" سيأتي كعادته حوالي الثالثة".
ثم ألتفتت الى كيم وقالت:
" كيم , حبيبتي , لا تقفي هناك , دعيني أنظر اليك".
تقدمت كيم وأخذت اليد النحيلة الممدودة اليها ولكنها لم تجد ما تقوله غير:
"أتينا لك بالحلوى المفضلة لديك".
وجدت الخالة صعوبة كبيرة في الكلام وصوتها يكاد لا يسمع:
" شكرا... الفندق- تمنيت أن أراه , زارني نيل ومارجري يوم الثلاثاء وتكلما عنه , كلكم عملتم بجد ونشاط – تمنيت كثيرا أن أزوره".
منتديات ليلاس
كانت كيم كثيرة الوجوم ولم يكن جوليان أقل وجوما منها , أن خالته....
لا تشك في حالها , وهذا أحزنه كثيرا ,وقف جوليان وأجلس خالته في وضع يريحها.
" أستريحي يا خالتي , هل تستطيع كيم أن تقدم لك شيئا؟".
" كلا يا جوليان, الخادمة دونا قامت بما يلزم قبل أن تذهب , ولكنكما لم تأكلا بعد , هناك كل شيء في المطبخ".
خلعت كيم معطفها وعلقته وراء الباب ودخلت المطبخ , وكالمرة السابقة كانت تسمع ما يدور من حديث بين جوليان وخالته.
" هل فتشت يا جوليان؟ولكن كيم ترغب في منزل لها هي , خذها يا جوليان فتكونا وحدكما , ولم تسنح لكما الفرصة لتمضية شهر العسل نظرا لأنهماكما في أشغال الفندق _حدثتني مارجري عن كل ذلك , هل فتشت؟".
لم يجب جوليان على الفور وأنتظرت كيم لتسمع أجابته:
" ألقينا نظرة على فيللا هندية ونحن آتيان الى هنا , كلانا مهتمان بها ولذا سأرى ما يطلبه وكلاء البيع".
صعقت كيم , كيف يجرؤ جوليان على الكذب وبكل هدوء ولو لصالح خالته وهو يعرف أن كيم تستطيع أن تسمعه؟
لكنها أنهمكت في تحضير الطعام وعادت بذاكرتها الى الحديث عن الفيللا وهما في طريقهما لزيارة الخالة صوفي:
" غيرت رأيي , سنبقى في الفندق في الوقت الحاضر ".
" أنت الذي كنت تصر يا جوليان على البحث على بيت لنا".
" تغيّرت الأمور".
قال بأقتضاب.
" أي أمر؟".
فيكي؟ طبعا فيكي , فقد وجد أنه لا بد أن يتزوجها ,ثم أضافت:
" البارحة أكدت لي بأننا سنذهب اليوم لرؤية الفيللا".
" لقد غيرت رأيي".
نظرت كيم من طرف عينيها ورأت في وجهه دلائل الحزم فرأت أن لا حيلة في متابعة الكلام , لا بد أنه غير رأيه حول شراء المجوهرة التي وعدها بها , من الواضح الآن أن جوليان حول أنتباهه الى خطيبته السابقة
والطلاق سيكون أحد ذيول هذا التحول , أخذ قلبها يدق بسرعة ولم يهدأ الا بعد أن قطعا أكثر من نصف الطريق , هل تستطيع الوقوف في طريق زواجه من فيكي؟
عليها أن تقاتل أذن! بما أن جوليان تزوجها بأنذل الوسائل الأجرامية وعليه أن يتحمل مغبة ذلك
وصل الى سمعها صوت الخالة صوفي فعادت من الماضي الى واقعها الحاضر:
" لم أكن متأملة أن أراك متزوجا مستقرا وسعيدا , ولكنني لم أجسر على البوح بذلك , ولو نوهت بذلك ستكشتشف قلقي لأنك ذو دهاء , فتتزوج أول فتاة لمجرد أسعادي".
" كلا , هذا ليس حقيقة".
في تلك اللحظة أغلق الباب بعنف ولم تسمع كيم تتمة الحديث , ولكنها سمعت ما فيه الكفاية , ومن الغريب حقا أنها هي نفسها أعتبرت زواج جوليان غاية لأسعاد خالته علما بأنها لن تعيش أكثر من بضعة أشهر...
لكنه بذكائه رأى قلق خالته عليه وعلى مستقبله , فتح جوليان الباب ووقف يتفحص كيم , ثم قال:
" أخذ هذا العمل الكثير من وقتك, هل من مساعدة؟".
" ماذا تريد أن تشرب يا جوليان , شايا أو قهوة؟".
" أشرب ما تشربين".
قال جوليان هذا بينما كانت كيم تجمع الأطباق.
" سننتظر الطبيب الذي سيكون هنا حوالي الثالثة , أليس كذلك؟".
" نعم, لكن لا يجب أن تبقيا , وستكون دونا الخادمة هنا حوالي الساعة الثانية , أتركاني , فسأكون بحالة جيدة".
تجاهل جوليان توسلات خالته وجلس على المقعد بجانبها
كانت كيم تراقبه ورأت فيض الحنان الذي يكنه لخالته والعطف والعناية وتحيّرت في أمر هذا الغريب.
وصل الطبيب عند الثالثة وقام بالفحوصات اللزمة ثم خرج
ورافقه جوليان الى سيارته وعندما عاد نظر الى كيم نظرة ذات معنى ولكنه أبتسم في وجه خالته وقال:
" تعرفين يا خالتي , كان يجب أن تكوني معنا في الفندق عوضا عن أن تعيشي بعيدا عنا".
" تكلمنا عن ذلك من قبل وحاول نيل أقناعي , كلا , أنا مسرورة هنا ودونا جوهرة بين النساء ,وفوق ذلك كلكم تزورونني فماذا ينقصني بعد؟".
تنهد جوليان وذهب الى المطبخ حيث كانت دونا تحضر شرابا ساخنا للخالة صوفي
تكلم مع دونا وفهمت من كرمه أنه طلب منها أن تعلمه وتعلم نيل في حال حدوث أي طارىء بالنسبة الى خالته.
منتديات ليلاس
ترك جوليان وكيم الكوخ حوالي الخامسة مساء وبعد مسيرة ساعة أو ما يقارب سألته كيم أذا كانت الخالة في حالة سيئة.
" ماذا قال الدكتور هيوز؟".
" يومان أو ثلاثة , ( كان صوته خافتا وحزينا , سأعود هذه الليلة وسأصطحب نيل معي , ليتنا أسكناها معنا".
حزنت كيم لهذا الخبر لأنها أحبتها منذ أن تعرفت عليها ولكنها حزنت من أجل زوجها وأشفقت عليه
والغريب أن نيل لم يبد متأثرا كجوليان مع أنه كان االسبب في مرضها من جراء الحادث المروع
تنهد زوجها وقال:
" أنا أناني يا كيم , ( ونظر اليها) أناني لأنني رغبت في أطالة عمرها , وأذا عاشت فستكون مقعدة طيلة حياتها – ربما طريحة الفراش , علاوة على ذلك فأنها لن تعيش بلا أوجاع".
" أذن , ربما الأفضل أن ترحل".
ندمت لأنها تفوهت بهذه العبارة دون أن تفكر , وخشيت من ردة فعل قوية لدى جوليان .
" أنك على حق يا كيم , ( قال بهدوء ) هذا أفضل الحلول , لا يحق لي أن أتمنى لها حياة أطول".
******نهاية الفصل التاسع ******