كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
6- لدى زيارة خالة جوليان أكتشفت كيم وجود سر رهيب يختبىء في غموض علاقة الخالة بزوجها .... لكن جوليان لم يتكلم وهي لم تسأل .... والآن تظهر في الصورة أمرأة أخرى!
******************
بدأت رحلتهما من مقرهما في كادر أدريس متجهين جنوبا نحو وادي غانليود ومن هنا أنحدرا الى وادي فستينيوغ مارين بجميع القرى الجميلة في ريد ولانفروثن عابرين بمستنقعات مصب النهر ومنه دخلا ممر نهر غلاسلين الأعلى.
أثناء الأميال الأولى من رحلتهما لم ينبس أيهما بكلمة وكلما حاول جوليان الدخول في حديث كانت أجوبة كيم مقتضبة مما جعله ييأس فأطبق فمه وأهتم بقيادة السيارة
وكانت كيم هي التي قطعت حبل الصمت بالرغم من عزمها على كبت كل رغبة في الحديث وذلك بعد أن دخلا الممر :
" أوه... ما أجمله منظرا!".
" وهذا من أجمل الممرات الجبلية في ويلز ".
قال جوليان ممهلا في قيادته كي يتيح لها التمتع بالمناظر
كانت السيارة الآن تسير فوق منحدرات مخيفة بمحاذاة السيل الجارف
قال جوليان:
" سنعبر الآن قلب سنودونيا حيث المشهد أخاذ".
وصلا قرية بدغليرت في قلب الجبال بين ملتقى نهري كونواي وغلاسين
على يسارهما أرتفع جبل مويل هيوغ وأمامهما منظرقمة جبل سنودون الشامخ المتوج بالثلج
وقادهما الطريق داخل وادي نانت غويانت الصقيعي ودار بهما حول بحيرتي ديناس وغوبانت الخلابتين
ورأيا الى يسارهما أنحدارا عاموديا شديدا وما وراء ذلك رؤوس الجبال الشامخةالتي تناطح السحاب
دخلا واديا صقيعيا آخر , ممر لانبريس الجميل , وبعد أن قطعا أفون نانت وصلا بحيرتي بريس وبادارن الحدوديتين.
أنهما يعبران الآن مضيق مناي وعندما أصبحا على أرض جزيرة أنغلزي ذكرها جوليان بالدور الذي ستلعبه ونظر اليها ليرى رد فعل تنبيهه لكنها لم تحر جوابا.
" ستلعبينه أليس كذلك؟ ".
كان في صوته شيء من التهديد وشيء من القلق.
" سألعب ماذا؟".
سألته شاردة الذهن وهي تنظر الى قصر بوماريس الذي يحمل أسم القرية التي هو فيها , صرف جوليان أسنانه غيظا وقال مهددا بعد أن أوقف السيارة على جانب من الشارع:
" أنني أحذرك من خذلي".
أدارت نظرها اليه ولكنها ظلت صامتة
كرر تحذيره وتابع القيادة ولاحظت على وجهه شديد قلقه .... لا بأس , هذا درس له , أصبحت بوماريس وراءهما وسارا على درب شبه مقفر هي الأميال الأربعة الأخيرة الى بنمون.
منتديات ليلاس
كان الطريق المؤدي الى الكوخ جبليا شبه عمودي , ضيقا ووعرا , وسحرت بمنظر الكوخ ذي السقف الهرمي عندما توقف أمامه قائلا:
" قديم جدا وصغير...".
فتح جوليان باب الكوخ ودخلا الى غرفة , ظلت كيم واقفة بالقرب من الباب ورأت أمرأة ضئيلة الجسم جالسة على كرسي
كان وجهها هزيلا شاحبا مليئا بالتجاعيد , أحتفظت المرأة بساقممدودة على مقعد منخفض وبذراع مرتخ على ركبتيها.
" جوليان ".
أنتعشت المرأة لدى رؤيته .
" لقد وصلت أسرع مما توقعت لأنك قلت لي ستكون هنا بعد الظهر".
حاولت الأعتدال في جلستها وحولت نظرها الى كيم وراءه.
أسرع جوليان ليساعدها بالنهوض وكيم سمعتها تقول:
" أنك لطيف".
كانت تلهث كأنها تختنق وبلعت كيم ريقها , لا تبدو المرأة كبيرة في السن , وتساءلت كيم ما الذي أوصلها الى هذه الحال.
" خالتي صوفي".
قال جوليان وهو ممسك بيد كيم لقدمها اليها:
" هذه كيم , عزيزتي كيم , أقدمك الى خالتي صوفي".
مدت كيم يدها ونظرت الى زوجها بسرعة قبل أن تولي المرأة كل أهتمامها.
" أنا سعيدة برؤيتك".
صعد الدم الى وجهها مما زادها جمالا:
" كم أنا مسرورة بالتعرف عليك".
" كذلك أنا , يا عزيزتي , كم فرحت عندما كتب جوليان يخبرني بخطوبته , صحيح أنه كان سعيدا في عزوبته وخشيت أن يبقى بلا زواج طيلة حياته وقنطت من ذلك ,وها أنت هنا وكل شيء تم بسرعة فائقة".
توقفت لتلقط أنفاسها وأبتسامة الأرتياح ما برحت على شفتيها الشاحبتين ثم تابعت حديثها:
" الآن فهمت لماذا أنتظرت كل هذه المدة , أهنئك يا جوليان- أنها حلوة ولطيفة".
أخفضت كيم عينيها وهي تعلم أن زوجها كان ينظر اليها ويأمل في الوقت نفسه أن تكف هذه المرأة عن أطرائها
ولكن الخالة صوفي أستأنفت الكلام:
" لا عجب في أنك وقعت في حبها يا جوليان , أنها جميلة جميلة- خلابة في لباسها الأحمر المزركش بالفرو الأبيض".
أستراحت قليلا ثم تابعت قائلة:
" عزيزتي كيم , تجدين الوفير من الطعام في خزانة الأطعمة في المطبخ , تناولا شيئا ما".
توقفت فجأة عن الكلام ونظرت كيم الى جوليان بقلق شديد في عينيها :
" لا تقلقي يا عزيزتي ".
قال مطمئنا :
" ستكون الخالة صوفي على ما يرام بعد لحظة , أعطني معطفك".
خلعت ملابسها الخارجية
|