لا! فكرت لاين , اريدك ان تختفي , اريد ان يفتح الباب من جديد ويدخل دانيال ليضمني بين ذراعيه .
راقبت كنديدا وهي تفتح حقيبة يدها الصغيرة السوداء , وتخرج منها ورقة مطوية , ثم تقول :
- وجدت هذه الورقة بين اغراض سيمون و ... صدقيني لا شاعر باللسعاده لأنني اعرضها عليك .
- اذا ... لم تفعلين ؟
- شعرت لاين بالامتنان لأين يدها لم ترتجف وهي تأخذ الورقة من يد كنديدا .
- لأنك على وشك ان تجعلي من نفسك حمقاء , وانا متاكده انك لا تريدين ذلك. لذا من الافضل ان تفهمي شروط زواجك منذ البداية , فلا تطلبي منه اكثر مما يستطيع تقديمه .
ما ان فتحت لاين الورقة حتى تعرفت على خط دانيال . بدأت الرسالة بدون أي مقدمات :
" سي , اعتذر عما حدث ليلة امس . اعرف ان كلينا قلنا اشياء نحن الآن نندم عليها . لكن طلبك مني فجأة ان اتحمل مسؤولية لاين ان لم تعد آنابورنا هو بمثابة ضربة قاضية . كما قلت لك من قبل , أنا لا اريد هذا النوع من الالتزام ... ليس بعد الآن , وانت تعرف السبب , ويؤسفني انك تعرض عليّ الامر , لأنه لن يتغير ابدا . على أي حال , فكرت بالامر منذ ذلك الحين , وانا اوافقك الرأي بأن لديك اسبابك للقلق عليها , لاسيما ان كنت ستتغيب لفترة طويلة , لذلك , وعلى الرغم من تحفظاتي الشخصية , اتقبل طلبك بأن اهتم بها اثناء غيابك , مع انه حمل كالجحيم بالنسبة لي بسبب هذا الوضع بالذات . لكنني ادر كان ليس هناك شخص آخر غيري يمكنك الاعتماد عليه في ذلك ... هناك امر اخر سيمون . صديقي هذه الرحلة الى آنابورنا تبدو لي كنذير شؤم , ومن الواضح انك تشعر بذلك , انا متأكد من ذلك كما انني متأكد من انه لم يفت الآوان كي تتراجع عن الذهاب ... أعلم ان هذا ليس من عاداتك , لذلك كل ما استطيع قوله : ان ذهبت حاول بكل ما اوتيت من قوة ان ترجع ساما , والا فإنك ستحطم حياتي وحياة لاين , تماما كما ستحطم حياتك . لذلك لا تفعل ذلك من اجلنا جميعا . من فضلك ."
صديقك المخلص الى الأبد , دان .منتديات ليلاس
قرأت لاين الرسالة بإمعان , ثم قرأتها من جديد ببطء اكثر , حتى انطبعت في دماغها المتألم كل كلمة وكل سطر وكل مقطع , كي لاتنساها مطلقا أو تسامح بعدئذ رفعت رأسها ونظرت الى الوجه المبتسم للمرأة المتلقية على سريرها .
ارادت ان تنشب اظافرها في تلك الابتسامة حتى ينساب الدم من ذلك الوجه , لكنها بدلا من ذلك , قالت بكرامة :
- شكرا لك . هل تريدين استعادتها ؟و
- لااعتقد ذلك , فقد ادت مهمتها . يمكن الاحتفاظ بها .
نهضت كنديدا عن السرير , وسارت نحو الباب قائلة :
- مسكينة ايلينا ! تحطمت كل احلامك وأوهامك . لكن بدون أي شك , من الافضل ان تعرفي الأمر مني لا من دان . كما انك تزوجت بالرجل الذي تحبينه بجنون . كما يقال : نصف رغيف خير من لاشيء ! . تذكري ذلك دائما , وانا متأكد هان كل شيء سيكون على ما يرام .
بعدئذ اغلقت الباب بهدوء , ورحلت .
عندما استطاعت لاين ان تتحرك, سارت نحو حقيبتها , ففتحتها ووضعت الرساله في جيب جانبي , ثم اقفلتها من جديد . كأنها تستطيع ان تمحوها ذكراها ايضا بطريقة ما ان خبأتها .
قالت بصوت مرتفع :
- حمل كالجحيم !
محاولة ان تجرب الكلمات على لسانها وهي تنظر الى نفسها في المرآة . رأت خيالا لثوب اصفر شبكت نصف ازراره , وعينين حزينتين لا قرار لهما .
فكرت , آه ... يا الهي ! مال الذي سأفعله ؟ ما الذي يمكنني ان افعله ؟
لم تكن قد وجدت اجوبة عن اسئلتها تلك بعد مرور ساعتين , عندما وصلت مع دانيال الى المكان المقصود لقضاء شهر العسل . بدا لها كأنها اصبحت ذات شخصيتين ,
هذا ما فكرت به وهي جالسه بقربة في السيارة تتأمل المناظر الطبيعية التي تمر امامها بعينين لا تريان شيئا .
انها لا تستطيع القبول بهذا الزواج .
اما الأمر الاكثر اهمية فهو حرصها على الا يكشف دانيال انها رات تلك الرسالة اللعينة , وعرفت الحقيقة المؤلمة سوى مسؤولية أرغم على تحملها .
لكن مع انها باتت تعرف سره , فلن تسمح له بأن يعرف سرها .
سألت نفسها بيأس :
- آه ! لماذا جعلته يرى أنني خائفة من الذهاب الى اسبانيا ؟ كان عليّ ان اتظاهر انها مجرد مغامرة وفرصة مثالية لي . لو انني فعلت ذلك لخلصته من العهد الملزم الذي قطعه لسيمون .
قال لها دانيال فجأة : و
- انت هادئة جدا . بالكاد تفوهت بكلمتين منذ ان غادرنا . هل انت بخير ؟
اخافها تعليقه واخرجها من افكارها المرتبكة والحزينة .
- انني بخير . ربما انا متعبة قليلا بعد كل تلك الاعمال المتراكمة التي كان عليّ انجازها في الاسابيع القليلة الماضية . هذا كل شيء .
تجهم وجهه قليلا وهو ينظر اليها , ثم قال :
- كان علي ان ابقى بقربك , لكنني تركت ذلك العمل المزعج يأخذ الكثير من وقتي . لكن ذلك انتهى الآن .
ثم اضاف بصوت اكثر نعومة :
- من الآن فصاعدا ارغب في التركيز عليك فقط حبيبتي .
فكرت لاين : لا تناديني حبيبتي , ولا تنظر اليّ وكأنني مهمة حقا لك ! والأهم من كل شيء , لاتكن لطيفا , لأنني لا استطيع تحمل ذلك .
تابع دانيال يقول :
- اتمنى ان يعجبك الكوخ . الزوجان جاكسون يهتمان بالمكان من اجل المالك , ويقومان بالتنظيف والطهو , كما يهتمان بالحديقة ايضا .
ردت لاين بطريقة آلية :
- هذا يبدو رائعا .
بدا المكان رائعا بالفعل . تسمية كوخ لم تبد مناسبة مطلقا لوصف ذلك المنزل الانيق المغطى بالقرميد الأحمر , والذي يقع فوق تلة تشرف على ثلاث جهات من الحدائق الغناءة .
اما الزوجان جاكسون , فهما يتميزان بجسمين ضخمين , لكنهما هادئا الطبع . كانا بانتظارهما ليربحا بهما , ويأخذا حقائبهما الى غرفة النوم الواسعة التي تطل على الحديقة الخلفية .
رأت لاين ان النافذة مفتوحة , فسارت مباشرة نحوها , متعمدة تجاهل السرير الواسع بغطائه الجميل المطرز باليد وبقماشة الابيض كالثلج .
قال دانيال بصوت ناعم من ورائها :
- هل انت سعيدة ؟
استدارت وهي تقول :
- المكان جميل جدا .
ثم نظرت حولها وتابعت :
- مع انه لايبدو ان هناك ما يكفي من الخزائن .
- يا الهي ! كم احضرت معك من الاغراض ؟
وانتظر لحظة كي تبادله الابتسامة الساخرة , لكن من دون جدوى . فأضاف على مهل :
- هناك غرفة ثانية من الجهة المقابلة للممر. يمكنني ان اضع ثيابي فيها لاعطائك مساحة كافية , ان اردت ذلك .
- شكرا لك. ربما يمكننا الآن ان نتناول القليل من الشاي .
قال دانيال بحرارة :
- فكرة رائعة ! ومتى سيسمح لي بمعانقتك وبفك ازرار هذا الفستان المذهل ؟
تذكرت لاين تعليق جيمي التلقائي , وفكرت انها منذ ساعات قليلة فقط كانت لتركض اليه بشوق خجول , ليضمها بين ذراعيه , مقدمة له قلبها وجسمها .
اما الآن , فضحكت بتوتر قبل ان تقول :
- دانيال ! اننا في وضح النهار , وما زلنا في منتصف فترة ما بعد الظهر .
- كما تشائين . ففي النهاية , انتظرت لمدة طويلة , وانتظار عدة ساعات بعد لن يتقلني .منتديات ليلاس
سار نحو الباب , ثم التفت اليها قائلا :
- سأطلب من السيد جاكسون ان تحضر الشاي , ثم سأذهب لأفرغ حقيبتي .
عندما اصبحت لاين بمفردها , وجدت نفسها تحدق بالسرير وكأنها واقعة تحت تأثير التنويم المغناطيسي .
لا استطيع ان اسمح له بأن يلمسني والا فإنني سأضيع الى الابد ,
واصبح عبدة له فأتعلق بأي مقدار من اللطف يقدمه لي , واحاول اقناع نفسي بأن زواجنا حقيقي , وان علاقتنا طبيعية . و
افرغت حقائيبها وبدأت بترتيب اغراضها , تاركة الرسالة في مكانها , لم تكن بحاجة الى النظر اليها من جديد , فكل كلمة فيها طبعت في ذاكرتها بوضوح .
بعدئذ نزلت الى الطابق الارضي , وشربت الشاي في غرفة الجلوس , متظاهرة بأنها تأكل قطعة من الحلوى . بينما انشغل دانيال من دون ادنى تظاهر
بقراءة الصفحات الاقاتصادية والمالية في الصحف بانتباه كامل وعينين مركزتين , بعد قليل ذهبت للتنزه في الحديقة , وتجنب دانيال قبول دعوتها المتكلفة له لمرافقتها بتهذيب مماثل .
ادركت لاين انها تتعمد ان تطيل فترة بقائها في الحديقة , متسكعة قرب كل نبته كأنها تحفظها من اجل الكتابة عنها في امتحان ما .
اثناء جولتها تلك اكتشفت مكان بركة السباحة , وهي بركة منعزلة تماما , ذات جدران عالية مغطاة بالنباتات , تحيط بها اشجار متعرشة تمتد اغاصنها لتصل الى القرميد الاحمر .
انه مكان دافئ وحميم . ما زالت الشمس عالية في السماء , ما يجعل السباحةالآن امرا مغريا جدا . للحظة فكرت بحزن لو انها تستطيع العودة الى المنزل لتبدل ثيابها وترتدي ثوب السباحة . استدارت مبتعده وهي تخنق تنهيدة .
قال دانيال ما ان عادت الى المنزل :
- اقترحت السيدة جاكسون تقديم العشاء عند الساعة الـ8 . هل يناسب ذلك خطتك ؟
نظرت اليه لاين مندهشة وعلقت :
- لا خطة لدي مطلقا .
سمعت بعض السخرية في صوته هو يقول :
- أحقا ؟
ترددت قليلا قبل ان تسأله :
- هل نرتدي ثيابا رسمية على العشاء ؟
رفع حاجبيه وعلق :
- الا ترين ان ذلك امر مبالغ فيه نظرا لأننا بمفردنا ؟
- اجل بالطبع ! لم آكن افكر .
رماها بنظرة مبهمه وقال :
- كم اتمنى لو كان ذلك صحيحا .
وعاد لتصفح الجريدة .
لم تكن لاين جائعة , لكنها اجبرت نفسها على تناول الطعام الشهي الذي اعدته السيدة جاكسون .
انتهت وجبة الطعام تقريبا في صمت , مع ان لاين بذلت مجهودا كي تتحدث اليه كلما ظهر احد الزوجين جاكسون بالقرب منهما .
لكنها ادركت انها تتكلف الحديث , وليست تتحدث معه . كما عرفت من تعبير دان الساخرة انه ادرك ذلك هو ايضا .
قدمت لهما القهوة في غرفة الجلوس , سألها دان عندما اصبحا بمفردهما ثانية :
- هل ترغبين بالاستماع الى الموسيقى ؟
أشار برأسه الى الرفوف الملعقة فوق المفأة , وتابع قائلا :
- يبدو ان هناك مجموعة كبيرة ومميزة .
وضعت لاين فنجان القهوة جانبا , وقالت :
- شكرا لك . لكنني متعبة , واعتقد انني سأخلد الى النوم ... ان لم تمانع .
ابتسم لها وهو يقول :
- الفكر بحد ذاتها تبدو مشجعة , انا سأبقى هنا قليلا حتى انهي شرابي وربما سأستمع الى بعض الموسيقى .
توقف قليلا عن الكلام قبل ان يسألها :
- ما الذي اختاره لاين ؟ اغنية قصيرة أم سفونية كاملة ؟
ترددت قليلا , ثم قالت :
- لا اعلم .. الخيار لك . ب
رماها بنظرة معبرة وقال :
-أحقا ؟ اتساءل ان كان ما تقولينه صحيحا .
وبينما كانت تصعد الدرج , سمعت انغام كونسرتو منفردلألغار . انها الموسيقى المفضلة لديها . من المفترض ان تبقى لتسمعها معه , وهي تنعم بدفء عناقه ورقة مغازلته , لا ان تصعد الى غرفتها بمفردها ...
بهدوء تام قامت لاين بطقوس تحضير نفسها كانها عروس حقيقية , استحمت بمياه دافئة , ووضعت على جسمها الكريم المفضل لديها بعناية تامة , ثم وضعت العطر على نقاط نبضها ... عنقها , رسغها , صدرها ...
ثم مشطت شعرها حتى تدلى على كتفيها مثل وشاح من الحرير بلونه المائل الى الاصفر , وارتدت قميص نوم ذات خصر عال , وذات شريطين من الساتان عند الكتفين .
اخيرا جلست على حافة السرير قرب المصباح الخافت النور ,انتظرت ... لتنهي زواجها .
سمعته يصعد الدرج , فشعرت بانفاسها تكاد تختنق في صدرها , لكن دانيال توجه الى الغرفة الاخرى . مرت 20 دقيقة قبل ان يفتح باب غرفتها اخيرا , ويواجها بعضهما كزوج وزوجة , في الغرفة الخافته الانارة .
اغلق دان البال بهدوء خلفه , وراح ينظر اليها بصمت . للحظة , اجتاحتها تلك الاحاسيس القوية التي تكنها له كالعاصفة الهوجاء , فهي تريده ...
اوشكت عزيمتها وتصميمها ان يترنحا , لكنها سرعان ما استعادت سيطرتها على نفسها .
قال دانيال بصوت ناعم :
- تبدين رائعة الجمال !
وتقدم خطوة منها .
على الفور رفعت لاين يدها لتتمكن من ايقافه قائلة :
- لا ! لا ! لا تقترب اكثر . لاتقترب مني !
- آه !
سمعت شيئا من الاستلام في صوته , وعندما تكلم من جديد قال بصوت ناعم :
- حبيبتي . منذ اتينا الى هنا بدا واضحا ان تعانين من مشكلة في ما يتعلق باقامة علاقة حميمة معي , لكنني اؤكد ل كان بقائي بعيدا عنك لن يحل اية مشكلة .
اوضحت لاين والكلمات تتعثر على شفتيها :
- الامر لا يتعلق فقط بالعلاقة الحميمة . انه ابعد من ذلك ... بكثير. ان يتعلق بكل شيء . اتفهم ؟ لقد اقترفت غلطة مميته ... غلطة لاتغتفر .منتديات ليلاس
حدق بها , وسألها بخشونة :
- اية غلطة ؟ عم تتكلمين بحق الجحيم ؟
ابتعلت غصة قبل ان تقول :
- الزواج بك . ماكان علي الموافقة على الزواج بك مطلقا , وما كان علي القيام بهذا كله ... كنت يائسة , وحصل كل شيء بسرعة قصوى . لم اكن املك الوقت الكافي لأفكر بطريقة سليمة واستوعب ما اقوم به . انت دفعتني الى التسرع .
ثم اضافت بنبرة قاسية :
- ما ان اصبحت بمفردي معك حتى فهمت للمرة الآولى ما معنى ان اكون متزوجة بك , وادركت انني لااستطيع القيام بذلك . لا استطيع ان اكون زوجتك ... هذا امر مستحيل . سألتني مرة ان كنت معجبة بك الى درجة كافية كي اتزوج بك , لكنني لست كذلك ... لست كذلك ... غير انني لم اعرف ذلك من قبل , وانا آسفة ... آسفة جدا .
لم تستطع لاين اكمال كلامها . ابعدت نظرها عنه بعد ان رات وجهه الذي اصبح صارما من الصدمة من خلال ضوء المصابح الخافت , وهو يصغي الى الصمت المقلق الذي ساد بينهما .
اخيرا كسر ذلك الصمت فقال بصوت هادئ:
- من الصعب التفكير ان شعورك بالأسف سينهي فداحة هذا الوضع .
تنفس بعمق قبل ان يكمل :
- لاين ... اصغي اليّ ياحبيبتي ! لطالما شعرت بالقلق لأن الوقت مبكر جدا على قيام هذا النوع من العلاقة بيننا , وفكرت ان عليّ ان اعطيك المزيد من الوقت , وربما يجب ان اتودد اليك بطريقة مختلفة لكن صدقيني , لا داعي لأن تشعري بالقلق .
اضافت بصوت مليء بالعاطفة :
- يمكنني ان اكون صبورا ... اعدك بذلك بكل ما هو مقدس لدي . سانتظر الى ان تصبحي جاهزة لإقامة علاقة بيننا مهما طال الوقت , وسأكون لطيفا جدا معك . عذوووب
تقدم نحوها وهو يتابع :
- ... لكن ثقي بي الآن عزيزتي , ولا تبعديني عنك الليلة . دعيني ابقى بقربك , لكي اضمك اليّ فقط , ساكون راضيا بذلك . اقسم لن اطلب أي شيء اخر .
نهضت لاين على قدميها وهي ترتجف :
- لا ! لا استطيع ... لن اقبل بذلك .
قال دانيال بصوت خشن :
- يا الهي , لاين . هذه ليلة زفافنا . هل تريدين ان اركع على ركبتي اتوسل اليك .
اجابته بصوت حاد :
- انت لا تصغي الى ما اقوله . يجب ان تفهم انني لا استطيع تحمل ان تلمسني ا وان تكون قريبا مني . مجرد التفكير في انك في نهاية الامر ستصبح زوجي يملؤني بالاشمئزاز. انا افضل الموت على ان اكون زوجتك , انتهى كل شيء .. هل تسمعني .
ارتفع صوتها بشكل عاصف :
- عليك ان تتركني ارحل .
ما ان انتهت من كلامها حتى رأت ملامح الغضب تعلو وجهه
سمعت صوته يصلها عبر اجواء مليئة بالمرارة :
- لا تقلقي ايتها الكاذبة , المخادعة . سأدعك ترحلين . لأني لن ألوث يدي بك حتى لو اتيت زاحفة على الزجاج المكسور .
بعدئذ رحل دانيال . فغاصت لاين على سرير زواجها الفارغ .
وهي تشعر بالألم في حلقها يكاد يخنقها .