كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم تقتنع بما عناه , أعتبرت هذا النوع من الأجابة فيه شيء من التهرب ولو أنه حطم آمالها , عضت شفتيها ندما على أبداء هذا السؤال
وقالت:
" لا أدري , قلت أن زواجك سيسعد خالتك وأعتقدت أنا أن هذا كان السبب في زواجك مني , لم يكن هذا السبب , أليس كذلك؟".
تردد بعض الوقت وكان يتفحص وجهها , موقفه لم يعجب كيم , كيف يسمح لنفسه بالتردد في الأجابة على سؤال بسيط جوابه نعم أم لا؟ أخيرا هز رأسه وقال:
" من أين أتتك هذه الفكرة؟ كلا يا كيم , سعادة خالتي صوفي لم تكن وراء زواجي منك".
أدارت كيم وجهها عنه , فبالرغم من بعض نواحي صفاته الحميدة فأنه لا يعرف رحمة ولا شفقة بمسائل تتعلق بأهوائه الفطرية
موقفه الآن لم يتبدل فهو يحتفظ بها برغم حبه لأمرأة أخرى تولاها عار وخجل من نفسها , لماذا لم ترحل هذا الصباح عوضا عن تحمل المذلة والأقرار في نفسها بأنها لم تهرب بسبب الفضول
منتديات ليلاس
فقط لترى تلك التي أتى بها زوجها لتبقى معهما في ستراتا كاديلا؟ لم يحول جوليان نظره عنها وفي عينيه التعابير الغريبة أياها
أغضبتها وقفته هذه كما أغضبتها برودته بينما ترزح هي تحت وطأة المهانة ,لم يبق أمامها ألا أن ترد عليه بقوة
فقالت وهي ترتجف:
" أنني أحذرك أنه حالما يحل أي شيء بخالتك سأرحل عن هنا , وأرجو ألا تقع عيني عليك ثانية طالما حييت".
" ترحلين؟".
دهشت كيم لأن تهديدها لم يثر فيه ألا نظرة أحتقار وهو يجول بعينيه فاحصا جسمها من رأسها الى قدميها .
" أعرف بأن موت خالتي سيعتقك من وعدك".
قال ذلك ووقف بجانبها كأنه برج هائل
ترى هل يعلم أنه بوقفته هذه يدخل الأضطراب الى نفسها؟ وقال:
" هل نسيت وعدك السابق عندما قلت أنك ستبقين معي الى الأبد؟ ".
قطبت جبينها وحاولت أن تتذكر أنها أعطت وعدا كهذا
وأجابت أجابة سطحية :
" آه , الوعد , لم اعتبره مطلقا ملزما نظرا للظروف التي أجبرت فيها على أعطائه".
" ربما أجبرت على ذلك.... أو بالأحرى وجدت أنه لا بديل لك عن ذلك ,ولكن الآن( ونظر اليها نظرة تساؤل) قد تتركينني ,. ولكن بدون أسف؟".
ماذا ينتظر منها ؟ هل يفترض أن عشقه أياها جلب لها غير الغضب والأزدراء ؟ غلى الدم في عروقها لهذا الأفتراض ورمته بنظرة حقد وقالت:
" في أستطاعتي أن أهجرك طبعا , وأسفي الوحيد هو لأنك دخلت حياتي".
تجهم وجهه بشكل أخافها فتراجعت قليلا بحركة عفوية:
" من الملوم في ذلك؟( صرخ في وجهها) , أسفك ليس أعمق من أسفي , لولا تدخلك في شؤوني لكنت تزوجت الآن المرأة التي أحبها!".
فيكي دائما.... فيكي....
" أنني أك..... أكرهك!".
ودت لو أنها لم تتفوه بذلك
وخرجت مسرعة من الغرفة وركضت الى غرفة الحمام تزيل آثار الدموع من عينيها , دموع الغضب... وعبثا حاولت الكف عن البكاء فقد أرخت لنفسها العنان.
مضى أسبوعان كانت خلالهما جيوش البنائين والنجارين والكهربائيين وغيرهم من العمال يتوافدون على ستراتا كاديلا بينما كان البستانيون منهمكين في زراعة النباتات والشجيرات وتوضيب المرجات الخضراء
وكان فصل الشتاء في تلك السنة ألطف بكثير من سابقه مما ساعد في الأسراع بالعمل , فقد تم أيصال خطي الكهرباء والهاتف فربط حياة المقيمين فيه بالمدينة , وكان جميع العمال يشتغلون بجد ونشاط لم يعرفوا مثلهما في حياتهم .
دهشت كيم أذ رأت أنها أصيبت بعدوى هذا النشاط وأندمجت كليا في العمل بدل أن تبقى منزوية تندب حظها وتلوم نفسها على الورطة التي أوقعت نفسها فيها
ومما زاد في رغبتها بالعمل هو رباط الصداقة المتينة التي توثقت بينها وبين مارجري وحريتها في العمل مع من تشاء
أما علاقتها مع زوجها فلم يطرأ عليها أي تغيير ولم تحاول كيم أن تقنع نفسها بأنها ما زالت تكرهه , وكثيرا ما كانت تتساءل كيف ستكون الأمور
التقرب من زوجها أم الهرب منه بدون أي أسف؟ في الوقت نفسه كان زوجها يحتدم غيظا لقولها أن أسفها الوحيد هو دخوله في حياتها.
وبينما كان العمل قائما على قدم وساق أتفقت كيم ومارجري أن تملا خارج المنزل في دفء الشمس وتحت السماء الصافية
في وقت كان أثناءه البستانيون يهيئون حديقة للورود وغيرهم يهيئون مساحة شاسعة من الأرض لتكون مرجا أخضر
أنهمكت المرأتان في أزالة الأعشاب من مدخل المبنى ثم أستمتعتا بجولة في الشمس الدافئة والمناظر الجميلة .
منتديات ليلاس
كانت رؤوس الجبال مغطاة بالثلوج ولكن الربيع راح يطل , من خلال بعض الأزهار التي برزت هنا وهناك على المنحدرات
ومما زاد الطبيعة جمالا سيول الثلج الذائب وأنسيابها الى الأودية , وتفجر الينابيع وأنتشارها وألوانها الفرحية تحت شعاع الشمس.
" أوه , أنظري يا كيم".
قالت مارجري منفعلة عندما وقع نظرها على رقعة صغيرة من الأزهار تجرأت أن تطل برأسها من بين الأعشاب الخانقة المحيطة بها , ثم أردفت :
" ألا ترين أن هذا الزعفران جميل".
بعد لحظة كانت الأعشاب قد أزيلت , قالت كيم أنها ترغب في قطف بعض الأزهار والأحتفاظ بها في الغرفة ولكنها تشفق عليها لحرمانها من بيئتها الطبيعية.
" من يدري, قد تصبح في الغرفة حيث الماء غذاؤها الوحيد".
توقفت كيم عن الكلام وفوجئت بجوليان واقفا وراءها , كانت يداه موحلتين بالطين
أبتسمت له مارجري لكنه لم ينتبه لذلك أذ كان يتطلع الى وجه كيم , أبتعدت مارجري وأهتمت بأنقاذ أزهار الربيع من الأعشاب.
" لم أسمع قط في حياتي شخصا يتفوه بعبارات كهذه".
قال جوليان ذلك وعلى وجهه بشاشة لا تظهر ألا في لحظات نادرة , نظرت كيم الى رقعة الأزهار وهي تنظف أصابعها من الطين:
" أي.... عبارات ؟
كان صوتها خافتا جدا.
|