كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قال ذلك بكل بساطة وأتجه نحو الباب , تبعته كيم بنظرها وفي عينيها دمعة
وفجأة تبينت لها حقارتها :
" الخالة صوفي .... هل هي مريضة لدرجة القنوط؟".
سألت جوليان قبل أن يخرج من الغرفة :
" أقصى ما تبقى لها ستة أشهر".
" أوه ... يا للتعاسة , وهل تعلم هي بذلك؟".
" ربما , لسنا متأكدين".
كان جوليان حزينا والكآبة متجسمة في عينيه.
" أنني.... أنني جد آسفة لكل هذا".
رأت نفسها مقصرة وغير لبقة ولم يكن لديها ما تضيفه فسألت عن معنى كلام مارجري عندما قالت أن جوليان أتى بها الى هنا بعيدا عن كل شيء .
دهش جوليان قليلا ولكنه قال موضحا:
" أنها تعني الفضيحة , ثرثرة الجيران والقيل والقال و تحملت مارجري الكثير , لذا ستعيش مع نيل هنا في القريب العاجل فأتيت بها أولا , كما ستقوم ببعض أشغال المراقبة فهذا المكان سيكون بيتها وقد لا يروقها بعض ما رسمت لها من أشغال".
ساور كيم تساؤل عما أذا كانت هي وجوليان سيعيشان هنا معهما ولكن جوليان قطع عليها تفكيرها عندما أردف قائلا:
" مكوثها هنا يبعدها عن المستشفى , لكن هذا لن يدوم أكثر من ثلاثة أسابيع وسأرافقها في سيارتي فلربما أثلجت السماء".
" أنك لطيف يا جوليان".
" ما سمعته الآن هو آخر ما أتوقعه منك .... عذرا سآخذ المصباح لمارجري وأثبته في مكانه".
مارجري.... أذن هذه الغرفة جهزت لها , بينما كانت كيم تعتقد كل ذلك الوقت أنها كانت معدة له هو
سمعت كيم مارجري تشكر جوليان وهذا الأخير ينبهها بألا تسرف في أستعمال الكهرباء ريثما ينتهي من معاملة أيصال الخط ربما يوم الأثنين
خرج جوليان من غرفة مارجري وسمعته كيم يدخل غرفة نومها هي , شعرت بأحساس غريب يدفعها لتدخل هي أيضا
كان واقفا أمام النافذة ينظر الى أعالي جبال كادر أدريس ويداه في جيبيه , يبدو أنه لم يشعر بدخولها لأنه لم يلتفت أو يقم بأي حركة .
بقيت كيم في الغرفة لا تفهم الأحساس الجديد الذي غزاها , مثلا: لماذا لم تغتنم الفرصة هذا الصباح وتهرب كما كانت عازمة أثناء تغيبه في المحطة؟ فسرت ذلك بأن فضولها لترى ( صديقته) منعها من ذلك وأما الآن........؟
منتديات ليلاس
لم يأت جوليان بأي حركة وظلت كيم ساكنة في مكانها تتأمل في ظهره العريض , أكتشفت أنه ليس ذلك المسخ الذي صورته فيكي لها ولا الرجل الذي كونته في ذهنها
على العكس , فبالرغم مما سببه لها من عذاب تعترف الآن أن أساسه طيب وأن بعض فضائله اللطف والشفقة والكرم
لا يهمه المال أذا أستغل للخير ,ولأول مرة رأته في أضواء جديدة , ورأت فيه الزوج لا الرجل الكريه الذي سلبها حريتها وأستقلالها , ومعاملته لها لا يمكن أن تحصرها في أطار ألا أذا كان لها سبب ومغزى.
هل ما نحته عن فكرها سابقا حقيقي؟ : أنه تزوجها من أجل الخالة صوفي كي يسعدها مدى ما تبقى لها من أشهر تعيشها ؟
فأذا صح ذلك وأذا كان زواج جوليان منها ليس رغبة فيها شخصيا بالرغم من أعترافه بحبه لفيكي فأن الأيام قد تشفي الجروح وجوليان قد ينسى فيكي – وكأنها أستفاقت من أحلامها- تساءلت أذا كانت حقا تريد الديمومة لزواجها والحياة مع هذا الرجل
تعهدت التهرب من الأجابة على سؤالها وتنحنحت لتلفت أنتباهه , لم يسمع و فهو غارق في أفكاره.
" جوليان....".
نادته بصوت ناعم , كان وجهه واجما متجهما.
"نعم؟".
وجدت صعوب كبيرة في صوغ عبارة تبدأ بها غير أنها قالت:
" هل ما قلت عن زواجك مني صحيح؟".
تورد وجهها ولكنها حدقت في عينيه بلا وجل , ولكنها حبست أنفاسها وهي تنتظر جوابا شافيا , فهل قرأ أفكارها؟
رأت الدهشة في عينيه , قال:
" وأي سبب آخر هناك؟".
|