كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وتملكها شعور بالخجل وعدم اللباقة:
" لقد رايت معاناة امي بعد ان هجرنا ابي ، فحاولت ان ابتعد عن العلاقات و نويت الا اتزوج .
ـ وارغمتك انا على ذلك .
ـ لقد رايت ان هذا هو الافضل .
ـ هذا هو المفروض في العالم المثالي .
عضت شفتها وكبحت اهة كان اقتراحه قمة في التعالي لكن عالمهما لم يكن عالما مثاليا ,او لعل عالمها هي لم يكن مثاليا لقد دمرها الزواج من رجل كماركو .
فقد كانت كمن نشا في عالم ارضي متواضع ,ثم القي به بين الهة جبل الاولمب ,كما تقول الاسطورة فماركو لم يكن رجلا عاديا ,والحياة معه لم تكن عادية ابدا.
منتديات ليلاس
القى عليها نظرة تقييم :
"لقد كرهت الزواج مني ، حتى انني شتمتك لهذا في احدى مشداتنا .
احمر وجهها . كان يشير الى شجار قام بينهما منذ سنوات قبل ان يغادر البيت تاركا اياها و حدها مع الطفلتين .
ـ قلت يومها بالضبط (اميركية ، نكرة ، حديثة النعمة و غير شاكرة ).
استنكر ذلك و اجفل :
"اوه ... لم يكن هذا حسنا جدا مني .
انها تتذكر ذلك الشجار بكل و ضوح كالتسعة اشهر التعيسة التي تلته . الاشهر التي كانت تبكى فيها بدون نهاية شوقا اليه و الى حبهما و الى كل آمالها التى حرمت منها لقد احبته للغاية لكنها كرهت الزواج وتابعت تقول :
"هذا صحيح ؛ فقد كرهت الزواج منك . بعد اقل من شهر من زواجنا انتقلت انت من الفيلا ...."
وسكتت فجأة و قد شعرت بغصة .
لكنها الآن ، و بعد ان اتيحت لها فرصة لتفكر ، ادركت ان ماركو لم يهجرها ... و لم يقطع الاتصال بينهما .
كانت هي من لم يستطع ان يراه بعد ان غادر البيت . كان هي من امتلأ الما و غضبا .
اتراها كانت من دون وعي منها ، تزيد المشاكل ، محولة المواقف الصعبة الى حرب بين الجنسين ؟اتراها كانت تعيد تمثيل مشاجرات والديها؟
قال يحضنها :
" ماذا كنت تقولين ؟
هزت رأسها , لم تعرف كيف تقول ذلك و لم تعرف ما اذا كان عليها ان تقول .
عادت النادلة بزجاجتي المياه المعدنية فدفع لها ماركو حساب ولكن ماان توارت النادلة حتى عاد هو الى حديثهما :
"لماذا كرهت الزواج مني ؟كانت هذه رغبتك.
_وماالذي حصلت عليه من الزواج بك ؟ليس صحبتك بالتاكيد.
_وهل كنت تريدين صحبتي ؟
_اه ,ماركو ,ماذا تظن ؟
ورفعت الزجاجة الى فمها تاخذ جرعة منعشة.
_ظننتك تريدين حياة الترف فقط.
ضحكت ساخرة :
_اتعني المركز الاجتماعي والثروة والظهور بصراحة لم ارغب قط في ذلك ,يمكنني رعاية واعالة نفسي بنفسي.
_وهذا ماقمت به بكفاءة تامة طوال السنتين الماضيتين .
اجابته بحدة وهي تفكر في حقائق الحياة المروعة التي لايملك الانسان حيلة ازاءها :
_حتى داهمني المرض.
عادا الى الفيلا بصمت لكن افكار بايتون كانت تتسارع .
لم تعرف كيف تستقر على فكرة او شعور . ما تحدثا به دمرها من ناحية و من ناحية اخرى اراحها .
غادرت بيترا المنزل و اقفل ماركو الباب .
استدار ليذهب لكن بايتون اوقفته ممسكة بكمه :
"ماركو . اثناء احدى مشاجراتنا قبل الطلاق ؛قلت لي ان ما يهمني فقط هو اسم "دانجيلو " وقد ذكرني حديثنا الليلة بهذا .
منتديات ليلاس
ـ حينذاك قلنا اشياء كثيرة .....
فاشتدت يدها على ساعده :
" اعرف هذا . ولكن يهمني ان تعلم هذا . كنت مفتونة باسم دانجيلو وما زلت . ولكن ليس للسبب الذي تظنه . ولا يهمني المظاهر و الشهرة ابدا . بل الاقمشة والالوان و التفصيل هي ما يفتنني . اذا اهتممت بك او بأبيك فلأنني كنت مغرمة بعملكما ، بعملنا .
اتراه لم يستوعب ما قالت ؟ اسمه لم يجذبها ، او وسامته . بل انجذبت اليه كله . الى طاقته ، حيوته خياله ؛ الى شخصيته كلها . لقد احبته ... بكل هذه البساطة ... و بكل هذآ التعقيد ....
في غرفته ، خلع ماركو ثيابه ببطء واغتسل بماء حار متلهفا الى ان يسترخي . كانت عضلاته متشنجة ورأسه ينبض متوترا.
مازال امرها يهمه كثيرا ما جعله يتساءل عما كان يفعله في السنتين الاخرتين . لم يكونا ، هو وماريلينا ؛ متلائمين . و مع ذلك بقي سنوات متشبثا بتلك الفكرة السخفة وهي ستكون الزوجة المناسبة ... الصورة المناسبة ... الرفيقة المناسبة .
لماذا ؟ وما الذي يجعل ماريلينا افضل من بايتون ؟
من المؤكد ان ماريلينا لم تأسر مشاعره مثل بايتون .
مع بايتون فشعوره بالحياة عنيف ومشاعره محمومة .
جفف جسده ، وتناول سروالا فضفاضا ثم سرح شعره الى الخلف بأصبعه ، واتجه الى غرفة بايتون .
دهشت لرؤيته عند بابها :
" ما الامر ؟
كانت قد اغتسلت هي ايضا ، وقد بدت في بيجامتها الحريرية الشبيهة بطراز بيجاما الرجل ، صغيرة الجسم و السن معا . عندما تزوجا كانت في الثالثة و العشرين ؛ وسرعان ما اصبحت في السابعة و العشرين .
انه يكبرها باثنتي عشرة سنة ... و خبرةبالحياة عدا عن الحكمة .
ولكن هل تراه تصرف بحكمة ؟ هل تصرف قط كرجل ناضج ؟
نظر الى الشعر المسترسل الداكن الحمرة ، والى العينين الزرقاوين الواسعتين ، فرأى ان البراءة ما زالت موجودة . لم يسمح لنفسه طوال سنوات بأن ينظر اليها عن قرب . لم يشأ ان يعترف بأنه سرق منها شيئا في زواجهما . لم يشأان يتحمل اي مسؤولية عاطفية .
|