"لقد كانت اول اجازة لي منذ ست سنوات لم استطيع ان اصدق عندما اعطتني استيل التذكرة وانت افسدت كل شيء اتمنى لو استطيع ان ارد لك ذالك".
كان وجه سيمون كا القناع ولكنها استطاعت ان تقرا في عينيه الندم ولوم نفسه,اذن فهو ليس بدون مشاعر كما تصورت,وذهب وجلس جنب النافذة وهو يقول:
"اخبريني عن نفسك,لقد ذكرتي خالة تعيشين معها ,هل لديك اقارب اخرون غير شقيقتك هذه؟".
"لا خالتي فقط".
"اذن تعيشين بمفردك معها".
ترددت لجزء من الثانية ثم هزت راسها بالموافقة.,لا يوجد سبب كافي لان تخبر هذا الرجل بجكسي".
"نعم اني اعيش مع الخالة مع الخالة سوء".
"قلت انها مريضة".
"انها تعاني من الرومتزيوم.واظن ان بها مرض اخر ,انها لم تخبرني لانها تعرفني انني ساقلق عليها ولكني اشعر انه تعاني من مرض في القلب".
طرفت عينيها بتعبير غريب..
"انك تقلقين".
ثم اضاف بتعبير الازدراء.
"اذن فانت وشقيقتك متماثلتين في الشكل فقط لانها لاتقلق على احد في الواقع انها لاتعترف باي اقراب لانها اخبرت سولاس انها ليس لها احد في العالم".
"هذا شغلها".
اضطرت الى ان تقول ذالك ولكنها ندمت على هذا القول لان سيمون وافق عليه بسرعة قائلا ان كلمة الشغل هي التعبير المستعمل لمثل نشاط اختك,ثم سألها عن مقر عملها وسره احمرارها المفاجئ لكلامه عن شقيقتها.
ووضعت يدها على خديها وهي تتمنى لو لم تكن تحمر بهذه السهولة..
"اني اعمل في متجر ".
"لماذا اذا في حق السماء كذبت,اني لا اراى ضرورية لذالك؟".
وبللت شفتيها بحركة عصبية.
"ما كان يجب ان افعل ,اظن اني كنت اريدك ان تبهر بعملي بدلا ان تعرف باني بائعة في متاجر".
"انك حمقاء غبية,تمثلين كذبة كاملة كهذي .والاسم..لم يكن هناك ضرورة ان تسمي نفسك استيل".
"بل كان هناك ضرورة لان الاسم في قائمة الركاب كان استيل".
"وما اهمية ذالك ان كثيرين لهم اسماء اخرى التى تظهر في قائمة الركاب ,اني اعترف انك اثرتي حيرتي الشديدة,لانك كنت مختلفه عما كان طبعا لم افكر في احتمال أي خطا اما فكرت التوام فلم تخطر في بالي لحظة , وما كانت ستخطر في البال حتى ولو لم يكن سولاس قد اخبرني ان استيل ليس لها اقارب,ولكن برغم اني لم افكر باي خطأ الا اني شعرت بحيرة شديدة مما جعلني اسألك عن عملك".
منتدى ليلاس
وهز راسه بسخرية واستطرد.
"هل عادة تكذبين بهذه السهولة .وبغير سبب معقول؟".
وثارت بشدة مما جعلها تبدوا جذابة جدا ,ولكنها لم تكن تعلم ذالك.,ولم تلاحظ الاعجاب في عيني سيمون.
"هل تحاول ان تجد الاعذار لتبرير سلوكك!".
سألته بعنف..
"لم يكن لك الحق في الاصل في ذالك التخطيط الجهمني للانتقام ,ولو لم تفعل لارحت نفسك,ولما تعرضت انا لكل هذا".
بدا عليه البرود وعد الاهتمام وللحظة بدا في تلك الصورة الوحشية .
"لقد اخبرتك ان الانتقام امر لابد منه للمحافظه على كرامتنا ".
لم تقل الين شيئا فسألها اذا كانت توافق على طريقة شقيقتها في الحياة والاسلوب الذي تعامل به السذج امثال سولاس.
"سبق ان قلت انني لا اوفق على ذالك,ولكن هذا لا يعني انني اريدها ان تعاقب.انها شقيقتي برغم كل شيء ".
"اذن ان استنتاجي انك لا تختلطين بها كثيرا صحيح؟".
"اني ازورها ارب عاو خمسة مرات في العام".
"وهي هل تاتي لزيارتك انتي وعمتك؟".
هزت راسها بتردد..
"لا استيل لا تزورنا ابدا".
مال الى الوراء وقد بدا عليه شيء من التوتر والقلق .ومرة اخرى شعرت انه ليس بلا شعور كما يبدوا في ظاهره,فبدت من خلفه الاشجار الطويلة التي تظلل المساحة الخضراء ,وكانت ازهار الرمان الغريبة تزهو بثمارها الحمراء والسماء لامعة في ضوء الشمس الذهبية..
اخيرا تكلم في الموضوع الذي يشغلها.
"وماذا عن خططك الحالية!لا اراى لماذا لا تعودين الى السفينة انها ستصل بعد غد ,ويمنك ان تلحقي بها هناك وسأرتب لك رحلة بطائرة وبالتاكسي واي شيء اخر تحتاجينه".
"اشكرك انك كريم اكثر من الازم".
استغرب انه لم يثرها.
"اعتذر بخلاص يا الين ,اعرف كيف تشعرين وانا افهم غضبك وشعورك بالاهانه ..ولكن".
اضاف بصوت خشن مفاجئ..
"ان لديك عزاء كبير وهو انك انقذت شقيقتك,اني اعدك انه بمجرد رحيلك عن كريت سينتهى الموضوع كله".
نظرت الي يديها كانت مشاعر الكراهية ما زالت قوية لديها ولكن في مقابل ذالك كان هناك حبها الذي نما بسرعة في تلك الايام الشاعرية على ظهر الباخرة كاسليا ..لم تكن تريد ان تحبه بل العكس كانت تريد ان تكرهه وان تنتقم مما فعله بها.
سألته بنفس السخرية عندما رات نظرته المتسألة:
"هل تنتظر ان اشكرك ؟".
هز راسه ,هل كان هناك شيء من الاسف في هذه الحركة .
"لا يا الين اني لا اتوقع ذالك.وقد قلت الان اني اقد شعورك في الوقت الحالى اني اسف جدا انك فزعت الى هذه الدرجة ,اني اسف حقيقة".
ثم توقف وتنهد بضيق..
"ولكنك مسؤل ايضا عما حدث,كل هذا التمثيل والكذب بخصوص عملك وبخصوص الرجال".
ثم نظر اليها وسألها بنبرة غريبة في صوته .
"هل لك صديق؟".
هزت راسها بالنفي.
"انا لا اخرج كثيرا ولذالك كنت انتظر هذه الاجازة بشوق".
اعترفت رغم عنها .ولكنها سعدت جدا عندما راته يقطب ثم قال:
"هل استطيع ان ادفع لك نفقات اجازة اخرى".
كان يتكلم بخلاص ولكنها هزت راسها مرة اخرى .قالت بهدوء ومرارة ..
"لا اريد شيء منك اريد فقط ان ترتب عودتي لان ليس لدي نقود تكفي تذكرة الطائرة والا ما كنت قبلت ذالك منك".
تلا ذالك صمت طويل وغير مريح .كانت الين تضغط على منديله الكبير في يدها وكان هو غارقا في افكاره .اخيرا سألها سيمون اذا كان ترتيبته تلائمها .فكررت انها تفضل العودة الى منزلها ولكنه عندما ذكر خالتها شعرت انه من الافضل ان تعود الى المركب في بيريبه حسب اقتراح سيمون حتى لا تضطر لان تشرح لخالتها ما حدث وسبب اختصار الرحلة .وبعدها سيكون باقي ثلاث ايام فقط حتى تنتهي الرحلة وتعود الى منزلها .
"لا تنسا ان تعطيني جواز سفري .جواز استيل".
"لا..سأعطيك اياه الان".
قام الى المكتب ونظرت الين ولاول مرة الى الغرفة .كانت مؤثثة تأثيثا فاخرا.في طابع غربي عصري .وتذكرت فجاة ما كانت تقوله على سبيل المزاح,من انها ستجد لنفسها زوج غنيا ,ها هو ذا .نظرت الى الظهر العريض المستقيم بالرأس الاسمر المتكبر .كان ينظر الى صورة استيل في جواز سفرها ثم تحرك ورفع راسه .لا جدال في انه جذاب .حتى في تعاليه.
استدار ببطء واخذ ينظر اليها وقد رق تعبيره وشعرت انه يتذكر تعليقها النعس عن انتظارها الحار للاجازة .نظرت بعيدا لان عينيها كانتا تكشفان شيئا.مختلفا تماما عما تريد ان تقوله .كراهيتها له ورغبتها العميقة في ان ترد الصاع صاعين وان تجعله يندم على اليوم الذي اعطاها فيه اهتمامه فقط ليكسب ثقتها حتى تصبح ضحية سهلة له ونسيت ان كل هذا كان المقصود به استيل ,وحتى لو تذكرت ذالك فما كان ذالك سيؤثر لسبب بسيط وهو انها هي التي تحملت الاذى وليست استيل.
منتدى ليلاس
"هذا هو الجواز وفي المرة القادمة استخرجي جواز خاص بك.لانه بغض النظر عما حدث هذه المرة فانها جريمة ان تستعملي جواز سفر شخص اخر حتى ولو كان هذا الشخص شقيقتك التوأم".ناولها الجواز ومدت يدها الى حقيبتها ,ولكن قبل ان تضعه نظرت بشدة الى الصورة لقد تنبات استيل انهما لن يمونان متشابهين لان العمل الشاق والقلق سيجعلان الين تشيخ قبل الاوان .وشعرت الين ان شقيقتها على حق .ونظرت الى سيمون وسألته.
"اخبرني.ماذا كان تظن ان يحدث بعد اطلاق سراح استيل؟بطبع انك تعلم انها ستبلغ البوليس !".
ابتسم بمرح..
"عند اطلاق سراحها كنت سأحضرها وسأخبرها بما سيحدث لها لو فكرت ان تذكر ما حدث لها ,وانا متأكد انها ستنفذ ذلك".
اقشعرت وهي تتسأل اذا كانت استيل ستقدر تماما الصبر الذي نجت منه عندما تعود وتخبرها بما حدث.
وضعت الجواز في حقيبتها ثم قالت.
"ماذا سافعل الان؟".
لدهشتها رات تعبير الضيق على وجهه وقال.
"لا شيء ستبقين هنا..كضيفه.."..
قالت بعنف وهي تقبض على حقيبتها .
"لا اني اريد ان اذهب الى أي مكان اخر .اذا امرت بتوصيلي الى هيراقلبي سأبقى في فندق حتى ترتب تذكرة الطائرة.".
ومرة اخرى رات الضيق على وجهه .هل يمكن ان يكون السبب هو حزنه لرغبتها في الهروب السريع منه ان هذه الفكرة تبدو مضحكة .ومع ذالك فقد الحت عليها .
"اني افهم ان يومين في صحبتي ليس محببين اليك ومع ذالك يجب ان تتحمليهما لان هذا عادة يونانية لا يمكن مخالفتها ,لا يا الين لا تقاطعيني بالملاحظة الساخرة التي على لسانك لانك لست بطبيعتك ساخره".
وتوقف لحظة عندما شهقة لهذه الملاحظة الدقيقة عن شخصيتها ثم استطرد قائلا:
"اعترف انني استحق كل ذالك ,ولهذا السبب انا اريد التكفير عن خطائي.لا اريدك فقط ان تكوني ضيفتي ولكني اريدك ان تعرفي اذا احتجتي الى أي معونة في المستقبل فما عليك الا ان تتصلي بي وسيصلك ما تريدين ,ويجب ايضا ان تتركي لي عنوانك.".
ونظر اليها.
"هل ستعدينني انك ستتذكرين عرضي هذا وان كبرياءك وعنادك لن يمنعانك من الاستفادة منه".
وفتحت فمها بطريقة تلقائية لرفض العرض ,ولكنها امتنعت لسبب لم تفهمه لانها بتاكيد انها لم تطلب المعونة من هذا الرجل .ومع ذالك فقط وجدت نفسها تقول.
"نعم سيمون اني اعدك ".
ابتسم لها بطريقة بعثت الدف والحيوية في كل جسدها وكان وجهه شديد الرقة وهو يدق الجرس وهو يقول.
"ستأخذك الخادمة الى غرفتك يا الين الان وستجدين كل ما تحتاجين اليه فيها,امل ان تكوني مرتاحة العشاء يقدم الساعة التاسعة عادة ولكن قد تفضلينه قبل ذالك".
هزت راسها بالنفي وقد ادهشها لطفه ومنعها من الاحتجاج .من الواضح انه كان يقدر الخطاء الفاحش الذي ارتكبه وكان تواقا لاصلاحه ..ووجدت نفسها تقول..
"لا .تناسبني التاسعة.".
ودخلت الخادمة السمراء الانيقة الغرفة ثم قادتها من خلال بهو فسيح على جانبه اقواس على الطريقة التركية الى سلم واسع في مواجهتها .وصعدت السلم وفتحت لها الفتاة التي كانت تدعى كبريا باب غرفتها ووقفت جانبا لتسمح لها بالدخول.
"اذا احتجت أي شيء سيدتي دقي الجرس لانه بجانب السرير".
"اشكرك".
وخرجت الخادمة واغلقت الباب خلفها,وجلس الين على السرير وسمحت لنفسها بتفكير فيما حدث لها منذ تركت منزلها .هل كان ذالك منذ عشرة ايام فقط .لقد حدث لها الكثير في هذه الفترة حتى انها بدت كالسنين ,كانت الخالة سوء وجنكسي تبدوان غريبتين بنسبة اليها ,اما استيل في مجرد صورة ,والشخص الوحيد الحقيقي هو سيمون ديوريس ,الكريتي بشخصيته المزدوجة,والقوانين الخاصة به والذي استطاع برغم اضطراره للاعتذار بعد اتاء بدليل القاطع لخطته