كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
7-المحطة التالية
*****************
كان الصبيان الصغيران يلعبان ويمرحان...ويصرخان. واخيرا,وضع جايك اصبعيه في فمه واطلق صفيرا مفزعا احدث صمتا فوريا...وحمل تانيا على الابتسام.
-سنذهب اولا الى ذلك المكان الرائع الذي يسمى فندق العجوز.
اعترض جون قائلا:
-ولكني اريد الذهاب اولا الى منطقة ارض النار!
ايده في ذلك زميله في المدرسة داني جيلبرت,قائلا:
-وانا ايضا.
-فندق العجوز اولا,ثم الى ارض النار.
منتديات ليلاس
قالها جايك بلهجة حازمة لا تقبل الاعتراض او حتى المناقشة,فانصاع الصبيان الصغيران صاغرين وسارا نحو المخزن العام.
وضع جايك يده على مرفق تانيا وقال ممازحا:
-يا لهذين القردين الجميلين!
ضحكت تانيا وردت بمرح مماثل:
-كنت اتوقع ذلك عندما اقترحت على جون احضار احد اصدقائه الى مدينة رعاة البقر...مدينة الدولار الفضي.
زادت ابتسامتها من حلاوة احمرار وجنتيها,ولم يكن ذلك من حرارة شمس الصيف ولا لانها كانت تبدو جاذبة جدا تتبعها عيون المعجبين كيفما سارت.
كانت مرتاحة للتودد الدافئ الصادق الذي يصدر بعفوية وحنان ظاهرين من الرجل الذي يسير قربها,وللعلاقة الطيبة القائمة بينهما منذ انتهاء مدرسة جون وخروج العائلة في نزهات ورحلات متعددة.
اعطى الصغيران تذكرتيهما الى الشخص المسؤول ودخلا احد مراكز التسلية في مدينة الملاهي الشعبية.
ابتسم جايك وقال لزوجته:
-هذا لصبي داني من الذين يطرحون اسئلة عديدة ومحرجة.شعرت اثناء حضورنا الى هنا بانه يستجوبني كمحقق عدلي.
-هذا ما كان يقوم به فعلا.داني جيلبرت هو الصبي الذي اعرب لجون عن شكوكه بان لديه والدا في افريقيا,او ان ليس لديه والد على الاطلاق.ولهذا السبب بالذات,راح داني يسألك بحماس منقطع النظير عن الاسود والفهود.
-ولا تنسي الفيلة.
-وكذلك الزرافات.اعتقد انك خذلت جون كثيرا عندما اخبرت داني ان معظم هذه الحيوانات موجودة ضمن حدود معينة لا يمكنها تجاوزها.
-كان عليك تحذيري مسبقا بان داني هو المحرض الاساسي على كتابة تلك الرسالة التي اعادتني الى الوطن.كنت اخترعت له قصة طويلة عن رحلة صيد شجاعة في الادغال والبراري.
منتديات ليلاس
-اعتقد ان جون مرتاح جدا لمجرد عودتك الى البيت.
نظر اليها بتمعن وسألها بهدوء ملحوظ:
-وماذا بالنسبة لك يا تانيا؟هل انت ايضا سعيدة بعودتي؟
رفضت الرد على سؤاله بجدية,وقالت له ممازحة:
-ثمة اوقات يكون فيها وجودك مجديا ونافعا,فانت مثلا مرب ممتاز لجون.
لم يحاول دفعها الى التصريح بأكثر من ذلك,اذ ابتسم وقال:
-جميل ان يكون الانسان نافعا في بعض فترات حياته.ها هما يعودان!
خرج جون وداني من الباب بحماس ومرح شديدان لا يوازيهما شئ سوي لهفتهما لدخول ذلك المبنى قبل قليل.
وسأل جون والديه بتشوق بالغ:
-اين محطتنا التالية؟
|