كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لوى شفتيه بسخرية وتابع : ( ببساطة . . . هو مجرد آمر ملائم لي ).
تابعت لاين كلامها كأنه بم يقل شيئأً : ( مهما يكن ، يجب أن تفهم أنني لا أرغب في العيش تحت سقف واحد معك الآن ،
تماماً كما كان عليه الأمر منذ سنتين ).
وافقها بالقول : ( يمكنني أن أرى أنها مشكلة بالنسبة لك ).
- يسعدني أن أرى أنك مستعد للتفكير بمنطق .
فاجأها ذلك بالفعل ، وهذا دفعها لتتنفس بهدوء أكثر قبل أن تتابع : ( إذا ،
لِمَ لا تقدم على تدابير فورية لتنتقل أنت وكل ما تملكه إلى مكان أفضل وأكثر ملاءمة لك ؟)
ظهرت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يقول : ( ما يحصل هنا هو مشكلتك وحدك ، ولا علاقة لي بالأمر ،
لأنني لن أذهب إلى أي مكان ، وما تقررينه هو شأنك الخاص ).
قالت بصوت مرتجف : ( لكنك لا تريد أن تعيش هنا حقاً ).
- لِمَ لا ؟ قبل هذه الدقائق الخمس الأخيرة ، كنت سعيداً جداً .
- لكن هذا المكان دون مستواك ، فهو ليس منزلاً رائعاً يليق بمليونير . . .
توقفت عن الكلام قليلاً لتفكر ، ثم أكملت : ( . . . إلا إذا تمت تصفية مؤسسة النشر العالمية ،
وبما أنك أنت من يدير شؤونها ، فهذا كل ما تستطيع الحصول عليه هذه الأيام ).منتديات ليلاس
قال دانيال وقد خلت ملامح وجهه من أي تعبير : ( آسف لتخييب أملك ، لكن الأعمال تسير على أتم ما يرام ،
وأنا باق هنا لأن الأمر يناسبني ولو بسكل مؤقت ).
ضم ذراعيه إلى صدره وتابع : ( واجهي الأمر ، لاين ، أنت اخترت العودة من دون أن تخبري جيمي على الأقل من بين كل الناس ،
فهو يعتقد أنك لن تعودي إلى هنا مطلقاً . مهما يكن ، أنا وقعت اتفاقاً مع جيمي ، لذلك يمكنك استعمال النصف الأخر من الشقة إذا رغبت في ذلك ).
لم تنظر لاين إليه وهي تقول : (هذا أمر مستحيل ، وأنت تعلم ذلك جيداً) .
أجابها : ( في الواقع ، لا أعلم شيئاً . إن أردت البقاء أو الذهاب فالأمر سيان لدي .
إلا إذا كنت تخدعين نفسك ظناً منك أنني ما زلت أحمل بعض الميل الطفيف إليك .
إن كان الأمر كذلك ففكري جيداً ) .
توقف عن الكلام وظهر التجهم على وجهه . راقت كيف تلون خداها من الإحراج ،
ثم تابع : ( . . . لكني أحذرك أنني لن أتحمل أية إهانه منك ، كما أن الإعتماد على طيبة قلبي لن تنجح أيضاً ).
- لم أكلن أعلم أنك طيب القلب .
تجاهل دانيال تعليقها ، وقال بعد قليل : ( إن كنت لا تريدين المشاركة في الشقة ، فارحلي ).
قال : ( هذا بيتي ، وليس لدي مكان آخر لأذهب إليه ).
- إذاً افعلي ما قلته لك .
أضافت بعد قليل بشيء من القسوة : ( مع أنني أشك بصعوبة الامر ، لكن أنت وأخوك تدينان للناس بالكثير من المواقف الحسنة ) .
نظر إليها من دون اهتمام ، وتابع : ( إن قررت البقاء هنا أفضل من الذهاب إلى مكان آخر ،
أقترح عليك التوقف عن الشجار والبدء بتنظيم أمورك ، فلديك عمل يحتاج إلى وقت طويل جداً ) .
استدار دانيال ليغادر الغرفة وهو يقول : ( ولا تطلبي مني أن أعيد لك غرفتك . فقد رفضت ذلك من قبل ).
قالت لايم من بين أسنانها : ( ما كنت لأحلم بذلك . في النهاية ، وبعد مرور عدة أسابيع سترحل ، وحتى حلول ذلك اليوم السعيد سأخيم في غرفة جيمي ) .
رمته بتلك الكلمات مع أنه أغلف باب الغرفة وراءه .
للحظة ، وقفت لاين في مكانها تحدق بالباب الخشبي . قالت لنفسها إنها تعيش كابوساً ، وإنها ستستيقظ في لحظة ما لتجد أن كل ما عاشته في الدقائق الأخيرة قد زال .
شعرت أنها ترتجف بقوة من الداخل ، وكل ما رغبت به هو أن ترتمي على الأرض وتبقى هناك .
لكن دانياب قد يخرج من الغرفة في أية لحظة ، وآخر ما تريده هو أن يجدها رابضة على الارض المخططة اللماعة عند قدميه ،
كأنها حيوان صغير جريح . لم يخطر ببالها لحظة أنها قد تراه من جديد ،
أو تقابله وجهاً لوجه كما حصل الآن .
فقد أقنعت نفسها أنه خرج من حياتها إلى الأبد .
تعمدت أن تذهب إلى مكان بعيد كي توفر على نفسها الألم إذا ما لمحته ولو للحظة واحدة عن طريق الصدفة ،
آملة أن تتلاشى الذكريات التي جمعتها شيئاً فشيئأً . لكن ها هو هنا من جديد ، ويبدو أن ذلك الشعور بالعار والعذاب الذي تحمله من ماضيهما سيبقى حياً ومؤلماً لديها إلى الأبد .
قالت لنفسها بعناد : ( لم أسمح له بأن يعتقد أنني ما زلت أهتم لأمره .
لا أستطيع تحمل ذلك . علي أن أقنعه أن الأمر لا يعنيني مطلقاً أنا أيضاً ـ
انتظرت إلى أن هدأت دقات قلبها وانتظمت أنفاسها قليلاً ، ثم سارت ببطء نحو غرفة
جيمي ، محاذرة أن تثقل كاحلها المتورم أثناء السير .
أدارت مقبض الباب ودفعته ليفتح ، لكنه قاوم بعناد . وضعت لاين كتفها عليه وراحت تدفعه إلى الداخل محاولة الحصول على فتحة واسعة بما يكفي
لتتمكن من المرور من خلالها ، وما إن نجحت في مسعاها حتى أجفلت .
توقفت كم أصيب بصاعقة ، وشهقت من خيبة الأمل .
ما رآته لم يكن غرفة نوم بالتحديد ، بل مخزناً مختلف الأغراض ، فكل بوصة من المكان
ملئت بشيء ما . رأت مجموعة من الصناديق موضوعة على الأرض ،
إلى جانبها أقفاص مليئة بالكتب والأقراص المدمجة ، بالإضافة إلى عدد من الحقائب
المختلفة الأحجام القديمة الطراز . لاحظت وهي غير قادرة على تصديق ما تراه أن فراش السرير الخالي من أية أغطية مغطى بأكمله بمحتويات خزانتها ، وأن الأشياء التي تعيق فتح الباب
هي مجموعة من الصناديق المختلفة الأحجام التي وضعت على الأرض بصورة عشوائيةمشكلة كومة كبيرة .
إنها بحاجة إلى ساعات من العمل لتتمكن من تأمين مساحة كافية فقط للسير في الغرفة ، وهذا ما تحتاجه أيضاً إلى مكان الإستحمام أو النوم الذي هي في أمس الحاجة إليه .
شعرت بالدموع تحرق عينيها . فبعد كل المشاكل المروعة مع آندي ، ها هي تعود إلى منزلها لتجد هذه الفوضى !
بالإضافة إلى وجود اللعين دانيال فلاين . إنه ينام في غرفتها ، ويستعمل هذه الغرفة كمستودع لوضع حاجياته .
تمتمت بغضب ، محطمة كل إحساس بالشفقة على النفس : ( لو أنني أستطيع الوصل إلى النافذة ، لرميت هذه القذارة كلها في الشارع ) .
لقد أفرغ كل ما تملكه على السرير . مجرد التفكير بذلك جعلها تنكمس على نفسها .
لم ينجو بفعلته تلك ! أقسمت بذلك وهي تعرج عائدة إلى غرفة الجلوس ، ثم تطرق بقوة على باب الغرفة الأخرى .
فتح الباب على الفور ، وواجهها دانيال بوجه عابس . كان قد ارتدى سروال جينز ، لكنه لا يزال حافي القدمين ، عاردي الصدر .
شعرت لاين بجفاف في فمها ما إن عاودتها الذكريات التي تهرب منها .
سألها : ( ماذا تريدين الآن ؟ )
قالت بصوت مضطرب : ( الغرفة الأخرى تصلح زريبة للحيونات . إنها مكب للنفايات .
اريد أن أعرف ما الذي تنوي أن تفعله بشأنها ).
أجاب بضيق : ( لا شيء فتلك الأغراض لا تخصني . هذه ليست مشكلتي ) .منتديات ليلاس
شهقت لاين وسألته : ( ما ذا تقصد بحق السماء ؟ إنها مليئة حتى السقف بأشياء تخصك ، وأريدك أن تنقلها من هناك على الفور ) .
لوى شفتيه بإستهزاء وقال : ( عملك في البحر لم يذهب سدى . ماذا هناك أيضاً في برنامج عملك ، سيدتي القائدة ؟
أيقتصر الأمر على التوبيخ أم يتعداه إلى القصاص الصارم ؟) .
أشارت بإصبعها نحو الغرفة وراءها ، وقالت : ( تلك هي الجهة التي أشغلها الآن من الشقة ، وأريد أن أراها خالية ) .
- إذا أقترح عليك أن تبدأي العمل منذ الآن .
بدأ كأنه يشعر بالملل من رؤيتها وهو يتابع : ( مع أن الله وحده يعلم أين ستضعين تلك الصناديق .
من أجل توضيح المسأله فقط ، لا علاقة لي بأس شيء في تلك الغرفة . بعض تلك الأغراض هي لأخيك .
لكن الجزء الأكبر منها هو لفتاة تدعى ساندرا . وأعتقد أن تلك الفتاة رافقته في رحلته إلى نيويورك ) .
حدقت لاين به غير مصدقة : ( جيمي ترك كل هذه الأشياء ، وتركني لأتعامل مع تلك الفوضى المرعبة ؟
آه ! لا يعقل أنه فعل ذلك ) .
ابتسم دانيال بسخرية ، ,علق قائلاً : ( ألا يفل ؟ إذا كنت ترغبين في التحدث بالأمر معه ، بإمكاني أ نأعطيك رقم هاتفه في مانهاتن ) .
أجابت بضيق وتوتر : ( من فضلك ، لا تزعج نفسك ، سأتولى الأمر بنفسي ) .
قررت أن تستدير على الفور وتسير مبتعدة ، بعد أن رفت رأسها عالياً ،
لكن بينما هي تستدير شعرت بطعنة قوية جداً من الألم في كاحلها جعلتها تصرخ بصوت عالٍ وتترنح .
بخطوة واحدة سريعة أصبح دانيال قربها . وضع يده تحت مرفقها وهو يقول : ( ما الأمر ؟ ) .
- لا تلمسني !
|