كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-ولكنك كنت فى حوالى التاسعة عشرة عندما تزوجت جايك؟لابد انها كانت فترة عصيبة جدا بالنسبة لك.ويمكننى ان اتصور كيف كنت على استعداد للبكاء على اول كتف تعرض عليك.لم يكن صعبا ابدا استغلالك آنذاك.ماذا حدث,يا حبيبتي؟هل احببت ولم تلاحظى انك ارتكبت خطأ فادحا الا بعد فوات الاوان؟
كادت لهجته الحنونة الصادرة تدفعها الى افشاء قصتها بكافة تفاصيلها الا انها تمكنت من السيطرة على مشاعرها وقالت له:
-صحيح,هذا ما حدث على وجه التقريب.
-من الخطأاحيانا ان يحاول الانسان المحافظة على ديمومة الزواج من اجل طفل,وهذا بالضبط ما تحاولين القيام به.هل طالبت جايك مرة بالطلاق؟
-بحثنا هذا الاحتمال.
-انا...منتديات ليلاس
احسست ببداية صداع قوى,فقطاعته قائلة:
-ارجوك,لنتحدث فى موضوع اخر.
تنهد باتريك وهو ينظر اليها بحنان,وقال لها بعناد:
-سافعل ذلك بكل سرور,شرط ان تخبرينى عم وضعى بالنسبة اليك.
تحول باتريك فى تلك اللحظة عن الطريق الرئيسي الى اخر فرعى يؤدى الى منزل لاسيتر.
ولكنه اوقف السيارة الى جانب الطريق,فى مكان يشرف على بحيرة تابيل روك
وقال لها:
-انا بانتظار ردك,يا تانيا.
-لا اعرف. لم اجد بعد الوقت الكافى للتفكير.
-انا رجل يا تانيا.لايمكننى بعد ملامستك وتقبيلك ان اكتفى بمجرد النظر اليك من بعيد.
كان قريبا منها,وكانت يده الموضوعة على كتفها تديرها ببطء نحوه.
جاءت كلماته مطابقة تماما لما حذرها منه جايك,والتى وجدتها آنذاك سخيفة ومثيرة للضحك.
ولكنها عندما نظرت الى عيني باتريك لم تجد فيهما ما يضحكها اطلاقا.تركته يشدها الى صدره,آملة فى ايجاد بعض السلوى والعزاء لمشاعرها المتناقضة المعذبة
.ولكنه بدا لها ان افكارها المبعثرة والمعقدة ازدادت تبعثرا وتعقيدا.
احست بدفء انفاسه على رأسها وشعرها وعينيها,الا انه لم يكن هناك اى وجه مقارنة مع مداعبة جايك ومغازلته الطاغيتين المدمرتين.وسمعته يتمتم قرب فمها...
-انا لست من ذلك الصنف الذى يتوسل...ولكنني اريدك,يا تانيا.
تأوهت محتجة بكلمة نفي واحدة,فيما كانت ذراعاه تطوقانها بقوة.ارادت الابتعاد عنه,ولكنها لم تتمكن. جفت جميع مشاعرها وجمدت فى مكانها,لانها احست بانها حفزته على مداعبتها ثم تبين لها انها لاتريد ذلك فعلا.
ولكن عدم تجاوبها معه لم يثبط عزيمته او يثنه عن المتابعة.تركها وعاد الى مكانه فى السيارة,ثم نظر اليها بعينين تشعان ببريق الرغبة والحب,وقال لها بصوت متهدج:
-ها قد عرفت الان كيف اشعر نحوك.انا مثلك لااريد علاقة سرية ووفقا للظروف المتاحة.افهم شعورك بالنسبة لابنك,واحترامك لذلك.تريدين له بيتا,وتعليما جيدا,ومستقبلا.بامكان عائلة لاسيتر منحه جميع هذه الامور,بالاضافة الى الاسم المشهور والثروة.ولكن... كلمة واحدة منك وسوف امنحه كافة هذه الاشياء واكثر.انه يحبني,واعتقد انه سيقبلني كوالد له.انه بالتاكيد يعرفني اكثر مما يعرف جايك.
حدقت به تانيا بذهول مدهش وهى لاتصدق انه فعلا يتقدم بطلب للزواج منها.
تنفست بصعوبة وسالته:
-هل تطلب مني ان اترك جايك واتزوجك؟
ابتسم لها بحنان ورقة .
واضاف الحب المشع من عينيه الى ملامح وجهه جمالا ووسامة عندما قال:
-هذا بالضبط ما اطلبه منك. واشعر برغبة قوية للركوع امامك وتكرار الطلب.
تفادت النظر الى عينيه خوفا من الرضوخ لسحره المقنع
واحتجت بنبرة ضعيفة:
-ولكني لست متأكدة من اني احبك.
-انا اخر انسان يطلب منك استبدال زوج لا تحبينه بزوج آخر لا تحبينه ايضا.ولكنك لا تعلمين مدى رغبتي فى الفوز بحبك.اريد ان نتمكن من الحديث معا دونما اى خوف او وجل من ان يسمعنا الاخرون,حتى لو كان ذلك لنصف ساعة...او ساعة...او اى مدة يمكنك ترتيبها.قولي انك ستفعلين ذلك ياحبيبتي.
-لا ادرى متى...منتديات ليلاس
اوقفها صوت سيارة اخرى عن اعطاء موافقتها المترددة.وشاهدت العبوس المفأجئ على وجهه باتريك قبل ان تدير رأسها نحو السيارة القريبة.
احست بانقباض شديد والم حاد عندما رأت شيلاجالسة قرب جايك,وعندما شاهداها هما مع باتريك.قال جيك شيئا لشيلا ازعجها وضايقها
قبل ان ينزل من السيارة وعلى وجهه نظرات قاسية لم تخفف اطلاقا من خشية تانيا وخوفها.احست بيد باتريك تمسك بيدها وسمعته يقول لها بصوت هادئ مطمئنا:
-لست مضطرة الى توضيح اى شئ,فنحن لم نرتكب اى خطأ.
نظرت اليه بامتنان,فيما كان جايك يفتح بابها وينظر اليهما قائلا بسخرية:
-تتمتعان بالمناظر الطبيعية؟انها منطقة رائعة فى هذا الوقت من السنة.
|