كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت شيلا اصغر منها باربع سنوات , الا ان تانيا لم تشعر ابدا انها مقبولة لدى اخت باتريك . واحست بانه ربما كان عليها الليلة ان تستقبلها ببرودة وكبرياء , لان نظرات الفتاة الاخرى كانت اشد قساوة مما فى السابق .
وفيما لاحظت تانيا ان باتريك يراقب باهتمام و اعجاب فستانها الجميل وفتحة العنق الكبيرة الى حد ,سمعته يسالها :
-اننا لم نتاخر كثيرا, اليس كذلك؟
-لا , ابدا . الاخرون موجودون فى الحديقة .
خرج الثلاثة معا من الباب الخارجى
فاعتذر جاى دى من الشخصين اللذين كان يتحدث معهما واتى للترحيب بالقادمين الجدد.
حضرت زوجته بعد دقائق قليلة و معها طبق جديد من المقبلات الشهية التى اعدتها بنفسها .
منتديات ليلاس
وامضت تانيا الدقائق الثلاثين التالية منهمكة فى فتح الباب الرئيسى واستقبال الضيوف, بالاضافة الى مساعدة والدة زوجها
اعداد الطاولة الكبيرة واستبدال الصحون باخرى ممتلئة... عندما اقترب منها باتريك وطالبها بالجلوس معه على احدى المقاعد الخشبية المنتشرة فى ارجاء الحديقة .
وضع ذراعه على الوسادة الخلفية للمقعد, وبشكل قريب جدا من كتفيها . احست بشئ من الانزعاج الا انها حافظت على رباطة جأشها ولم يظهر على وجهها ما يدل على حقيقة شعورها .
- لااعرف لماذا لا يستخدم الرجل العجوز اشخاصا متخصصين باعداد الحفلات وخدمة الضيوف . الا يوفرذلك عليكما انت وجوليا الكثير من التعب والارهاق؟
تنهدت تانيا وقالت له:
-ولكن الفضل فى نجاح الحفلة لن يعود عندئذ لجوليا . هذا كلام قاسى ولكنه صحيح. فحتى لو احضر جاى دى فريقا متخصصا , فانها ستصر على مراقبة كل خطوة بنفسها . هذه هى طبيعتها .
- وما هى طبيعتك انت؟
-طبيعتى انا ؟
توقفت لحظة وتطلعت نحو الاشخاص الاربعين الذين كانوا يسرحون ويمرحون فى الحديقة , ثم اضافت بهدوء:
-كنت على الارجح سادعو ربع هذا العدد واشوى لهم شرائح اللحم على الفحم .
ابتسم باتريك وقال:
-انتظر منك دعوة الى حفلتك القادمة . انها ستكون بالتاكيد رائعة ودافئة .
-سافعل ذلك.
لم تعد تتحمل النظر الى عينيه و فمه
فادرات وجهها عنه وقالت:
-انها امسية جميلة للغاية , اليس كذلك؟
-جدا , واختيار هذه المقطوعات الموسيقية موفق الى حد بعيد ويدل على ذوق رفيع.
استمتعت تانيا بانتباه الى المقطوعة الهادئة الحالمة , وتمنت من صميم قلبها ان يضمها رجل الى صدره ...... ولو لفترة قصيرة.
وكأن باتريك احس بما يدور فى راسها فسالها بنعومة ورقة:
-كم من الحواجب تظنين سترتفع استغرابا ودهشة اذا رقصنا فى تلك الزاوية قرب مكبرات الصوت؟
-ربما جميعها.
امسك بيدها وقال لها وهو يهب واقفا :
-لنجازف.
تصورت تانيا انهما يرقصان وراء جدار سحرى يصد نظرات الاخرين عنهما . اذا ان احدا لم يتطلع نحوهما , باستثناء شيلا .
منتديات ليلاس
وتساءلت عن اخر مرة كانت فيها بين ذراعى رجل , فلم تجد الجواب . لم تعترض على ضمها اليه بقوة , لا بل انها ارادت القاء راسها على صدره . ولكنها امتنعت عن ذلك , مع انها سمحت ليدها بالوصول الى ما بين كتفيه.
-تانيا!
ايقظها صوته الناعم من احلام اليقظة فرفعت راسها ونظرت الى وجهه البرونزى الجميل . كانت قريبة منه الى درجة خطرة وكان وجهها يشع ببريق السرور و الارتياح .
-انك رائعة الجمال .
احست بان قلبها يغوص فى مكانه .
وشعرت فى لحظة الضعف تلك انها تريد نسيان عهد الوفاء والاخلاص الذى قطعته على نفسها قبل عدة سنوات عدة . ولكن اللحظة مرت بسرعة .
رفعت اصبعها التى فمه وقالت له:
-باتريك , لا تقل شيئا .
|