كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فمن الواضح ان وجود شيلا كان عاملا مؤثرا ساهم الى حد بعيد فى اتخاذ قرار العودة.
وسمعت باتريك يساله بهدوءه المعتاد:
-كم ستبقى هنا يا جايك؟
-هل تسالنى بصفتك مسؤولا كبيرا فى الشركة ,ام كمراقب له اهتمامات معينة؟
-قليل من هذا وقليل من ذاك.
تامل الرجلان بعضهما بطريقة توحى بان ايا منهما قد ينقض على الاخر فى اي لحظة.ثم نظر جايك الى تانيا ووجه اليها ابتسامة حلوة لا تقارن ابدا بقساوة عينيه.
وقال بهدوء بالغ:
-يتمتع مساعدى دانفز بمهارة وخبرة تفوقان المطلوب لادارة مشروع الطريق. وعليه فلا حاجة للخوف ,يا راينز,من انى تركت هناك اى مشاكل او فوضى.
منتديات ليلاس
توقف لحظة ثم مضى الى القول:
-ثمة احتمالات كبيرة باننى سابقى هنا لفترة طويلة جدا.
شعرت تانيا بانه نطق بكل كلمة فى تصريحه الهام هذا بهدوء وعناية فائقتين كى يتاكد من ان الجميع يفهمونه تماما.
حدقت به وحاولت يائسة اختراق ملامح وجهه الجامدة لتعرف ماذا يجول فى رأسه.ألم يقل الى امه قبل اقل من ساعة انه لم يحدد بعد الفترة التى سيمضيها هنا؟
هل اثر وجود شيلا على قراره؟ يبدو ذلك واضحا,ولكن...هل هو فعلا كذلك؟لم يكن لدى تانيا ادنى شك فى ان شيلا عامل مؤثر فى اتخاذ هذا القرار...ولكنها ليست العامل الرئيسى والاساسى.وظهر جليا ان جايك لم يكن ينوى اطلاع احد على السبب الحقيقى لقراره المفاجئ.
وقررت تانيا ان تتصرف مرة اخرى كاحدى المضيفتين,وقالت:
-اظن ان بامكننا جميعا تناول بعض الماكولات الخفيفة.فما رايكم؟
اقترب باتريك منها بسرعة قائلا:
-بكل سرور,وساساعدك فى حمل الصحون.
ابتسمت شيلا ,التى بدت عليها السعادة لدى سماعها اعلان جايك
وقالت:
-اجعلا حصتى اكبر الحصص لانى جائعة كثيرا...وشهيتى منفتحة.
بدا باتريك يملأ الصحون الاربعة لانه شعر بان يدى تانيا كانتا ترتجفان غير قادرتين على حمل اى شئ فى الوقت الحاضر .
امسكت هى بالطاولة كيلا تقع وسالته بصوت منخفض,ولكن بعصبية ظاهرة:
-لماذا لم تخبرنى بان شيلا رافقتك فى رحلتك؟
-انها شقيقتى ,على الرغم من الفرق الشاسع فى السن.ارادت مرافقتى,فلم اجد سببا يحول دون ذلك.
ثم نظر اليها بجدية وكانه تذكر امرا هاما,ومضى الى قول:
-ما تريدين معرفته حقا هو لماذا لم اخبرك بانها...بانها... تعرفت الى جايك!بصراحة,كان لدى انطباع بانك لم تكونى مهتمة بما يفعله زوجك طالما انه بعيد عنك.اما الان ,فانى اعتقد ان على اعادة النظر فى هذا الرأى.
منتديات ليلاس
جاء نفيها سريعا وقويا
اذ قالت:
-انه لا يعنى اى شئ بالنسبة لى!شعرت باننى غبية جدا وانا وافقة هناك لا اعرف شيئا بينما يعرف الاخرون كل شئ.
-عندما كدت اقول له الاياة ان يختفى من حياتك,لماذا ذهبت اليه بمجرد ان طلب منك ذلك؟لماذا تركتنى اقف هناك كالمخبول بينما انت هرعت الى جانبه؟
وضعت تانيا يدها بعصبية على جابينها وقالت:
-كانت صدمة قوية...كابوسا مزعجا!لم اصدق انه حقا هناك. لم اتصور ابدا انه سيعود,حتى عندما كتبت له...
قاطعها باتريك بانفعال واضح وبلهجة قاسية:
-انت طلبت منه ان يعود؟
نظرت تانيا اليه بعينين تتوسلان تفهمه وتجاوبه,وقالت:
-كنت مضطرة لذلك.ليس من اجلى انا...ولكن من اجل جون.كانت لديه تلك الفكرة المجنونة بان جايك ميت او انه فى السجن.واصر على الكتابة اليه طالبا منه العودة.لم اتمكن من رفض طلبه,ثم...انت ذكرت لى بنفسك ان جايك منهمك جدا فى مشروعين مختلفين.كنت امل ...كنت اعتقد انه لن يتمكن من الحضور.
تنهد باتريك وقال لها بهدوء:
-نعم,اتذكر ذلك. ولكن ...عندما اتصورك معه على انفراد فى وقت لاحق الليلة ,احس...احس...
احمرت وجنتاها بسرعة نتيجة لما اوحى به,وسارعت لمحو صورتها بين ذراعى جايك قائلة:
-تقع غرفة نومه فى الجانب الاخر من القاعة.نحن لا...
|