كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان هناك رجال سمر كثيرون يعرضون بضائع من جميع الاصناف ,وكان نساء يرتدين ملابس سوداء او بيضاء من الغزل المحلى,ويبتسمون لها ويعرضون لها ضاعتهم الرخيصة وجميلة من صنع يديهن وكانت الاشغال اليدوية ايضا جميلة ورخيصة .
ثم توقف سيمون وسألها .
"ماذا تريدين يا عزيزتي ".
"اشكرك لا شيء".
"اختاري"
قالها بحده وبطريقة امرة جعلها تقفز.
"لابد انك تريدين شيء".
كان صوته يحمل شيء من السخرية فتأكدت انه رجل متغير المزاج وخاصة انها لم تكن تلك اول مرة الذي يحدث فيها ذالك التغير..
"ان التطريز جميل".
قالت ذالك وهي تتمنا انها لم ترفض في البداية مما جعله يظن انها تمثل دور من لا تريد ..
من الواضح ان النساء اللواتي تعرفن عليهن كان يهمن ان يحصلنا على أي شيء ممكن من رجال مثل سيمون ديوريس .
"هذا المفرش".
وردت السيدة الشابة التي احضرت عددا منه.
"انه يستعمل ايضا كمفرش للمائدة ".
"اذن سناخذ نصف دستنه".
"اووه.ولاكن".
"وهذا البول افر".
اشار سيمون الى بور افر اخضر فاتح مشغول بغرزة الصغيرة .
"انه جميل".
لم تستطع الين برغم خجلها وترددها في قبول هذه الهدايا الا ان تسال السيده ..
"هل قمت انت بصنعه".
"نعم سيدتي في ثلاث ايام فقط".
"ثلاث ايام؟اذن كم من الوقت تعملين في اليوم؟".
"ساعات طويله واسهر في الليل واتعب ووتضعف عيناي".
ظهر على الين الشعور بالحزن وبدا على سيمون تعبير غريب كما لو كان ادهشه اهتمامها وحزنها على الفتاة.
"لماذا لا تطلبين ثمن اعلى وتعملين ببطء ان نظرك اثمن من أي شيء".
منتدى ليلاس
"ان كثيرا من الناس لن يشتروه بثمن اعلى".
"ولكنه ثمنه في بريطانيا اربعة اضعاف من ذالك.من الممكن ان تزيدي ثمنه قليلا ".
"هذا هو الثمن الذي حددناه ".
وضعت الفتاة البول افر على الين وهز سيمون بالموافقة .
"نعم سناخذه".
ثم خاطب الفتاة باليونانية فاحضرت حقيبة للنساء ,لم يكن لدى الين حقيبة ,ولكن ان سيمون لاحظ ذالك اثار دهشتها.
كانت حقيبة جميلة من القماش الابيض المشغول بخيوط فضية وذهبية ,قال لها.
"ان هذا القماش نسيج يدوي ,ان السيدات في هذه الجزر ينسجن اقمشتهن بانفسهن.".
"اشكرك يا سيمون انك طيب جدا معي".
لم تستطع الين ان تقول شيء اخر .
"ارجوا ان يكون هذا تفكيرك دائما ".
كانت كلماته ناعمة مازحة ومع ذالك شعرت بخوف يسرى فيها مرة اخرى.ما السبب!.
"والان لنذهب لنتناول ذالك المشروب".
حمل سيمون السكارة وهو امر غير معتاد بنسبة لليوناني.
"هناك خانه صغيرة اعرفها والان من أي طريق كانت اه نعم".
"هل تعرف هذي الجزيرة جيدا ؟".
سألته الين وهي تسرع لتلحق به ,
"ليس جيدا لقد حضرت لعدة مرات كانت والدتي تحب ان تاتي الى هنا ولكان هذا كان من عدة سنوات قبل ان تصبح الجزيرة مشهوره كما الان"
"والدتك هل هي حية".
"من المؤسف انها ماتت".
تلا ذالك سكوت .كم هو رجل غريب لا يمكن التبؤ بما بداخله , رجل متغير المزاج ينحدر من اسلاف وثنية.
ذهبت افكار الين الى لحظة الوداع بينهما عندما تصل الباخرة الى رودس سيذهب الى طريقة وستذهب هي للتجول بمفردها ,ماذا سيكون شعور كلا منهما عندما تاتي تلك الحظة الوداع قبلة نعم قبلة اخيره على رصيف الميناء ثم يذهب سيمون بخطواته الواسعة والسريعة التي تزيد المسافه بينهما ,هل سيلتفت للوراء نعم انها متاكدة انه سيفعل وسيلوح كلا منهما للاخر حتى يختفي ,هذا مصير قصص الحب على السفينة يبدوا ذالك مستحيل ولكن هذا ما سوف يحدث وافتلتت منها تنهيده جعلته ينظر اليها بتسأول .
"ما الذي يضايق صديقتي الجميلة "
ضحكت وقالت.
"هل تريد الحقيقة؟".
"بكل تاكيد يا عزيزتي..".
"كنت افكر في الوداع بعد خمسة ايام من اليوم".
تلا ذالك سكوت عميق طغى على كل ضوضاء المدينة .
"الوداع..".
منتدى ليلاس
قالها سيمون اخيرا بصوت هادي .ومع ذالك كان به مزيج غريب من التسلية والارتياح مما جعل الين تحملق فيه محاولة فهمه .لقد غرق في تعكير عميق لا يمكن لا احد اختراقه وجعله بعيدا عنها .
"ها هي حانتنا".
توقف عن السير فجاة فحطم سحر اللحظة الذي كان يغلفها.
"يجب ان تجربي الأميجد الوتو انه اختصاص هذه الجزيرة .ماذا تريدين ان تشربي؟".
جلسا تحت كرمة وكانت موسيقى البزق تنساب اليهما من الخلف وسمعت صوت اطفال يضحكون ففكرت في جنكس ,كم كانت الطفل تستمتع بهذا الرحلة.قررت بينها وبين نفسها ان تحضرها اذا ما سنحت لها الفرصة .يجب ان ابحث عن عمل احسن وتذكرت انها قد قضت وقتا اطول من اللازم في ذالك المتجر الذي تعمل به في بلدها .
وتناولت الين عصير الليمون الأميجد الرتو الذي اتضح انه نوع من الحلوى اللذيذة المصنوعة من اللوز بينما شرب سيمون اوزو واكل معه الزيتون وقطعا من الاخطبوط المشوي ,وكان الخادم الشاب يتنقل بين الموائد وابتسامته لا تفارقه .ثم تحدث باليونانية مع سيمون وضحك الاثنين بشدة نظرت الين الى حيث ينظران فوجدت رجلا سمين في منتصف العمر يداعب فتاة ذات شعر اشقر لايمكن معرفة سنها برغم ان ملابسها تتناسب فتاة في السابعة عشر من عمرها فا احمر وجه الين ونظر اليها سيمون بشيء من الدهشة .
"هل انتهيت ام تريد المزيد من الفطائر التي تزيد الوزن".
"لا اشكرك,اين سنذهب الان؟".
قامت وقام سيمون ايضا من كرسيه.
"سنتجول في هذه الممرات الضيقة حتى تكوني فكرة ثم نذهب الى ديلوس ".
كانت الطرقات الضيقه خلفي الميناء كبيت جحا ,اذا كان بعضها ضيقه مما جعل سيمون والين يلتصقا في الحائط عندما يمر حمار وراكبه ,والبعض الاخر كان اوسع من ذالك وكان لجميع المنازل سلالم خارجيه تؤدي الى شرفه تمتلئ بأصص الزهور والورود التي تنشر الوانها الزاهية كما تعطر الجو للمارة .
"هذه المرة اغلبها مسدودة ".
نظرت الين بدهشة وقالت:
"ليس اغلبها بل كلها".
فصحح معلوماتها شارحا ان هذا يقصد بها تضلضل القرصان .
"هل كان هناك قرصان؟".
"ان اليونانين يحبون القرصنه من القدم.".
|