احتضنتها الين بدون ان تجرؤ على النظر في عيني زوجها .
"ان هذا منزلنا الوحيد الان ويجب ان نبقا هنا".
"هل يجب ان نبقى؟".
رد سيمون بخشونه وقد اصفر وجهه واخذ يفك يديه ويقبضهما كما لو كان يخرج الالم الذي لا يطاق بداخله.
"قد يكون هذا رايك ولكنه ليس رأيي .لن تبقى انت ولا ابنتك المتوحشة في منزلي..ستذهبان بمجرد ان ارتب ذالك".
ولكن بالطبع جاء هذا التهديد في حرارة الموقف ولم يحاول سيمون ان ينفذه لقد تزوج واصبح واضح في مرور الايام انه ينوى ان يتحمل غلطته وكما توقعت الين فقد ذهب في طريقة وتركها لحالها ,.وكان كثيرا ما يغيب عن المنزل اسبوعا او اكثر ,كانت الين تشعر بالهدوء في هذه الاوقات وتستمد سعادتها من جنكس التي سرعان ما نسيت المشهد الذي لم يكن يفضل تدخلها ,مرعبا بالدرجة لم تتوقعها الين.
لم تكن الين تحب ان تفكر فيما كان سيفعله سيمون لو كانا بمفرديهما ,قد يمكن ان يقتلها فقد خرجت في احدى الامسيات الى الشرفة بعد ان وضعت جنكس في فراشها .ففزعت حين رات زوجها يقف هناك ينظر الى القلعة المعتمة التي كان سيحبس استيل فيها وكان شكله الجانبي يبدو كا الشيطان .وعندما شعر بها استدار فوجدت وجهه كقناع من الكراهية مما جعل الدماء تتجمع في وجه الين ,وعندما استدارت لتذهب استوقفها فقتربت منه على مضض واخذ قلبها يدق بقوة بخوف.
عندما استطاع اخيرا ان يتكلم سألها سؤالا لم تتوقعه.
"ما وضعك بالنسبة الى النقود؟".
"ما زال عندي القليل مما تبقى من بيع الاثاث".
ردت متلعثمة وهي تسأل نفسها كيف ارتكبت هذا الخطا في خروجها الى هنا..
كانت عاده تعرف اين يكون وقد اعتقدت انه يعمل في مكتبة لأن النور كان مضاء هناك..
"سأعطيك بعض النقود ,سيحضر بعض الاصدقاء للعشاء الى هنا بعد اسبوع من اليوم وستحتاجين الى ثوب ,اذهبي الى هرقليون واشتريه من هناك ,ياخذك دندروس في السيارة".
منتدى ليلاس
صمت قليلا ثم استمر في نفس لهجته الخشنة .
"لقد اخبرت الجميع انك ارملة فتذكري ذالك ,اما اذا خذلتيني فستجدين نفسك تتضرعين من اجل الرحمة,انك لم ترى اسوا ما عندى بعد".
"ستأذكر يا سيمون".
كانت تريد ان تتركه ولكنها خافت ان تفعل قبل ان يطلب منها ذالك .
"بالنسبة لابنتك هل رتبتي دخولها للمدرسة؟".
طرفت عينيها مندهشة من اهتمامه المفاجئ بالطفلة التي كان قد اهملها حتى الان كما اهملا الفتاة التي اعتقد انها امها.
"لم افعل حتى الان ..اقوم بتعليمها بنفسي ".
"هناك مدرسة في سفاكيا ,يستحسن ان تاخذيها هناك لتبدا الدراسة ,سيأخذها دندروس ويعيدها".
"هل هي مدرسة يونانية؟".
"بالطبع ولكنهم يعلمون الانجليزية".
"وكيف ستستمر وهي لا تعرف اللغة اليونانية".
"لا اتوقع انها تفعل".
ثم قال بشيء من السخرية.
"ولكنها ستتعلم سريعا".
نظر سيمون اليها مباشرة.
"اذا كنت ستبقين انت وهي هنا يجب عليها ان تتعلم اليونانية ,عندما تكبر ستخالط يونانيين وسيكون اصدقائها من اليونانيين.".
"نعم اظن ذالك".
فكرت وهي تقف مترددة في تركه.ان..سيمون يبدو اقل عداء,كان ينظر مرة اخرى ناحية القلعة المظلمة والهواء يتخلل شعرة الاسود وضوء القمر يسقط على وجه مما اضاف خشونه في ملامحة,ومع ذالك فان انطباعه الغريب الذي شعرت به الين هو ان هناك حزن في ملامحة حزنا وشعور غريبا بالوحدة,استمرت تنظر اليه وهي تحس بالاسف عليه ولاول مرة لانها اصرت على الانتقام ورد الكيل له ,ليس فقط لخطته ولكن ايضا خطا كيت,ما نتيجة ما فعلته وما الذي حققته بتصرفها هذا,صحيح انها تاخذ كل شيء ولا تعطي أي شيئا,وانها حصلت على الرجل الذي كانت كل مرة تمزح مع خالتها عنه,ولكن بشكل ما قد اصبحت القصة ذات طعم مرير بالنسبة لها,وهي لا تجرؤ أن تسأل نفسها عن السبب.
في يوم حفلة العشاء كانت جنكس مزعجة بشكل خاص ,وكثيرة الحركة كالمعتاد,وعندما كانت تقفز على السلم انزلقت على الارض في الصالة وارتطمت في الباب الامامي ,سمعت الين صراخها فجرت نحوها من غرفة الاستقبال كانت تتصفح احد المجلات فوجدتها تنزف من راسها ومن يديها وكانت تمسك مرفقيها بيدها.
"جنكس يا حبيبتي ما فعلتي ؟".
انحنت آلين اليها ورفعتها بين ذراعيها الى غرفة النوم ووضعتها على السرير.
"ايتها الطفلة البلهاء كيف فعلتي ذالك بنفسك؟".
"كنت اتزحلق على الحصيرة".
واستطردت جنكس وهي تبكي.
"اوه ان ذراعي تلومني,انها تحرقني".
وصرخت من الالم.
"لماذا تحرقني؟".
"لانك جعلتيها تحتك في الارض".
وتنهدت الين ودخلت الى الحمام حيث يوجد صندوق للاسعافات في الخزانة,وبعد ان غسلتها وضمدتها اعطتها دواء خفيف لتستريح بعض الوقت,استيقظت جنكس في وقت الشاي.وقالت وهي تبتسم انها جائعة,كانت الين بجانبها وهي تقراء .وسرها ان تجد جنكس لا تعاني كثير من ارتطامها في الباب.
"ماذا سا فعل بك؟".
سألت وهي تهز رأسها بحزن .
"هل تعلمين يا عزيزتي انه يجب ان تحسنين من تصرفاتك,بالنسبة الى الطريقة التي تتكلمين بها ..انك لا تفعلين ما اقوله لك,..كل هذه اللغة السوقية التي تعلمتيها في المدرسة الانجليزية تنسينها.تماما هل تفهمين؟".
"اني احاول يا اماه الا اقولها,..ولكنها تخرج رغما عني".
كانت عينيها تبرقان بالشقاوة ,والضحك ولكنها عندما لاحظت ملامح الين الحزينة تحركت الى طرف السرير,ووضعت ذراعيها وحول رقبة الين..
"هل أقبلك يا امي ان فمي نظيف انظري.".
قبلت الين خدها واحتضنتها بقوة ..كان من الغريب ان تحب لهذه الدرجة طفلة لشخص آخر,ولكن عندما الين عنيها عليها شعرت انها تحبها.
"تعالي ..قلتي انك جائعة وقد حل موعد الشاي,وسنتاوله معا في الفناء في الشمس".
"حسنا".
منتدى ليلاس
قامت جنكس من السرير وهي تنظر الى ذراعها الملفوفة ثم نظرت لنفسها في المرأة لترى جبتها وعليها الشريط الصق.
"ابدو كجندي جريح اليس كذالك".
"نعم..من الافضل ان البسك ملابسك".
"من اجل ذراعي المضمدة ؟لا انها على ما يرام ذي برزن".
ذهبت الى الكرسي حيث كانت ملابسها موضوعة واخذتها ووضعتها على السرير وحملقت الين فيها ثم قالت.
"ماذا يعني ذالك؟".
"ذي برازي,انها تعني باليونانية على ما يرام انه لا يهم".
"هل تعلمت ذالك في المدرسة؟".
" اظن ذالك.قالها لي كارو سلوكيا.انه صديقي في المدرسة انا لم نتشاجر بعد .لانه لا يحب الشجار ..ولكن اندوز يحب الشجار .لكمته بالامس بشدة لانه ضحك مني,في الفصل لاني لم افهم المدرسة,اراهن انه لن يضحك مني مرة اخرى لانه بكى بشدة لما لكمته".
وقالت الين بحزم.
"يا جنكس.اذا حضر هنا احد يشتكي منك فساغضب منك جدا.ووالدك لن يحب ذالك,انك تعرفين ذالك جيدا لذالك امنتعي عن الشجار مع الاولاد الصغار".
"انه ليس والدي,انا لا احبه وهو لا يحبني".
فجاة بلا توقع بكت جنكس تبكي ولم تعرف الين السبب الا بعد ان تكلمت الطفلة عن قلقة بشأن علاقتها بسيمون.
"لماذا لا يحبني يا اماه ؟انا لم اكن مزعجة الا عندما ضربته لانه المك.عندما حضرنا الى هنا ظننت انه سيكون لي والد,لكنه ليس لي والد,انه لا يجلسني ابدا على ركبته ولا ياخذني الى النزهة مثل والد داريل ,انه ليس كما كنت اظن قلت لك اني ساكون عاقلة من اجل والدي,..اليس كذالك؟".
"نعم حبيبتي لقد قلت ذالك.".
ابتلعت الين ريقها بصعوبة هل تخبر سيمون بالحقيقة وتضع حد لذالك الوضع الذي اصبح غير محتمل للجميع؟.اذا اخبرته بالحقيقة فيجب ان تكون مستعدة لان تعاشرة كزوجة لانه هذا سيحدث حتما.انها لا تستطيع ان تكون ذالك الزوجات وهي لا تحبه,انها ستضطر الى ان تعطيه كل شيء لانها لن تستطيع ان تقاوم ,ومن الناحية الاخرى سيأخذ هو كل شيء ولن يستطيع ان يعطيها شيء لان كل ما يشعر به نحوها هو رغبته في جسدها ,انه لا يشعر نحوها باي حب اوعاطفة,وهي العناصر التي لا يمكن ان تكتمل هذه العلاقة .لا.فقررت الين انها لا تستطيع ان تخبر سيمون بالحقيقة وتدخل في هذه العلاقة,اما ان تكون علاقة مكتملة او لا تكون هناك أي علاقة على الاطلاق.
"لقد اخبرني درندروس ان ..ان السيد سيمون يملك مركبة جميلة ولكنه لا ياخذني انا وانت على هذه المركبة .وانا احب ان اركب مركبا ,لاني لم اركب مركبا ولا مرة واحدة في حياتي".
ومسحت جنكس بيديها خديها المبللتين.
"اهاا.اني احتاج الى منديل".
احضرت لها الين منديلا فمخطت انفها بصوت عالي.
"لا تسمية السيد سيمون يا حبيبتي ,حاولي ان تفكري فيه كوالدك .."
هزت جنكس راسها..
"انه لا يريد ان يكون والدي ,اتمنى لو انك لم تتزوجيه,كان يمكنك ان تتزوجي شخصا اخر يحبني ويقذف بي في الهواء واشياء اخرى".
وبدات تبكي مرة اخرى .
"الا يمكنك تتركيه وتتزوجي شخصا اخر".
هزت الين راسها بالنفي .ولم تستطع الكلام لمدة طويلة .
"لا يا حبيبتي هذا مستحيل,ان هذا منزلنا ويجب ان نبقى فيه.ليس لدينا مكان اخر نذهب اليه".
منتدى ليلاس
شعرت الين انها افسدت حياتها تماما بتباع تلك الرغبة الجنونية في الانتقام ,ومع ذالك هل في استطاعتها ان ترفض عرض سيمون حتى لو لم تكن تريد الانتقام ,لم يكن امامها الا ان تقبل عرضه ,كان نجدت من السماء في ذالك الوقت ,والين لا تجرؤ على التفكير فيما كان سيؤول اليها مصيرها هي وجنكس لو رفضت عرض سيمون كانت ستضطر لتقديم طلب للحصول على ايه معونة وكان سيعرف انج نكس ليست ابنتها وكانت ستؤخذ منها ..
"هل تظنين انه يحبني بعد ان اكبر قليلا؟".
سألت جنكس بامل..