كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
طوقها بقوة اكبر,منتصرا على اعتراضها الضعيف بتصميمه المتغطرس القوى.فعادت يداها المرتجفتان تداعبان وجنتيه وجبينه وعنقه.ووضع رأسها على صدره.
ظلا على تلك الحالة دقائق عدة,وكأن اى منهما لم يكن راغبا فى التحرك او الابتعاد عن الآخر.
وفجأة امسك بذراعيها وأبعدها عنه قليلا فيما ظلت يداها ممسكتين بخصره.قال لها:
-انظرى الى يا تانيا.
رفعت رأسها نحوه مرغمة,لانها تعرف ان رغباتها القوية تجاهه لا تزال مشعة بوضوح فى عينيها.
ولكنها أطاعته ونظرت الى ذلك اللهيب الازرق الذى يشتعل فى عينيه.بدا عليه الارتياح عندما شاهد ردود الفعل التى أثارها فيها,وسألها ممازحا:
-ها هذا هو سبب التيارات الكهربائية التى توتر الجو بيننا؟
ابتسم عندما شاهد احمرار وجنتيها,وعاد يسألها:
-هل ما زلت تعتقدين ان زواجنا قضية فاشلة لا قيمة لها؟منتديات ليلاس
شعرت تانيا فى هذه اللحظة بالذات,واكثر من أى وقت مضى.
انها تريد من زواجهما ان يكون حقيقيا ومكتملا. ولكنها احست بان ذلك لن يكون ممكنا, فانهمرت الدموع من عينيها وقالت له بصوت منهزم معذب:
-انه لامر مستحيل ,يا جايك.
شعرت بان عضلاته تجمدت كقطعه كبيرة من الجليد. وبان جملتها القصيرة كانت كخنجر طعن فى قلبه.
-مستحيل؟
قالها بغضب عارم ,فيما كانت يداه تضغطان بقوة على ذراعيها وتهزان جسمها بعنف والم. وعاد يسالها باستغراب:
-مستحيل ؟ ماذا تعنين بذلك؟
اجابته بصوت متهدج ضعيف:
-لايمكن ان ننجح .ثمة امور كثيرة لاتعرفها عنى.
وترددت لحظة لانها خافت من الاسئلة الكثيرة التى سيطرحها نتيجة سماعه جملتها الاخيرة. فسارعت الى تغطيتها بالقول:
-كذلك فان هناك امورا كثيرة لا اعرفها عنك.
عادت اليه غطرسته وعزة نفسه , فقال:
-لا يمكننى ان اقبل هذا التبرير.
-اوه, ارجوك .الا يمكنك ان تترك الامور كما كانت؟
-لا, لان الاوان فات ولم يعد بامكاننا اعادة عقارب الساعة الى الوراء.
شعرت تانيا بان نظراته القاسيةالتى لاتلين تكاد تخترق راسها لتكتشف اسرارها الدفينة.
وسمعته يقول بعد لحظات :
-كان على ان اقنعك الان, وان اجعل رضوخك امرا لا رجوع عنه.
-لا!لا!
وقفزت خائفة الى الوراء مذعورة من انه قد يقرر ذلك فى اى لحظة. ولم يحاول الاقتراب منها
بل هز راسه باستغراب غاضب وقال:
-قلت بنفسك ان جون بحاجة الى اب .كذلك هو بحاجة الى ام.لا يمكنك ان تتوقعي منا ان نتصرف كوالدين طبيعين بقية حياتنا ,ونبقى فى الوقت ذاته غريبين عن بعضنا.
منتديات ليلاس
هزت كتفيها كمن فقد امله, وقالت:
-انا لااتوقع ذلك.
-وماذا تتوقعين اذن؟لا,لاتجيبى على هذا السؤال . انا اعرف ماذا تتوقعين . ربما ستطلبين منى العودة الى افريقيا.
ابتسمت تانيا رغما عنها بسب ممازحته الغاضبة لها
وقالت بصوت ناعم:
-قد اطلب منك هذه المرة الذهاب الى المناطق القطبية.
عادت الجدية الى وجهه بسرعة وقال لها:
-سالنى جون اليوم اذا كان بامكانك مرافقتنا بعض الوقت كما تفعل شيلا. ليس دائما وانما من حين لاخر.
توقف لحظة لم ينتظر خلالها جوابا او تعليقا,ثم مضي القول :
-اننا بحاجة الى بعض الوقت كى يعرف كلا منا الاخر بطريقة صحيحة.قلت لك ذلك فى الليلة الاولى لعودتى .ولهذا السبب ايضا لم اعاملك قبل قليل بالطريقة التى كنت اريدها . اذا غير راغبة فى تمضية اى وقت معى على انفراد فى الوقت الحاضر , فمن لك بحارس امين افضل من صبى فى السابعة من عمره ؟
|