كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
1-الزوج الغائب
****************
كانت الطريق الى ديوبى بولد معبدة وعريضة تتلوى بدلال كالافعى المتخمة,وكانت الفسحات القليلة بين الاشجار التى تغطى الجانب الايمن من الطريق تتيح لسائقة السيارة وابنها مشاهدة المناظر الرائعة لجبال اوزارك فى ولاية ميسورى.
-هل يمكننا التوقف قليلا فى مركز المراقبة الطبيعى؟
نظرت اليه تانيا لاسيتر باسمة بعد ان كانت غارقة فى احلامها تركز اهتمامها على الطريق الممتدة امامها والمناظر الطبيعية الخلابة.
لا يمكن لاحد ان يكون لديه ابن جميل وذكى مثل جون.
منتديات ليلاس
انه صبى فى السابعة من عمره بهى الطلعة ذو عينين زرقاوين وشعر كستنائى ناعم يغطى جبينه سعيد نشيط ويحب الاستفسار عن كل شئ ,وقالت تانيا لنفسها بسرور بالغ ان ابنها يتحلى بجميع الصفات التى تتمانها كافة الامهات لابنائهن.
ومما كان يلفت نظرها دائما ان عينيه التين تشبههما بزرقة سماء الصيف الدافئة لا تشبهان ابدا عينى والده جايك الفولاذينين الباردتين.
-هل يمكننا ذلك يا امى؟
-بالطبع ياحبيبي ولكن لفترة قصيرة,فجدتك تنتظرنا على العشاء ولا يجوز ان نتاخر عليها كثيرا.
فرح جون بموافقة امه ولم يتمكن من اخفاء سعادته وحماسه الشديدين.
ولكنها لاحظت ان امرا يقلقه ويزعجه وقالت لنفسها انه سرعان ما يخبرها بكافة التفاصيل.
اقفلت تانيا ابواب السيارة فيما كان ابنها ينتظرها بفارغ الصبر على بعد بضع خطوات سرحت شعرها سريعا باصابع يديها ثم انضمت الى الصبى المتحرك شوقا للوصول الى المكان الجميل المسمى سامى
سار الاثنان معا بخطى وئيدة نحو تلك الصخرة الرمادية الضخمة التى تشرف على منطقة شاسعة ,كانا شخصين ملفتين للنظر.
الام طويلة القامة جميلة القوام وجذابة تضج انوثة,والصبى وسيم مشبع بالنشاط والعافية ويمثل الرجولة الحقيقية على نطاق ضيق.
وفيما جلس جون على تلك الصخرة الضخمة يراقب الوادى والسيارات القليلة التى تمر بسرعة صعدت والداته بضعة امتار واسندت ظهرها الى جذع شجرة باسقة.
تاملته طويلا وهو يقف بزهو وعنفوان وكانه خطيب مفتون يلقى كلمة حماسية امام حشد غفير او قائد عسكرى بارز يراقب معركة رابحة ويواجهها انه يشبهها فى امور معينة
ففى الظاهر يبدو جون منفتح الشخصية ومرحا يحب التمتع بالحياة واللهو
ولكنه مثلها يحب احيانا الابتعاد عن الاخرين والاختلاء بنفسه ليفكر ويحلل, وكانت تشعر فى اوقات معينة انه جدى اكثر مما هو متوقع من طفل فى السابعة من عمره وانه يحلل كثيرا ويمضى فترات اطول مما يلزم مع الراشدين ولكنه لا يتحفظ مع رفاقه فى المدرسة او يجد صعوبة فى كسب الاصدقاء وفى التعامل معهم اذن فلا داع للقلق اوللخوف.
شاهدت عصفورين يتناغيين بمرح وسرور شعرت بالم حاد فى جميع انحاء جسمها ورغبت فى وضع ذراعيها حول نفسها لتشد بقوة لتزيل الالم, كل عصفورة مع شريكها , الا هى انها عصفورة فى السادسة والعشرين من عمرها بحاجة الى شريك تحبه وتناغيه.
هذه هى ابسط حقائق الحياة,واقدمها...... تذكرت وصولها الى هذه التلال قبل سبع سنوات وهى تحمل طفلا رضيعا على ذراعيها.
منتديات ليلاس
ازالت والدة زوجها جوليا لاسيتر بنفوذها وخبرتها صورة الطالبة المراهقة وحولتها الى شابة واعية ذات شخصية جذابة وقوية.....
وقالت تانيا لنفسها بمرارة انه لم يبقى من ذلك شئ .....سوى نتيجة ايجابية واحدة .....جون انه لها ولا يمكن لاحد ان ياخذه منها.......طالما انها لا تزال متزوجة من جايك.
-امى؟
جلست على الارض وجلس جون قربها, رفعت ركبتيها وضمتهما بذراعيها وسالته بهدوء
-نعم يا حبيبى؟
-هل حقا لدى والد؟
لم يعكس وجهها اثر الصدمة الناجمة عن مثل هذا السؤال الا لحظة واحدة
تسارعت ضربات قلبها لكنها حافظت على رباطة جاشها وقالت:
-طبعا لديك والد.
|