كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
10- صدمة بعد عناق.
سألت لاين نفسها,كيف بحق السماء سوف تتمكن التقرب من رجل ,لا سيما هذا الرجل الذي يجلس محدقا في الفراغ وقد كسا الغضب وجهه وفمه,لم يدرك دانيال انها جلست متعمدة قربة ,بدلا ان تختار مقعد في الجانب الاخر من الغرفة كما كان يتوقع,تنفست بعمق قبل ان تقول :"تلامر في منتهى الغرابة ,اليس كذالك؟بدانا بتحدث مع بعضنا الان ,تماما في الوقت الذي ستغادر فيه".
سألها دانيال على نحو مفأجئ:"وهل نحن نتحدث؟يبدوا بنسبة لي اننا نطوف حول حدود اللامكان ".
يمكننا دائما ان نبدا من جديد .مثلا سألتني ان كان اندي قد اخذ كل اموالي؟...اجل هذا ما فعله,لكن ربما ليس هذا اسواء ما قام به,.
قال بقسوة:"لا..بل تركك تحت رحمة وغد اخر غيرة.وهذا الامر لا يمكن مسامحته عليه ابدا".
قالت بسرعة:"كل شخص يستحق القليل من السماح,انت احيانا لاتستطيع الا القيام بما تفعله".
تابعت وهي تتذكر تعابير وجهه ,عندما رحل في تلك الليلة المزعجة منذ سنتين:" عندما تقع مشكلة ما .وترى ان حياتك تنزلق من بين يديك ,فانك تحاول ان تنقذ نفسك بشتئ الوسائل".
اضافت بصوت منخفض:"واذا تسببت الاذى لااحدهما,يمكنك ان تام لان يفهم يوما ما لماذا اجبرت على ذالك؟".
انتظرت لاين وهي تتسأل ان كان قد فهم ما الذي تحاول ان تقول له.منتديات ليلاس
لكن دان ابتسم بسخرية ثم قال:"اظن ان معظمنا دنيويون ,ولا نستطيع القيام بذالك يا فتاة الزنبق".
ردت لاين با انفعال:"لا تناديني بهذا الاسم,,,انه اسم طفولي".
انه غير مناسب على الارجح ايضا لاسباب اخرى .اعتذر منك انسية سلكنر.
عضت لاين على شفتيها .بالطبع هو يعتقد انها كانت حبيبة اندي ,ولم ترفض سواء كما رفضته,ربما من الافضل انها تتركه يفكر كما يشاء.
سألها بع قليل:"والان,هل استطيع ان اسألك عن امر ما؟".
اجل .اظن ذالك.
لماذا رضيت بزواج بي لاين؟ثم رفضت ان تكوني زوجتي الفعليه؟
عرفت لاين انه سيطرح عليها هذا السؤال .فاستعدت للاجابة عنه.
قالت بهدوء:"مهما كان مقاصد المرء جيدة,لا يمكنه ان يامر الحب ان يحدث.ليس الحب الحقيقي اقصد بطبع واعني..المشاعر الذي يتبادلها الرجل والمراءة ان كانا يريدان تمضية حياتهما معا.".
تنفست بعمق وتابعت:"عندما فهمت ذالك .علمت انني لا استطيع ان اتحمل زواجا هو فقط مجرد خداع .وان على ان اوقفه وارحل".
لم تنظر اليه وهي تكمل:"كان علي ان اتظاهر ....لكم من الوقت يمكن لذالك ان يدوم".
التزم دانيال الصمت لفترة ثم قال بهدوء:"انا طلبت الصدق,لذالك لا استطيع ان اتذمر عندما احصل عليه".
نظر الى ساعته ونهض وهو يتابع :"لدي عمل في الصباح الباكر .لذالطك ساتمني لك ليلة سعيدة ".
افعلي ذالك الان قبل فوات الاوان ! مدت يدها وامسكت بيده لتوقفه على الفور.قالت:"دانيال قبل ان تذهب ,هل يمكن ان تسامحني".
نظر اليها وهي لا تزال جالسة قائلا:"لاين,لست بحاجة الى طلب السماح".
ليس هذا ما اشعر به.
نهضت ووقفت امامه ووضعت ذراعيها حول ذراعيه ,وهمست بصوت ملئ بشوق الذي اعتمل في صدرها عبر كل الايام والسنين الماضية:"من فضلك دان لاتتركني".
مرت لحظات من التردد احني بعدها راسه ليضمها في عناق سريع ,فمالت نحوه بطريقة غير ارادية لتشعر بدف صدره ,للحظة تجاوب دانيال معها .وفي اللحظة التالية انتهى العناق .رفع دانيال راسه وابعدها عنه .امسك كتفها بيده .ونظر اليها من دون ان يبتسم ,ثم سألها:"ما الذي يجري الان يا لاين ,ايه مسرحية نقوم بتمثيلها الان".
لا اعرف ما الذي تقصده؟
اقصد مازلت الرجل نفسه الذي ما كنت تستطعين تحمل قربه.والذي قلت ان لمسه تثير اشمئزازك.ما الذي تغير فجأة ؟
ترددت وهي تقول :"ربما انا تغيرت دان,مضى وقت طويل على تلك الفترة ".
يا للغاربة !اتذكرها وكأنها حدثت البارحة.
الهذا السبب انت تبعدني الان عنك؟
اه...يا الهي !انه منتهى الاذلال .وقد بحثت عنه بنفسي .
قال دانيال بصوت عميق :"على العكس.ان تكوني قريبه مني هو امر مثير للاهتمام بحد ذاته.لكن رفضك السابق يجعلني حذرا.وانا متأكد من انك تفهمين ذالك.ما الذي تريديه مني لاين؟.
انا....انا لا اعلم.
هذا كلام مثير لشفقة .لكنه الحقيقة فعلا.فما زال ذالك اللغز في حياتها بحاجة الى حل ما.
اذا ربما عليك ان تفكري جيدا وتكرري.قبل ان تقدمي على غلطة كبرى مرة اخرى.
اخيرا ابعد يده عنها واستدار ,وسار نحو غرفته.
قالت لاين بصوت كالهمس:"دانيال ...ابق معي !من فضلك ...لا تذهب".منتديات ليلاس
ما ان وصل الى باب غرفته .حتى توقف ونظر اليها ثم قال :" انا لست ذاهبا الان الى مكان بعيد لاين.ان قررت انك تريدينني في حياتك .تعرفين اين تجدينني .لكن ان أتيت الى حبا لله! يكون هذا قرارك النهائي".
ثم لوى شفتيه وتابع:"مهما يكن الامر.لن احبس انفاسي بنتظارك".
اغلق باب غرفته وتركها واقفه وحيدة في وسط الغرفة.فكرت لاين وهي تشعر بالضياع ,لا يمكنني القيام بذالك.لا يمكنني ان اتوسل اليه و ......لا يمكن ان يتوقع ذالك.
ذهبت الى غرفتها وفكرت.ربما انا مجنونة حقا ,لكن ان غادر دان من حياتي سوف اعاني من الوحدة لاصبح مجنونة فعلا,يجب ان اقنعة بالبقاء حقا.
قطعت المسافة الىة غرفته لتفتح الباب .رات احد المصباحين قرب السرير مضاء.لكن دانيال كان مستلقيا بدون ايه حركة .وظهره مواجه للباب,للحظة اعتقدت انه نائم .فهو ليس في انتظارها.ولا يتوقع منها أي شيء .بعدئذ استدار ببطء,كأنه يفعل ذالك بغم عنه.ونظر اليها رافع جسمه على مرفقيه.قال بنعومة:"هل عنيت حقا ما قلته؟".
هزت لاين راسها وهي ترمقه بنظرات محمله بشوق التي لم تعد تستطيع كتمانها .بقى دان جامدا يحدق بها وكأنه لا يستطيع تصديق عينيه .وفجأة تحرك مبعد الغطاء عنه .وسار من وراء السرير نحوها .ضمها بين ذراعيه واضعا يده في شعرها ,وعانقها بقوة وشغف.
سألته:"هل ستسامحني على ما قلته من قبل؟".
همس برقة:"أريد فقط ان انظر الى عينيك.فهما صادقتان اكثر من لسانك".
لن اتظاهر بعكس ما اشعر به بعد اليوم .
اتعنيين انني لم اعد الرجل الذي يثير اشمئزازك بلمساته؟.
لم يكن الامر هكذا ...لكن .
لكن..لم لا تصارحيني بالحقيقة؟.
|