كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت تعتبر نفسها ذات فطنة وها هي ترتكب الهفوة تلو الأخرى , صعدت السلم ثانية وناولها جوليان ورقة كتب عليها عنوان فيكي .
مضت خمس دقائق وهي تحاول أشعال محرك السيارة ,تملكها غضب عارم لأضطرارها للأستنجاد بجوليان , حتى سيارتها تحايلت عليها ....
وكما حدث في السابق , فتح الباب في نفس اللحظة التي همت أن تضغط على زر الجرس.
قال جوليان وهو ينظر اليها متسائلا:
" سمعتك تصعدين , أنسيت شيئا؟".
" كلا , هناك عطب في سيارتي".
رأت نوعا من الشماتة في عينيه .
" أفهمتك أنه يجب الأعتناء بها بصورة نهائية ".
ودعاها لأن تدخل مصرا على أن يتصل بالمرآب شخصيا , فأعطته بطاقة بالعنوان ودعاها لأن تستريح بجانب المدفأة
دخلت الغرفة الأخرى وأغلق الباب وراءها, وما لبث أن عاد بعد لحظة ليقول لها أن المرآب مغلق حتى الصباح.
منتديات ليلاس
قالت محدقة فيه:
" ولكن عندهم دوام للطوارىء".
" قد يكونون جميعهم منهمكين في خدمة المستنجدين مثلك , في أي حال , لا تقلقي , سأصطحبك الى منزلك".
" كلا , هذا لطف منك , سأستقل الحافلة".
" لن أسمح بذلك".
"ولكنك راحل وطريقك في الأتجاه المعاكس ".
وهمت بالنهوض فمنعها قائلا:
" بل أجلسي يا كيم , سأرافقك وكفى".
تركها ليتناول معطفه وأخذت تقنع نفسها بأن العودة في سيارة أفضل من أنتظار الحافلة في البرد القارس ,وماذا يهمها طالما جوليان نفسه لا يبالي....
مضت لحظات طويلة في السيارة قبل أن تقول كيم:
" عفوا , كان يجب أن تدخل هذا المنعطف , لا بأس , سنأخذ المنعطف التالي".
قالت ذلك وهي مثبتة نظرها الى الأمام.
" خذ هذا المنعطف الى اليسار....".
ولكن جوليان مر به كالسابق مع أنها حرصت أن تنبهه قبل المنعطف بمسافة كافية.
وقالت بشيء من الأطمئنان:
" أنعطف عندما نصل أضواء المرور أمامنا".
وصلا النور ولم يتوقف جوليان , وخفق قلبها فقالت واجمة:
" أصبحنا بعيدين بعدة أميال , لماذا لم تنعطف في حينه؟".
ظل جوليان صامتا , بهلع صامت فطنت كيم الى موقفها فجأة , وحاولت أبعاد هذه الحقيقة عن مخيلتها , لا , لن يحدث شيء مثل هذا , هذا يجري لغيرها من البنات ....
بنات يقبلن الذهاب مع أي رجل يسوق سيارة.... ولكن ليس لها....
قالت بصوت مختنق:
" المنعطف التالي.... اه .... هذا".
عبثا كانت تحاول , ذهبت تحذيراتها سدى وتملكها خوف غريب , تذكرت كلمات فيكي , وقالت بصوت مليء بالذعر :
" الى أين تأخذني ؟ هذا ليس الطريق المؤدي الى بيتي".
" أنه الطريق المؤدي الى بيتي أنا".
وزاد من سرعة السيارة ثم أضاف قائلا:
"لو كنت مكانك لأسترخيت , حيث أن الطريق ما زال طويلا أمامنا ".
أسند ظهره الى الوراء وأخذ يسوق كأنه في نزهة.
لمعت عينا كيم وأتسعت حدقتاها وقالت:
" الطريق الى بيتك...؟ وسيارتي؟ ماذا عملت بسيارتي...؟".
أبتسم وقال بلهجة مموهة عن عمد:
" أنا...؟ أنت أعلم بمشاكل سيارتك , أيه... زر أشعال المحرك مثلا , الذي ما برحت تشكين منه".
منتديات ليلاس
صرخت في وجهه بغضب:
" أنت خططت لكل ذلك , ومهدت لمجيئي الى شقتك ,ألا تعترف بذلك؟".
" أذا قمت أنا بالتخطيط , نكون أذن أثنين ,أليس كذلك يا كيم؟ أنت ماهرة في تصميم مخططات تتدخل في حياة الناس ... في حياة أناس لم يسبق لك أن تعرفت عليهم ولم يتسببوا لك بأي أذى".
" تعلم كل شيء أذن".
نعم , وكان الأحرى بها أن تفطن لذلك , لأن كل الدلائل كانت تشير الى هذا ألا أنها تعامت لسبب واحد هو أنها لم تقدر ذكاءه حق قدره.... ووقعت في الفخ.
" أكون من أغبى الناس لو أنني لم أنتبه الى أنك كنت تحيكين شيئا ...".
وتوقف عن الكلام ليتجاوز سيارة أمامه ثم تابع كلامه قائلا:
" كانت كل نقطة في مخططك ضعيفة , من اللحظة التي أتيت فيها للأستفسار عن الشقة الى فزعك عندما عرضت عليك أن أنزل لأرى كيف يصلحون العطل في سيارتك".
|