كاتب الموضوع :
الفراشه البيضاء
المنتدى :
الارشيف
الفصل الثاني
لم تأكل لوريل ولم تشرب حتى كوب الشاي الذي صنعته لنفسها وكانت تذهب جيئه وذهابا في شقتها بلا توقف حتى وصلت لقرار . كانت كمن يمشي في نومه , خطت نحو غرفه نومها وفتحت خزانتها ورفعت صندوقا من الكرتون كان موضوعا على ارضيه الخزانه.
احتفظت بهذا الصندوق بعد موت امها , عندما كانت بالدير ارادت الاخت تريزا احراقه لكن المصلحه الاجتماعيه همست لها ببعض الكلمات عن حالتها النفسيه مما جعلها تقلع عن حرقه . تفحصت لوريل محتويات الصندوق مرات ومرات في الشهور الاولى واعادت قراءه مافيه من اوراق وفحصت البوم الصور حتى انطبعت الكلمات في ذاكرتها..
والان عادت لتلقي نظره على تلك الاوراق,ارتعشت يدها وهي تخرج قطعه جريده قديمه , مصفره بفعل الزمن , كانت الاوراق مرتبه ترتيبا زمنيا . سحبت نفسا عميقا والتقطت الورقه الاولى وكان مكتوبا عليها عنوان بالخط العريض :
فتاه مراهقه تتهم زوج امها بمحاوله اغتصابها.
وتحت العنوان ضهرت صوره غير واضحه لها وهي في الخامسه عشر من عمرها والى جانبها راشيل هارتفورد المصلحه الاجتماعيه مسكينه راشيل فقد طردت من عملها بسببها.
وظهرت لوريل في الصوره بشعرها الطويل الاحمر المتطاير .وتحت الصوره كان هناك عمود قدم تحقيقا صحفيا اخذ من جيرانها عن الحادثه , ثم اتت قضيه المحكمه , ارتعدت اوصال لوريل عندما تذكرت ماحدث وسقطت الورقه من يدها , فهذا اكثر شئ لم تستطيع تحمله وانزعجت راشيل عندما علمت من يكون الدفاع في القضيه , كانت له سمعه كبيره في مثل هذه القضايا , وكان غنيا جدا ولااحد يعلم من اين اتى بثروته هذه .
وتلقتها يدا اوليفر سافج الماهر حين قصت عليه كل شئ وهي لاتعلم انه صحفي حتى رأت الحديث الصحفي منشوراً . لقد كان لما كتب وق4ع كبير وتاثير هائل لم تستطيع تحمله ولم تنسه حتى الان.
وارسلتها جمعيه الخدمه الاجتماعيه لاحد بيوت الاولاد بعد مرض والدتها وعدم قدرتها على العنايه بها.
ونظرت مليا الى الاوراق التي بين يديها وعرفت ان شبح الماضي مازال يحوم حولها .
الطبيب النفسي في مدرسه الاطفال كان يقول لها :
لاتتجاهلي الموضوع . تحدثي عنه لاتكتميه في نفسك؟
لكن بسبب كونها انسانه حساسه للغايه وسبب اشمئزازها من نفسها وكرهها لكل شخص وشئ حولها فقد كرهت التحدث في هذا الموضوع , فبقى الموضوع في اعماقها حبيسا.
لو لم ترى جوناثان كرافيس لما عادت بها الذكريات الى الماضي المؤلم
لقد كانت في الثالثه عشر من عمرها عندما مات جداها في سن احتاجتهما بشكل كبير ؟ لقد فقدت شئ عزيزا على قلبها , وبسبب ضيق ذات اليد قررت والدتها تأجيرالبيت فقد كان البيت كبيرا ومطلا على مرج رائع . كان البيت بالنسبه لها ولامها لايمكن الاستغناء عنه .
واول مستأجره لديها كانت مدرسه , وقد احبتها لوريل وكانت تدرس في مدرسه عريقه وكبيره ز وتروي للوريل مدى عضمتها وكبرها وكانت لوريل تحدق بها عندما تقص عليها شيئا مثل هذا . فلوريل كانت تقارن بين تلك المدرسه الكبيره ومدرستها الصغيره المتواضعه . ولكن ولسوء الحظ حصلت الانسه سيرس على عمل اّ وتركت المنزل . واحست لوريل ان امها قلقه بسبب هذا , ولكن في احد الايام عادت لوريل لتجد امها تبتسم وهي جالسه تحتسي الشاي مع رجل لم تره من قبل .
ومنذ رأته لم تحبه وانقبضت لوريل عندما علمت من امها انه المستأجر الجديد.
كان يبدو مرهقا وكأنه يعمل بائعا , وكانت كلما رجعت لوريل من مدرستها تجده مع امها في المطبخ .
لوريل كانت دائما ممتعضهلان هذا الوقت كان مخصصا لها مع امها , حتى ان جديها لم يكونا يتطفلان عليهما في مثل هذا الوقت . لذا لم تحبه ابدا . كان شخصا قصير القامه ذو بنيه قويه وكان اصلع .
لم تحب لوريل الطريقه التي كان ينظر بها الى امها وأحيانا اليها , فمع انها صغيره لكن كان جسمها الانثوي قد بدأ يتفتح وينضج من تحت زيها المدرسي. كانت ترى في عينيه بريقا كلما اقترب منها وصرحت لامها بما كانت تحسه تجاهه لكن امها لم تكترث لقولها , فقد بدا ان امها معجبه ببيل ترينشارد , وكان يظهر هذا في عيني امها.
|