المنتدى :
كتب المسرح والدراسات المسرحية
كاظم نعمة اللامي , مسرحية الشقشقة
مسرحية الشقشقة
تأليف كاظم نعمة اللامي
(المشهد الأول)
جو غرائبي ثمة شجرة مكسورة وستارة منصوبة بالعرض من الجانبين لونها احمر تتموج كالبحر بين آونة وأخرى يحددها المخرج وسلم في منتصف المسرح في قمة تؤدي لسلم أخر إي صعود وهبوط وثمة رؤوس متناثرة هنا وهناك وصور لشخصية حمار معلقة في مختلف الجهات بأوضاع مختلفة وكرسي غرائبي يتوسط المسرح وثمة رجل يرتدي الكابوي وقميص ضيق وشعر طويل ويبدو عليه مثلي مقيد بالأغلال وثمة موبايل يرن كل فترة يحددها المخرج وفي الجانب الأخر رجل يرتدى بزة عسكرية ومقيد هو الأخر بين لحظة وأخرى يقول وهو واقف بالاستعداد (نعم سيدي) وتكون حركته متناوبة مع زميله
بداية المشهد عرض تلفزيوني لشاشة توضع في المنتصف تعرض بعض تجاوزات النظام السابق مع الحالة المأساوية الإنسانية للشعب العراقي ثم عملية دخول الأمريكان للعراق مع تجاوزاتهم وتجاوزات العصابات التكفيرية مع موسيقى أفضلها أن تكون موسيقى مسلسل المال والبنون اظلام مؤقت لحين إخراج الشاشة من الخشبة).
(المشهد الثاني)
نفس أجواء المشهد السابق فقط ترفع الشاشة من المشهد ظلام ثم ضوء على الشخصية المرتدية الزى العسكري تتحول إلى الشخصية الثانية على يسار المسرح ثم صرخة لشخصية اسمها احمد تدل على الضجر ثم إنارة مركزة على (احمد)
احمد : الويل ثم الويل لقد فقد كل شيء معناه وحقيقته(يدور حول الكرسي الذي ستكون اكثر حركات الممثلين لها ارتباط به تترك للمخرج) وأصبح الجميل قبيحا والقبيح جميلا والليل سرمدا والنهار أعشى وأنا وسط الأغبياء والفاقدين أدميتهم أصبحت سيدا للبلهاء (ينبطح أرضا)سأحفر قبري لأهجر هذا الكون الأعجمي الذي فقد عذريته
(يتحرك احمد بالعرض جيئة وذهابا وهو اقرب ما يكون إلى الحالة الهستيرية )
احمد: ما الذي يجري في هذا الكون لقد مسخت أحلامنا واستبيحت ضمائرنا وتكالبت قوى الشر علينا (ضوء متناوب على الشخصيتين) تريد العودة بنا إلى عصر ما قبل الكتابة والسمع والطاعة لكل ممسوخ همجي قد تمكن منه وحش كاسر شيطاني متمثلا بصورته الكل باع نفسه في سوق النخاسين لقاء رغيف خبز واحد متعفن حتى الأجنة أصبحت سلعة رائجة تباع وتشترى حتى لا يختط هذا الجنين دربا لا يستسيغه الكواسر كانوا يقولون سابقا التعلم في الصغر كالنقش على الحجر خذوهم صغارا عملية تشويه للبراءة وانتزاع جمالية البشر (يتأفف) لم يعد هناك شيء جميل أبدا (يصرخ مكررا كلمة أبدا)
(المشهد الثالث)
(تدخل فتاة عشرينية العمر منادية بصوت فرح اسمها (أمل)
أمل: احمد.... أين أنت يا احمد؟
احمد: (ينتبه إليها مستقبلا إياها بفرح )أمل... الله يا أمل أنت أملي الوحيد أنت الشيء المتفرد الذي لا يزال جميلا على هذه الأرض ( يقتربان من بعض) مشاعر الحب والفرح النائمة تستيقظ شامخة متصلبة عندما تلتقي عيناي بعينيك فأرى فيهما أبعاد الشوق ومعاني الحب إحساسي لا يوصف عندما تسقط كلماتك كقطر الندى في قلبي فترتسم صورة الجمال سحرا يعم الآفاق
أمل : كلامك عذب كروحك الوضاءة ولكن(ساهمة) أحيانا أخاف أن تفرقنا الأحداث
احمد:الفراق مصير المحبين دوما عاجلا أم آجلا
أمل:(تغير الموضوع) احمد بارك لي يا احمد لقد رزقت أختي نرجس مولودا جديدا
احمد :( لايكترث للموضوع) وليد جديد مقيد جديد فاقد الحرية مملوك جديد
امل : كيف يا احمد الجميع يولدون احرار
احمد :هذا كلام انشاء لو كان هذا الطفل الجديد حرا لما اختار ان يكون في هذه الارض المغبون من عاش فيها وسط اوباش رعاع لا يفقهون ما ينفعهم مما يضرهم هم والعجماوات سواء
امل : لماذا انت هكذا يا احمد لا تشعر بالسعادة لاي شيء جميل انت تنظر من زاوية واحدة الحياة هذه الايام صعبة حقا لكن لايزال فسيح مجال للسعادة
احمد:لقد ضللنا طريق السعادة قتلوها قبل ان تولد وأدوها (يتوقف قليلا ويستدير اليها )حذار ان تكوني ممن يخاف من حقيقة الاشياء الماثلة أمامه فيضع نظارات سوداء خوفا من استشعارها ولهيب نصال الحقيقة في طيات الجسد الغض
امل: ما تتحدث به اعرفه تماماً000واراه كل يوم ولست واضعة نظارة كي اهرب من حقيقة المأساة بالعكس أرى بعيني كما ترى انت ولكن
احمد : ولكن ماذا لقد أصيب الناس بالعدوى عدوى الانطواء والتقاعس عدوى وما شأني عدوى التواكل وترك التفكير للغير المهم لدى الجميع ان هناك من يفكر وبالنتيجة سنحصد الثمار من أي طريق المهم ندخل بالربح ونخرج من الخسارة
امل: ما اعنيه ان الاشياء السعيدة
احمد: توقفي قليلا الاشياء السعيدة (يقهقه عاليا)اشياء تعني كثير وليس هناك ما يؤمن هذا القول ان السعادة متعددة لنا
امل : الحياة فيها الشي الكثير من السعادة انت متشائم
احمد: كيف لا اتشائم ورجال الخنزير يحيطون بالبلدة وهم في اكبر جيش عدة وعدد يريدون مسخنا بحجة التحرير ورفع الغبن والجور عنا بمعية قرقوزات طفيلية صنعوها في مصانع والت ديزني كيف لا اتشائم ورجال الغول يطبلون ويهللون بالنصر المفخخ نصر فيه ضحك على الذقون نحن بين نارين اما ان نرضى بعبودية الغول او ديمقراطية الخنازير
امل :الامر لا يزال في طور التكهنات
احمد: هذا ما سيحصل بول وغائط والجيفة واحدة النتيجة الطبيعية لكل مقدمات فاسدة هي الفشل واي فشل
امل : لا تعكر علي فرحتي بالمولود الجديد اضحك للدنيا تضحك لك ساتركك على امل ان نتقابل فيما بعد واتمنى ان تترك تجهمك هذا اما استحق ان تبتسم من اجلي
احمد: (يبتسم)الايام كفيلة بهذا
امل: الى اللقاء (تخرج مودعا اياها)
(المشهد الرابع)
(يدخل من الطرف الاخر ثلاثة يمسكون بشاب ويصرخ ويستغيث)
الشاب :والله العظيم لن افعلها ثانية
رجل (1):فعلا لن تفعلها ثانية لانك ستنتهي من الوجود ستطوى صفحتك المخزية
رجل (2):دعونا نذكر جرائمه اللعينة والعقوبة التي تليق بمقامه العفن
رجل(3):اولا سرقت في زمن الحصار والغول يمر بلحظات صعبة سرقت الشعب العظيم تفاحة من البستان
رجل (1): تاكل تفاحة من بستان الغول وتريد ان نعفو عنك
الشاب : زوجتي واطفالي جياع واردت سد رمقهم فهم لم ياكلوا منذ خلقوا لهذا اليوم
رجل(2): لقد اتيت شيا نكرا
رجل(3) : سنقطع يديك سرقت وتقول ان في بلد الغول اناس جياع
الشاب: ارحموني يا ناس
رجل(2):(غاضبا )اه ان هذا الشاب يقرفني دعوني اجعله طعاما لقططي
رجل(3):الجريمة الثانية
رجل (1):هربت من خدمة الغول العسكرية والجميع يعلم كم هي مقدسة عند سيادته والوطن يتعرض لهجمة شرسة من مصدري الثورات
الشاب: انها حرب غير عادلة وعائلتي كانت بامس الحاجة لي
رجل(2):حربا غير عادلة ها ...سنقطع رجليك التي رفضت المشي للقتال في سبيل الغول حفظه الله ورعاه
رجل (3):الجريمة الثالثة
رجل (1):كنت نائما على سريرك مع زوجتك وهمست لها ان الغول رجل ظالم
الشاب :حتى غرف النوم الخاصة بنا لم تسلم من رقابتكم ولكن
رجل(2): الهمس في عرف السيد الرئيس جريمة لذلك سنقطع لسانك الخبيث لتكون عبرة للاولين والاخرين
رجل (3):الجريمة الرابعة دخلت السينما ... قرات كتابا ... تغنيت بقصيدة شعر....لعبت الكرة مع اترابك ....ضحكت وسط القبور حضرت حفل زفاف ....وووووو
الشاب :اتركوني وانا تحت امركم ساذكر لكم كل الذين كنت معهم في جرائمي تلك وايضا اذكر لكم ا ن ابي كان يصلي ويدعو في صلاته اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة
رجل(1):جميل وماذا ايضا
الشاب :امي تدعو بهلاك الغول وتحضر عزاء الحسين وتبكي كثيرا واخي يدخن كثيرا واختي ترتدي الحجاب وابن عمي لديه الحصن الحصين وصديقي يحتفظ بصور غاندي وعبالكريم قاسم وقحطان العطار وماذا تريدون ان تعرفوا ايضا انا حاضر فقط اتركوني اخرج بسلام
رجل (2): كلامك يدينك اكثر مما يبرئك ولذلك فان العقاب لن يخطئك انت ومن يعود لك بقرابة او اية علاقة حتى اثاث بيتك سيناله العقاب انه القانون يا صعلوك
الشاب: الرحمة يا ناس
رجل (3):أفضل أن ننهي تعداد الجرائم لأنني تعبت كثيرا وهي لا تعد ولا تحصى ...... ما رأيكم ننفذ القصاص
الشاب :اتركوني انا بريء بريء
رجل (1) :هيا ساصور القصاص به وانتم تنفذون لان قادة الغول تطالبنا بالتصوير كدليل على تنفيذ الاوامر( يقوم بالتصوير)
احمد:(يتحرك باتجاههم صارخا ) اتركوه أي ظلم تقترفون (يقوم بضربهم الا ان ضرباته تاتي في الهواء وكانه شبح وهم يواصلون عملهم والشاب يزداد صراخه يحاول المقاومة الا ان الثلاثة ينفذون عملهم بحركات ايمائية في تقطيع اعضاء الشاب حسب ما قرروه من عقاب وفي يد احدهم الكاميرا ليصور المشهد يخرج خلفهم احمد) قتلة مجرمين الويل لكم (يخرجون حاملي الشاب وهو ميت يتابعهم احمد بحركات هستيرية يعود الى الكرسي ليرفعه ويضعه هازا اياه بجنون )
ضحية جديدة تضاف الى من غيبوا عن الانظار والاسماع والعقول اثرا بعد عين والناس نيام (يصرخ) افيقوا ايها الناس استيقضوا من سباتكم العميق
(المشهد الخامس)
(يدخل شاب ورجل وامراة )
رجل:ها يا احمد سمعت بما جرى
احمد: قل شاهدت ما جرى
المراة: كيف شاهدتهم
احمد: كنت حاضرا لحطة العقاب
الشاب :انه سارق (مبالغا )تسرق الغول مرة واحدة يا غبي بدل ان تعينه على تهديدات الخنازير لقد أخذت ما تستحقه
الرجل :ما تقول يا احمد فيما جرى
احمد :(متأسفا )قطعتم لسانه ............. انتم من قطع لسانه انتم من قطع اوصاله
المراة: كيف يا احمد هذا كلام سخيف
احمد: نعم بسكوتكم وقولكم وما يعنيني
الشاب : يا احمد أنت لا تعرف الغول يده والسيف
الرجل: عن قريب سنتخلص منه سيأتون الخنازير ويغيرون كل شيئ
احمد: نعم سيغيرون كل شيء سيلغون آدميتكم مقابل سيارة موديل حديث سيمسخون الجميع قردة وخنازير مقابل أجهزة كهربائية وإكسسوارات للبيت السعيد صدقوني سيكون القتل في الشوارع والجار لا يامن جاره والولد يعق أبيه وسيكون الكل في لهاث وصراع
المرأة: إنهم يعدون بالديمقراطية
احمد: ديمقراطية عرجاء إن لم تكن مشلولة رباعيا
الرجل:لماذا تتعب نفسك والطبق الملي بالطعام سيأتيك من أي الدروب والطرق
احمد: يجب إن تتحركوا حركة ايجابية
الشاب: الحركة أمر طارئ والأصل هو السكون
الرجل: إن كلامك هذا يفقدنا السعادة والاطمئنان
احمد: كيف ....إن بحثنا عن الحقيقة وبذل الجهد في سبيلها سيجعلنا نفكر ونحك رأسنا فنصبح رفاق الشيطان وبالتالي
احمد: أي هراء هذا
المرأة: حبيبي نحن سعداء على أية حال لا يهم من يذهب ومن يأتي الذي يأخذ أمي يصبح عمي
احمد: إنكم تثيرون جنوني هكذا تموت العبقرية عالم وسط جهال يا ناس يا عالم فكروا ولو للحظة
الرجل: ولم التفكير ولدينا طعام وفير
احمد: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة بالشقاوة ينعم
(يتهامس الثلاثة بصوت خافت)
الشاب: اها شقشقة لسان تحت تأثير المخدر
الرجل: أراك صائبا
المرأة: فعلا ما يقوله كلام السكارى ومدمني المخدرات
(المشهد السادس)
(تدخل أمل ومعها أبيها رجل دين بلحية بيضاء يلبس يشماغ ابيض)
أمل: احمد ............ أبي يريد أن يكلمك
احمد:أمل أنت من يفهمني وسط هؤلاء
الرجل: سلام من الله عليكم ورحمة وبركات
الجميع :أهلا شيخنا – أهلا مولانا –أهلا فقيهنا
احمد: وبماذا تكلمني والناس تسير بغير هدى
الشيخ : يا بني أنها حتمية تاريخية حتمية إلهية
احمد: انك تلغي العمل والمسؤولية وتماشي السقوط في التواكل
أمل : يا احمد الله أراد لنا أن نكون في هكذا بلد في هكذا ظروف ويجب أن نقبل بهذا الأمر لأنه ليس لنا حيلة في التغير إننا كمن يضرب رأسه بحائط كونكريتي
الرجل: يا بني إن ما تريده المقاومة والجهاد اسكت وكف عن هذا الأمر فانك تغضب رجالنا الكبار الذين لايسوغون الخروج على احد لا سلطان جائر ولا فاتح فاجر دعنا نعيش
احمد : لا لا لا يجب أن ننتقل من مرحلة التقليد والتبعية للرؤؤس النخرة العفنة المتقولبة دينيا وعلميا التي تحتكر الفتوى المراد والمريد العالم والعامي الإمام والمأموم يجب أن ندوس بإقدامنا الحتمية التاريخية أن نفرض إرادتنا على إرادة التاريخ وان نصنع تاريخنا بأيدينا تاريخا يكتب بالدم ومذيل بأسمائنا
الشيخ : أنت سفسطائي تتكلم فقط
احمد: انا واقعي السفسطائي من يعيش في برج عاجي مخاطبا الناس باستعلاء وكبرياء متناسيا مشاكل الرعية وتاركا اياها للغول والخنازير
الشيخ:لماذا تعقد الامور يا بني اذا ضيقت امرا ضيقا وان هونت صعب الامر هانا فلا تجزع لامر ضاق شيئا فكم صعب تشدد ثم لانا
احمد: متى ما كنا رجالا فعلا لا اشباه رجال عندها يهون الامر ولا يبقى غول او خنزير
المراة : (مغيرة الموضوع) هل تعلمون سيأتي الخنازير الى بلدنا ومعهم جهاز الدش نشاهد
فيه مسلسلات وافلام بعد ان كنا كل يوم جمعة نشاهد فلما بالاسود والابيض قد اعيد عرضه عشر مرات حتى ان اولادي يقولون بانهم سيعطون لكل عائلة ما تحتاجه من الماكل والملبس وبازهد الاثمان وستدخل موديلات عجيبة من الملابس
الشاب: لا.. والموبايل الذي هو عبارة عن تلفون تتصلين به من أي مكان لاي مكان وسيكون لكل مواطن كمبيوتر لا يتصور العقل كم هو ممتع وجميل تكنلوجيا حديثة كل شيء جديد جديد
احمد :انه تسليم للقيم التي جاهد الغول في سبيل فرضها على الشعوب المقهورة فقامت تلك الشعوب بالغاء نفسها لارادة المستعمر متشبهة به لتامن هجومه كالطفل يحتمي بحضن امه من اجل ان يقاومها
امل :وكيف الخلاص قل لنا نورنا
احمد : المسالة بسيطة للغاية اخرجوا من القوقعة التي سجنتم فيها انفسكم وعودوا الى ذواتكم وحرروا انفسكم وقودوا انفسكم لا ان تقادوا من ابطال صوريين يعيشون متفرقين في البلدان وفي الابراج العاجية اصنعوا الابطال لا ان يصنع لكم الغير بطلا مفصلا على مزاجه فانتم الان بتفكيركم هذا وجود يخلو من الذات قشر بلا لب لا تتبعون رجالا يعيشون في الظل يدعون المقاومة اناس مجهولين لا نعرفهم لا يعرفوننا وحينما تثورون وتقلبون الطاولة ياتي النكرة ليرتقي من جديد كبطل اسطوري........... الحل في ايديكم اصنعوا انفسكم اصنعوا بطلكم اصنعوا تاريخكم
(المشهد السابع)
(فجاة يدخل زبانية الغول يثيرون الرعب وسط الجميع)
رجل 1: ايها الشعب العظيم ان الخنازير على حدود ارضكم العظيمة فيجب ان تضعوا ايديكم مع الغول العظيم كي ندحر الغزاة والنصر حليفكم وحليفنا ومن يرفض سوف يعتبر خائنا وسيكون طعاما للجرذان الحاضر يعلم الغائب ها .... واحذركم من التهامس والتكلم باي اتجاه الا تمجيد الغول رضي الله عنه
يخرج زبانية الغول
احمد: ها... اين المفر الموت اتى لساحتم الغول يريدكم طعاما لمحرقة الخنازير او طعاما للجرذان فماذا تصنعون
الشاب: ساهرب للريف يخرج مسرعا
احمد : من يقع في خطأ فهو إنسان ومن يصرعليه فهو شيطان.
المراة: تسكن اختي في البوادي سالجا اليها
احمد: ما نكص الرجل على عقبيه الا راي امراة حمقاء
الشيخ: اما انا ساحتمي بالمسجد من ياتي معي
احمد : وما تفرعن فرعون الا بتخاذل وعاظ السلاطين
( يخرج الجميع سوى احمد وامل )
امل: ها ياحمد ما الحل الخنازير على الابواب والغول يهدد
احمد :غزلت لهم غزلا دقيقا فلما لم اجد نساجا لغزلي كسرت مغزلي لقد سقط في يدي ساواجه التحديات ساواجه الغول والخنزير كي ارضي ضميري وابريء ساحتي
امل: لنهرب مع الجميع
احمد: وما الذي دمرنا غير العقل الجمعي لا ان كنت تحبينني قفي معي
امل:(بعد تردد) نعم ساكون معك يبتسم
(صوت انفجارات ورمي رصاص وصرخات وعويل وكلمات الله اكبر دليل على هجوم الخنازير)
(الفصل الثاني)
(المشهد الاول)
(يبقى الوضع على ما هو عليه ويضاف له دش ينصب على الارض في مؤخرة وسط المسرح وثمة شخصيات من ضمنهم الممثلين في الادوار السابقة في ذهاب واياب وكل واحد منهم يحمل حاجة كتصوير لحالة العراقيين ما بعد سقوط الطاغية ويحصل صراع مابين الناس حول الاشياء التي سرقت فيقتل احدهم الاخر)
احمد : يا لسخرية القدر دليل غباء الشعوب سرقة مالها واعطائه هبة للغير(يخاطب الناس ) كفى سخرية عودوا الى ضمائركم اصحوا من سباتكم ماذا تسرقون وماذا تحرقون تخربون بيوتكم بايديكم وايدي اعدائكم
احدهم: ( بسخرية ) ستبقى هكذا جوعان عطشان عريان وياكلك الجرذ والذبان
اخر : سرقة اليوم تكفي مؤنة الغد ولا نعلم غدا مالذي سيحدث
اخر : ابنائي يتلاطمون من الجوع والعري واقف مكتوف الايدي محال(يقفز على اخر وينهب منه حاجه تترك للمخرج )
احمد: (قلت لكم اعبروا النهر وهو ضيق قبل ان يتسع ويبلعكم وهو الان قد ابتلعكم ولات حين مناص (يخاطب الجمهور) سقط الغول في ايدي الخنازير واذناب الغول وتكفيري الامة يعقدون صفقة مع الخنازير ليصبح عدوهم المشترك المسحوقين من هذا الشعب الكل يعظ الكل ينهش الكل يصادر الكل يفخخ الكل يدمر الكل يسرق وليس لنا نحن المعدمين في هذا البلد سوى الانتظار ان غدا لناضره قريب والى متى هذا الانتظار والمنتظر لم ياتي متى يستفيق هذا الشعب المخدر الذي عاش على ماض مزيف من الانتصارات الوهمية والانجازات المفبركة منذ ان كان وهو يصفق يصفق يصفق ( جميع الممثلين يصفقون)(يسمع صوت انفجار )حينما يقوم التكفيريون بسلسلة من التفجيرات القاتلة فيذهب ضحيتها الابرياء متصورين او يريدون ان يصوروا للناس انهم يقاومون الاحتلال تكون المسافة بين مشهد الجريمة والمقابر صفرا فليس ثمة فراغ في الافق سوى طوابير الجنائز الاهي اخبرنا ما الذي يجري فاسعدنا هو من فقد عقله فلا يستشعر المأساة ولكن السؤال لم الجميع في خبط عشواء لا يعرف باي درب يسير والى اي غاية يسير
(المشهد الثاني)
(يدخل رجال الخنازير هم نفسهم رجال الغول بزيهم العسكري المعهود )
الشيخ : حللتم اهلا ووطئتم سهلا نحن بخدمتكم (يخاطب الجمهور )من واجب المكلف ان يسمع ويطيع ولاة الامر والخنازير اليوم هم ولاة امرنا هالله هالله بولاة الامر والا تفشلوا فتذهب ريحكم
جندي : ايها الشيخ القرف الخرف ما تجمعكم هنا
الشيخ : اتينا لاستقبالكم بالورود والرياحين (يرمي عليه وردة حمراء )
جندي : كافؤوه بشدة ونص حتى يشتري بتة (يعني بطة )
رجل(1): يمنة ام يسرى
رجل(2): ياغبي وهل دخلت غير سيارات التحوير كل شيء اصبح محورا وهذا من فضل الدهر علينا في الاصل يمنة واصبحت يسرى
احمد: (يكلم الجنود وهم يجيبون عليه ولكن يبدوا وكانهم لا يتجاوبون اي كل يقول كلاما بمعزل عن الاخر)ايها الخنازير يا اعداء الشعوب يا مصدري سوس الافكار وشنارها يا براغيث تمتص قوت الشعوب ودمائها اما يكفي تامركم علينا بتنصيب الغول النكرة اللص الخائن مرتكب زنا المحارم رئيسا علينا سامنا سؤء العذاب ذبح نسائنا واستحيا اطفالنا واليوم تاتون للقضاء على ذؤابة ماتبقى من كرامة ولكنها اية كرامة زائفة قد نفد اخر الكاس من انسانية
جندي :(يكلم الناس ) بمباركة الرب تمكنا من تخليصكم من الد اعداء الانسانية واشدها فتكا وقهرا للشعوب
الجماهير: (مصفقين)عاشت الخنازير ابية تحيا الامة الخنزيرية خالدة خلود كرة القدم يعيش مايكل جاكسون رجل التقوى والصلاح وتبت يدا من قتل مارلين مونرا امراة اليوم وكل يوم سيدة العفة والطهر يعيش سلفستر ستالون رجل الاخوة والمصاهرة بين الكوكنكاف والكومنولث والشرق المتوسط
احمد:شعب منافق جبان الى ماذا سيوصلكم تزلفكم هذا ان من اختط لنفسه القبول بسقيفة الخونة لابد ان يرضى بخيمة صفوان وصفقة صلاح الدين (موجها كلامه للجنود )تدعون نصرتنا بتصدير الديمقراطية العرجاء الديمقراطية ان تساعدوا الشعوب بعدم تدخلكم في تقرير مصيرهم لا ان تقهروا الشعوب على انظمة هجينة انتم اختلقتموها لترتيب الاوراق في هذه البلدان كي لاتخرج عن طوعكم
جندي:نظرا لما عاناه الشعب من ظلم الطاغية
رجل(1) :اللعنة على الطاغية (يردد معه الجمع )اللعنة على الطاغية
رجل(2) :الويل لك من منافق الست بالامس كنت تحمل راية التحرير في جنوب وشمال البلاد بمعية الغول اسكت حتى لا ينتبه لوجودك رجال الصبي النكرة
الجندي:( يكمل قررنا تحريركم وتخليصكم من الطوق
احمد : الذي وضعتموه انتم على رقابنا
جندي: فانتم اليوم احرار تقررون مصيركم بانفسكم ملاحظة (يستدرك )سنكون لكم عونا في كل شيء وسنمنحكم السعادة الابدية سعادة يحسدكم عليها بدو الشرق الاوسط التكنلوجيا في ايديكم
الشيخ :مثل ماذا يا سيدي
الجندي : سيكون العالم في متناول ايديكم ستركبون اجمل الحمير ياحمير
الشيخ :الله اكبر
جندي:وستنكحون ما طاب لكم من النساء وستتمكنون من الزواج من بعظكم ونجعلكم في حرية ممارسة اللطم والعويل والنواح وشق الجيوب وكذلك وهو الاهم هز الوسط (يقوم بهز عجيزته ) هز الوسط هز (يقوم الحضور بترديد عبارته )وايضا مشاهدة ما طاب لكم من النساء العاريات من بناتكم وبنات جيرانكم وبالامكان من بنات الخنزير الكبير ولو انتم لا تستحقون ذلك الا اننا ولايماننا بالديمقراطية المفخخة لا مانع لدينا وستستطيعون ممارسة الجنس بهواتف خلوية ومعاشرة من تشاؤؤن من النساء وامثالكم من الرجال رغم ايماننا انكم لستم برجال يعني كسر بجمع الباب مفتوح على مصراعيه
احمد: (بسخرية )كانوا حيوانات بالاسم واليوم اصبحوا حيوانات حقيقية لا يهمها غير علفها تلهث وراء الفظلات
الجندي : بما اننا سنغادركم اليوم او غدا ولا بدلكم ان تحكموا انفسكم بانفسكم فالان نعرفكم بالقراقوزات الذين سيحكمونكم الغول انتهى واليوم حكم القراقوزات ادعوا قراقوزات الشعب المظلوم بالدخول (موسيقى ترحيبية ) يدخل القراقوزات وهم يرتدون بدلات سهرة وبابيون واخرين بدلا ت كرصون وكل منهم يحمل شيا يختص بالمطاعم والمطابخ وثمة حبل غلى الرقبة يحمل سكاكين عده )هاهم ابطالكم المجهولين هل تعرفونهم
رجل(1) :( يسال الذي بجواره) تعرفهم لم اسمع ولم اشاهد ايا منهم
الشيخ: وانا كذلك ....برمج عقلك على معرفتهم والايمان بهم
رجل(2): وكيف لا نعرفهم انهم ابطال الملاحم انهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه شاركونا باللقمة
احمد :فسرقوها منكم
الشيخ :شاركونا بالعيش في العراء
احمد : نعم العراء عندهم قصور شيخ زايد وفيلل جزر فيجي
رجل(1) : وهبونا دمائهم
احمد :وهبوكم دماء قردة وخراف وامتصوا دمكم المسفوك بلا وازع من ضمير
الجميع :(هتاف )يعيش القراقوزات
قراقوز(1): بادئا ذي بدء ان الانه... والشيعة مو مثل السنة.. ايها الشعب(يقول شعرا )شفافية كانت بنا معشعشة واغلبية بالرقص منشنشة وطائفية بالقتل مرشرشة
(يصفق الجميع)
احمد : ما هذه الهياكل والدمى ولكنها اي دمى يتطاير الشرر من عيونها دمى صنعت على غرار الدركولا تمتص دماء الشعوب المقهورة وتسرف في القتل بلا وازع من ضمير
الجندي:نتمنى لكم السعادة مع القراقوزات التي هي منكم واليكم ولا تنسونا من دعاؤكم
رجل(2) : نحن لدعاؤكم احوج
احمد : كما تكونوا يول عليكم
قراقوز(2) :( يصيخ السمع واضعا يده على اذنيه )انصتوا (يتحرك يمينا وشمالا )ثمة صوت نشاز كصرير الباب المتهريء كغراب ينعق خارج السرب
قراقوز(1) :اياكم وسماع الاصوات النشاز فانها تضر باذانكم وقد تكون سببا لقطعها من الصماخين كونوا معنا كونوا مع الجميع كونوا مع من ضحى لاجلكم بالغالي والنفيس
احمد :تضحيات وهمية قبضتم ثمنها قبل ان تظهر للعلن
قراقوز(2) :اني لا ازال اتلقى ضربات هذا الصوت الخبيث هذا الصوت سيدمر ما بنيناه اخاف على هذا الشعب المسكين من هكذا اصوات
جندي : لا تقلق دولة الرئيس فلدينا اجهزة متطورة تكشف اثر الطير في الهواء وبلبطة السمك في الماء ومغازلة الولد لبنت الجيران في جنح الظلام ...........لا تقلق
قراقوز (2) :كيف لا اقلق ان الصوت ينخر اذناي يرعبني
احمد :انتم في جميع الاوقات مسكونين بالرعب والخوف الغول كان يرعبكم كنتم تتبولون على اعقابكم من سماع اسمه والان يرعبكم اولي نعمتكم الخنازير العراة خوفا من حرمانكم من كرسي التسلط على هذا الشعب المقهور وسيبقى صوت الشعب يرعبكم في النوم واليقضة لانه صوت المساكين والفقراء والمعدمين صوت اصحاب القلم والكلمة الحرة صوت الاحرار في جميع البقاع صوت الانسانية الهادرة
القراقوزات : نعم جميعنا نسمع الصوت الغريب
الشيخ : يعيش قراقوز باشا
رجل(1) : يعيش كل خنزير عرفته الانسانية
جندي : اصمتوا يا اباعر انا الاخر بت اسمع هذا الصوت القميء القذر صوت فيه نبرة قديمة تعود بنا الى ايام الغرب الافلة اريد معرفة مصدره
احمد : نعم انه صوت محمد وعلي وابا ذر صوت غاندي وجيفارا صوت الزعيم صوت عريان والنواب صوت الثكالى صوت الارامل صوت الثورة
الجميع : يجب ان نكتشف مصدر الصوت وكنتم انفاس صاحبه
قراقوز(1) :الكلمة... ويل لهذه المفردة اذا خرجت من افواه هؤلاء الحثالات ستدمرنا
رجل(2) : خلصونا من هذا الصوت كي ننعم بالحرية والدعة والراحة والامان
رجل(1) : ولا تنسى الديمقراطية والشفافية
الشيخ : والبرلمانية والكوتا والمفوضية
رجل(2) :والاغلبية والاقاليم والنصف زائد واحد
الشيخ :والمعجزة الكبرى الحكومة الاتحادية
احمد :سابقى لكم بالمرصاد ساحيل ليلكم نهارا وجنتكم نارا بعون الله وعون الشرفاء من هذا الشعب المظلوم
جندي :تتبعوا هذا الصوت الذي هد قواي وقوى الامبريالية العالمية
قراقوز (1) :انهظوا ايها الشعب العظيم كي تاخذوا بثاركم من هذا الصوت الذي اهان رموزكم الوطنية ويريد ان يعيدكم للمربع الاول مربع الطاغية والنظام البائد هبوا للامساك به وقطع لسانه
الجميع :( يتحرك الجميع حركة هستيرية متناغمة مع بعض )هيا تقدموا حي على الجهاد في سبيل الخنازير والقراقوزات
رجل(1) : اني اراه ارى مصدر الصوت انه ...انه ...ابن عمي
رجل(2) : نعم اكتشفناه هو بعينه احمداخي ابن امي وابي
الشيخ : (ماسكا سبحة ) الحمد لله الذي به تتم الصالحات وجدناه عرفناه انه خطيب ابنتي يالقباحتك يا احمد تريد ان تحرمنا من نعم الخنازير علينا لقد فسخت خطوبتك
رجل(2) : والفاتحة التي قراتموها
الشيخ : اي فاتحة لقد تغيرت اصبحت فاتحة بثوب جديد اصبحت مغلقة
امل :(تدخل صارخة بابيها )كيف يا ابي هذا احمد الذي كنت تقول بحقه ساكون مطمئنا وانا بالملكوت الاعلى وانت زوجة له
الشيخ :(يعطيها ظهره )لا تسالوا عن اشياء ان تبدو لكم تسوؤكم
قراقوز (2) :هذا الصوت الطائفي يريد ان يجعلكم تتقاتلون فيما بينكم ويريد ان يحرمنا من استحقاقاتنا القومية والاثنية والفئوية والحزبية
جندي : يريد ان يحرمكم من الاستثمار واعادة اعمار بلادكم
( يصبح المسرح في حركة ارتجاجية الجميع في مطاردة احمد والبحث عنه حتى في ملابسهم وجيوبهم وبعضهم يفتش في الاثنين الجالسين على جانبي المسرح واخر ينزل للجمهور يفتشهم )
احمد : ( يتوسط المسرح صارخا ) نعم انا الصوت النشاز انا ابن هذه الارض الخالدة خلود الله انا مؤرق الطغاة ومهين كيد الغزاة انا وارث الكلمة الصادقة التي هزت وتهز عروش الظالمين انا الذي نهل من نهر الحسين وارتدى جبة علي وتقلد سيف عمار انا رسول الثورة
الجميع : اوووه
جندي : اقتلوه اصلبوه حرقوه ذروه رمادا
امل : لا لا
احمد : (يرمي حذاءه على الجندي)
قراقوز : اللعنة عليك اقتلوه
(يهرب احمد صاعدا السلم وهم يطاردونه ينزل من الجهة الاخرى يتوزعون مجموعتين على جهتي المسرح ومعهم الشخصيتين الصامتتين غلى جانبي المسرح
امل : لا لا
(يتوسط احمد الجميع فيعملون حلقة مفتوحة باتجاه الجمهور وينقضون عليه جميعهم )
امل : اللعنة عليكم
(المشهدالثالث)
(يدخل في هذه الاثناء رجل يرتدي صدرية بيضاء صارخا بالجميع)
الطبيب : مخابيل مسودنين اوكفوا هسه لزمتكم
(الجميع يتركون احمد مرعوبين متراجعين للوراء)
الطبيب :ولكم تشردون من الشماعية وتسون نفسكم عقال على الناس ولكم انتم مضحكة مخابيل شهر واحنا اندور عليكم اليوم راح ابهذل احوالكم جلد من الصبح لليل
احمد : (يتقدم للرجل )والله استاد همه القشمروني اني ما ردت اشرد بس ذولي اللابسين قوط اي اي ذولي وذاك اللابس امريكي قشمروا المرضى
امل :اي صدك احنا مجبورين ما النا ذنب همه وره كل الي الي صار
قراقوز(1) :ممثلين شعب كله ممثل قيم مباديء ماكو لا يابه حررنا الفكه استلم
الطبيب : لو ما التلفون الخابرتنه عليه ما جان لزمناهم وهسه يله وراهم (يقوم احمد وامل بصحبة الرجل بمطاردة المجانين ليصبح المسرح في حركة ومطاردة بشكل كوميدي مستخدمين الكرسي والسلم في المطاردة
(اظلام)
(ستار)
مسرحية الشقشقة
تأليف كاظم نعمة اللامي
|