وفجأة توقفت عندما أنتبهت لهفوتها , ذلك لا يهم طالما يجب أن تطلع فيكي على الحقيقة , لكن هذه سبقتها وقالت:
" أنك لا تحبينه , ألا تعترفي بذلك؟( وضحكت ضحكة بشعة) أنت قلت بأنه رهيب وقاس ومع ذلك تزوجته , لماذا.... هذا ما أريد أن أعرفه , كيف تزوجته ؟ قولي لي!".
كاد صوتها يكون صراخا ترفقه بضربات رجلها بالأرض , تضايقت كيم وملأت رئتيها بالهواء لتستعين بقوة الصبر
ولكن لا مفر لها من سرد القصة على فيكي , جلست كيم على حافة السرير وقصّت عليها كل ما جرى بينها وبين جوليان
كانت فيكي تنصت اليها بكل أنتباه غير مصدقة ما تسمعه ,والنقطة الوحيدة التي أخفتها كيم هي الغاية التي أرادها جوليان من زواجه منها , أرتأت أن تجعل فيكي تعتقد أنه تزوجها أنتقاما فقط.
منتديات ليلاس
" هذا يعني أنه أختطفك وتزوجك لينتقم , أوه , لا أستطيع تحمل ذلك!".
أجهشت فيكي بالبكاء ولكن كيم أعتبرت أن دموعها دموع حسد
لأنها تعتقد جازمة أن فيكي من النوع الذي يجد متعة في الأختطاف والتهديد , وتابعت فيكي كلامها:
" تصوري رجلا يتزوجك بعد أيام قليلة من فسخ خطوبتنا ..... يا له من رجل حقير , لا أعتقد أنني أحبه بعد كل هذا , كلا بل أكرهه!".
" وعليه فأنك لا تأسفين لأستحالة زواجك منه".
" كلا بالطبع........".
نمت نظرتها عن تردد في قولها , قالت:
" لقد بللت أفكاري , لا أعرف ما أقول , أريده لي طبعا , أنه يحبني".
قالت ذلك بصوت مرتفع جدا وهي تتفحص وجه كيم الشاحب لمعرفة عمق ردة الفعل فيها , وأضافت لتزيد من وزن كلامها :
" لا بد أنه كان يحبني والبرهان هو أنه تزوجك لينتقم لحبي!".
لم تنتبه كيم لمنطق هذه العبارة وهي ليست من النوع الذي يتحلى بالصبر ليحلل منطق المعاني
المهم في الأمر هو أن فيكي تعلم علم اليقين أن جوليان ما زال يحبها وألا لما تحملت مشاق السفر لتأتي الى الفندق آملة أن تتصالح وأياه , فماذا سيحدث الآن؟ داخلها أحساس بنذير شؤم , سألتها كيم:
" هل ستمكثين هنا طيلة الأسابيع الثلاث؟".
" بكل تأكيد , لأنني أعلم أن جوليان يحبني( قالت فيكي متحدية), ولهذا سنسوي خلافنا".
" يبدو أنك نسيت وجودي ,(قالت برفعة) , أنا زوجة جوليان برغم الظروف التي جمعتني به".
" وما المهم في ذلك"
قالت فيكي وهي تهز كتفيها:
" و عليك بالطلاق , الطلاق عملية سهلة , كل الناس يطلقون في أيامنا هذه , هل يهينك كلامي ؟( كان في صوتها رنة التقوى والورع).... أعترفت لتوك بأنك لا تحبينه".
وقوع جوليان بحب فتاة كهذه يفوق أدراكها , في الأمر سر لا تستطيع سبر غوره , هذا من جهة , أما من جهة أخرى فقد أقلقها ذكر الطلاق , هل يقبل جوليان به؟
فقد يكون ندم على عملية الأنتقام وتسرعه في الزواج منها , لذا يتحتم عليها أن تعرف , وبالرغم من وعدها لبديلتها أن تعود اليها في وقت قصير صعدت الى مكتب جوليان.
أستقبلها جوليان بأبتسامة حلوة وهي تدخل متباطئة ودقات قلبها تتسارع وفي حنجرتها غصة خوف:
" فيكي هنا".
قالت له دون مقدمات , فتح عينين واسعتين دلتا على الأستغراب بل عدم أستيعاب ما سمع:
" فيكي.... في الفندق هنا؟".
" صدف أنها حجزت غرفة لها عن طريق مارجري التي لم تميزها عن بقية النزلاء لجهلها بعلاقتنا بها .... يعني بصداقتك لها".
أبتسم جوليان بسبب التعديل الذي أدخلته كيم على عبارتها وأضافت كيم:
" أنت محق يا جوليان, لم تعد فيكي صديقة لي".
" قد تسببت لك في متاعب جمة( قالها بشيء من التردد ) ماذا تبغي؟".
ألقت كيم نظرة على المكتب وتحولت عيناها بسرعة على صفحتي دفتر المفكرة الملقى جانبا , جاءت لتطلع جوليان على نوايا فيكي
ولكن حبه لهذه الأخيرة حال دون ذلك , أتت اليه لتسوي الخلاف القائم بينهما ولتؤكد حبها له , لكن جوليان لا يقبل أي تعبير عن حب ألا من فم فيكي بالذات
فهل تنطلي عليه حيلتها؟ بالطبع يعرف أنها فارغة العقل... ويعرف أيضا كل ما فيها من نقائص , وقد أقر بذلك ... ومع ذلك فما زال يحبها.
شعرت كيم نفسها مخذولة لا سند لها فأتجهت نحو الباب لتخرج
توقفت عند الباب وقالت بصوت خافت مخنوق:
" ستطلعك هي على ما تريد , ما جئت ألا لأعلمك بمجيئها".
منتديات ليلاس
" مستحيل علي تصديق ذلك"
قالت مارجري وكأنها صعقت:
"من المؤكد أن شيئا ما وقع له لأنني لم أعهده كذلك".
كانت مارجري وكيم واقفتين قرب النافذة في الردهة الكبرى تنظران الى السهول المجاورة لأراضي فندق ستراتا كاديلا
قالت مارجري غاضبة:
" أنظري , أنظري .... يبدو أنه مغتبط بذلك , لو كنت مكانك لقمت بعمل شيء , أراك هادئة يا كيم , أم أنك غير مبالية؟".
كانت كيم تتبع الأثنين بنظرها وهما يسيران على سفح التل , كانت فيكي متأبطة ذراع جوليان وكانت قريبة منه
وهذا ما أثار غضب مارجري , ولكن كيم تنظر اليهما بصمت محاولة جهدها أقناع نفسها بأنها غير مهتمة .
" أنك تنسين الظروف التي تزوجنا فيها".
وبعد توقف قصير أضافت:
" ما زال جوليان يحب فيكي , فقد صرح لي بذلك".