12-أنت حبيبتي.
شعرت لاين أنها متعبة حتى العظم ما ان خرجت من المصعد وقطعت الممر نحو شقتها .وضعت المفتاح في القفل كي تفتح الباب ,لكن لسبب ما ,كان باب بيتها غير مقفل .
تهاوت في اعماقها .اه.يا الهي !ها انا اتعرض لسطو .النهاية المثالية لامسية لعينة مثل هذه.
فتحت الباب بحذر ,واطلت براسها,ما لبثت انها مدركة انها فتحت فمها من التعجب,فالسارق ما زال هناك ,جالسا على الاريكة ,وقد نزع عنه سترته وربطة عنقه.وفتح ازرار قميصه .
همست لاين باسمه كانها خائفة ان تلفظ اسمه بصوت عالي فيختفي:"دانيال".
دخلت الى الغرفة ,واقفلت الباب وراءها,ثم سألته:"ما الذي تفعله هنا؟".
قال ببطء وهو يحدق بالشراب الذي بيده:"احتجت الى مكان لا يزعجني فيه احد,وخطرت ببالي هذه الشقة".
لكن كيف دخلت الى هنا؟
نزعت سترتها,ووضعتها على ظهر احد المقاعد,وتابعت:"أعاد الرجال الذين اخذوا اغراضك المفتاح".
أعدت لك مفتاح جيمي,وما زلت احتفظ بمفتاحي.
نظرت الى الكوب بيده وقالت:"وما هذا الذي تشربه؟.
هذا ليس مجرد شراب انه دواء.كي انسى كل شيء كانوا يستملون هذا الدواء في الايام الغابرة .اثناء المعارك عندما يريدون قطع الاطراف المصابة دون الشعور باي الم .اردت ان اتاكد ان كان هذا صحيح .وان كان هذا الدواء يستطيع القضاء على هذا النوع من الالم.
وضع كوبه جانبا:"واكمل:"لكن على تجربتي ان تنتظر لانك هنا الان.وانت تريدين شقتك,اعتذر لتطفلي".
سألته:"أي نوع من الالم".
هناك مستويات عدة ,لكن أكثر سوءا هو التفكير انك مع رجل اخر.وانك تسمحين له ان يعانقك ويلامسك".
تقدمت منه خطوة اخرى:"وقالت:"لكنني لست مع رجل اخر".
نظر اليها رغم مازال وجهه متجهما .مقيما بنظره ما ترتديه..
لا!هل يمكنني ان اسأل لماذا انت هنا؟ففي النهاية ذهبت الى الموعد وانت ترتدين اجمل ما عندك من ثياب.
التقينا واتفقنا اننا لسنا مناسبين لبعضنا .
جلست على الاريكة المواجه له واضعة حقيبته قربها,وتابعت:"مهما يكن.لم تكن الامسية عملا خاسرا مطلقا".
اخرجت الحوالة من حقيبتها ,وتابعت:"هذه الورقة تساوي مبلغا كبيرا من المال".
هذا ما اتمناه.
لبد انها لكلفتك الكثير من الوقت والمال لتعيدها الي,حتى انك لم تكن نعرفي اسمه كامل.
جيمي يعرف اسمه.
قالت:"اه,اهذا هو سبب الاتصالات الغامضة بينكم؟لم افكر بذالك مطلقا.".
نظرت الى الحوالة ,وتابعت:"في مطلق الاحوال ,جزء من المبلغ يجب ان يكون لك".
تردد قليلا قبل ان يتابع:"ان اردتي ان تدفعي لي بطريقة ما,بامكانك ان تتخلي عن عملك المزري,وان تفعلي شيء مهما في حياتك".
نظرت اليه ببرود فراته يضطرب ويجفل قبل ان يقول:"انا اسف فالامر لايعنيني".
ولكن كنت في موضع اهتمامك يا دانيال,سواء رغبت بذالك ام لا.
ظهر الضيق على وجهه .وقال:"انا اسف لان الامور لم تسر على الطريقة التي اردتها".
رفعت كتفيها ببساطة ,وقالت:"اه,لكن كما قلت لك مرة ,لا يمكننك ان تختار من تحب".
قال بصوت ملئ بالمرارة:"ما اسهل الامر لو اننا نستطيع القيام ذالك,تخيلي ذالك لاين...ما ان يشير الرجل الى المرأة التي يحبها حتى تبادله الحب.فلا ينتظر ايام طويلة بنتظار نظرة او ابتسامة.او بعد الساعات لكي يراها مجددا,وهو يحلم بليلة التي يستطيع فيها ضمها بين ذراعيه".
نظرت الى يدها المضمومتين في حضنها:"اعتقدت انك اشرت الى امرأة اسمها بليندا".
جلس دانيال على الفور بتيقظ ,وقد بدات الدهشة على وجهه .قال:"هل اصبت بالجنون؟".
وجدتها هنا منذ اسابيع ..كانت تتجول في الشقة وهي ترتدي واحد من قمصانك ,فاعتقدت انها فتاتك,ثم رايتها مرة ثانية عندما كنت في طريقي لملاقاتك,فاخبرتني انها حامل .افترضت انك الوالد,واعتقدت ان من الافضل للجميع ان اختفي من الصورة.
اعتقد ان تعريفك لكلمة اختفي غامضة بنسبة لي.
بدا وجهه خاليا من أي تعابير وهو يتابع:"في الواقع وضعت حياتي عند قدميك من جديد للمرة الثانية ,لكنك رفستها كما فعلت في السابق,".
التقيت بها الليلة في مطعم برستوا مع زوجها,فاوضحا لي الكثير من الامور.
يا لشجاعتهما !لكن..الم تفكري للحظة ان تسأليني عن الموضوع؟
ربما...شعرت بالخوف.
هز دانيال راسه وقال:"اتخافين مني؟اجد من الصعوبة تصديق ذالك".
خفت من الاجوبة التي قد احصل عليها.
ترددت قليلا قبل ان ..تتابع"...ومنك ايضا".
اه,حسنا لم يعد للامر اهمية بعد الان .فكما قلت انت مرة وصلنا الى مفترق طرق في حياتنا.واعتقد ان غاي وبيل اخبراك انني ساغادر انجلترا.اليس كذالك؟
اجل..الا تعتقد ان هذا عمل درامي جدا؟
ربما!ولكن علىالمرء ان يتوقف عن الحلم.ويواجه الحقيقة في لحظة ما .
امن خلال الهرب؟!
قال بلطف:"هذا الامر لا يعنيك".
مد يده الى سترته,وتابع:"والان,سأرحل".
لا ليس بعد ..من فضلك ..هناك شيء ما اريد توضيحه .ابتلعت لاين غصتها قبل ان تكمل:"ماذا اردت ان تقول في ذالك اليوم في سافوي".
لا شيء له صله بالموضوع.
تنفست لاين بعمق وقالت:"اتساءل ان كنت ستقول انك تحبني ..لان ذالك هو صلب الموضوع".
قال:"لم تجدي الامر كذالك في الماضي,لكن من اجل التوضيح ,,احببتك طوال عمري ..ولكني اغرمت بك كامرأة في عيد ميلادك السابع عشر.عندما ارتجفت وانا اعانقك ..وادركت انني ارتجف ايضا".
قالت بصوت ملئ با الالم:"اه.يا الهي!لماذا لم تقل لي؟".
لانني شعرت بالخجل من نفسي ,فقد كنت صغيرة جدا على هذا النوع من الارتباط .قلت لنفسي ان عليك ان تنهي دراستك ,وتحصلي على عمل ما ..وتعيشي حياتك قليلا ..كما ان هناك سبب اخر ...اعتقدت ان سيمون سيقتلني.ان علم بما افكر به.
تابع بعد قليل.."...وكنت محقا بذالك".
قالت ببطء:"لكن سيمون طلب منك ان تتزوجني".
كان يفضل الجحيم على حصول ذالك ! تشاجرنا اسوا شجار في حياتنا بسببك .وكدنا نتعارك ونتوقف عن الحديث مع بعضنا.
شهقت لاين وقالت:"لكن..كيف؟ولماذا؟".
رفع دانيال كتفيه وقال مفسرا:"بالنسبة لسيمون كنت لا تزالين شقيقته الصغرى ,وانت بحاجة الى حماية,طلب مني ان ابعد يدي القذرتين عنك ".
لكنه طلب منك ان تكون مسؤولا عني ,ان حدث له أي مكروه.
لوى شفتيه بستياء وتابع:"....كان على ان اصبح اخا لكي...حارسا...صديقا..ولاشيء غير ذالك..قال لي ذالك بكل وضوح .ما كان ليسمح لي مطلقا ان اصبح زوجك او حبيبك .لانك ما تزالين طفلة بريئة وانا النقيض لذالك".
لكنك كنت صديقه المفضل.
لانني كذالك لم تكن لديه أي اوهام بشأني .
توقف عن الكلام لينظر اليها ويسألها :" في مطلق الاحوال ,كيف عرفت انه طلب مني ان اعتني بك؟".
التقت نظرات لاين بنظراته ,وقد شحب وجهها ,قالت بضطراب:"كتبت له رسالة توافق على طلبه,لكنك ان ليس هذا ما تريده ,وانني حمل ثقيل انت لست بحاجة اليه,وان طلبه سيحطم حياتنا معا".
عضت على شفتيها وتابعت:"وجدت كنديدا الرسالة بين اغراض سيمون ,واحضرتها لي قبل ان تغادر في رحلة شهر العسل".
قال دانيال متأملا:"كنديدا تلك الافعى السامة !كان سيمون قد انهى علاقته بها قبل ان يغادر في رحلته,لا شك انها تضع اللوم علي ,مع انني اقسم لم اقل كلمة ضدها عندما كانا معا.لكنه بدا يرى بنفسه ان هذه الشقراء الجميلة صاحبة روح مزعجة .وانها ماكرة في اعماقها .اظهارها تلك الرسالة:لك هي اسلوبها لتنتقم مني".