كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" تبدو لي ظريفة الفيللا – أريد أن أراها".
" سنذهب الى هناك في طريقنا الى الى أنغلزي".
" سنزور الخالة صوفي غدا؟".
" أنها مريضة جدا يا كيم , جدا جدا , وهذا ما يحملني على ألا أزعجها مطلقا , أفهمت؟".
" نعم يا جوليان , فهمت".
منتديات ليلاس
عندما زارا الخالة صوفي المرة الماضية تشاجرا ولقي جوليان من كيم معاملة فاترة جدا وأثناء الزيارة كانت الخالة ترمقها من حين لآخر بنظرات فيها قلق
أما هذه المرة فوعدت كيم بأنها ستحرص على أن تبدو طبيعية , صحيح أنها في سرها كانت تلوم جوليان لكنها ندمت على فعلتها تلك.
بعدما أنتهيا من تناول القهوة تابعا سيرهما , قطعا أودية وسفوحا تغطيها مختلف النباتات ومرتفعات تكثر فيها البحيرات والجداول , وجهتهما القمم الشامخة
ولم يكونا وحيدين في نزهتهما أذ كانا يلتقيان من حين لأخر بغيرهما من المتسلقين , وكان ألتقاؤهما بالناس يخف كلما أقتربا من الأعالي حيث أصبحا وحيدين في عالم الصخور والشقوق التي كونتها الشمس والأمطار والجليد والتي ولّدتها حمم البراكين ....
يتسلقان أعلى ممر بين جبل كادر أدرس وجبل تيراومور ,وأحست كيم بأنتعاش في قلبها لم تألفه في حياتها وبشعور بالصحة المتفجرة .... صحيح أن الأرتفاع هائل ألا أنها على أحسن على ما يرام.
" أمامنا بعد أرتفاع ثمانمئة قدم , قال جوليان محذرا وهو يمسك بيدها , ما عليك ألا أن تطلبي فترة للأستراحة أذا شعرت بحاجة لها".
كان جوليان يبدو في سعادة لم تلحظها كيم من قبل كله أشعاع وصحة جامحة , كما بدا وجهه ملفوحا بلون البرونز ....
وأكثر وسامة , أما ما كان يستهويها فيه هو تلك الخطوط المبتسمة التي تتكون في زوايا عينيه.
" آه , وأخيرا, (قالت كيم وهي تتنشق الهواء) لقد كان صعودا شاقا يا جوليان!".
" لنسترح قليلا أذن, هل نتناول طعام الغداء أم الوقت ما زال مبكرا؟".
" الساعة تقارب الثانية عشرة,(قالت كيم ) أرى أن الوقت مبكر للغداء ألا أذا كنت جائعا , سأفعل ما يحلو لك يا جوليان".
" ما أجمل هذا الهدوء ,(قالت كيم) أشعر أننا نملك العالم بأسره".
" هي الجبال التي توحي لك بهذا الشعور , العزلة , الأبتعاد, هذا ما يدخل البهجة الى النفوس , كنت أجوب وحدي عندما كنا في أنغلزي ,كنا نمضي أيام الصيف في الكوخ أنا ونيل وعندما كنا صغيرين , الجزيرة خالية من الجبال من بعض الصخور المطلة على البحر والتي كنت أتسلقها وحدي".
" يبدو لي أن نيل لم يرافقك في جولاتك كثيرا".
كانت متلهفة لمعرفة المزيد عن طفولة هذا الزوج الغريب الأطوار والطباع المتباينة .
منتديات ليلاس
" لم نكن متجانسين أنا ونيل , أصدقاؤه ليسوا من ذوقي وأصدقائي ليسوا من ذوقه , تنهد ثم تابع , هذا مؤسف , فالفارق في عمرنا هو سنة واحدة فقط وكان في الأمكان أن نكون رفيقين ممتازين , نحن متقاربان الآن أكثر من ذي قبل ولكني أعزو هذا الى الحادث , في كل الأحوال , نيل تغير تماما وهذا ما يطمئن".
" هل كان لك أصدقاء كثيرون وأنت صغير؟".
" نعم , كان لي أصدقاء وأحيانا كنت أختار العزلة , لكن كان عددنا لا بأس به عندما كنا في عطلة , ( ونظر اليها نظرة ذات معنى وقال) هذا كان من زمن ,فقد شخت الآن".
" كلا , كلا ,ما زلت شابا!".
" أليس أبن خمس وثلاثين شيخا؟".
" كلا , ليس عجوزا".
|