كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
دخل جايك وكان يبدو اطول قامة واشد جاذبية.احست بان نبضات قلبها توقفت عن الخفقان وان عينيها تسمرتا على وجهه المتغطرس الوسيم.
-آسف اني تأخرت يا ابي.
ثم شاهد تانيا,فنظر نحو والده وقال قبل ان يهم بالخروج:
-كنت اظنك وحدك.اعذرني.
صرخ به جاي دي قائلا:
-عد الى هنا يا جايك.
-سأعود عندما تكون وحدك.
صرخ به جاي دي ثانية,وبنبرة ترفض اي اعتراض او احتجاج:
-لا تغادر الغرفة!وتانيا ايضا لن تغادرها.
تألم قلبها كثيرا عندما شاهدت ملامح الغضب والانفعال تغطي وجهه.انه يرض ان يكون معها في غرفة واحدة.
وسمعته يقول لوالده دون ان ينظر اليه:
-لا اريد ان اقلل من احترامي لك,يا ابي,ولكن هذا الموضوع ليس من شأنك اطلاقا.
-اني اختلف معك في هذا الرأي,يا بني.فجون حفيدي الوحيد,ويهمني مستقبله الى ابعد حد.
-اذا كنت تحاول القيام بدور المستشار العائلي,فاني اقترح عليك ان تبدأ اولا مع تانيا.
-لم انتظر نصيحتك كي افعل ذلك,ولهذا طلبت منك الحضور هذا المساء.اقفل الباب وعد الى هنا,واجلس.
كانت تانيا تعلم ان بامكان والده وحده توجيه الاوامر له على هذا النحو.ما من شخص اخر يجرؤ على مخاطبته بتلك اللهجة.
اغلق الباب بعنف وجلس في مقعد قريب منها.كان يبدو مرتاحا بشكل يثير الدهشة,ولكنها كانت تعرف انه يجلس هادئا متحفزا كفهد شرس...
نظر الى ساعته الذهبية,وقال:
-لننه الامر بسرعة,فلدي موعد عشاء هذه الليلة.
-مع شيلا؟
لم تنتبه تانيا الى انها وجهت سؤالها بصوت مسموع,الا عندما نظر اليها بعينين قاسيتين وسألها بانزعاج واضح:
-وهل يهمك ذلك؟
اسكته والده مؤنبا:
-كفي يا جايك.لم نأت الى هنا لتبادل الاتهامات والاهانات.
احنت تانيا رأسها هربا من نظرات التأنيب والاحتقار التي وجهها جايك الى عينيها وقلبها.
وسمعته يسأل والده بشئ من العصبية:
-ما هو بالتحديد سبب وجودي هنا؟هل من المفترض ان نبحث نفقات الطلاق,ام ماذا؟
ثم وجه كلامه اليها قائلا:
-اذا كان الامر كذلك,فتأكدي بانني لن اعطيك اي نفقة على الاطلاق.وسوف احاربك بكل قواي للاحتفاظ بابني.
منتديات ليلاس
هبت تانيا واقفة لانها لم تتحمل لهجة الانتقام المرير في صوته.انه يحتقرها!فكيف ستخبره الحقيقة؟
ناداها جاي دي بصوت دافئ مطمئن,وبلهجة تعدها بدعم كامل من جانبه.نظرت اليه والدموع الحارة في عينيها,وقالت هامسة:
-لن اتمكن,يا جاي دي,لن اتمكن.
شاهد جايك دموعها فقال ساخرا:
-يا لهذا الدموع!انها مؤثرة جدا!
نظر جاي دي الى ابنه بقسوة,وقال لتانيا:
-طبعا يمكنك ذلك يا تانيا.هذا اذا ابقي ابني المتغطرس فمه مقفلا فترة كافية للاستماع والاصغاء.
قال له جايك بلهجة غاضبة:
-لماذا تصر الى العودة الى هذا الموضوع؟انك لا تعرف ماذا يجري.
رد عليه والده بغضب مماثل:
-انا اعرف اكثر مما تعرفه انت!واذا خرست لبعض الوقت,فربما تمكنت انت ايضا من معرفة بعض الامور!
لم تتحمل تانيا قيام اي خلاف بين الابن وابيه فصرخت بحزن بالغ:
-كفي!توقفا عن تمزيق بعضكما!لن اقبل بان تصرخا بوجه بعضكما بسببي!
|