كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-لا!هذا ليس صحيحا!
احست انه طعن كرامتها فى الصميم,ولم تتمكن الا من نفى اتهامه القاسى بقوة ودون تردد.
انها تعلم تماما ان مشكلتها الاساسية تكمن فى سرعة تاثرها بالرجل الذى يهتم بها ويرعاها.نظرت الى وجهه فرأت فيه مزيجا من البرودة والاغراء افزعاها بقدر ما جذباها.
قال لها بصوت ناعم حمل لها دعوة واضحة للاقتراب منه واثبات ما تدعيه:
-يجب عليك ان تقنعينى بالبرهان القاطع.اقرنى الاقوال بالافعال.
اقتربت منه بذهول فيما كانت تشدها اليه قوة سحرية لا تقاوم.منتديات ليلاس
اسرتها نظراتهالحالمة وراحت تجذبها اليه,مع ان جميع افكارها الاخرى كانت تصرخ بها طالبة منها الابتعاد عنه.
شعرت بانفاسه الدافئة تداعب وجنتيها,وتسمرت نظراتها على شفتيه.تمنت لو انها تطبقان على جوعها,ويفجران فى نفسها تلك الرغبات التى دأبت على تخزينهامنذ زمن بعيد.
وانتبهت تانيا الى حالتها فى اللحظة الاخيرة.لن تدع جايك يكتشف ضعفها الخطر امام مداعبة الرجال ومغازلتهم.
شعر بانه على وشك التراجع,فطوقها بين ذراعيه وقال لها بحنان:
-لا تهربى الان,يا حبيبتي.
سمعا صوت اقدام تعدو فى الممر,قبل ان يتوقف جون فجأة امام الباب المفتوح على مصراعيه ويحدق مستغربا الى الشخصين المتعانقين.
اطبق عينيه ثم فتحهما قبل ان يقول متلعثما:
-قالت...جدتى...ان...ان الفطور...جاهز.
ابتسم جايك وهو ينظر الى رأس تانيا المنحنى وذراعيها المتشنجتين اللتين كانتا تحاولان عبثا ابعاده عنها
وهمس فى اذنها قائلا:
-لاتقلقى,فحضور ابنك انقذك من هذه الورطة.
ثم ابعد يديه عنه وقال لابنه:
-سآتى خلال لحظات.
تردد الصبى بتملل,لانه لم يعرف اذا كان عليه الذهاب فورا او انتظارهما.وكانت تانيا جامدة فى مكانها,فيما كان جبينها ينضج خجلا ومزلة.
اما جايك فكان يرتدى قميصه بهدوء لا يضاهى.,وقبل ان يغادر الغرفة مع الصبى,اقترب منها وقال متمتما بعد ان رفع وجهها نحوه:
-كانت تلك محاولة اولى ياتانيا.ربما فى المرة المقبلة...
-لن تكون هناك مرة مقبلة.
اكتفى برفع حاجبيه بطريقة ساخرة بعض الشئ,توحى بانه لا يصدق كلامها.
ثم تركها واستدار نحو الصبى قائلا:
-هل انت مستعد يا جون؟
-هل ستاتين معنا يا امى؟
اجابته نفيا,ثم سارعت الى خنق دموع الخجل واضافت بهدوء:
-اريد اولا ارتداء ثيابى.اذهب,يا حبيبى,مع والدك.
شاهدها الصبى تمسح دمعة من على خدها
فامسك بذراعها وسألها:
-هل انت بخير,يا امى؟
-نعم,انا بخير.
الا ان ابتسامتها الواهنة لم تساعد كثيرا,فنظر بحدة نحو والده الذى يراقبهما بصمت قرب الباب وعاد يسأل امه:
-ولكن...لماذا تبكين؟
علمت تانيا ان كلمة واحدة منها تكفى لتجعل الصبى ينقلب على ابيه.يمكنها بكلمة قاسية واحدة ان تقطع الخيط الضغيف الذى يربط بينهما.ارادت ان تنتقم من جايك.منتديات ليلاس
كم من السهل الان ان ترد له الصاع صاعين على كل خطيئة تعتقد انه ارتكبها فى حقها!نظرت اليه فشاهدت قساوة عينيه اللتين تعرفان بالتاكيد مدى سيطرتها ونفوذها على ابنها.
تنهدت وقالت للصبى:
-انى ابكى...انى ابكى لانى سعيدة يا جون.لان والدك عاد اخيرا الى البيت.
افتر ثغره عن ابتسامة عريضة لانه لم يتمكن من مشاهدة الفشل والهزيمة فى عينيها.
وقال لها:
-وانا كذلك,يا امى,وانا كذلك.
-سوف يبرد فطورك يا حبيبي.هيا اسرع قبل ان تبعث جدتك فريقا للبحث عنك.
ركض الصبى وهو يلوح لوالده بيده قائلا:
-هيا يا ابى.
|