كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ولذالك عندما بلغ الواحد والعشرين غادر جزيرة كريت حيث يقتلون بعضهم في المياوزات ويقتلون أي شخص يتعرض لهم او لعائلتهم باي اذى انهم اناس متوحشون ولهم قوانينهم الخاصة بالعقاب".
سكتت استيل لحظة تسحب نفس من سكارتها قالت الين بشك:"انك تبالغين.لا اظن ان هناك اناس يقومون هم بدور القانون هذه الايام اني متأكدة لا يقتلون بعضهم البعض ".
هزت استيل كتفيها:
"كما تشأئين هذا ما قاله سولاس ,واظن اني قرات عن هؤلاء الناس الذين لهم طريقتهم البربرية في الانتقام".وعلى سولاس .لقد قرر ان يبدأ عملا هنا في لندن واشترى لنفسه شقة خيالية هذا لاشيء بالنسبه لشقته صدقيني".
ابتسمت استيل لتعيد الدهشة على وجه شقيقتها وترددت للحظة ثم رفعت يدها دون اكتراث وهي تقول:"هل رايت من قبل ماسة بهذا الحجم ؟".
"هل هي حقيقية؟".
اختلجت عينا الين دون تصديق .لقد لاحظتها بطبع ولكنها افترضت انها تقليد .
"هل اشتراها لكي سولاس؟".
"كانت متعة في البداية لانه كان ينفق وينفق ليعوض كل السنين التي لم يكن يسمح له فيها بذالك .كما يقال يبدو ان عمه هذا كان بخيلا جدا وهو امر مضحك لانها اموال سولاس".
"نعم ولكن طالما عمه كان وصيا عليه فقد كان يقوم بواجبه".
"انها مسألة رأي".
كانت استيل تقبض اصابعها ليسقط الضوء على الماسة الرائعة فتشع بالألوان المختلفة وغمغمت لنفسها..
"ستكون مفيدة لوقت الشدة اني اجمع مجموعة .اني لدي سبع منها الان .وليس من النوع بالطبع لن احصل على واحدة مثلها طول حياتي سأريك المعطف وهو من الفراء اشتراه لي .ولكن سأحضر شيء لنأكله اولا..لقد استطعت الحصول من سولاس .على استثمار جيد قبل ان ينتهى كل شيء .جننت عندما حدث ذالك حصلت على كل ذالك منه في اسبوعين .ماذا كنت استطيع ان اكسب لو استمر الامر بضعة شهور".
منتدى ليلاس
حدقت الين في شقيقتها غير مصدقها ..
"هل قلت اسبوعين؟اسبوعين فقط؟".
"نعم لقد كنا معا كل الوقت ثم جت النهاية المؤلمة".
"مؤلمة؟".
"أقصد بنسبة لي وقع في حبي الغبي .كم ثرت .لقد طلب مني الزواج واعتبر موافقتي امر مفروغ منه .قال انه غرر بي وفي بلدة لايمكن احد غيره ان يتزوجني.وقال انه فعل ذالك لانه يحبني .وانه يعتقد انني احبه .والا ما كنت فعلت ذالك.ورفض يصدق عندما قلت له انني لا احبه .وانني لا يمكن ان احبه في يوم من الايام .كان قليل التجربة لان عمه كان يحمية اكثر من الازم.وبغم اني كنت اكره ان اتركه الا انه لم يكن لدي أي حل اخر لانه كان مصر على الزواج .كانت لدي احلام ان احصل على المزيد من الاحجار في شكل عقود او اسوار او غير ذالك".
كانت استيل تتكلم بصوت منخفض وقد قطبت ملامحة الجميلة .
"لقد توقعت اذن المزيد من المال ومن القطع الثمينة للشقة "
هزت كتفيها ثم عاد وجهه يصفر .
"انه الحظ في اللعب على ما أظن ,لقد ساءت الاحوال جدا مع سولاس ,في النهاية,لقد هدد بالانتحار لانه لا يستطيع العيش بدوني كما قال".
صاحت الين برعب..
"الانتحار!".
"نعم حاول ولكنه لم ينجح لقد حضر هنا بعد ان اخبرته اني انتهيت معه وان الزواج منه او من غيره هو اخر سيء يخطر على بالي .كنت في جلسة ممتعة على العشاء مع سنان موزفيلد وهو اخر اصدقائي عندما دق سولاس جرس الباب .فادخلته الخادمة الغبية جن جنونه عندما رانا واخذ يتوسل اليه ان اعو داليه وقد بكى بالفعل كان مشهد كريها اني ارجوا الا يتكرر ابدا وفي النهاية طلبت من سنان ان يلقيه خارجا ولكنه كان قوي واضطريت ان اتدخل انا والخادمة لنستطيع ان نخرجه .
تلا ذالك صمت قصير ونظرت الين اليها وقد روعتها هذي الاعترافات .لقد تصورت ذالك الرجل المسكين وهو يغدق عليها بالهدايا لانه يعتقد ان استيل ستتزوجة كما تصورت المة عندما راى محبوبته وهي تتعشى في شقتها مع رجل اخر ,ثم ان تلقيه في الخارج .كيف استطاعت استيل ان تكون في هذه القسوة ؟
"ما كان يجب ان تخدعي شاب بريئا هكذا يا استيل ان هذا عمل شرير".
"اذا لم تتغلبي على الرجل فانه سيتغلب عليك ,انظري ماذا حدث لك ,لقد ترك لك طفلة ليست حتى ابنتك انك طيبة اكثر من الازم يا الين وهذا لن ينفعك عندما تتعاملين مع صنف الرجال انهم يستحقون كل ما يحدث لهم واذا اتتك الفرصة لتقهري احدهم فانك تكونين غبية اذا تركت الفرصة تمر دون ان تفعلي".
ابتسمت الين لهذا القول ..
"لا اتصور ان هذه الفرصة قد تاتيني اني لا اقابل أي رجل".
"ولكن اذا حدث ,لنفترض ان الفرصة جاءتك لتحصلي على بضع ماسات ومعطف من الفراء هل تستغلينها".
"لا.لا استطيع.".
"انك بلهاء تفضلين العيش في الفقر .اليس كذالك".
"يجب ان اكون صادقة مع نفسي يا استيل .من الجائز ان اكون غبية كما تقولين ولكنه ضميري المتعب".
"ان الضمير دوما متعبا ,وضميرك دائما كان مؤرقا لك كما اتذكر,ومع ذالك قد ياتي اليوم الذي تتغيرين فيه امل لذالك لاني لا استريح لطريقة التي تعيشين فيها".
فا ابتسمت الين لانها تعرف شقيقتها ,وتعرف انه لا يوجد ذرة من الاخلاص .في تعليقها الاخير وقالت لتغير الموضوع :
"وعمه هذا هل يعرف عما حدث؟".
مرت لحظة صمت متوترة .ثم اطفاءت استيل سيكارتها بعنف واشعلت اخرى على الفور .ولم تجب على السؤال الا بعد ان اخذت نفسا عميقا.ونفثت الدخان في دوائر في الهواء .
"عندما طرته اقسم سولاس انه سيترك رسالة لعمه قبل انتحاره يخبره فيها بكل شيء عن الهدايا والنقود,وانني كنت اصادق رجالا اخرين غيره .وقال ان انتحاره سيكون وصمة في جبين عائلته .وطالما انا المسؤولة فان عمه سيقتص مني وقال انني حينئذ ساتمنا الموت لانه سيكون ارحم مما سيفعله ثيوس بي".
"ثيوس هل هذا اسم الرجل؟".
"انه يعني عمه هكذا كان يدعوه سولاس يبدو انه في عائلته لا يدعونه الا هكذا ثيوس التي يعني عم ".
منتدى ليلاس
وضحكت استيل وطردت الخوف الذي اشاعته من قبل ,ثم استمرت تقول ان سولاس تناول بعض الاقراص ,ولكن خادمته حضرت بسرعة وشغرت بانه مريض فاستدعت الطبيب مباشرة,حضر على الفور واخذه للمستشفى ,حيث اسعفوه وخرج بسرعة لانه لم يحدث له أي ضرر.وارسلوا لعمه الذي حضر مباشرة واخذه معه الى اليونان".
"وهل حصل ثيوس هذا على الرسالة؟".
هزت استيل راسها يالايجاب..
"لقد تصرفت الخادمة بسرعة لانها شكت ان سولاس حاول الانتحار لذالك بحثت ووجدتها واحتفظت برسالة الى ان جاء ثيوس.لذالك لم تحدث فضيحة ,واشاع ثيوس ان سولاس اخذ الاقراص بالخطاء برغم اني اعلم ان هذا غير صحيح فقد وصلتني رسالة من سولاس تخبرني اني السبب".
"انت السبب؟!".
اصفر لون الين وهي تتذكر ما قالته لها استيل عن الاتجاهات البربرية لهولاء الناس ,وانهم يوقعون العقاب بانفسهم على من يتعرض لهم او لعائلتهم باذى .لقد سببت استيل بلا شك اشد الاسئ لسولاس وسنعكس ذالك على عائلته برغم ان سولاس قد انقذ وتم تفادي الفضيحة الا انه حاول الانتحار وهذا بحد ذاته عار سيلحق العائلة ولفترة طويلة.
"اخبرني سولاس انني ساعاني من اجل ما فعلت لانى نهبته كما قال".
وتوقفت ثم برقت عينها وقالت.
"لقد حصل على مقابل لنقوده".
مقابل!كل هذا وفي اسبوعين فقط شعرت الين بالانقباض في معدتها ,ولكن خطر لها انهما عندما تصبحان في الثلاثين ستكون استيل امراءة غنية جدا ,بنما هي ستيقى فقيرة كما هي الان,وكل هذا من اجل مثلها الذي عقا عليه الزمان..
وسألت في النهاية وهي تراقب ردت فعل اختها با اهتمام.
"ألست خائفة؟".
"لم اخشى الرجال طوال حياتي اذا كان هذا اليوناني الهمجي اراد ان ينزل بي عقابه فعليه ان يمسك بي اولا وهذا امر غير محتمل ,انه لا يستطيع ان يخطفني اليس كذالك؟".
"حسنا,اظنه انه لن يستطيع".
كانت الين قد بدات تشعر بالخوف من اجل شقيقتها .وضحكت استيل وقالت.
"لا تبدين متأكدة من هذا".
"ما اسم عمه هذا؟".
شعرت الين لاسباب لا تستطيع تحديدها انها تريد ان تعرف اكثر عن اليوناني الذي هدد شقيقتها.
"ليس لدي أي فكرة عما قلته لك .فان سولاس كان يدعوه ثيوس".
"اذن انت لاتعرفين اسمه من الاغلب انه يعرف ذالك".
"لقد ذكر سولاس هذا في رسالته لي .قال اني لا اعرف اسمه او شكله لذالك لن استطيع ان احتاط لاحمي نفسي .وانه سعيد لانه لم يتكلم كثرا عن ثيوس ومن الواضح ان حب سولاس لي قد انقلب الى كراهية "
وامتقع لون الين وهي في دهشة لعدم اهتمام شقيقتها بالامر وقالت:"اذن فان قابلتي ثيوس هذا فانك لن تعرفيه,انك لا تعرفين عنه شيء على الاطلاق".
"انا اعرف القليل".
منتدى ليلاس
شعرت استيل بدهشة والتسلية من القلق الذي اعترى الين خوفا عليها وحملقت فيها وهي تسخر من خوفها الذي لا داعي له وقالت:
"انه اعزب يخالط النساء ولو انه يكره الجنس اللطيف بينه وبين نفسه ,وهو ياخذ الكثير ويعطي القليل .ولذالك لن يحصل احد منهم على خاتم الماسي مثل هذا".
"هل هذا كل ما عرفته عن ثيوس على مدى خمسة عشر يوما!".
فقالت استيل وهي تضحك:"انه ليس وقتا طويلا ,وخاصة انه كان علي ان افعل الكثير ان اليونانين من اكثر الرجال ولعا بالحب,والمرء لا يتوقع الفراء والالماس من لا شيء وفي كل حال فان سولاس لم يكن يحب ان يتحدث عن عمه ,وانا لم اكن مهتمة به لذالك لم اسال أي اساله .اما بنسبة لسؤاله عني فانا دائما ادعي انه ليس لي أي اقارب لان هذا اسها واكثر فائدة..
|