كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قاطعها جايك موجها سؤاله الى داني:
-وما هو هاري بالضبط؟
-بالضبط؟هاري هو صديقي...الفأر الابيض.
صرخت تانيا بدهشة بالغة:
-فأر؟
-انه لا يؤذي,يا امي!
رفضت الام الطلب باصرار,فعاد الصبي يرجوها ويحاول اقناعها بانه سيضعه خارج البيت.
تدخل جايك ثانية وقال له بحزم الوالد المطاع:
-قالت لك امك لا,يا جون,وهذا يعني لا بصورة نهائية.
وفيما ذهب الولدان بانزعاج وغضب ظاهرين,ارتجف جسم تانيا مرة اخرى وقالت انها تكاد تشعر بذلك الفأر اللعين يزحف الى سريرها او يقفز بين قدميها.
مازحها جايك قائلا:
-مسكينة!هل تخافين من فأر صغير ضعيف؟
منتديات ليلاس
-لا يهمني مدى صغره او ضعفه,ولكنني لا اطيقه.انها لسخافة مني,ولكنها الحقيقة.
-يجب ان تكوني مسرورة لان جون سألنا قبل اتمامه عملية المقايضة.فالمسكين كان سيخسر ساعته,وفأره ايضا.
-اني ممتنة لذلك.
-كان بامكانك طبعا تعييني حارسك الامين ضد الفئران.
ضحكت تانيا لدى سماعها اقتراحه المرح وقالت تمازحه:
-هذا افضل عرض قدمته حتى الان.
نظر الى جسمها الجميل بتمعن وقال:
-لو حظيت بقليل من التشجيع,لقدمت لك عروضا اخرى افضل.
-اعتقد...اعتقد ان الوقت حان كي نأخذ داني الى بيته.
-انك خبيرة في تجنب المواضيع الحساسة,اليس كذلك؟
وعندما لم ترد على سؤاله الساخر
تنهد وقال:
-حسنا,لنذهب.على اي حال,امضينا اليوم اوقاتا ممتعة للغاية.
ايدت كلامه بصدق واخلاص,قائلة:
-كان حقا يوما رائعا.
شعرت تانيا وهي تقول جملتها هذه ان الساعات الطوال التي امضايها معا ذلك اليوم اضافت بعدا ايجابيا جديدا الى العلاقة القائمة بينهما منذ بعض الوقت.
وتذكرت كيف انه اصبح في الآونة الاخيرة اكثر اهتماما بها...يوجه اليها تحية خاصة بها كلما عاد الى البيت,يمسك يدها بحنان كلما كانت جالسة او واقفة قربه.
تذكرت الاشياء الصغيرة التي تعتبرها تافهة بحد ذاتها,اذ نظرت الى كل منها على حدة.ولكنها كانت جميلة جدا عندما تنظر اليها ككل.وكادت تانيا ان تقتنع بانه يريد ان يحبها لنفسها,وليس لانها أم ابنه.
اصبح من السهل عليها اكثر فاكثر ان تدير له خدها كي يطبع عليه قبلة المساء,وتحولت هذه الممارسات ببطء الى عادة وتقليد يوميين.
كان دائما لطيفا وحنونا ومسيطرا على مشاعره,ولم يطالبها ابدا باكثر مما كانت ترغب في منحه.
الا ان رفضها له,المبني على الخوف,ازداد بنسبة مماثلة لحبها له.ولكن كيف يمكنها ان تطلعه على حبها له,بعد ان احتفظت بهذا السر طوال هذه المدة؟لن يتفهم مشاعرها واسبابها,لن يغفر لها...
فتح باب الحديقة ودخلت منه شيلا راينز بمرح ظاهر.
-كيف حالك؟هل جايك هنا؟
-لا,لم يعد بعد الى البيت.
-انه لامر مؤسف حقا.قال انه سيعود باكرا,وكنت آمل في مقابلته هنا.هل تعلمين ما اذا كان سيتأخر؟
-لا,لا اعرف.هل تريدين انتظاره؟
-لا,يجب ان اعود سريعا.كنت اتطلع قدما الى رؤيته بعد ظهر هذا اليوم.
-هل الامر هام؟يمكنك ان تتركي له رسالة معي.
-حقا؟طبعا يمكنني الاتصال به هاتفيا في وقت لاحق, ولكني لا اريد ازعاجه عندما يمضي بعض الوقت مع ابنه.
وصل الغضب والاشمئزاز بتانيا الى درجة الغليان والانفجار
وقالت بسخرية لاذعة:
-انك مخلصة وحنونة للغاية.
-لقد حدث سوء تفاهم بالنسبة لموعد اللقاء في النادي البلدي.ابلغيه ان الموعد هو الواحدة بعد ظهر السبت, عوضا عن الثانية.
-حسنا,الواحدة بعد ظهر السبت.
منتديات ليلاس
شكرتها شيلا بدلال مثير للاشمئزاز وتظاهرت بالذهاب.
الا انها توقفت فجأة وقالت:
-كدت انسى.شاهدت قطعة الارض التي كان ينوي شراءها.اخبرته بانها ليست جيدة,لان الوصول اليها شبه مستحيل.سأطلعه السبت على بقية التفاصيل.ربما سنحت لنا الفرصة آنذاك لمشاهدة الارض معا.
شل الغضب قدرة تانيا على التكلم.لم يقل جايك كلمة واحدة عن قطعة ارض او اخرى.هل كان يخدعها طوال الاشهر الماضية لتهدئة اعصابها,بينما استمر في اقامة علاقة مع شيلا؟
هذا امر محتمل جدا,والا فلماذا هذه الزيارة المفاجئة وهذا الغنج والدلال!
لا بد ان مشاعر الشك والغيرة ظهرت جليا على وجهها, لان عيني الشابة السمراء شعتا ارتياحا وتشفيا.
وقالت لها بمرح ظاهر,وهي تلوح بيدها مودعة:
-سأقول لباتريك انك تبعثين اليه التحية والسلام.
*******نهاية الفصل السابع******
|