كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
بعد عشر دقائق رن جرس التلفون ,فأنزعجت لهذه المقاطعة وتجمدت لدى سماعها صوت المتكلم , هل قد أتى ما كانت تتخوف من وقوعه دون أن تفهم لذلك سببا
لم تستغرب هذا الأتصال لأنه من البديهي أن يحاول جوليان الأتصال بها منذ فسخ الخطوبة , وعضت على شفتيها ندما لأنها أرتكبت حماقة لا تغتفر بأعطائها أسمها الحقيقي مما يسهل له أيجاد رقمها في دليل التلفون
ولم تفطن ألا الآن أن سؤاله المفاجىء عن أسمها وهي تهم بالخروج من شقته , أنه رجل يحسب لكل شيء حسابه , حاضر الذهن وفطن , وأدركت أنها أخطأت في تقديرها لذكاء هذا الرجل .
أجابت كيم بصوت مضطرب قليلا:
" هذا المساء؟ أخشى ألا أستطيع ذلك".
" لا مفر من مقابلتك".
كانت نبرته جافة ومقتضبة فيها الكفاية من تصلب الرأي , وجعلها توقن أن لا مناص من مقابلته
أصر على أن تقابل فيكي وعمتها مارغريت ليعود كل شيء الى نصابه , وفيما هي مشغولة بهذا سمعت نبرته الجافة تسأل:
" أتسمعين؟".
" نعم , نعم , أسمع.... ولكنني كنت أفكر...".
" لا مجال للتفكير , يجب أن أراك .... هذا المساء , بعد نصف ساعة؟".
ومضت عيناها وكادت ترفض طلبه ألا أن شيئا منعها فترددت
ما هو ؟الزمن...؟ ولماذا العجلة؟ هناك نقطة غامضة , فجوليان كان يضغط على فيكي منذ البداية وأخذ يعنفها عندما أعلمته بنيتها في فسخ الخطوبة , كان يصر على عقد زواجهما فورا....
في الأمر شيء يحيرها , وبالرغم منها جعلت حب الفضول يدخل الى قلبها , ما زالت تلك المرأة المجازفة .... كما برهنت عندما أقحمت نفسها قلبا وقالبا في مشكلة فيكي.
أجابته بتحفظ:
" قد أراك غدا , أيوافقك هذا الموعد؟".
" لن أكون هنا غدا , أنني راحل الى ويلز هذا المساء".
هذا يفسر سبب أسعجاله , يريد منها أن تعيد كل شيء الى نصابه قبل عودته
وطالما هو مسافر هذا المساء فلا خطر منه لأنه كما قالت فيكي رجل منحل والمنحل يجب تجنبه كالطاعون
وأذا كان مصمما على السفر فلا مدعاة للخوف , حيث أن أنهماكه برحلته الطويلة سيلهيه عنها , رأت كيم أنها تستطيع زيارته
وفيما هي تفكر هكذا أجفلها صوت منزعج في الطرف الآخر من الخط
ووافقت فيكي في قولها أن لهذا الرجل سطوة تبعث القشعريرة , ومع هذا ما زال يحيرها بألحاحه على الزواج من فيكي.
منتديات ليلاس
"سأكون عندك في مدى نصف ساعة".
وأضافت :
" ولكنني غير متأكدة من أنني أستطيع مساعدتك".
" بالعكس يا آنسة مايفيلد , ستتمكنين من مساعدتي أكثر مما تتصورين".
أبتسمت كيم وهي ذاهبة لتأخذ معطفها ,مسكين جوليان , أنه لا يعرفها , كيف تستطيع أن تساعده؟ ولكن ماذا لو أكتشف لعبتها في قضية فسخ الخطوبة ؟
دخل الأطمئنان الى قلبها وكانت تغني بصوت خافت في طريقها اليه , الثلج يتناثر هنا وهناك ولكن السماء صافية ونور البدر الساطع يملأ الفضاء
ليلة بديعة للرحلات الطويلة , أعادت هذه الليلة الى ذاكرة كيم كيف كانت هي وصديقتها جاكي شريكتها السالبقة في الشقة تتجولان في السيارة الساعات الطوال في ليلة كهذه
وفي حينها أسفت لفراق جاكي , فهي .... كما تقول كيم , أستسلمت كبقية النساء اللواتي يغويهن الزواج , ويؤلمها ألا تجد واحدة ترفض وتصمد.
أوقفت سيارتها في باحة المبنى وكانت مصابيحها تسطع بأنوارها القوية على الحائط فتعكسها على وجه كيم داخل السيارة
مكنها هذا من ألقاء نظرة على نفسها في المرآة قبل أن تطفئها ,كان وجهها يشع بالصحة وعيناها تلمعان حيوية وشعرها الجميل يتدلى من تحت غطاء رأسها فتبدو كأنها حورية صغيرة.
وصلت باب مدخل الشقة وهي تلهث قليلا , وفتح الباب وهي تهم بقرع الجرس , رأت جوليان واقفا بالباب يتنقل بعينيه من وجهها الى سترتها بفروها الجميل ,ومن سترتها الى ساقيها وقدميها وحذائها الأبيض الثمين .
|