كاتب الموضوع :
الفراشه البيضاء
المنتدى :
الارشيف
وفي احد الايام عادت لوريل الى البيت من المدرسه في وقت مبكر على غير العاده ودخلت المطبخ وفوجئت بهما يبتعدان عن بعضهما فور دخولها ولمحت في عين امها نظره اعتراف بذنب بينما لمحت نظره رضا في عيني بيل مما جعلها تشعر بالغثيان , لقد كان يقبل امها احست بهذا فهي لم تعد صغيره , فقد سمعت الكثير مما تقوله صديقاتها عن الحب , كانت لوريل لاتحب اقامه صداقات بسرعه وليس لها صديقه مقربه تستطيع البوح عن شعورها اتجاه هذا الرجل الغريب الذي لاتطيقه .
كل ماكانت تفعله هو التفكير في امها الجميله وذلك الرجل البغيض وهما معا , وكانت لوريل قد سمعت ما يمكن ان يحدث بين اثنين مما زاد نفورها واحساسها بالوهن الشديد. وهذا ما حدا بها لتفضيل العزله والانفراد بنفسها طوال الوقت وكرهت نفسها وامها وذلك الشخص اللعين ووقفت عاجزه عن فعل أي شئ . في احدى الامسيات ابتهلت لوريل الى الله ان يبتعد هذا الرجل عن بيتهم لكن المفاجئه حدثت . فقد اخبرتها امها انها ستتزوج من بيل .
وناشدتها امها عندما رأت نظره عدم التصديق في عينيها قائله:
_ ارجوك ياعزيزتي افهميني , لقد كنت دائما وحيده ولمده طويله وكذا بيل . صدقيني سنكون عائله رائعه .
_ ان بيل يعبدك يالوريل ... انا اعلم انك ستستغربين الوضع في البدايه لانه لم يكن لك اب من قبل ...
قاطعة لوريل امها قائله بمراره :
_ بيل ليس والدي.
وعندما دخل بيل وخيل اليها انه سيضربها , فقد بدا مهتاجا وغاضبا فرجعت لوريل الى الوراء , وتمنت ان تغير امها رأيها وترفض هذا الزواج.
وعندما خرجت لوريلواغلقت الباب خلفها سمعت بيل يطمئن امها ويقول:
_ لاتقلقي ياعزيزتي ستعود قريبا الى رشدها . انت تعلمين مايمكن ان تفكر فيه فتاه بعمرها , ربما تكون مياله الى...
ولم تستطيع لوريل ان تسمع اكثر من ذلك : انا مياله الى رجل كهذا ؟.
امتلا قلب لوريل بالحقد والاشمئزاز وسالت دموع حارقه على خديها .
كيف لامها ان تتزوج رجلا كهذا؟
لم تستطيع ان تتصوره يلمس امها , واجتاحتها نوبه عصبيه , وراته خارجا من الحمام مرتديا منشفه . ظهر شعره اسودا كثا يغطي صدره واحست بالاشمئزاز فكيف لامها ان تتحمل النظر اليه او ان يلمسها؟
تزوجا في خلال شهر بمراسم قانونيه . لبست لوريل في هذه المناسبه ثوبا جديدا فقد اخذاها للتسوق وكم كرهت هذا . انتقى بيل الثوب المناسب للوريل فأظهر الثوب قوامها , فقد كان الثوب قصيرا جدا ولم تكن قد لبست ثوب بهذا القصر من قبل . ارسلت لوريل شعرها وظهرت بالصوره كفتاه ناظجه مثيره في ذلك الوقت في الثالثه عشر من عمرها ولم تكن تعي كل هذا , ولكن نظره زوج امها لها كانت تقززها.
بعد اتمام مراسم الزواج , دعاهم بيل لتناول العشاء واخذوا يشربون نخب زواجهما وتستطيع ان تذكر كيف بدت امها مشرقه مرحه , ليتها بقيت كذلك ولكن...
لم يذها في شهر عسل , لكنهما ارسلا لوريل عند الجيران في هذه الليله . قبل ذهابها عند الجيران كانت لوريل تهبط الدرج ممسكه حقيبتها ودخلت المطبخ ففوجئت ببيل وحيدا هناك , اخبرها بيل ان والدتها في الاعلى , ولمعت في عينيه نظره ماكره وهو يقترب منها واحست بأنفاسه الكريهه التي لم ترق لها وقال:
_انت الان فتاتي الصغيره , اعطي والدك الجديد قبله .
واقترب منها وتجمدت لوريل في مكانها . لقد قبلت لوريل جدتها وامها وجدها من قبل لكن احساسها حذرها من هذه القبله فقد كانت مختلفه مع بيل.
وقال لها بيل بلهجه امره :
_ انت مازلت غاضبه .
وبقيت لوريل صامته:
_ انا اعرف لماذا تتصرفين هكذا , انت خائفه من ان احظى بكل الحب من امك فتنساك .
لم تكن لوريل منصته لما كان يقول لانها لم تحب الطريقه التي كلمها بها ولا النظره التي رمقها بها , تحركت لوريل مبتعده لكن بيل سبقا ووقف في وجهها وقال لها بحده :
_ لاداعي لان تشعري بالغيره , فهناك اشياء كثيره تبقى لك.
قبض بيل على كتفيها بيديه الكبيرتين المغطاتين بالشعر الكث , ارتعدت لوريل عندما بدئت انفاسه تلفح وجهها , تحشرجت انفاسه وهو يقرب وجهها ويقول:
_ مارايك بقبله من والدك الجديد؟
حاولت لوريل ان تصرخ لكن صرختها بقيت في حلقها من شده خوفها . لو ان امها تأتي , لقد كرهت الطريقه التي يمسكها بها واحست بالقرف من الزبد الظاهر على شفتيه . لو لمس مثل هذا الشئ وجهها فستموت من الاشمئزاز.
عندما سمع صوت امها اطلقها فهرعت خارجه من المطبخ قبل ان تأتي امها وتراها ترتعد من الخوف .. لقد نامت نوما متقطعا تلك الليله .
كيف لامها ان تتزوج مثل هذا الشخص ؟ . انها تريد احدا تتكلم معه في هذا الامر, كم تحتاج لجديها في هذه اللحظه وسالت دموعها بغزاره على خديها.
ولم تتحدث في المدرسه عن زوج امها الكريه او عن التحرش البغيض الذي تلاقيه منه . احيانا كان هذا التحرش لايتعدى لمسه يد واحيانا اكثر من هذا , انه شئ مقرف لكن امها كانت تعتبر هذا موده من قيله وتستحسنه . كان على لوريل ان تتحمل وتصبر على ملامساته التي لاتطاق ولكن على الاقل لم يعد الكره بتقبيله لها.
تقبلت لوريل فكره انه يعاقبها برفضها اياه كزوج ام او كأب وليوقف تحرشه بها اخذت لوريل تناديه بيا أبي لكن الوضع لم يتغير كانت لوريل تحس بالسعاده عندما يغادر البيت الى عمله واحيانا كان يذهب في عمل لعده ايام.
ولكن فجأه فقد وضيفته ولم يمض على زواجه من امها سوى سته اشهر فأصبحت لوريل قلقه وذابله يوم بعد يوم.
ولم يعد لديهم المال لتستمر في مدرستها الخاصه في الدير,وهذا ماحاولت المدرسه افهامها اياه في الفصل الثاني من العام الدراسي وبسبب هذه الظروف انتقلت لوريل لمدرسه اخرى .كانت هذه المدرسه اكبر من مدرستها عشر مرات مما جعلها ضائعه وسط العدد الكبير من الصفوف والطلاب .
واختلف الجو عليها كثيرا . ولتزداد الامور سوءا اصبح بيل مدمنا للخمر واكثر من مره سمعته يشتم امها ويجعلها تبكي . وعادت في احدى الامسيات لتجد بيل وحده في غرفه الجلوس مسترخيا امام التلفزيون وأمها نائمه في غرفتها .
تمتم بيل بكلمات غير واضحه كما يفعل عاده عندما يكون ثملا:
_ انا متضايق لان والدتك منعتني من الخروج هذه الليله .
واضاف:
_ لوكانت مسليه ومرحه ولو قليلا لما احتجت للخروج . انت ووالدتك من نفس النوع لاتمتلكان القدره على التسليه . لذا يجب ان اعلمك كيفيه التعامل مع الرجال . فانا اسدى معروفا للرجل الذي سيتعرف بك في المستقبل .
وفرت لوريل الى غرفه امها تبحث عن الامان لكن امها بدت ذابله او متعبه فلم تخبرها لوريل بشئ حتى لاتزيد قلقها.
وتعلمت لوريل في المدرسه الكثير فقد فهمت ان في نفس بيل اشياء اتجاهها لم تفكر لوريل فيها وعرفت ايضا ان التحدث مع امها في امر بيل سيزيد الامور سوءا وسيصبح بيل اكثر شراسه.
كان يظهر الحزن على وجه امهالكنها لم تكن تشتكي منه لاحد.
وعملت لوريل جهدها كي تتفادى لقائه . وحرصت لتركيب قفل محكم لباب غرفتها .
كانت تستمع لوريل لثرثره اصدقائها في المدرسه وهم يتحدثون عن علاقاتهم الخاصه وكيف انهم يستمتعون بصحبه بعضهم البعض, لكن هي لم تكن قد جربت سوى لمست يد بيل الكريهه مما جعلها ترفض الفكره تماما.
|