضا . وبدا وكانه سيعلق على هذين الامرين ، لكنه غير
رايه وقال بخشونة : لا اريد ان تدفعى ثمن فطورى 0
ثم دس النقود فى يدها وهو يتابع مزمجرا : واحضرى الايصالات 0
تساءلت فارنى عما اذا كانت ستتمكن من ان تمضى النهار من دون ان
تلكمه . لم تعرف رجلا كهذا قط ، ولا يهمها ان يموت جوعا . لكن ،
ومرة اخرى ، سحق تمردها التفكير فى اخيها العزيز ، رغم انها لا تشعرنحوه حاليا بمحبة بالغة 0
ادركت ان عليها ان تبذل قصارى جهدها لئلا تتسبب بخسارة جونى
للوظيفة التى يعشقها ، فقد بدا مستقرا لاول مرة فى وظيفة . نظرت الى النقود التى فى يديها . آه ، يا الهى ! هذا المال يكفى لشهر . لكن شعورهاتحسن عندما حدثها المنطق بانه لن يبقى بعيدا عن عمله طوال هذه المدة وصممت اخيرا على تسال بومونت فى اول فرصة عن المدة التى سيمضيها هنا راجية الا تطول اقامته سوى ايام قليلة 0
صعدت فارنى الى الطابق العلوى لتستحم ، اذ لن يضره ان ينتظر فطوره قليلا 0
سمعته يتحدث على الهاتف من مكتب جدها وهى فى طريقها الى سيارتها . يا للوقاحة !
لابد انه سيدفع اجر هذا المكان الذى وجده له مساعده ، وافترضت
ان بومونت استاجر المكان كله ، بما فى ذلك المكتب 0
اشترت فارنى من المؤونة ما يكفيهما اسبوعا ، ثم عادت الى سيارتها .
منتدى ليلاس
وبينما هى تضع مشترياتها فى صندوق السيارة ، سمعت شخصا يناديها
باسمها فانتصبت واقفة وعاد الرجل الاشقر يهتف وعلى فمه ابتسامة
واسعة : فارنى ساتون !
فقالت وهى تبادله الابتسام : راسل آدامز !
امسك بذراعيها وانحنى يقبل وجنتيها . لطالما شعرت بالمودة نحو
راسل ، اذ امضت معه هى وجونى اوقاتا رائعة فى طفولتهم ، ثم ذهب هو
وجونى الى الجامعة .....
قال : سمعت بوفاة جدك . اسف لعدم تمكنى من حضور جنازته لكننى كنت اعمل بعيدا . هل لديك وقت لاحتساء فنجان قهوة ؟ هل جونى معك ؟
-فى الحقيقة على ان ....
ان تعود بسرعة ؟ وشعرت فجاة بالسعادة وهى تفكر فى ليون بومونت
جالسا فى المنزل ينتظر الفطور ، وقالت بسرور : طبعا لدى وقت 0
اثناء شربهما القهوة علمت ان راسل تخرج مهندسا مدنيا ، وهو هنا فى
زيارة لوالديه ليوم او يومين 0
-كيف حال جونى ؟ اظنه تزوج واستقر 0